بقلم وردية بطرس
شاهدت الشابة الينا حنا ابراهيم عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لفنانة تصنع الاكسسوارات من طين "البوليمر" فأعجبت بالفكرة وصممت أن تقوم بالمثل... وبالفعل بدأت الينا هذه الحرفة فأبدعت واليوم لديها مجموعة جميلة ومميزة... وتجدر الاشارة الى أن "البوليمر" هي مادة نمذجة يستخدمها على نطاق واسع كل من الهواة والفنانين، وهي لينة ويمكن تشكيلها بسهولة في أشكال مختلفة. وما يميز عجين "البوليمر" هو أنه يتماسك عند خبزه، على الرغم من أن الصلصال يكون عادة طرياً ويسهل التعامل معه، نظراً لأن عجين "البوليمر" متعدد الاستخدامات، ويمكن استخدامه لصنع أنواع مختلفة من المجوهرات. ولعجين أو طين "البوليمر" الكثير من المزايا: يتشابه طين "البوليمر" في الاتساق مع البلاستيسين" اللين. لذلك يمكن صنع مجموعة متنوعة من الحرف اليدوية منه. ولجعلها فريدة من نوعها يتم اضافة الدهانات والتألق المتنوع الى الصلصال. وبعد المعالجة الحرارية تتصلب المادة وتصبح المجوهرات متينة للغاية، لذلك يتم ارتداؤها لفترة طويلة جداً. ويمكن العثور على اكسسوارات الطين مثل المواد المستخدمة في انشائها في الكثير من المتاجر.
الينا حنا ابراهيم وفكرة المشروع
ولنعرف أكثر عن كيفية صنع الاكسسوارات من عجين "البوليمر" تحدثت "الأفكار" مع الشابة الينا حنا ابراهيم الطموحة التي أرادت أن تقوم بهذا المشروع المميز ونسألها:
كيف راودتك فكرة صنع الاكسسوارت من عجين "البولمير"؟ ولماذا؟
لم يكن لدي أدنى فكرة عن كيفية صنع الاكسسوارت من عجين "البولمير"، وحتى لم أفكر يوماً بأن يكون لي عمل خاص أو مشروع معين له علاقة بالفنون، ولكنني أحببت الفكرة كثيراً ويسعدني أنني نفذتها. أحياناً لا يفكر الانسان بأن هناك مجالاً أو عملاً سيبرع فيه ما لم يحاول القيام بخطوة نحو الامام حتى لو لم تكن النتيجة مضمونة. لقد بدأ الأمر بطريقة لم أفكر بها حيث شاهدت فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي لفنانة تصنع من العجينة حلياً فأصبح لدي حشرية كيف ولماذا لا أقوم بالمثل أو أن أصنع حلياً من العجينة كما فعلت تلك الفنانة خصوصاً أن هذا العمل المميز لم أره من قبل في لبنان أو المنطقة، وهذا ما دفعني للقيام بهذ العمل الجميل الذي أحببته مع الوقت. كما يجب أن يفكر الشخص دائماً بأنه يمكن تنفيذ أي فكرة تخطر على باله أو أي عمل سواء في مجال الفنون أو غيرها. وطبعاً أصبح القيام بمثل هذه الأفكار والمشاريع أسهل بفضل الانترنت حيث يمكن أن يتعرف الناس عليها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
المواد المستخدمة
ما هي المواد التي تستخدمينها بصنع الاكسسوارات من عجين "البوليمر"؟
المواد التي أصنع منها هي عجينة اسمها
Polymer – clay"
" ، علماً بان عجين "البوليمر" هو نوع من طين النمذجة المتصلب على أساس "بوليمر بولي فينيل كلوريد" لا يحتوي عادة على معادن طينية، ولكن مثل الطين المعدني يُضاف السائل الى الجزيئات الجافة حتى يحقق خصائص عمل تشبه الهلام، وبالمثل يتم وضع الجزء في الفرن لتصلب. ويستخدم عجين "البوليمر" بشكل عام في صناعة الفنون والحرف اليدوية ويستخدم أيضاً في التطبيقات التجارية لصنع الأجزاء الزخرفية ،
وتُعجن ببعضها البعض وهي أساساً ملونة. وطبعاً نقدر أن نخلط لون بلون آخر لنحصل على لون ثاني، وبهذه العجينة نصنع شكل مختلف وتُوضع في الفرن لأنها مادة يجب أن تُطبخ من ثم تُجف لكي تكون النتيجة اكسسوار جاهز بالكامل.
وتتابع:
من السهل أن نصنع أي شكل نريد للاكسسوار تماماً كما نفعل بعجينة
Pate a modeler""
وبطبيعة الحال يكون هناك الشكل والتصميم الذي أريده حيث تُقطع ويُصنع منها أشكال مختلفة وتُوضع في الفرن على درجة حرارة معينة ووقت معين لكي تظل على المستوى نفسه. وعندما يتم طبخها تكون طرية قليلاً ولا تصبح قاسية وتنكسر، حيث يسألني الناس عما اذا تنكسر فأعلمتهم بأنه اذا لم تصبح قاسية فلن تنكسر ولهذا أحرص على أن تظل طرية لكي لا تنكسر بحال اذا وقعت على الأرض وما شابه أو عندما تُستخدم.
مواقع التواصل الاجتماعي يساهم بتنفيذ المشاريع والأفكار
نلاحظ اليوم بأنه عندما تُعرض أي فكرة مشروع أو عمل ما على مواقع التواصل الاجتماعي يلقى صدى طيب من قبل رواد المواقع، فالى أي مدى يساعد ذلك بانجاح أي مشروع يقوم به الشخص؟
هذا صحيح ،فمواقع التواصل الاجتماعي ساعدت كثيراً بايصال مشاريع وأفكار مميزة وجميلة لشريحة كبيرة من الناس الذين يتابعون مواقع التواصل الاجتماعي ويتفاعلون معها ويساهمون بنجاح الفكرة والمشروع بشكل كبير وجميل. ومن الرائع أن يتوفر بين أيدينا اليوم وسيلة تساعدنا بايصال المعلومات والأفكار للناس بطريقة سهلة وممتعة، فكما تعلمين أن معظم الناس يتابعون كل جديد على مواقع التواصل الاجتماعي أثناء تواجدهم في أماكن العمل أو البيت أو الأماكن العامة، بمعنى أنها متاحة للجميع بالتعرّف على أي منتج أو الاستفادة من المحتوى الذي يطلقه الشخص على مواقع التواصل الاجتماعي.
الشباب الجامعي وتحقيق أهدافهم
ماذا تنصيحن الشباب الجامعي الذي يتخرج ولا يجد عملاً؟
لا أعتبرها نصيحة ولكنني أود أن أشجع كل شخص تراوده فكرة مشروع ويعمل على تنفيذها مهما كانت صعبة وما شابه، لأن كل انسان قادر أن يحقق أهدافه اذا عمل وثابر وواصل جهوده. ولا شك أن خريجي الجامعات يواجهون مشكلة كبيرة بسبب البطالة وانخفاض الأجور بشكل كبير حيث لا يقدروا أن يتحملوا أعباء الحياة في ظل الظروف القاسية التي يمر بها لبنان، ولكن على الرغم من كل ذلك يمكن أن يفكروا بمشاريع بمختلف المجالات والاختصاصات واطلاقها عبر مواقع التواصل الاجتماعي خصوصاً اذا كانت أفكار مبدعة ومميزة فهي حتماً ستلقى صدى طيباً ، ويدفعهم للمضي نحو الأمام. ولقد رأينا في السنوات الثلاث الأخيرة كم من المشاريع الجميلة والمميزة التي أطلقت ونُفذت من قبل الشباب الذين لم يستسلموا للظروف الصعبة في لبنان بسبب الأزمة الاقتصادية الخانقة من جهة وجائحة الكورونا لأنهم آمنوا بأنفسهم وبقدراتهم ولم يقبلوا الهزيمة بل واجهوا وكافحوا وحققوا أحلامهم في بلدهم.
مواجهة التحديات
كيف يمكن أن يواجه الانسان التحديات عندما تكون الظروف المحيطة به صعبة ومعقدة خصوصاً في بلد يتخبط بأزمات كبيرة؟
لا شك أن الوضع في لبنان صعب من جميع النواحي، ولكن على الرغم من ذلك يمكن أن يواجه الانسان التحديات والصعوبات اذا كانت لديه الارادة والأمل وطبعاً، عليه أن يحلم ويعمل على تحقيق حلمه وطموحاته. ويسعدني أنني قمت بهذه الخطوة التي لم أفكر يوماً بأنني سأنجح بتنفيذ مشروع خاص بي. ونأمل أن يتحسن الوضع في لبنان لكي يتمكن الشباب من تحقيق أحلامهم وطموحاتهم في بلدهم الأم بدل البحث عن بلد بديل لهم لتحقيق أحلامهم.