كشف المخرج الأميركي" ستيفن سبيلبرج" أنه يعمل على مسلسل تلفزيوني مقتبس من سيناريو أصلي للمخرج الراحل "ستانلي كوبريك "عن الإمبراطور الفرنسي" نابليون"، في مشروع بدأ التحضير له قبل سنوات.
وتسلم" سبيلبرج "مؤخرا جائزة "الدب الذهبي" الفخرية من مهرجان "برلين السينمائي" عن مجمل أعماله التي غيرت تاريخ السينما، من "جوز" إلى "إي تي" مروراً بـ"تشيندلرز ليست".
وقال" سبيلبرج" (76 عاماً) في مؤتمر صحافي في برلين: "نحن بصدد التحضير لإنتاج ضخم لمسلسل من 7 حلقات لحساب قناة
(HBO)
الأميركية بالاستناد إلى هذا النص المكتوب عام 1961"
(The Fabelmans)اما حول فيلمه
فعلّق بالقول:"كان يجب سرد قصة فيها الكثير من اللحظات المضحكة، لكن أيضاً الكثير من المشاهد المؤلمة. مجرد إعادة إنشاء هذه المشاهد كان صعباً للغاية".
وتابع: "كنت أرغب دائماً في سرد قصة والدتي وأبي وأختي، وهذا النوع من الصراع بين الفن والأسرة، لطالما راودتني هذه الفكرة طوال حياتي، وقد رافقتني في كل أعمالي، كل أفلامي شخصية، والكثير منها يتمحورعلى العائلة، لكن لا شيء منها يضاهي بطابعه الشخصي هذا الفيلم.
ولفت إلى أنه "لا يزال متحمساً للغاية للسينما"، لافتاً إلى أن إيجاد قصة لتصويرها سينمائياً "يتفوق على كل شيء آخر في حياتي، باستثناء ربما ولادة طفل".
وكان استرجع" سبيلبرج" مراحل تصوير فيلمه المستوحى من سيرته الذاتية والذي يروي فيه قصة طفل يحاول التكيف مع انفصال والديه وينمّي بالموازاة شغفاً بالسينما، يسرد فيه سيرته، صغيرا ثم شابا، وذكرياته الحانية تجاه تلك الفترة التي شغف فيها بالسينما وقرر أنه يريد أن يصبح مخرجا.
ويتطور شغف الطفل بالسينما سريعًا، تشجعه والدته التي ورث منها شعلة الفن التي تحرق حاملها لو لم يحسن الاعتناء بها، بينما يتذبذب موقف والده، إذ يدعمه شرط أن تظل السينما لابنه هواية، إذ إنها لا تصلح لأن تكون أساسًا لمستقبله. وفي زيارة لخال الأم، يخبره الأخير أن الفن سيجبره يومًا ما على الاختيار بينه وبين عائلته، بل قد يمزّقه إربًا، كنبوءة عرّاف.
تمر الأيام وتتحقق تلك النبوءة، فخلال عمله على مونتاج فيلم وثائقي صوّره خلال رحلة عائلية، يكتشف العاطفة التي تجمع بين أمه وصديق العائلة (بيني)، يحرقه هذا السر ببطء، فلا يستطيع مواجهة والدته، أو التعامل معها بصورة عادية. ويفهم ما قاله الخال البعيد إن السينما كاشفة مخيفة، هي سحر لا يستطيع الفكاك منه، ولكنها قادرة على تدمير سعادته... وكلما فهم فن السينما، اضطربت حياته أكثر، يحاول الهرب من هذا الأسر ولكن لا يملك الشجاعة حتى للقيام بذلك.
وكان عُرض الفيلم للمرة الأولى في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي أيلول ( سبتمبر) 2022، قبل عرضه في افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يوم 13 تشرين الثاني ( نوفمبر) الماضي.