تفاصيل الخبر

زيــنـــــــة مـكــــــي: دوري فــــي ”مــذكــــــــرات عــشــيــقــــــــة ســابــقــــــــة“ أرهــقــنــــــي نــفــســيـــــــــاً!

07/04/2017
زيــنـــــــة مـكــــــي: دوري فــــي ”مــذكــــــــرات عــشــيــقــــــــة ســابــقــــــــة“ أرهــقــنــــــي نــفــســيـــــــــاً!

زيــنـــــــة مـكــــــي: دوري فــــي ”مــذكــــــــرات عــشــيــقــــــــة ســابــقــــــــة“ أرهــقــنــــــي نــفــســيـــــــــاً!

 

بقلم عبير انطون

صورة-زينة-مكي-1---A

أبرز ما يميزها أنها لا زالت على طبيعتها دون نفخ أو شد أو شفط، وليس الصبا أو الملامح الجميلة وحدها ما يشفع لها بالابتعاد عن كل ذلك، إنما الإصرار من زينة الطبيعية إلى أبعد الحدود، على أن تبقى كما هي. فـ«خلقة الله> ميزة نادرة في أيامنا، ميزة طُلبت لأجلها في دور تدخل به <ام الدنيا> العربية درامياً بحيث أصر منتجو مسلسل <اختيار إجباري> <على وش لبناني> طبيعي وغير مستهلك.

يتابع المشاهد زينة اليوم على شاشة <المؤسسة اللبنانية للإرسال> في مسلسل <الشقيقتان> بدور شادية، المحبة للمال والجاه، الباحثة عن عاطفة أبوية تجدها في مدير المعمل الذي تكسب فيه لقمة عيشها، فتسرق مجوهرات وصلتها على <طبق من هرب> لصبية تركت قصر والدها حتى لا تتزوج بشاب تحبه أختها، وتلجأ إلى البحر فتستقبلها <زيون> ربة أسرة تعيش من صيد السمك، ووالدة لصبيين وبنت هي <شادية>. تقرر الأخيرة بعد سرقة المجوهرات الزواج من حبيبها والهرب إلى خارج الحدود، وكأن ما من يحاسب ولا يراقب، وتتعقد الأمور..

فما الذي شد زينة إلى الدور حتى لعبته؟ ولماذا تنتقد الدراما اللبنانية؟ هي الوافدة إليها من عالم السينما حيث تركت بصمة في أكثر من دور بينها <حبة لولو> و<بينغو> و<نسوان ليش لأ> الذي يتمحور حول استلام المرأة للحكم ومحاولة الرجل استعادة سلطته، وماذا عن جديدها المقبل؟

مع زينة التي ولدت ونشأت في الكويت كان لقاء <الافكار>. تحدثت بلمحة سريعة عن عودتها إلى لبنان لدراسة الإخراج السينمائي، وصدفة لقائها بالمخرجة ليال راجحة بعدما عُرضت على الأخيرة صور لطالبات من جامعة <سيدة اللويزة> حيث كانت زينة تتابع دروسها في الإخراج، فاختارتها وأقنعتها بدور تمثيلي في فيلمها <حبة لولو> بعد أن كان هذا بعيداً عن خيال الصبية التي اختارت الإخراج بدعم من أهلها، ومعارضة من أساتذتها إذ كانوا يتوقعون لها مستقبلاً في عالم المواد العلمية التي برعت بها.

ومع زينة كان سؤالنا الأول:

ــ بدأت على الشاشة الكبيرة، وانتقلت إلى التلفزيون. هل كل ممثل يمكنه أن ينجح في المكانين معاً؟

- لا، وليس في لبنان الكثيرون من الممثلين والممثلات الذين يبرعون بالمستوى نفسه في المجالين، حتى أن عدد الممثلين السينمائيين ضئيل مقارنة مع الممثلين التلفزيونيين. وفي نطاق العمل هناك اختلاف كبير في إدارة الممثل وحركته، وفي إيقاع التصوير إذ يمكن إنجاز أربعة مشاهد في نهار كامل للسينما بينما يصل عدد المشاهد في التلفزيون إلى 15 في وتيرة سريعة، هذا عدا عن التباينات التقنية بالطبع.

وتزيد زينة:

- أنا شخصياً أحب السينما حتى ولو أن انتشار الدراما أكبر، بالنسبة لي لا تضاهيها لذة لأنني أستمتع في كل مشهد، آخذ وقتي كاملاً وأعيش الحالة بحذافيرها. إنها شغفي الأساس!

ــ هل تعيشين الدور معك خارج إطار التصوير، <شادية> مثلاً في <الشقيقتان>؟

- في بعض الأحيان. <شادية> لم أعشها خارج حدود التصوير إلا أنني أشتاق لها. الحالة التي تتحدثين عنها أصل إليها وتلبسني عندما <أتقمص> الشخصية حتى العظم، فتكون هذه مركبة وعميقة وأجعلها قطعة مني. هذا ما لم يحصل مع شخصية <شادية> التي كنت أستمتع وأنا أعد لها وأؤديها علماً أنها بعيدة عن شخصيتي ولهذا السبب اخترتها.

تسميع!

ــ تنتقدين الدراما اللبنانية وتقولين إن في بعضها لا تتعدى <تسميع> النص لبعض الممثلين؟ لماذا؟

- أنا أنتقد من دون أن أنكر أعمالاً نتقدم فيها. تنقصنا <الحقيقية> أي أن نكون حقيقيين في حالات وقصص تشبه واقعنا المليء بالقصص، والكثير من الأدوار تقدم بشكل سطحي، من دون دراسة للمشهد بشكل جيد أو عمل على سيكولوجية الشخصيات بشكل عميق ومقنع وربما السبب هو العجلة. نحن نفرح بالصورة والكادر الجميل والإنتاج الجيد في بعضه لكن هناك ما ينقص بعد في اختيار شخصيات واقعية تشبهنا. لا زلنا في الدراما عند القشور.

ــ هل تقولين ذلك بعين من درست الإخراج؟

- نعم وهذا ما يسمح لي بأن أنتقد بعين العارفة، لأنني أفهم لغة الكاميرا وكيفية التعامل معها وأعرف كيف تتم إدارة الممثلين.

ــ في <الشقيقتان> تتكلمين بطريقة ولهجة لم تقنعنا كمشاهدين أنك بنت البحر، وبنت صيادة بسيطة تعيش في كوخ على شاطئه..

- صحيح. وكنت أول من انتقدت نفسي في هذا الأمر. حتى بعض المصطلحات في المسلسل ليست كتلك المستخدمة في زمن الستينات، زمن المسلسل. كذلك لم نملك الوقت لنعمل على اللهجة بالشكل الكافي، والأمر لا ينطبق على <شادية> وحدها بل على <زيون> (رلى حمادة) وأخوي شريف (باسم مغنية) وجبران (نيكولا مزهر) ولما كان الحل باستخدام <اللهجة البيضا> كما نسميها، سرنا به علماً أنه لو أتيح غير ذلك لتطلب الأمر استقدام مدرب لتعليم اللهجات، وإعادة النظر ببعض التعابير المستخدمة.

ــ حتى <زيون> الرائعة في الدور لم تقنعنا في الشكل، فامراة مثلها عانت ما عانت تملك بشرة صافية خالية من أي شائبة أو <جعدة>؟

- لست أدري، وهنا لا أتكلم عن الرائعة رلى حمادة، لكن في بعض الأحيان يرفض النجوم إلا أن يظهروا بأبهى صورة وهذا ما يجعل العمل يفقد بعضاً من صدقيته.

ــ لكننا نعرف حرص المخرج سمير حبشي على عمله واهتمامه بالتفاصيل.

- لا يمكن لومه في الظروف الضاغطة.. لم نتحدث في هذا الشأن إلا أن ضبط جميع الأمور والانتباه لها يتطلبان فريقاً كبيراً.

ــ على الرغم من الانتقاد لـ<شادية> لماذا ترك الدور بصمة برأيك؟

- لأنه دخل في لاوعي المشاهد، وقد عملت على الشخصية من عقدة شعرها إلى ثيابها وأنوثتها ودخلت في سيكولوجية شخصية مماثلة تملك خيالاً أكبر مما يسمح به واقعها، وكأن في داخل هذه الصبية شاباً يسعى ويطمح ويريد أن يغير واقعه لكن في جسد فتاة تملك أنوثة طاغية..

ــ هل صحيح أنك اخترت دور <شادية> دوناً عن غيره وكان قد عرض عليك دور <ضحى> الذي تلعبه سارة أبي كنعان؟

تبتسم من دون أن تجزم أو تنفي وتزيد:

- لا أريد أن أعكر على أي دور أداه غيري، لقد اخترت دور <شادية> لأن فيه إضافة. لم أرغب باختيار دور تتعاطف فيه الناس معي، بل أن يتعرف إلي الجمهور في وجه آخر، ولما رسمت شخصية <شادية> في مخيلتي، وسّعت كلوديا (مارشيليان) دورها وأديته بشكل يستفز الكثيرين من المشاهدين.

عشيقة ..

صورة-زينة-مكي-2---A

ــ تصورون حالياً المسلسل السوري - اللبناني المشترك <مذكرات عشيقة سابقة> عن قصة وسيناريو وحوار الكاتبة نور شيشكلي وإخراج هشام شربتجي، هـــــل سيترك الدور بصمة في ذهن المشاهد كدور <شادية>؟

- أعدكم بالأفضل حتى. بصراحة، وأنا أقدم دور <شادية> كنت أتسلى، ألعب دوري وأعود إلى بيتي وأنا سعيدة بما قدمته، أما في <مذكرات عشيقة سابقة> فإنني أخرج من نفسي، أعيش حالة صعبة من العذاب الذي عرفته امرأة تعلم منذ البداية بخيانة زوجها لها مع ولية نعمتها ومصدر رزقها، إلا أن مرض ابنها يجبرها أن تبقى صامتة، إذ تخشى إن تكلمت من أن يمنعها زوجها من رؤية ابنها المريض والذي هو بأمس الحاجة للمال وللعلاج. هنا يمكنني القول بأنني تقمصت الشخصية حتى العظم حتى أنني كنت أبكي في بعض المشاهد من دون أن يكون ذلك مذكوراً في الورق. ألعب دور امرأة تكبت وجعها وجرحها. هي امرأة مكسورة وتملك عزة نفس كبيرة في الوقت عينه. هذا الدور عنى لي كثيراً لأنه يعكس حالة نساء كثيرات وبينهن من يعنين لي شخصياً.

ــ في السينما قدمت أدوار البطولة الأمر الذي تتنازلين عنه في الدراما، لماذا؟

- لأنني بدأت فيها بطلة فيما أسير خطواتي الواحدة تلو الأخرى في الدراما.

ــ هل سنراك على المسرح وأنت راقصة <باليه كلاسيك>.. ونرى بأنه يليق بك عمل استعراضي:

- المسرح أداؤه صعب وربما لا يساعدني صوتي، لكن من الممكن أن أعمل عليه بشكل مكثف، وهنا أقصد أيضاً لغة الجسد <المسرحي>. وفي النهاية، الأمر يرتبط بالدور المعروض علي ولا أقبل إلا أن أكون على قدر المسؤولية.

ــ هل ستشاركين في عمل خليجي وأنت ولدت وعشت في الكويت لفترة زمنية طويلة؟

- ليس هدفي السوق العربي أو الخليجي، علماً أن الأمر خاضع للدور الذي يلفتني. أنا لا أتقن اللهجة الكويتية تماماً كما أبناء هذا البلد الكريم الذي سيبقى دائماً منزلي وملاذي. ربما أتطلع بشكل أكبر صوب مصر أو أوروبا..

ــ ما هو الدور الذي تعتبرينه الأبرز في مسيرتك الفنية حتى الآن؟

- هناك الكثير منها لكنني أعتبر دوري في فيلم <حبة لولو> هو الأجمل، كذلك دور <ياسمين> في <درب الياسمين> الذي عرض على شاشة <المنار> عن امرأة جنوبية محجبة في أواسط التسعينات درست المحاماة ومارستها، تعيش وتقاوم برصانة وصلابة وبفكر نير مقدمة نموذجاً جميلاً.. والآن أعشق دور <سارة> في مسلسل <مذكرات عشيقة سابقة>..

ــ متى نرى توقيعك إخراجاً على فيلم جديد؟

- أقدم في كل سنتين فيلماً قصيراً كان آخرها <عم بيروح> مع ايلي متري والذي سيعرض في مهرجانات عدة، وأحرص على الإخراج حتى لا أنسى زينة خلف الكاميرا.

ــ وكان لك فيلم وثائقي قصير بعنوان <أنحني ولا أنكسر> عن تجربة شخصية خاصة بك، ما كانت هذه التجربة؟

- تحدثت في الفيلم عن تجربتي مع <الاعوجاج في الظهر> وكنت في الرابعة عشرة ما اضطرني إلى إجراء عملية جراحية صعبة من دون أن أتخلى عن هواياتي في رقص <الباليه> وركوب الخيل.

ــ وفي الدراما، هل سنراك مخرجة؟

- لا أملك الصبر لذلك، ربما اتجه لتصوير الإعلانات..

ــ و<الكليبات>؟

- لا، لأنني من غير المؤمنات بها. كنت أحبها مع نادين لبكي ومن بعدها، مع احترامي للعديدين من العاملين في هذا المجال لم أعد أجد ما يثير انتباهي.

ــ وماذا عن جديدك مع المخرج سليم الترك؟

- المشروع هو مسلسل بعنوان <تشويش> من إنتاج شركة <كينغ ست> ومن بطولتي مع نيكولا داغر وتمتد كل حلقة منه لعشر دقائق فقط تصور بطريقة السينما، وهو مزيج من الجرأة والرومانسية والحركة مع لمسات كوميدية خفيفة الظل.