تفاصيل الخبر

زينة الأعياد، حِرف، كتب، أثاث وغيرها الكثير.. في جو صديق للبيئة

29/11/2019
زينة الأعياد، حِرف، كتب، أثاث وغيرها الكثير.. في جو صديق للبيئة

زينة الأعياد، حِرف، كتب، أثاث وغيرها الكثير.. في جو صديق للبيئة

 

بقلم عبير انطون

 

كاراج سوق“: مفهوم عالمي يحط كل سبت وأحد في ”مار مخايل“!

سيدة مميزة اطلقت مبادرة مميزة في بيروت. السيدة هي جيهان زهاوي التي عاشت في لندن، تزوجت من لبناني، وهي عراقية المولد، والمبادرة هي سوق للبيع والشراء عند منطقة مار مخايل، اما الهدف فهو أبعد من جني المال، فما هي هذه المبادرة، ما الذي تقدمه قبيل الاعياد المجيدة، والى من تتوجه؟

مع مبتكرة فكرة <كاراج سوق> جيهان زهاوي كان لقاء <الأفكار> وجولة في افق السوق الذي لم يعتد اللبنانيون عليه بعد، علما ان جذوره ضاربة العمق في المجتمعات الغربية من بريطانيا الى فرنسا والمانيا وغيرها.

انطلقنا بالفكرة في شهر تموز (يوليو) الماضي، تقول السيدة جيهان لـ<الأفكار>. اول ما عدت من بريطانيا حيث عشت وتعلمت. شخصيا بدأت العمل وانا في سن الرابعة عشرة ما اكسبني خبرة حياة كبيرة، وادركت أيضا معنى التعب لجني المال. ارتأيت ان أضع فكرة السوق في لبنان موضع التنفيذ، ففي بريطانيا وفي نهاية كل أسبوع يمكن لأي مواطن ان يحمل ما لديه من مقتنيات لا يحتاجها للبيع في أسواق معروفة بأسعار زهيدة جدا وقد يكون ذلك في مدارس او أديرة او حدائق عامة او خاصة. يمكن القول أن <كاراج سوق> هي بمثابة سوق (كاربوت) اللندنية، التي تتيح للناس فرصة تسوق لا تشبه غيرها، من شراء وبيع من <البابوج إلى الطربوش>.. ولا بأس في أن اقول للناس، خاصة في هذا الوضع الاقتصادي الصعب، <تعوا اعملوا من اغراضكم شوية مصاري>، فهذه سوق تفسح المجال أمام الجميع بتوفير مصروف إضافي لهم في حال مشاركتهم فيها.

وتضيف زهاوي:

 ــ من هذا المنطلق كانت فكرة <كاراج سوق>، وبدأ عديدون يأتون بمقتنيات هم بغنى عنها في منازلهم فيعرضونها للبيع، وبالانكليزية يقولون بما معناه <نفاياتك هي كنزي> وما يمكنك ان ترميه قد أكون بأمس الحاجة اليه.

كذلك فإن الفكرة الاساس من المشروع هي تمكين النساء <شو ما عندك تعي بيعي>، اشغال يدوية، طبخات تحسنين صنعها، اغراض ما عدت بحاجة لها، واجني بعض المال مما يساعدك في هذه الايام الضاغطة اقتصاديا. كذلك، فإن القصد من المبادرة هو تمكين الشباب أيضا وتشجيع الطلاب والمراهقين فأدعوهم بدل ان يتسمروا امام هواتفهم الذكية لان يبتكروا، ويبدعوا، ويختلطوا عبر هذه السوق مع اشخاص مختلفين ومن مجتمعات مختلفة، ما يجعل <كاراج-سوق> في الوقت عينه مكان لقاء ينسج تواصلا بين أشخاص متباعدين جغرافيا ما يساهم في قبول الآخر والتفاعل معه.

 

<أبسايكل>..

ما يباع في السوق هو اي شيء يمكن ان يستخدم، تقول زهاوي التي تخصّصت في علم النفس قبل أن تدخل عالمي التسويق والتصميم. هنا يمكن التدوير واعادة التدوير بواسطة بيع القديم- الجديد

عبر <ريسايكلينغ>، <ابسايكلينغ>، اوالـ<ويست مانجمانت> (ادارة المخلفات)، ويمكن بيع الـ<فينتيج>، والأنتيكا، والاعمال اليدوية والفنية والحرفية، <الفاشن ديزاين>، الكتب، وكل ما يخطر على البال من قطع أثاث وأنواع صابون بلدي ومجوهرات حقيقية وزائفة وأوانٍ فضية فضلا عن أزياء أُعِيدَ تصميمُها. كذلك، انا لا اريدها سوقا عادية للبيع والشراء فقط، بل ان يدخل في جوهرها مبدأ <ايرن اند لورن> او <علِم وتعلم> اي ان تكون سوقا فريدة من نوعها! لذلك تجدونني أشجع بشدة ورش العمل والتدريب حتى يستفيد ايضا من يحضر الى السوق. اعطيكم مثلا بسيطا: في موسم اللقطين مثلا ومع <الهالويين>، اطلب من كل سيدة تعمل باللقطين ان تعلّم ما تعرفه لغيرها، فيكون ذلك تشاركيا.. حتى اليوغا مثلا، يمكن ان يعلّمها من يعرف أصولها وصولا الى الكثير من ورش التدريب حول مختلف المواضيع المستمدة من واقعنا اليوم. ففي هذه الاوقات العصيبة يجب ان نشبك ايدينا بايدي بعض لنقوم بما هو جميل ومفيد في آن معا.

 لا تنسى زهاوي ان تشير الى ان السوق تتضمن أيضا زاوية ابداعية فنية للاطفال، وأخرى للمأكولات والمشروبات اللبنانية من مربيات وعصائر وأطباق جبلية وحلويات مصنوعة في المنزل ولا تُتاح لنا الفرصة دائماً لتذوقها، كما وتحظى المونة اللبنانية بقسم خاص، مما يحرّك العجلة الاقتصادية لدى ربّات المنازل خاصة ويبعد عنهن شبح الضيق المالي، كذلك هناك زاوية موسيقية ترفيهية، واخرى لكتب مستعملة ومجلات قديمة للبيع، وطبعا الجمعيات الخيرية مرحب بها.

 

<كوزموبوليتان>..

اختيار <الكاراج> عند منطقة مار مخايل تحديدا مرده الى ان المنطقة <كوزموبوليتان> كما تقول جيهان، وفيها العديد من الأجانب. بالعادة، لا يشتري اللبناني او يبيع ما هو مستعمل سابقا او ما يسميه <سوكوند هاند> فيستغرب الفكرة، في حين ان الاجانب معتادون عليها لا بل يبحثون عنها، والناس تحب ان تشتري من هكذا سوق وهو مقدر من قبلهم. وتشير زهاوي ايضا الى ان مثل <كاراج  سوق> قد يشكل علاجا نفسيا لي ولغيري من مرض الاستهلاك والشراء المفرط، ومحاولة للاستفادة من اي غرض وتحويله من عدم مستفاد منه الى غرض جديد ومستخدم.

وتشرح أكثر:

- أنا مصممة أزياء، وغالبا ما اقوم في تصاميمي بـ<سايكلينغ> و<ريسايكلينغ> والـ<اب سايكلينغ> اي اعادة التدوير للافضل.. كل شيء اقلبه.. غطاء السرير يتحول شنطة أو بنطالا. اكتشفت هواية التصميم واعادة التدوير منذ نعومة اظافري، وكنت احول قطع القماش او غيرها الى لوحات فنية من خلال اضافات عليها أكان من الكروشيه او الاحجار البراقة او من خلال تغيير القصات فيها، فاجددها على طريقتي، بأسلوبي الخاص، واراعي في كل ما اقوم به البيئة وعطاياها. المهم بالنسبة لي الا أرمي شيئا، وشعاري <قص، لزق، وما تكبّ> فكل ما بين يدينا يمكننا ان نحوله لما يمكن ان نستفيد منه. استغرب من الناس التي ترمي اغراضا لا تزال صالحة للاستعمال، فأنا أعيد تدوير كل ما هو قديم، فاحول مثلا قطعة حذاء الى ديكور وخشبة مكتب الى مركب صغير، وجميعها من ضمن معايير الصداقة للبيئة التي في مقابل حمايتها لنا من الواجب علينا أن نحميها، وهذا كله يحمل توقيع <صنع في لبنان>. كما واستعين احيانا لانجاز تصاميمي بعدد من النساء ينفذن مقابل أجر ما

يساعدن به من تطريز او حياكة او غيرها، واقول للنساء انه يمكننا من خلال مواد بسيطة ان نتمتع باطلالة

خاصة تغني عن الماركات والأكسسوارات العالمية وارتدائها بطريقة عمياء.

 

50 الفاً..!

 من تموز (يوليو) حتى اليوم نفتح كل نهاية أسبوع وانا ادعو الجميع افرادا وجمعيات لنضع ايدينا بايدي بعض. افتتحنا في وقت صعب حيث كانت الناس في الجبل او على البحر، على اساس انه من اكتوبر الى ديسمبر سيكون الوضع افضل للناس، وهذا ما لم يحصل. قلصت الاسعار وجعلتها خمسين الفا بدلا من 50 دولارا لمن يريد استئجار طاولة (يعرض عليها ما يود بيعه)، واذكر ان المكان مجهز من كل النواحي. في الاضحى المبارك قدمنا المكان مجانا

للجميع، وكانت الحركة نشطة. اما اليوم، فان رسم الاشتراك الذي نستوفيه ليس سوى لتغطية النفقات حتى وانه لا يغطيها بالكامل، الا أنني مضطرة لاستيفائه لانني غير مدعومة من اية جهة وليس هناك اي رعاية رسمية وغيرها ولا انكر انني جلت على بعض الفعاليات ولم تكن مهتمة. هناك الآن حوالى 24 خيمة، ونتمنى ان تلقى قبولا قبل الاعياد المجيدة وادعو هنا جميع الحرفيين واصحاب الاشغال اليدوية ان يكونوا معنا.

 للاعياد المجيدة سنفتح السوق كل سبت واحد من التاسعة صباحا حتى التاسعة ليلا، وادعو من سيشاركون ان تكون اسعارهم مقبولة مهما كان ميدان مبيعهم، وفي الميلاد المجيد لا ننسى بعضنا ونقف اليد باليد للمساعدة.

<كاراج سوق> يستقبل الزائرين والعارضين لاغراضهم من مختلف الجنسيات. السؤال غير مطروح بالنسبة لي تقول جيهان خاصة انني بريطانية - لبنانية - عراقية. الانسان انسان. فمن انا لاحكم؟ ومن هذا المنطلق سبق وقدمت خلود خالدي مثلا وهي إحدى المشاركات الأردنيات في <كاراج  سوق> طبق الكنافة النابلسية حيث استقدمت من بلدها الام الاردن مختلف مكونات الطبق من جبن وسمن وبهارات حتى يتذوق اللبنانيون طعمها الفاخر.