تفاصيل الخبر

زيارات متتالية للقيادة العسكرية الأميركية لبيروت هدفها ”متابعة“ جهوزية الجيش في مواجهة الإرهابيين!    

10/06/2016
زيارات متتالية للقيادة العسكرية الأميركية لبيروت  هدفها ”متابعة“ جهوزية الجيش في مواجهة الإرهابيين!      

زيارات متتالية للقيادة العسكرية الأميركية لبيروت هدفها ”متابعة“ جهوزية الجيش في مواجهة الإرهابيين!    

 

توماس رايموندتتابع الأوساط السياسية والرسمية على حدٍ سواء، الزيارات المتتالية لمسؤولين عسكريين أميركيين للبنان، بحيث لا يمر أسبوع إلا ويأتي وفد أميركي عسكري رفيع المستوى للقاء قائد الجيش العماد جان قهوجي، أو لحضور مناورة في نهاية دورة تدريب أشرف عليها ضباط أميركيون في إطار برنامج التعاون بين القيادتين اللبنانية والأميركية. وتُبدي هذه الأوساط <ارتياحها> لمستوى العلاقة القائمة بين القيادتين العسكريتين اللبنانية والأميركية، ما يترك انعكاسات ايجابية على القدرات التي توفرها القيادة الأميركية للجيش اللبناني، لاسيما في المواجهة المستمرة مع التنظيمات الارهابية على الحدود اللبنانية ــ السورية.

وفي هذا السياق، أكد مصدر عسكري لبناني لـ<الافكار> أن لبنان بات على خريطة الدول التي يدعمها المجتمع الدولي، ولاسيما الإدارة الأميركية في مواجهة الإرهاب من جهة، ولإعداد الوحدات القتالية العسكرية من ذوي النخبة من جهة ثانية، وهذا الأمر غير مرتبط بالاهتمام الأميركي بالملف النفطي الذي كان محور زيارة منسق شؤون الطاقة الدولية في الخارجية الاميركية <اموس هوكشتاين>، ولا بالملف المالي الذي عالجه في الأيام الماضية نائب وزير الخزانة الأميركية لشؤون الارهاب <دانيال غلايزر>، لاسيما وأن المتابعة الأميركية العسكرية للجيش قديمة العهد وسبقت كل التطورات العسكرية والمالية والاقتصادية التي استجدت بعد اندلاع الحرب السورية. وأشار المصدر الى أن طبيعة التعاون العسكري تدرجت لتبلغ مستوى عالياً بعدما أصبح لبنان عضواً في الحلف الدولي في مواجهة الإرهاب الذي نشأ في شهر أيلول/ سبتمبر 2014 عقب اجتماع جدة، ومن بعد هذا الاجتماع لم يغب لبنان عن أي من المؤتمرات العربية والدولية وصولاً الى لقاءات القاهرة، وكل الاجتماعات التي تناولت الوضع في سوريا، وتلك التي عُنيت بوضع برامج دعم الدول المجاورة لسوريا خصوصاً في ما يتعلق بأزمة النازحين.

 

هبات معلنة وأخرى غير معلنة

وتحدث المصدر عن هبات عسكرية ــ أميركية تصل الى الجيش والقوى الأمنية ويبقى بعضها بعيداً عن الإعلام، وهذا ما شجع دولاً عدة الى تقديم العون للجيش اللبناني، إلا أن حجم مساعداتها لم يصل الى مستوى المساعدات الأميركية التي وصلت في مرحلة من المراحل الى أن تكون خطاً مفتوحاً لإيصال ذخائر ومعدات احتاج اليها الجيش خلال مواجهاته مع التنظيمات الارهابية، لاسيما بعد عملية عرسال في الثاني من آب/ أغسطس 2014. وبفضل هذه المساعدات وغيرها، باتت القوى العسكرية ممسكة بالمعابر القائمة على خطوط التماس، إضافة الى المعطيات الاستخباراتية التي تأمنت للجيش والذي تمكن من خلالها من <اصطياد> أعداد لا يستهان بها من الإرهابيين، لاسيما الذين شكّلوا خلايا نائمة و<أفاقوا> لتنفيذ مهمات محدّدة داخل لبنان. وقد تم إحباط الكثير من هذه الاعتداءات الارهابية قبل حصولها وكان آخرها قبيل الانتخابات البلدية والاختيارية التي أشار إليها وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق في مؤتمره الصحافي الذي قيّم فيه مراحل الانتخابات في كل المحافظات اللبنانية.

ولعل أكثر ما يريح القيادة العسكرية اللبنانية هي ردود الفعل المثنية على اداء الجيش، والتقييم الذي يضعه الضباط الذين يحضرون من الولايات المتحدة الأميركية، والتصنيف العالي للضباط والعسكريين اللبنانيين، لاسيما في <قوى النخبة> الذين يخضعون لتدريبات مختلفة، وهذا ما سمعه قائد الجيش العماد جان قهوجي من الوفود الأميركية المتتالية خلال شهر أيار/ مايو الماضي من كل من: قائد مشاة البحرية في القيادة الوسطى الأميركية الجنرال <ويليام بايدلر>، و<مارك لويس> من مكتب نائب وزير الدفاع الأميركي للعمليات الخاصة ومحاربة الإرهاب، وقائد القوات الخاصة الاميركية الجنرال <توماس رايموند>، وهؤلاء أجمعوا على استمرار توفير حاجات الجيش اللبناني، ولاسيما زيادة الدورات التدريبية، والتجاوب مع لبنان في زيادة الأسلحة النوعية للرصد من الجو والبر وعبر تقنيات التنصت على الاتصالات اللاسلكية التي يستخدمها المسلحون، ما ساعد الجيش في تنفيذ عمليات استباقية نوعية.

تجدر الإشارة الى أن المحاولات الارهابية الثلاث التي كشف عنها الوزير المشنوق أعد لها تنظيم <داعش>، وكانت تهدف احداها الى تنفيذ عملية تفجير في منطقة ملاهٍ ليلية في بيروت لزرع الفوضى في العاصمة قبيل بدء العملية الانتخابية فيها، فيما كانت العملية الثانية سوف تستهدف كنيسة ودار عبادة. أما الثالثة فكانت ستحصل في الضاحية الجنوبية بالتزامن مع بدء شهر رمضان المبارك، ما دفع القيادات الامنية الى اتخاذ إجراءات مشددة في الضاحية بعد فترة من الاسترخاء. وأكدت مصادر أمنية أن هذه الإجراءات الوقائية ستكثف خلال شهر رمضان المبارك الذي بدأ قبل أيام تفادياً لأي ثغرة يمكن أن ينفذ منها الارهابيون لترويع المواطنين الآمنين خلال الشهر المبارك كما حصل قبل مدة.