تفاصيل الخبر

زيارة فرنجية الى موسكو كرست "خصوصية العلاقة" وتوافق على استمرار التواصل... والتعاون مستقبلاً!

19/03/2020
زيارة فرنجية الى موسكو كرست "خصوصية العلاقة" وتوافق على استمرار التواصل... والتعاون مستقبلاً!

زيارة فرنجية الى موسكو كرست "خصوصية العلاقة" وتوافق على استمرار التواصل... والتعاون مستقبلاً!

  [caption id="attachment_76133" align="alignleft" width="225"] النائب سليمان فرنجية ونائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف[/caption]

إذا كان النقاش حول الأزمة الاقتصادية والمالية، ثم "اجتياح" وباء "الكورونا" مناطق لبنانية، سرقا الأضواء من غيرهما من الأحداث، فإن زيارة رئيس تيار "المردة" النائب والوزير السابق سليمان فرنجية الى موسكو، كانت محطة لافتة في المسار السياسي اللبناني وإن كانت لم تحظ بالاهتمام الاعلامي التي تستحق بسبب أزمتي "اليوروبوندز" و"الكورونا"... فالزيارة من حيث التوقيت كانت لافتة، ومن حيث المضمون يبدو انها تندرج في إطار الرغبة الروسية بتوسيع إطار التواصل مع القيادات اللبنانية لاسيما تلك التي لها مكانتها السياسية في لبنان والتي قد ينتظرها مستقبلاً لاسيما وان فرنجية كان مرشحاً رئاسياً بامتياز قبل أن تتبدل الوقائع والمعطيات وتذهب الرئاسة لـ"الجنرال" ميشال عون رئيس "التيار الوطني الحر".

من الواضح ان زيارة فرنجية الى موسكو لم تكن زيارة سياحية أو من باب ممارسة هواية صيد الطيور والحيوانات التي يهواها "البيك الزغرتاوي"، لأن اللقاءات التي تحققت خلالها تؤشر الى ما هو أكثر من تجديد التواصل مع موسكو الذي لم ينقطع يوماً بل أصابه بعض التراجع الذي سرعان ما استعاد حيويتيه مع الزيارة التي كان قام بها النائب طوني فرنجية قبل مدة الى موسكو والتي مهدت، على ما يبدو، لزيارة والده التي حظيت أيضاً باهتمام الرئيس سعد الحريري الذي أوصى مستشاره في روسيا جورج شعبان، الذي يتمتع بحضور لافت في الادارة الروسية، بأن يواكب زعيم "المردة" ويسهل كل ما يتصل بالزيارة وبمواعيدها.

الزيارة الى موسكو استمرت يومين ورافق فرنجية الأب نجله النائب طوني والوزير السابق روني عريجي والمستشار انطوان مرعب، والتقى نائب وزير الخارجية "ميخائيل بوغدانوف" طوال ثلاث ساعات حيث تناول الطعام الى مائدته، ثم أتبعها بلقاء مع وزير الخارجية "سيرغي لافروف" بحضور كبار مستشاريه المتابعين لملف لبنان والشرق الأوسط حيث تقول المعلومات، ان قنوات مباشرة فتحت بين الجانبين ولم تكن هذه العلاقة تقتصر على السفارة الروسية في بيروت فحسب. وبدا واضحاً ان مصادر "المردة" لم تشأ الاستفاضة في الحديث عن هذه الزيارة التي اكتسبت أهمية خاصة، واكتفت بالإشارة الى ان البحث تناول الأوضاع العامة في لبنان وتركز خصوصاً على الوضع في المنطقة عموماً، وفي سوريا خصوصاً لاسيما وان الضيف اللبناني تربطه علاقات صداقة متينة مع الرئيس السوري بشار الأسد، حليف الروس في مواجهة الحرب على سوريا. ولعل ما يضفي على الزيارة بعداً خاصاً، هو ان موسكو كانت على علم بأن فرنجية كان مرشح الرئيس الحريري للانتخابات الرئاسية العام 2016 قبل أن تتجه الرياح صوب الرئيس عون، وبالتالي فهو ما زال في نظر الروس وغيرهم من الأسماء الجدية التي يمكن مقاربتها لخلافة الرئيس عون بعد انتهاء ولايته في العام 2022. لذلك لم تستبعد المصادر السياسية المتابعة أن يكون ملف رئاسة الجمهورية طُرح بشكل غير مباشر في محادثات فرنجية ــ "بوغدانوف"، فيما اقتصر اللقاء بين فرنجية و"لافروف" على البحث في القضايا الاقليمية والأحداث في المنطقة، إضافة الى العلاقات اللبنانية ــ الروسية على نحو عام.

 

موسكو تعرف من تستقبل!

 

المصادر السياسية المطلعة أشارت الى ان موسكو التي تعرف جيداً تاريخ آل فرنجية وعلاقتهم مع السوريين منذ أيام جده الرئيس الراحل سليمان فرنجية، تعرف أيضاً ان من استقبلته بحفاوة له أيضاً صداقات مع دول أخرى لا تلتقي مع الأسد، وفي مقدمها السعودية، ما يعني ان الرجل الآتي من زغرتا، قادر على استقطاب تأييد المتخاصمين إذا ما مالت الرياح بعد عامين ونصف العام صوبه كما حصل في العام 2016 من دون أن تكتمل "الفرحة". من هنا كان الحوار حول الواقع السياسي في لبنان مع الجانب الروسي حواراً منفتحاً على كل الاحتمالات خصوصاً ان فرنجية معروف بصراحته وتمسكه بمواقفه ورؤيته الى الأحداث وصانعيها. وفي رأي المصادر ان موسكو ترى انه من المبكر الالتزام بأي توجه، بل هي منفتحة على جميع القيادات اللبنانية ومن بينها رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل الذي زار موسكو قبل مدة وكانت له لقاءات مع مسؤولين روس من بينهم "بوغدانوف"، ما يدل على ان روسيا راغبة في مد جسور من العلاقات مع القيادات اللبنانية من دون أن تلتزم مع أحد في ما يمكن أن يحصل في المستقبل من تطورات سياسية خصوصاً في الاستحقاقات الأساسية.

في أي حال، تؤكد المصادر المطلعة ان البحث مع فرنجية والوفد المرافق شمل أيضاً مستقبل الأوضاع في المنطقة ولاسيما في سوريا حيث عرض فرنجية لوجهة نظره من المسائل المطروحة، بعدما أخذت الأوضاع في لبنان حيزاً كبيراً من النقاش، لاسيما منها الأوضاع الاقتصادية والتطورات المالية الأخيرة حيث لمس الزائر الزغرتاوي رغبة روسية في دعم لبنان ومد يد العون إليه في ما يمكن أن يحتاجه للخروج من المحنة التي يعيشها سواء اقتصادياً أو مالياً وإن كانت موسكو لا تدري حتى الآن الأسباب الحقيقية التي تجعل حماسة لبنان للتعاون معها "باهتة" على رغم رسائل الرد والرغبة في المساعدة التي أرسلتها الى العاصمة اللبنانية مع أكثر من رسول. وسمع فرنجية كلاماً روسياً بعدم الضغط على لبنان ليحدد خياراته مع تشجيع كل حوار بين كل القوى السياسية الفاعلة في لبنان و"عدم السماح للتدخلات الخارجية في شؤون لبنان الداخلية. كان واضحاً خلال المحادثات بين فرنجية ومستقبليه الروس ان ثمة رغبة في أن يتعزز الاستقرار في لبنان لأن في ذلك ما يساعد على استعادة بلاد الأرز لعافيتها. أما الحرص الآخر فهو على ان تتعزز أيضاً العلاقة بين فرنجية والجانب الروسي الذي رحب سلفاً بأي زيارة يرغب فرنجية القيام بها الى روسيا في ظروف أخرى، وفي ذلك ما يشير الى خصوصية العلاقة بين الطرفين، علماً ان فرنجية سمع استعداداً روسياً لمزيد من التعاون مع لبنان في مجال التنقيب عن النفط والغاز بعد الشراكة الأولى مع شركة "توتال" الفرنسية وشركة "ايني" الايطالية في التنقيب في البلوك 9 والبلوك 4، إضافة الى الاستثمار في منشآت النفط في الشمال من خلال شركة "روسنفط" الروسية.