تفاصيل الخبر

زيـــــارة عــــــون لرومـــــا أطــلـقـت شراكــة ثـلاثـيـــة مــع إيطـالـيـــا: دعم سياسي وأمني واقتصادي يحمي الاستقرار والصيغة الفريدة!

08/12/2017
زيـــــارة عــــــون لرومـــــا أطــلـقـت شراكــة ثـلاثـيـــة مــع إيطـالـيـــا:  دعم سياسي وأمني واقتصادي يحمي الاستقرار والصيغة الفريدة!

زيـــــارة عــــــون لرومـــــا أطــلـقـت شراكــة ثـلاثـيـــة مــع إيطـالـيـــا: دعم سياسي وأمني واقتصادي يحمي الاستقرار والصيغة الفريدة!

عون-الرئيس-الايطاليالزيارة الرسمية التي قام بها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لروما خلال الأسبوع الماضي والمحادثات التي أجراها مع نظيره الإيطالي <سيرجيو ماتاريلا> ورئيس الوزراء <باولو جنتيلوني> رسمت إطاراً متجدداً للعلاقات اللبنانية - الايطالية يقوم على ركائز ثلاث: الأولى دعم دور لبنان في محيطه والعالم وإبرازه كضرورة وكقيمة مضافة ينبغي المحافظة عليها من خلال المحافظة على استقراره الأمني والسياسي، والركيزة الثانية تقوم على دعم مؤسساته الأمنية وفي مقدمها الجيش لأنها قادرة وحدها على ترسيخ الأمان في البلاد مع التزام ايطالي بعمل القوات الدولية في الجنوب <اليونيفيل>، أما الركيزة الثالثة فهي اقتصادية تقوم على إعادة التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين الى المستوى الأعلى بغية استعادة ايطاليا المركز الأول كشريك تجاري للبنان بعدما باتت في المرتبة الثانية بعد الصين. وفي هذا السياق، كشفت مصادر الوفد اللبناني ابرز نتائج اللقاءات الرئاسية اللبنانية - الايطالية التي يمكن تلخيصها بالآتي:

- ضرورة بقاء لبنان بعيداً عن التوترات الحاصلة في منطقة الشرق الأوسط، مع العمل مع الدول المعنية للمساهمة في الإسراع بالوصول الى حلول تفيد الاستقرار في المنطقة نظراً لما يترتب عن ذلك من فائدة تعود على لبنان. - استمرار المساهمة الايطالية في عمل <اليونيفيل> في الجنوب وفق المهام المحددة لها بموجب القرار 1701 من دون أي تعديل يطرح تساؤلات عن توقيته وأهدافه. وفي هذا السياق، أكد الجانب الايطالي أنه في صدد ترشيح ضابط ايطالي لقيادة <اليونيفيل> فور انتهاء ولاية القائد الحالي مع مطلع السنة الجديدة، ولفت الجانب الايطالي الى أن المحاولات التي تمت قبيل التجديد لـ<اليونيفيل> في شهر آب/ اغسطس الماضي لتعديل في مهامها، لم تلق موافقة ايطاليا واسبانيا باعتبارهما من أكبر الدول مشاركة من حيث عدد عسكريي <اليونيفيل>.

- تأكيد ايطالي على زيادة التعاون الاقتصادي والتجاري بعدما باتت ايطاليا في المرتبة الثانية في الشراكة التجارية مع لبنان بعد الصين، علماً أنها ظلت لفترة طويلة في المرتبة الأولى. وفي هذا السياق، بدا الجانب الايطالي مرتاحاً لتزامن الزيارة الرئاسية مع ترسية تلزيم التنقيب عن النفط والغاز في الحقلين 4 و9 في الجنوب والشمال، الى <كونسورتيوم> يضم الشركة الايطالية الرائدة في مجال الطاقة <ايني> (ENI) مع شركة <توتال> الفرنسية وشركة <نوفاتك> الروسية. كذلك ستكون لايطاليا مساهمة ايضاً في إنجاز معامل لإنتاج الكهرباء عبر شركة <انسالدو> الايطالية التي تعمل منذ فترة في هذا القطاع لاسيما في معمل الزوق الحراري.

- إعادة برمجة أولويات المشاريع التي تمولها ايطاليا في المجالات التربوية والاجتماعية والانسانية وتقديم مساعدة بقيمة 90 مليون يورو لتغطية تكلفة هذه المشاريع، إضافة الى قرض طويل الأمد بقيمة 120 مليون يورو.

- في الشق الخارجي توافق لبنان وايطاليا على أولوية الحل السياسي للأزمة السورية مع ضرورة العمل على تأمين عودة النازحين السوريين الى الأماكن الآمنة في سوريا، مع مراعاة الظروف الخاصة بالنازحين لأسباب سياسية. وفي هذا السياق، بدا واضحاً أن ايطاليا تدعم بقوة المساعي المبذولة للوصول الى التسوية السياسية المنشودة تحت رعاية الأمم المتحدة، مع الأخذ في الاعتبار الواقع الراهن في سوريا بعد اندحار الإرهابيين وتقلص انتشارهم ما أدى الى تمدد سلطة الدولة واستعادتها لـ90 بالمئة من أراضيها من أيدي التنظيمات الإرهابية. وتقول مصادر الوفد اللبناني إن الجانب الايطالي يتعاطى بـ<واقعية> مع الظروف التي استجدت بعد التطورات الميدانية الأخيرة والتي تختلف عما كان عليه الوضع مع بداية ما عُرف بـ<الربيع العربي>، خصوصاً بعدما استطاع الرئيس بشار الأسد نسج علاقات دولية كان لها الفضل الأكبر بتحقيق التقدم الميداني للقوات الشرعية في مواجهة المعارضة والتنظيمات الإرهابية المختلفة.

ريادة في الحوار الأوروبي - المتوسطي

 

أما في الشق المتعلق بالحوار الأوروبي - المتوسطي من الزيارة، فإن الرئيس عون خاطب في الجلسة الافتتاحية، بحضور الرئيس الايطالي وأركان الدولة الايطالية، ممثلي الدول الاوروبية والمتوسطية المشاركة مع ضيوف آخرين من دول عدة بينهم وزير خارجية ايران محمد جواد ظريف ووزير خارجية مصر سامح شكري والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، مقترحاً وضع أسس لمعالجة مزدوجة كي لا يبقى العالم فريسة التطرف القاتل، الأولى آنية تقضي على الواقع الحالي، والثانية جذرية تمنع تكرار قيامه مستقبلاً من خلال القضاء على مسوغات وجوده أي الايديولوجيا. وفيما شدد الرئيس عون في مداخلته على ضرورة تطوير القيم الديموغرافية التي تحترم حق الانسان بالاختلاف وحرية المعتقد والتعبير والرأي وتحترم فرادته الدينية والعرقية والاتنية وتسمح له بعيشها، لفت الى أن تحديث التعليم والتريبة على القيم الديموقراطية بالإضافة الى الإنماء ومحاربة الفقر وخلق فرص العمل وتحرير المرأة، تواكب مجتمعة عملية الانتقال المتدرج للدول من الانظمة المتخلفة التي تشكل البيئات الملائمة لنمو الإرهاب والتطرف نحو الديموقراطية الكاملة وقبول الفوارق بين البشر. ولفت رئيس الجمهورية الى أن لبنان هو مجتمع تعددي بطبيعته يجمع المسيحيين بكل مذاهبهم والمسلمين بكل مذاهبهم ويتشاركون معاً الكثير من العادات والقيم والحياة الاجتماعية والسياسية، وانقساماتهم لم تعد تتخطى السياسة وسقفها وحدتهم الوطنية، قائلاً بأن هذه الرسالة هي التي دفعته الى التوجه للأمم المتحدة مرشحاً لبنان ليكون مركزاً دائماً للحوار بين مختلف الحضارات والديانات والأعراق داعياً المؤتمر الى تبني هذه الدعوة.