تفاصيل الخبر

زيـــاد حـــواط ومـشـــروع ”تــــلـيـفـريـك“ مـــن جـبـيــــل إلــى ديـــر مـــار شـربــــل بـكلـفـــة 10 مـلايـيـــن دولار!

20/05/2016
زيـــاد حـــواط ومـشـــروع ”تــــلـيـفـريـك“ مـــن جـبـيــــل إلــى ديـــر مـــار شـربــــل بـكلـفـــة 10 مـلايـيـــن دولار!

زيـــاد حـــواط ومـشـــروع ”تــــلـيـفـريـك“ مـــن جـبـيــــل إلــى ديـــر مـــار شـربــــل بـكلـفـــة 10 مـلايـيـــن دولار!

بقلم طوني بشارة

لائحة-جبيل-احلى---1

أوّل بلــــــديّة في لبــــــنان كانت في ديـــــــر القمـــــر عام ١٨٦٤ بعد اندلاع الحـــــرب الأهـــــليّة وإثــــــر اعــــــلان النظـــــام العضوي لجبل لبنان، في حــــين أنّ بــــــلديّة بـــــــيروت تمّ تشكيلهـــــــــا عــــــــام ١٨٦٧ في ظـــــــــلّ الحكم العثماني.

 في السنوات اللاحقة، تشكّلت بلديّات في مدن لبنان الرئيسيّة لا سيّما صيدا وطرابلس وذلك في خضم موجة التنظيمات. واللافت ان البلديّات عرفت نهضة جديدة خلال فترة الانتداب الفرنسي الّذي تمكّن جرّاء نفوذه من تطوير الإدارات العامّة، غير أنّ دور هذه الإدارات لم يصبح فعّالاً إلاّ في عهد اللواء شهاب الّذي أقرّ قانوناً حديثاً أدى الى إنشاء العشرات من البلديّات الجديدة.

والمتتبّع للاوضاع البلدية يعلم انه ونتيجة للاضطرابات السياسيّة الّتي حصلت عام ١٩٥٨، طلب الرئيس شهاب من <معهد البحوث والإعداد في سبيل التنمية> اجراء إحصاءٍ شامل عن مشاكل التنمية في لبنان، علماً أنّ هذا المعهد فرنسيّ، يديره الأباتي لويس لوبريه المعروف بأعماله في مجال التنمية الكاملة والمنسّقة الّتي تأخذ بعين الإعتبار تلبية الحاجات الإنسانيّة، وبعد إجراء تحقيق في كافّة المناطق حول المستويات المعيشيّة المستنفذة، تمكّن هذا المعهد من تقدير وضع الاقتصاد اللبناني الّذي بيّن عن ضعفٍ شامل، ممّا دفع بالمعهد إلى التوصية بتعزيز الأقطاب المناطقيّة.

بالمقابل، شهدت الحقبة اللاحقة تراجعاً في دور السلطات المحليّة: ولم يتمّ إجراء أية إنتخابات بلديّة بعد عام ١٩٦٣. ثمّ أتت فترة الحرب لتزيد الوضع تفاقماً، فتمّ تجديد ولايات المجالس البلديّة (حتّى عام ١٩٩٨) وفقدت البلديّات مواردها الأساسيّة.

 

التعريف العام للبلديّة

 

يدير البلديّات قانون أُقرّ عام ١٩٧٧ وعُدّل عام ١٩٩٧، وفي عام ٢٠٠١، تمّ طرح مشروع قانون لكنّه ما زال قيد الدرس في البرلمان حتّى الآن.

وينصّ البند الأوّل من المرسوم التشريعي رقم ١١٨ الصادر في ٣٠ حزيران/ يونيو عام ١٩٧٧ على ما يأتي: <البلديّة هي إدارة محليّة تمارس الصلاحيّات المعطاة لها من القانون ضمن إطار أراضيها>. وبذلك فإن البلديّة تتمتع بشخصيّة معنويّة وباستقلاليّة ماليّة وبقدرة على إدارة مصالحها المحليّة، ولكنّها تبقى تحت مراقبة وتدقيق السلطة المركزيّة، مما يعني ان البلديّة تقوم بوظائف عديدة أهمّها: إدارة الشؤون الصحيّة والصحّة العامّة، التمدّن، البناء، الخدمات العامّة، الأمن، تنظيم الطرقات، التخلّص من النفايات وتنظيف الطرقات.

ولكن بما ان القانون ذاته ينطبق على كافة البلديات في لبنان، فما سبب تميز بعض المناطق عن المناطق الاخرى؟ وهل ان الحظ يلعب دوره في هذا التمييز، أم ان التجاذبات الطائفية والسياسية هي التي منعت بعض البلديات من القيام بمهامها على افضل وجه؟ وما سبب تمييز بلدية جبيل عن غيرها من البلديات؟

أسئلة عديدة للإجابة عليها قابلت <الافكار> رجل الأعمال الطموح ورئيس بلدية جبيل زياد حواط الذي جعل بلدته أهمّ بلدة سياحية في لبنان. وما قاله القديس يوحنا بولس الثاني عن جبيل هو فخر لأبناء جبيل وللبنانيين. مشاريعه وخططه التطويرية لا تتوقف، فهو يعتبر أنّ مدينة جبيل هي كنز كبير للجبيليين وللبنانيين، وخلال هذا اللقاء بالرئيس الشاب تحدّث عن المشاريع المستقبلية لإنشاء مرفق سياحي اقتصادي ومركز تسوّق كبير وعن المشروع الأهمّ الـ<تليفريك> من جبيل الى دير مار شربل.

دور بلدية جبيل هو اظهار جماليات جبيل

ــ من المعروف أنّ مدينة جبيل كانت الأوفر حظاً بين المدن اللبنانية في الآونة الأخيرة، حدّثنا عن التميّز الذي تتمتّع به جبيل عن سواها ؟ وما هو دور البلدية في المشاريع الإنمائية للمدينة؟

- جبيل هي مدينة استثنائية بتاريخها والحضارات التي مرّت فيها، فهي ثاني أقدم مدينة في العالم وقد حصلت في الآونة الأخيرة على ألقاب عدّة ووصلت الى العالميّة، وكان آخرها اختيارها <عاصمة السياحة العربيّة للعام 2016>، وهذه الإنجازات التي حقّقتها مدينتنا المميّزة ليست فقط لأنّها الأوفر حظّاً، بل لأنّها برهنت عن جدارة في نقل صورة جميلة عن لبنان للبلدان العربية وللعالم كلّه، وما قاله البابا القديس يوحنا بولس الثاني عن أنّ لبنان هو بلد الرسالة، جسّدته جبيل في اعتبارات عدّة.

وأضاف:

- أمّا دورنا كبلدية فجاء ليظهر جماليات جبيل وينمّيها من خلال المشاريع التي حقّقناها من أجل رفع الغبن عن جبيل ووضعها في المكان الذي تستحقّه، وهدفنا الأوّل كان إعادة جبيل الى الخريطة السياحية العالمية وهذا ما حصل.

حواط وخطة العمل

 ــ اعتدنا رؤية جبيل مدينة متألقة على مدار عامين متتالين من حيث تميّزها بشجرة عيد الميلاد وتصنيفها من الأفضل عالمياً، ما جديد المدينة؟ وبماذا تعدون الشعب اللبناني؟

- ليس هناك من وعود للشعب اللبناني، بل هناك خطّة عمل بدأنا بها كمجلس بلدي ونحن نسعى جاهدين الى تحقيقها، وهناك عمل دؤوب ومشروع كامل متكامل وضعناه منذ استلامنا مهام العمل البلدي، وسيستمرّ هذا المشروع حتى في الولاية الجديدة وكل ذلك من أجل تحقيق المزيد من المشاريع الإنمائيّة والتطويرية، ومن أجل إبقاء جبيل في المرتبة التي وصلت اليها، لا بل إيصالها الى مراتب ومراكز أعلى، ترفع اسم لبنان واللبنانيين.

السياحة الداخلية في جبيل

 

 ــ تراجعت الحركة السياحية في لبنان بشكل ملحوظ نظراً للأوضاع الأمنية التي تمرّ بها المنطقة، اين هي جبيل من السياحة اليوم؟ وكيف تشجّع البلدية السياحة الداخلية في جبيل؟ وماذا عن توقّعاتكم للحركة السياحية لصيف هذا العام؟

- إنّ الحركة الاقتصادية في جبيل تعتمد على السياحة الداخلية أوّلاً، أي أن يأتي أبناء المناطق اللبنانية الأخرى الى جبيل من أجل الاستمتاع بكلّ ما تقدّمه لهم هذه المدينة من خدمات في المجالات كافّة. جبيل أصبحت مركزاً لاستقطاب الكثيرين، وبالتالي فإنّ حجم زوّارها في صيف 2015وفي فترة الأعياد كان كبيراً جدّاً.

وتابع قائلاً:

- العام 2016 هو <عام مدينة جبيل>، <عاصمة السياحة العربية>، فقد بدأت الاحتفالات والمهرجانات منذ بدايته، وقد شكّلت البلدية لجنة مخصّصة قوامها العديد من الفاعليات السياحيّة، الثقافية، البيئية والاقتصادية من أجل دعم حملة للمهرجانات طيلة العام 2016، واطلقنا <روزنامة> خاصة بفاعليات هذه السنة، ونتوقّع أنّها ستكون مميّزة على صعيد جبيل ولبنان أيضاً، ومعالم الزوّار والنشاط السياحي قد بانت منذ بداية الـ 2016.

حواط وحرصه ان يبقى قضاء جبيل مميزاً

ــ تتغنّى مدينة جبيل بالتراث اللبناني، الى أيّ مدى تساهم البلدية في الحفاظ على هذه الأصالة التي وللأسف نفتقدها في أماكن عدة؟

- مدينة جبيل هي كنز كبير جداً للجبيليين واللبنانيين، لهذا السبب عملت البلدية كل ما بوسعها للحفاظ على الإرث اللبناني التاريخي الموجود في <بيبلوس> من خلال المحافظة على المواقع الأثريّة القديمة التي ورثناها عن الشعوب التي مرّت من هنا، وقد استطعنا أن نحدّ من الموجة العمرانيّة التي تشوّه المناطق السياحية والأثرية، فأوقفنا أعمال البنيان داخل المدينة القديمة. لقد أطلقنا مسيرة انمائية في جبيل منذ تولينا مهام العمل البلدي، طالت جميع القطاعات. فجبيل تشبه عقد اللؤلؤ المترابط حيث كل حبّة منه لها أهميّتها، ومن أبسط واجباتنا كمجلس بلدي المحافظة على ما ورثناه من كنوز قبل بدء العمل بمشاريع جديدة، ومنها تأمين النظافة من خلال تحويل جبيل الى مدينة خالية من النفايات إضافة الى تحسين البنى التحتيّة، كما انّه من واجب البلدية المحافظة على صحة الإنسان الى جانب العمل الإنمائي، السياحي والثقافي، فجبيل هي امتداد طبيعي لقرى القضاء كافة ونحن حريصون على أن يبقى هذا القضاء مميّزاً.

حواط ومصلحة جبيل اولاً

ــ  يصرّ الجبيليون على إحراز الألقاب الجديدة، ما هي النقاط التي تعملون عليها من أجل الحفاظ على هذه الإنجازات؟

- المواقع الأثرية الفريدة والمميزة في الشرق، سياحة المطاعم والمقاهي والسهر، السياحة البحرية والسياحة البيئية، كل هذه المميزات الموجودة في جبيل، نعمل مع أهل المدينة للمحافظة عليها وإعطائها القيمة التي تستحقّها من خلال إبرازها بالطريقة التي تليق بها. ومن أجل الحفاظ على الإنجازات التي حقّقناها بفضل ثقة الجبيليين ودعمهم، نحن نعمل معاً من أجل مصلحة المدينة وإنمائها، ونضع السياسة والطوائف والمذاهب جانباً، هذا بالإضافة الى التضامن بين كلّ أعضاء المجلس البلدي وصدقهم وإمكاناتهم التي وضعوها في تصرّف مدينتهم التي آمنوا بها. لن نتهاون إذ لا يمكن الرجوع الى الوراء بعد كلّ ما وصلنا إليه.

واستطرد قائلا:ً

- تمثّل جبيل النسيج اللبناني الذي نتمنّى أنّ يعمّ في كل الوطن بدعم من الشباب اللبناني، لنتمكّن من تحقيق النقلة النوعية التي لطالما انتظرناها كلبنانيين، وحقّقناها كجبيليين في مدينتنا.

جبيل اصبحت بإنجازاتها مسؤولية الدولة اللبنانية

ــ ماذا عن العقبات التي تعترض المجلس البلدي في جبيل؟

- جبيل مدينة مميّزة جداً بتاريخها وثقافتها وحضارتها، وإلاّ لما كانت قد حصدت كلّ هذه الألقاب العالميّة من لقب <أفضل مدينة سياحية عربية> الى <عاصمة السياحة العربية لعام 2016>، فضلاً عن تصدّر صور زينة الميلاد في جبيل والشجرة أعمدة الصحف والمجلات العالميّة واختيارها من بين أجمل أشجار العالم. لهذا السبب، لم تعد جبيل فقط من مسؤولية ادارة المجلس البلدي أو رئيس البلدية أو القيّمين على أمور المدينة، بل هي مسؤوليّة الدولة اللبنانيّة وبالتالي على كلّ المسؤولين في القطاعات والوزارات صبّ جزء من اهتماماتهم في سبيل هذه المدينة التاريخية وغيرها من المدن اللبنانية الأخرى التي تعود بالفائدة على لبنان سياحياً واقتصادياً، وتأمين رعاية خاصة لها من أجل الاستمرار بهذا النشاط الإنمائي، الثقافي والسياحي الذي أطلقناه في جبيل منذ حوالى 6 سنوات.

 ــ ماذا عن المشاريع الحالية والمستقبلية؟

- المشاريع كثيرة وثقة الناس بالمجلس البلدي كبيرة، هناك أفكار تطرح ومشاريع تدرس. وثمّة مشروع جدّي لإنشاء مرفق سياحي اقتصادي كبير في جبيل في الجهة الشماليّة للمدينة، فهو حاجة ومطلب جبيلي ولبناني، كما وبدأ العمل لبناء مركز تسوّق كبير في جبيل وذلك بالتعاون مع القطاع الخاص.

 

جبيل وفكرة <التلفريك>

وأضاف:

- أمّا المشروع الأهمّ بالنسبة لجبيل والقضاء، فقد بدأت الاستشارات والدراسات حوله، وهو مشروع سياحي بيئي من مدينة جبيل حتى محمية بنتاعل في المرحلة الأولى، ثم من المدينة حتى دير مار شربل - عنايا في المرحلة الثانية، وقدّرت كلفة المشروع بأكثر من 10ملايين دولار، وستتضمّن المرحلة الأولى إنشاء طريق بيئية من شاطئ جبيل حتى محمية بنتاعل بمسافة 6 كلم، وهي طريق ستُستخدم للنزهات وركوب الدراجات. أما المرحلة الثانية، فتشمل استخدام <تليفريك> من جبيل حتى دير مار شربل، يراعي كل المواصفات البيئية والمعايير الدولية، على أن ينطلق من مدينة جبيل مروراً بالأملاك العمومية النهرية، وصولاً إلى دير مار شربل في عنايا، وقد باشرنا الاتصالات اللازمة مع المسؤولين في وزارة الطاقة والمياه، لكون الأملاك النهرية تدخل ضمن صلاحياتها.