تفاصيل الخبر

زرنا روسيا وأخذنا وعداً باستيراد الخضار والفاكهة والحمضيات والصناعات الغذائية من لبنان!  

21/08/2015
زرنا روسيا وأخذنا وعداً باستيراد الخضار والفاكهة والحمضيات والصناعات الغذائية من لبنان!   

زرنا روسيا وأخذنا وعداً باستيراد الخضار والفاكهة والحمضيات والصناعات الغذائية من لبنان!  

بقلم طوني بشارة

SAM_6817 من الطبيعي في ظل الوقت الراهن أن ينعكس التأزم السياسي والتدهور الأمني سلباً على الوضع الاقتصادي ويفاقم في أزمته هبوط المؤشرات المتعلقة بحركة القطاعات، وان ينسحب الأمر على الوضع الاجتماعي والمعيشي مع انخفاض معدلات النمو وارتفاع معدلات البطالة والفقر.

والمتتبع للأوضاع الاقتصادية العامة يلاحظ ان المؤسسات والقطاعات الإقتصادية للأسف باتت في وضعية تصريف الأعمال وتتبع استراتيجية البقاء والصمود وتحاول تمرير هذه المرحلة بأقل خسارة ممكنة، مع ما يستدعي ذلك على مستوى الشركات والجماعات من شد الاحزمة وإعادة ترتيب الأولويات .

فالتوقعات واستنادا الى نسبة النمو الاقتصادي التي لم تتخطَ 0,5 بالمئة خلال العام 2014 وحتى تاريخه، والتي رجحت ان يصل معدل التضخم في لبنان الى 6,3 بالمئة في العام الجاري، أكدت ان الاقتصاد اللبناني دخل وللأسف مرحلة غرفة الإنعاش.

وفي السياق ذاته توقع الصندوق الدولي ان يبلغ العجز في الحساب الجاري لميزان المدفوعات الخاص بلبنان 16,7 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي في عامي 2014 و2015، وان يرتفع العجز في الموازنة من 9 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي في العام 2014 الى 10,4 بالمئة في العام 2015، علماً ان بعض المحللين من فئة المتشائمين يرى ان نسبة الصفر بالمئة للنمو المتوقع في لبنان حالة واقعية في ظل تراجع المؤشرات الاقتصادية والركود الذي يخيم على الأسواق، إضافة الى موجات النازحين السوريين الى لبنان، واللافت ان البعض من المتفائلين أشاروا الى ان النسبة بلغت 1,5 بالمئة بسبب الجهوزية الدائمة لمصرف لبنان الذي بات بمثابة طوق نجاة للمؤسسات الصناعية.

في حال بلغت نسبة النمو 1,5 بالمئة او حتى وصلت الى 3 بالمئة، يكون الوضع الاقتصادي للأسف دخل مرحلة العناية الفائقة مما يستدعي جهوزية تامة لأصحاب الشأن من اجل إخراج الاقتصاد اللبناني من غرفة الإنعاش ودعمه ومساعدته لاستعادة نشاطه. الأمر الذي دفع رئيسة الدائرة التجارية والعلاقات لدى غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس ولبنان الشمالي الأستاذة ليندا سلطان الى توسيع دائرة العلاقات الخارجية على مختلف البلدان العربية الشقيقة والأجنبية، وتعزيز هذه العلاقات وتشجيع حركة الصادرات من مختلف المناطق اللبنانية بإتجاه الاسواق الخارجية.

وللإطلاع على هذه العلاقات قابلت <الأفكار> ليندا سلطان التي اعلمتنا ان غرفة طرابلس ولبنان الشمالي حينما تعتمد السياسة التسويقية للصادرات اللبنانية عبر اللقاءات والمؤتمرات، انما تهدف الى خلق بيئة تفاوضية مؤاتية لتعزيز حركة المفاوضات التجارية، والتخفيف عن المصدرين مشقة السفر وتكاليفه، والمصاريف المترتبة عليه والحد من الكلفة وكذلك اكتساب الوقت السريع لإبرام الصفقات التجارية المنتظرة، ولكن يبقى على المصدرين اللبنانيين اعتماد منهج تصديري يأخذ بعين الاعتبار مستلزمات معايير الجودة والسلامة الغذائية التي يعتمدها البلد المستورد.

من روسيا مع التمنيات

ــ يشدد أصحاب المؤسسات على الدور الذي تلعبه الغرفة في مجال توسيع دائرة العلاقات الخارجية، وعلمنا انه في الفترة الممتدة ما بين 4 و10 أيلول/ سبتمبر هناك زيارة عمل لعدد من رجال وسيدات الاعمال وكذلك المصدرين الى روسيا، وقد سبق ذلك وتحديداً في نهاية شهر تموز/ يوليو ان ترأست ليندا سلطان بعثة الغرفة الى روسيا فما الهدف من زيارة البعثة في نهاية تموز؟

- ان زيارة البعثة في نهاية تموز/ يوليو كانت الغاية منها اعداد الترتيبات المتعلقة بزيارة العمل الى روسيا الاتحادية في الفترة ما بين 4 و10 أيلول/ سبتمبر المقبل 2015 لعدد من رجال الاعمال وكذلك المصدرين اللبنانيين ، علما ان هذه الزيارة تنظمها الغرفة في مناخ من الشراكة والتنسيق مع السفارة اللبنانية في موسكو ومجلس الاعمال العربي الروسي، وبالتالي الاعتماد على دور المجلس وبموجب مذكرة تفاهم معه ممثلاً بمديره بالإنابة السيد <فلاديسلاف لوتسينكو> وذلك بهدف حث الجانب الروسي على تقديم التسهيلات كافة الممكنة لوفد القطاع الخاص اللبناني.

ــ يقال ان البعثة لاقت رعاية رسمية استثنائية من جانب السفارة اللبنانية في موسكو وكذلك من مجلس الاعمال العربي الروسي، فكيف تجلى هذا الاستقبال وبمن تم الاجتماع ومع من تم التنسيق؟

- بدأت حفاوة الترحاب تتجلى باستقبال البعثة، من مطار موسكو الى السفارة اللبنانية في موسكو، الى الفندق، الى توفير فرص اللقاء والتشاور مع كبار المسؤولين في مجلس الاعمال العربي الروسي، وغرفة تجارة موسكو، والسيدة <غلينا روكيتسكيا> رئيسة هيئة الرئاسة لمنظمات سيدات الاعمال، واجتماع عمل مع رجال أعمال روس مستوردين، وبرعاية كريمة مستمرة مشكورة ومثمنة عالياً من جانب السفارة اللبنانية في موسكو، وبشكل خاص الحفاوة التي أحيطت بها البعثة من جانب القائم بالاعمال ميلاد نمور. اما بالنسبة للمحادثات فقد اتسمت بدقة التفاصيل والتشاور بشأن البرنامج والترتيبات اللازمة المتعلقة بزيارة العمل التي تنظمها الغرفة الى دولة روسيا الاتحادية بهدف مساعدة رجال الاعمال اللبنانيين على استطلاع الأسواق الروسية والتعرف على المستوردين وكذلك تقنيات الاعمال اللوجستية من شروط الشحن، أصول التوضيب وطرق تحويل الأموال المتعلقة بآلية الاستيراد والتصدير.

اجتماع أيلول

ــ ماذا عن زيارة العمل التي ستعقد في الفترة ما بين 4 و10 أيلول وعلى ماذا ترتكز؟

- ان زيارة العمل التي تنظمها الغرفة مستمدة أساساً من الدور المميز الذي لعبه ويلعبه رئيس مجلس إدارتها الأستاذ توفيق دبوسي على مستويات مختلفة، وتهدف الى الإفصاح عن خيار يرتكز على عدة عوامل منها:

1 - العمل على تشجيع الصادرات اللبنانية باتجاه أسواق روسيا الاتحادية وتلبية احتياجات السوق الروسية الاستهلاكية من الخضار والفاكهة والحمضيات والصناعات الغذائية مع مراعاة كاملة لروزنامة المواسم الزراعية ومعايير الجودة التي يشترطها الجانب الروسي.

2- المساهمة في إزالة المعوقات من طريق انسياب الصادرات اللبنانية من زراعية وصناعية الى أسواق روسيا الاتحادية، بعدما سدت أبواب المعابر البرية من امامها، بسبب ما يشهده عدد من بلدان الجوار من ظروف امنية استثنائية، وبالتالي تصحيح ميزان التبادل التجاري بين البلدين، ليكون لصالح تعزيز حركة الصادرات اللبنانية، خصوصاً ان مؤسسة تشجيع الاستثمارات <ايدال>، قد اشارت في تقاريرها الى ان حجم الواردات الغذائية اللبنانية الى روسيا يصل الى 40 مليون دولار في العام في حين ان الروس يصدرون الى لبنان بما قيمته 400 مليون دولار أي بفارق 90 بالمئة لمصلحة الروس.

وتتابع سلطان:

- اما العامل الثالث فيرتكز على توسل تجربة أولية اطلقتها غرفة طرابلس ولبنان الشمالي وتتمثل بتقنيات التواصل المعاصرة، حيث أتيح  المجال لإجراء محادثات بين عدد من المصدرين الزراعيين ورئيس مجلس الاعمال العربي الروسي لتوثيق الروابط التجارية بين الجانبين اللبناني والروسي. وفي الاطار ذاته لا بد من ذكر عامل التركيز على القيام بمبادرات من شـأنها تحسين العلاقات الاقتصادية، ورفع مستواها بين لبنان وروسيا الاتحادية، لا سيما تعزيز حركة الصادرات الزراعية اللبنانية، وقد تجلى ذلك منذ المشاركة الفاعلة للموفد اللبناني الرسمي والخاص الذي زار دولة روسيا الاتحادية في خريف 2014.

وأضافت:

- وهنا أيضاً لا بد من التذكير بالاجتماعات واللقاءات الثنائية التي يجريها الرئيس مع السيد <الكسندر زاسبكين> سفير دولة روسيا الاتحادية في لبنان، لا سيما خلال الاجتماع الموسع الذي عقدته الهيئات الاقتصادية اللبنانية في أيلول/ سسبتمبر 2014 داخل مقر غرفة بيروت وجبل لبنان، وجمع بالإضافة الى رؤساء الهيئات عدد كبير من رؤساء الجمعيات والنقابات الصناعية والزراعية وكبار المصدرين اللبنانيين، بهدف متابعة البحث في موضوع التصدير الى روسيا، وأشار الرئيس الى ان المشاركة كانت مناسبة هامة حيث تم لفت نظر السفير الى أهمية موقع ودور ومكانة مدينة طرابلس ومنطقة الشمال، تلك المنطقة التي تمتلك مقومات القوة الاقتصادية والتي تساعد على تنامي حركة التعاون بين مؤسسات القطاع الخاص من كلا الجانبين الروسي واللبناني .

وتتابع سلطان:

- ولا ننسى أيضاً عامل التواصل المستمر مع مجلس الاعمال العربي الروسي عبر الاتصالات والزيارات الدائمة، والاعتماد بشكل أساسي على مذكرة التفاهم المبرمة بين الغرفة والمجلس، وما تجدر الإشارة اليه الى ان الغرفة هي عضو في اتحاد الغرف العربية وان هذا الاتحاد بالذات هو عضو مؤسس لمجلس الاعمال العربي الروسي وان مؤتمرات المجلس تتوالى كل سنتين وكافة الغرف اللبنانية والعربية على موعد مع الدورة الثانية عشر لمجلس الاعمال العربي الروسي ومعرض الفرص الاستثمارية والتجارية في 19 و20 تشرين الأول/ اكتوبر 2015 في مقر الاتحاد.

مع القطاع الخاص الروسي

SAM_6821

ــ ما الجدوى الاقتصادية لزيارة العمل في أيلول/ اكتوبر؟

- ان زيارة العمل هي فاتحة لتواصل تجاري مع الأسواق الأجنبية، وتصبح في المستقبل الواعد مقدمة ومدخلا لعلاقات تفاوضية تجارية تتيح لجميع المصدرين اللبنانيين من مزارعين وصناعيين ومن مختلف محافظاتهم ومناطقهم، وفي كل الأوقات فرصة الاتصال والتواصل مع القطاع الخاص الروسي بالرغم من المعرفة المسبقة بأن الاقتصاد الروسي هو اقتصاد موجه تلعب فيه دولة روسيا الاتحادية دوراً تدخلياً مع هامش واسع لمؤسسات القطاع الخاص. وان اهتمام غرفة طرابلس ولبنان الشمالي الأكبر باعتبارها ممثلة للمصالح العليا ولتطلعات القطاع الخاص، يتلخص بتعزيز حركة الصادرات اللبنانية باتجاه كل أسواق بلدان العالم وبشكل خاص الى روسيا الاتحادية وان هذه الخطوة الرائدة هي تجربة هادفة تضعها في خدمة المجتمع الاقتصادي اللبناني بكافة هيئاته ومؤسساته وشركاته، وستترسخ في القريب العاجل وتشكل خدمة نوعية متقدمة تساعد على ولوج المنتجات الوطنية اللبنانية لا سيما الزراعية والغذائية منها الى الأسواق الواسعة لروسيا الاتحادية، ونحن كجهات معنية نرى ان القطاع الخاص اللبناني بكل مكوناته هو الآن امام فرصة جديدة تساعد على تحقيق قفزة نوعية لا تكون مؤقتة بل تتسم بطابع الديمومة والاستمرار طويلاً، بل انها فرصة ممتازة تنم عن انشداد الى المصالح العليا لوطننا الحبيب بكل أبنائه ومناطقه ومكوناته وبلدان اغترابه.

مدد من الصين

ــ هذا على صعيد روسيا، فماذا عن المحادثات التي تمت عن طريق الكادر الإداري للسيدات في الغرفة مع الصين ومع الاتحاد العام للغرف مع دولة الامارات العربية المتحدة؟

- في الصين كانت هناك مشاركة في الدورات التدريبية الخاصة بالغرف التجارية والتي تعزز العلاقات مع الجانب الصيني في هذا المضمار، اما المباحثات التي أجريت في دولة الإمارات العربية فقد تمحورت مع الأستاذ حميد محمد بن سالم الأمين العام لاتحاد غرف التجارة والصناعة بدولة الامارات العربية المتحدة، حيث تناولنا العلاقات المشتركة بين القطاعين الخاص من كلا البلدين دولة الامارات والجمهورية اللبنانية، وبشكل خاص آفاق التعاون الثنائي المستقبلي مع غرفة طرابلس ولبنان الشمالي بحضور السيد احمد جامع القيزي مدير الإدارة الاقتصادية في اتحاد الغرف.

وتتابع سلطان:

- كما تم إجراء مباحثات مماثلة مع مجلس سيدات اعمال الامارات بدبي، وبحضور كل من السيدة فريدة العوضي نائبة رئيس مجلس إدارة سيدات اعمال الامارات، ثريا العوضي رئيسة لجنة العلاقات العامة بالمجلس، وآمنة حميد الشرع عضو المجلس، تمحورت الاجتماعات حول السبل الكفيلة بتوثيق العلاقات وتمتين الروابط على نطاق اتحاد الغرف في دولة الامارات وغرفة طرابلس ولبنان الشمالي ـ لا سيما في مضمار تقديم الدعم للمشاريع المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة التي تسجل تقدماً ملحوظاً في دولة الامارات العربية المتحدة.