تفاصيل الخبر

زحلة الأمن والأمان وميريام سكاف!

19/05/2017
زحلة الأمن والأمان وميريام سكاف!

زحلة الأمن والأمان وميريام سكاف!

بقلم وليد عوض

ميريام-سكاف

مدينة زحلة والجوار أجدر الآن بأي اهتمام والتفات من الدولة بعد الرصاص الطائش الذي صرع في بدنايل سارة سليمان، وصرع في الطريق الجديدة الفتاة أمل خشفة، وعجزت الدولة عن الإمساك بتلابيب الذين أطلقوا الرصاص وسوقهم الى قفص العدالة.

ومن حق رئيسة كتلة زحلة ميريام طوق أرملة الوزير السابق ايلي سكاف أن تنادي على المسؤولين، وتطلب الاقتصاص من المجرمين. لقد أعادتنا هذه الفوضى الى زمن الانتداب الفرنسي حين كان أي مواطن يحمل سلاحاً، ويرش الجو بالرصاص العشوائي يمنة ويساراً. وكان ذلك من كوارث الانتداب الذي ذهب الى غير رجعة.

من حق ميريام سكاف والدة الشابين جوزف وايلي سكاف أن تسأل عن الأمان، لأنه الحل الوحيد لاطلاق الاستثمارات، وتحريك المشاريع.

زحلة لها في ذمة اللبنانيين إرث من القيمة بمكان.. إنها المدينة التي خصها أمير الشعراء أحمد شوقي بقصيدة <يا جارة الوادي>، وقال في ختام القصيدة: <إن تنكري يا زحل شعري فإنني أنكرت كل قصيدة إلاك>. وحين التقط الموسيقار محمد عبد الوهاب كلمات أمير الشعراء أحمد شوقي ليحولها الى قصيدة خالدة كان بذلك يدخل مدينة البردوني في صلب التاريخ، بعدما أدخلها أحمد شوقي في صلب الأدب العربي. وفندق قادري الذي كان مبيت أحمد شوقي ومحمد عبد الوهاب عاش وما زال من قصيدة <جارة الوادي>، وما تمثال أحمد شوقي عند مدخل مقهى <عرابي> إلا إحدى إشارات التخليد لسمعة تلك المدينة.

وعروس البقاع زحلة أصيلة التاريخ الأدبي منذ أن زارها الرئيس كميل شمعون عام 1957 وكانت له كلمة منها <زحلة مدينة مزينة بنسوانها>. وشهرة زحلة في القاهرة أوسع من أي حجم. وما اختار وزيرها السابق المرحوم جوزف سكاف الزوجة <فاميتا> من ايطاليا، إلا ليزيد شهرة المدينة وانتشارها التاريخي.

ومن حظ زحلة في السبعينات أن تتمثل بثلاثة وزراء هم الياس الهراوي، وجوزف سكاف وجوزف أبو خاطر، وهذه ظاهرة بحد ذاتها لا تتكرر بسهولة، خصوصاً بالقصيدة الشعبية <زحلة يا بلاد السلام فيكي مربى الأسود>. وقد أصابت مدينة زحلة على الخريطة اللبنانية شهرة توازي شهرة الوطن. وكانت شهرة ناديا شمعون مستمدة من شهرة مدينة زحلة التي أحيت فيها العديد من الحفلات الاستعراضية في فندق <قادري>.

ولو أمسكنا بأطراف كل مدينة في لبنان، بدءاً من طرابلس في الشمال، لكان بين أيدينا سفر جغرافي بالغ الأهمية، وهذا بحد ذاته دور البلديات. وقد تقاطر على زحلة رفوف من البلديات التي وإن بذلت مجهوداً في نشر شهرة هذه المدينة، لم تستطع أن تجعل من هذه المدن محطات تاريخية وكنزاً من كنوز التاريخ. وقلة من الأدباء والمفكرين والمؤرخين تذكر بأن طرابلس التي اشتهرت باسلامها وصيت المدينة المحافظة كانت تحكمها امرأة زمن الصليبيين اسمها الأميرة <سيغفريد> وكانت تنتقل الى الخارج في سفينة نهرية تأخذها الى ساحل البحر.

وصيدا الأمير فخر الدين المعني لها دورها التاريخي أيضاً بدءاً من قلعتها البحرية وغرفها الأثرية، وكذلك بلدة <راشيا> التي شهدت احتجاز حرية رئيس البلاد الشيخ بشارة الخوري ورئيس الوزراء عبد الحميد كرامي وكميل شمعون وعادل عسيران. إلا ان زحلة مع بداية موسم الصيف تفتح أبواب السياحة على مصراعيها، بدءاً من السمسمية، والنمورة وعربات الحلوى المنتشرة عند نهر البردوني.

وصرخة ميريام سكاف من أجل الأمن والأمان في زحلة هي أفضل لافتة لدور زحلة السياحي وحضورها الكبير في عالم المتعة واللهو و.. الكفاح المرير.

ومن زحلة مدينة الاربع وعشرين ساعة كهرباء يوميا تبدأ خريطة الطريق السياحية لهذا الموسم.