شهدت البورصات العالمية يوم الاثنين 24 أغسطس/اَب يوم أسوداً تراجعت خلاله بشكل ملحوظ، وذلك على خلفية القلق من تباطؤ الاقتصاد الصيني وتنامي مخاوف المستثمرين بشأن نمو الاقتصاد العالمي.
فدقت أجراس الإنذار في الأسواق العالمية بعدما أغلقت بورصة شنغهاي تعاملات يوم الاثنين عند مستوى 3209.91 نقطة متراجعة بـنسبة 8.50% ما يعادل 297.83 نقطة، وبلغ هبوطها خلال التداولات نسبة 9% وهو أكبر تراجع منذ عام 2007، وذلك بعد صدور بيانات اقتصادية صينية ضعيفة وهو ما سبب خوفاً للمستثمرين.
هذا وتراجع نشاط قطاع الصناعة الصينية في شهر أغسطس/اَب مع انخفاض الطلب المحلي والخارجي، حيث أظهر مسح أن القراءة الأولية لمؤشر مديري المشتريات في قطاع الصناعات التحويلية الصيني بلغت 47.1 نقطة مخالفة التوقعات التي أشارت إلى47.7 نقطة، ومنخفضة عن القراءة النهائية المسجلة في شهر يوليو/تموز الماضي والبالغة 47.8 نقطة.
وكان كثير من المتعاملين يأملون أن تؤدي الإجراءات الداعمة التي اتخذتها السلطات الصينية ومنها خفض القيمة إلى إنعاش الطلب الداخلي وتحفيز قطاع الصادرات وسط اتهامات لبكين بإعطاء ميزة غير عادلة لمصدريها.
وفي ظل تراجع المؤشرات الصينية، سمحت السلطات الصينية لصناديق التقاعد الصينية باستثمار ما يصل إلى 30% من أصولها المالية في الأوراق المالية، حيث من المتوقع أن تخصص الصناديق نحو 600 مليار يوان (حوالي 93 مليار دولار) لدعم سوق الأسهم المحلي.
وتقدر الأصول الصافية لأصول صناديق التقاعد الصينية حاليا بنحو 2 ترليون يوان، وبالتالي يمكن للصناديق استثمار ما يصل إلى 600 مليار يوان.
كما أنهت بورصة طوكيو تعاملاتها في المنطقة الحمراء متراجعة أكثر من 4% وهو أدنى مستوى لها منذ ستة أشهر، أما مؤشر شنتشين المركب فسجل تراجعاً بخسارة 7.70% أي 156.94 نقطة ليصل إلى 1882.46 نقطة.
من جهتها سجلت بورصة هونغ كونغ تراجعا بنسبة 4.64%، وبورصة تايوان 7.46% في أسواء تراجع لها.
وانتقلت سلسلة الخسائر إلى الأسواق الأوروبية حيث نالت المخاوف من تباطؤ اقتصادي تقوده الصين من معنويات المستثمرين الأوروبيين، وانخفض مؤشر يوروفرست 300 للأسهم الأوروبية الكبرى بنسبة 3.6%.
كما أنهى المؤشر الألماني "DAX" التعاملات منخفضاً بنسبة 3.82%، وهبط مؤشر البورصة البريطاني "FTSE 100" بنسبة 4.12%، وتراجع المؤشر الفرنسي "CAC" بنسبة 4.81%.
وفيما يتعلق بالبورصة الروسية، انخفضت مؤشرات بورصة موسكو، وأرجع خبراء في الأسواق هذا التراجع بشكل رئيسي إلى حال عدم استقرار في أسواق الأوراق المالية العالمية والوضع المحيط بالعملة الصينية اليوان.
هذا وتراجع مؤشر "RTS" للأسهم المقومة بالدولار إلى أدنى مستوياته منذ الـ17 من ديسمبر/كانون الأول 2014 منخفضا دون مستوى 720 نقطة، وبحلول الساعة 13:55 بتوقيت موسكو، سجل "RTS" قراءة عند 729.54 نقطة منخفضا بنسبة 4.31%..
وانخفض مؤشر "MICEX" للأسهم المقومة بالروبل بنسبة 1.40% ليصل إلى 1640.09 نقطة.
وهناك توقعات من امتداد الأزمة إلى الأسواق الأمريكية، حيث استهلت المؤشرات الأمريكية تعاملات يوم الاثنين في المنطقة الحمراء.
وانخفض مؤشر الأسهم الأمريكي "S&P500" الذي يضم 500 من أكبر شركات السوق الأمريكي بمقدار 73.40 نقطة، وتراجع مؤشر "داو جونز" الصناعي بنسبة 2.38% ليصل إلى مستوى 16067.44 نقطة، بعد أن كان قد سجل قراءة دون مستوى 16000 لأول مرة منذ شهر فبراير/شباط 2014