تفاصيل الخبر

”يــــــوم الأمــــــــم“: اسـتـعــــــراض مـعـالـــــــــم اثـنـــــي عــشـــــــر بـلــــــداً عـلـــــى شـواطــــئ بـيـــــــروت!

22/07/2016
”يــــــوم الأمــــــــم“: اسـتـعــــــراض مـعـالـــــــــم اثـنـــــي عــشـــــــر بـلــــــداً عـلـــــى شـواطــــئ بـيـــــــروت!

”يــــــوم الأمــــــــم“: اسـتـعــــــراض مـعـالـــــــــم اثـنـــــي عــشـــــــر بـلــــــداً عـلـــــى شـواطــــئ بـيـــــــروت!

 

بقلم عبير انطون

ص--------1ورة-عند-قص-شريط-الافتتاح---محمد--حاواني-في-الوسط  

العالم بين يديك بدوله المختلفة من منطقة <الزيتونة - باي> في وسط بيروت. البحر وراءك وجناحات مختلفة عبارة عن سفارات مصغرة تنتشر امامك بأزيائها وموسيقاها وفنونها وبعض انواع مأكولاتها التقليدية. البواخر الراسية تتواطأ مع الهدف من هذا المهرجان السنوي الذي بات منتظراً تحت عنوان <يوم الأمم>، وكأنها جاهزة لتقلنا في حال اتخذنا القرار بالسفر الى البلد الذي أغرانا لزيارته. والى اهداف التفاعل والتبادل الحضاري بين لبنان ومختلف دول العالم، يبرز هدف جديد من الاحتفالية يساعد المهاجرين الجدد نتيجة الازمات في التقدم ولو خطوة في اتجاه بلدان أعلنت استقبالها لهم.

<الافكار> دخلت <يوم الأمم> وسافرت بين مختلف الدول..

اكثر من اثنتي عشرة سفارة اجتمعت في <الزيتونة باي> تحت راية المهرجان الدولي السياحي والثقافي الذي حمل عنوان <يوم الأمم> والمنظم من قبل لجنة <جوائز بيروت الذهبية>. المبادرة التي جمعت جنسيات من مختلف دول العالم اطلقها محمد حلواني، وقد عرض فيها كل بلد مشارك، من خلال سفارته في بيروت، ابرز المعالم الثقافية والتراثية والسياحية المميزة لديه.

 

 تفاعل وتكافل

محمد حلواني مستشار العقود في شركة <سوليدير> ورئيس <نادي لايونز دريم> ينظم المهرجان برعاية وزارتي السياحة والثقافة. الهدف الاول، تحقيق التفاعل والتبادل على جميع الاصعدة ما بين لبنان ومختلف دول العالم. لهذا العام، كانت الصعوبات عديدة بحسب ما يخبرنا حلواني، مع تحذير عدد من الدول رعاياها من القدوم الى لبنان، وقد اعتذرت اربع سفارات عن المشاركة من دول اميركا اللاتينية وبعض الدول العربية. والحدث الذي تنظمه لجنة <بيروت الذهبية> ليس الاول من نوعه فقد سبق واستضافت سابقاً اسماء لامعة لتكريمها ضمت باقة من اشهر النجوم العرب واللبنانيين. اما الريع، اذا ما كان هنالك فعلاً من ربح يعود به المهرجان او اي حدث آخر كما حصل سابقاً، فإنه يعود لمساعدة صندوق الفنانين بالتعاون مع النقيب جان قسيس. ويقول حلواني في هذا الاطار: <بين الفنانين من لمع ورفع اسم بلده عالياً الا ان الزمن جار عليه كما كل شيء في لبنان، ومن الواجب المساعدة على قدر الامكانيات>.

العودة الى الجذور..

 

اللافت لهذا العام في مهرجان <يوم الأمم> اطلاق الاتحاد اللبناني - البرازيلي. رئيس الاتحاد بسام حداد يشرح اسباب تأسيسه واهمية قيامه، فلماذا الاتحاد اللبناني - البرازيلي؟

يشرح حداد ان اللبنانيين في البرازيل يشكلون اكبر جالية لبنانية في العالم حيث يقارب عددهم بين مغتربين ومتحدرين ضعف عدد سكان لبنان حالياً. والبرازيل، ارض الاحلام للمهاجرين اللبنانيين استُقبلوا فيها وتم احتضانهم برحابة صدر حتى قبل ان يحملوا الجنسية البرازيلية، وقد استطاعوا ان يتأقلموا ويندمجوا في المجتمع البرازيلي كما لم يتمكنوا في بلاد اخرى. والبرازيليون عدا عن استقبالهم وفتح ذراعيهم لمغتربينا قيّموا آمالهم واعترفوا بقدراتهم في تطوير البرازيل ونموها في التجارة والصناعة والاعمار والطبابة والمستشفيات والفن والموسيقى، مع حضور قوي وفعال في القضاء والسياسة اذ ان حوالى 9 بالمئة في مجلسي الشيوخ والنواب من اصل لبناني.

صورة-الفنانة-كارلا-بطرس-----3 ويضيف حداد المتزوج من سيدة برازيلية لها اسمها في تعريف المأكولات البرازيلية في السوق اللبناني:

- تقدم البرازيل المساعدة من ضمن القوات الدولية للأمم المتحدة عبر اشتراك القوات البحرية البرازيلية في حفظ السلام وحماية قرار الأمم المتحدة 1701، وقد تأقلمت هذه القوات بسهولة مع الشعب اللبناني على الرغم من فارق االلغة.

 من جهتهم يتباهى اللبنانيون بوجود ملايين المغتربين في البرازيل ولكن قليلين جداً من يهتمون بجذورهم اللبنانية، لذلك علينا العمل بجدية لتغيير نظرة البرازيليين والمتحدرين لأرض الآباء والاجداد واستقطابهم بطريقة حضارية وعصرية حتى يفاخروا بجذورهم ويزوروا بلدنا باستمرار. فالاتحاد اللبناني - البرازيلي الذي تم تأسيسه هذا العام ونطلقه اليوم يهدف الى تعزيز وتفعيل العلاقات التي تربط الشعبين اللبناني والبرازيلي، فضلاً عن توثيق العلاقات بين ابناء الجاليتين وتوثيق روابط الصداقة والتفاهم المتبادل وتشجيع النشاطات الثقافية والاجتماعية والسياحية والاقتصادية والتجارية بين المتحدرين من اصل هاتين الدولتين مع نشر وتبادل الثقافة واصدار كتب ونشرات دورية تخدم اهداف الجمعية. كذلك يهدف الاتحاد الى التعاون مع المؤسسات المحلية في البلدين لإنجاح مساعي الجمعية واهدافها وفتح فروع لها في البلدين لتحقيق غاياتها. اما شروط الانتساب للاتحاد فهي بسيطة للغاية اذ يمكن لاي برازيلي او لبناني راشد يرغب بتطوير علاقات الصداقة بين لبنان والبرازيل ان يصبح عضواً في الاتحاد.

بستاني ولقاء الرئيس..

البرازيل ايضاً، تحدثت عنها الاعلامية كارن بستاني معدة ومقدمة البرنامج الناجح <اسماء من التاريخ> والتي كان لها لقاء خاص ومميز مع الرئيس البرازيلي الحالي ميشال تامر، وتقول بستاني:

 - وأنا طفلة، لطالما سمعت امي تتحدث عن البرازيل خاصة ان قريبتها تعيش فيها بعد ان تزوجت من برازيلي متحدر من اصل لبناني، كذلك انتقل اخوها للعيش فيها عام 1981. اردت اكتشاف هذه البلاد الواسعة الغامضة والساحرة الا ان حلمي لم يتحقق بسبب المسافات البعيدة التي تفصلنا عنها الى ان اتت الساعة حين قررت عبر برنامجي استضافة الوجوه البرازيلية الناجحة المتحدرة من اصول لبنانية وذلك في شهر كانون الأول/ ديسمبر من العام 2013، فسافرت الى <ساو باولو> (المأخوذ اسمها عن الآباء اليسوعيين الذين جاؤوها في العام 1554، بحسب ما يروي الكاتب والصحافي سامي كليب، ليبنوا على تلالها أديرتهم، وكانت مهمتهم آنذاك تسمى القديس بولس ويعني باولو) والتقيت بخمس وعشرين شخصية متألقة تشكل حياتها سيرة اعمال ناجحة وبينهم الرئيس الحالي ميشال تامر، القاضي فرانسيسكو رزق، والسيد ارنيستو زرزور الذي يسعد بزيارة لبنان كل عام، وكانوا جميعهم يغنون الاغنيات الوطنية اللبنانية باللغة البورتوغازية، ولمست منهم جميعهم حبهم لوطنهم فهم لم ينسوا ابداً عاداتنا وقيمنا اللبنانية لذلك اصفهم باللبنانيين الاصيلين الذين يعيشون خارج بلدهم.

رقص <السامبا>، لم يكن الايقاع الوحيد الذي تمايل على انغامه الراقصون في حفلة افتتاح <يوم الأمم>، فقد صدحت ايضاً الموسيقى الاسبانية التي كان لها جناح خاص يعرف بهذا البلد الجميل وعلاقته بلبنان، كما كانت هناك أجنحة خاصة لكل من: الهند، باكستان، رومانيا، بلجيكا، سويسرا، المكسيك، روسيا، تركيا، باراغواي، إيطاليا والاتحاد البرازيلي - اللبناني.

 

سويسرا والمهاجرون الجدد

 

والى الجناح السويسري المتميز دخلنا حيث بادرتنا صبية سويسرية انيقة بكتيب استكشفنا ما جاء فيه:

 يحمل الكتيب عنوان <مرحبا بكم في سويسرا> كتبت تحته بخط ارفع عبارة: <معلومات للمهاجرين الجدد>. ومع افتتاحيته، تقول <سيمونيتا سوماروغا> عضو مجلس الاتحاد السويسري ان قرار العيش في سويسرا خطوة تحمل معها الكثير من المتغيرات، إذ قد تبدو لكم العديد من الامور غير مألوفة بالمقارنة مع ما اعتدتم عليه في بلدانكم الام، فظروف العمل والدراسة والنظام الصحي وحركة المرور والعديد من الامور الأخرى تخضع هنا لنظام مختلف.. ونحن نحاول ان نمكنكم من القيام بالخطوة الاولى على طريق الاندماج في الحياة اليومية في سويسرا.

وتزيد <سوماروغا> قائلة:

 - يعتبر الحصول على المعلومات وربط الاتصالات الاجتماعية من اهم الشروط لنجاح عملية التعايش. ومن اجل مواجهة تحديات الحياة اليومية عليكم تعلم لغة البلد الذي تقيمون فيه. كما ان الالمام بأهم المعلومات المتعلقة بالقوانين والمجتمع ونظام الدولة في سويسرا سيمكنكم من الانطلاق بصورة صحيحة. قد لا تسير الأمور في البداية وفقاً لتصوراتكم ولتطلعاتكم ولكن اعلموا بأنكم لستم وحدكم بصفتكم مهاجرين ومهاجرات تواجهون التحديات بل ذلك شأن السويسريين والسويسريات وشأن كل من كانوا يعيشون قبلكم في هذا البلد.. ان نجاح التعايش يحتاج لبعض الوقت كما انه يحتاج للصبر ولارادة المهاجرين وانفتاح ابناء البلد، وهذا ما ورد في قانون الهجرة السويسري. فسويسرا بلد متعدد الأطياف، وهو بلد صغير يتطلب الكثير من الاحترام ومراعاة الآخرين، ولكل منطقة خصوصياتها الثقافية، واللغة مهمة لنجاح الاندماج، وتضمن سويسرا من ضمن الحقوق الاساسية عدم التعرض لأي تمييز، وسويسرا التي تتكون من 26 <كانتوناً> مستقلاً مع اختلافات عديدة بين <الكانتونات> لا تزال حتى يومنا هذا بحاجة للأيدي العاملة المقبلة من الخارج، تماماً كما قام العمال الايطاليون بشق وإنشاء نفق <غوتهارد> احد أهم المحاور الطرقية في سويسرا، وقام غيرهم من المهاجرين والمهاجرات بتأسيس أنجح الشركات الكبرى.

بلجيكا.. و<يونس امره>

صورة-كارن------2بستاني-بين-النقيب-جان--قسيس-ةالاعلامي-منير-الحافي

من سويسرا انتقلت <الافكار> بضع خطوات لتصل الى بلجيكا عبر زاويتها الخاصة في المعرض. فبلجيكا كانت في القرن التاسع عشر واحدة من أولى دول العالم التي شهدت انطلاقة الثورة الصناعية، وهو التطور الذي ادى الى زيادة الرخاء فيها وارتفاع انتاجية قوتها العاملة، وقد استمر هذا الازدهار منذ ذلك الحين بحسب شارل ميشال، رئيس وزراء بلجيكا، في مجموعة متنوعة من المجالات حيث لا يزال التركيز منصباً على الاستثمار والتقدم في صناعة المستحضرات الدوائية وصناعة الطيران والفضاء والتكنولوجيا الحيوية وقطاع الاغذية الزراعية واللوجستيات، وهي المقر الرئيسي لمؤسسات الاتحاد الاوروبي وتعد بفضل امتلاكها لشبكة من الطرق والممرات المائية والمطارات محورا للتجارة الاوروبية، اما سكانها اي البلجيكيون، فيتمتعون بكرم الضيافة وإجادة عدة لغات كما انهم منفتحون ويتمتعون بسلوك عملي وبروح الدعابة.

 وتفتخر بلجيكا باقتصادها المفتوح كما انها تمتلك عديد الاصول التي يمكن تقديمها للمستثمرين الاجانب الذين يحرصون على تطوير التعاون والشراكات. ولمن يريد المزيد، يمكنه الاستفادة من <يوم الأمم> في <الزيتونة باي> ليتعرف بشكل اكبر على قطاع الرعاية الصحية والادوية والتكنولوجيا الحيوية البيئية والطاقة المتجددة والبناء والهندسة والقطاع الصناعي وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والنقل والخدمات اللوجستية فضلاً عن الاغذية الزراعية..

 ووسط الاجنحة الاوروبية يقف شاب تركي أنيق بشاربين اسودين ويدعونا للدخول الى الجناح التركي حيث تعريف بالبلد وتأكيد على ضرورة تعلم اللغة التركية عبر مركز <يونس امره> تحديداً.

فما هو المركز، ولماذا الحاجة الى اللغة التركية؟

بالتعريف عنه، يعتبر <يونس امره> من أعظم شعراء الحب الالهي قي تركيا، وهو ولد في مدينة <اسكي شهير> في وسط الاناضول بمنتصف القرن الثالث عشر وترعرع وعاش في تركيا، ودوّن التاريخ التركي منيراً سماء الادب التركي بأشعاره التي كان يصف فيها حبه للانسانية من دون تمييز بين الشعوب والامم، ويتبع هذا المركز لـ<الجمعية العالمية> المرخصة لتعليم اللغة التركية خارج تركيا.

اما أسباب تعلم اللغة فيورد الجناح أهمها كالآتي:

 - هناك اكثر من 220 مليون شخص في العالم يتحدثون باللغة التركية الغنية بالمفردات، وتحاول تركيا جعل لغتها ضمن اللغات الاكثر تداولاً على الصعيد العالمي، وان هذه اللغة كتابة وقراءة تستعمل في العديد من وسائل الاعلام الاوروبية والآسيوية، وهي تعتبر لغة البلد الذي يعد بحسب التفسير الذي نتلقاه كزوار للجناح، مركزاً للعديد من الشركات والمؤسسات العالمية علمياً وعمرانياً وصناعياً وزراعياً وتجارياً وسياحياً واقتصادياً.

هذه الجولة ليست سوى عيّنة بسيطة عن عالم واسع قد يكتشفه الزائر لمهرجان <يوم الأمم> في <الزيتونة باي> ولم نستعرض كل الاجنحة تاركين للزائر استكشاف المزيد بنفسه..