تفاصيل الخبر

”يوم الابداع اللبناني“ جمع الرسامين والفنانين في ساحة الشهداء في تظاهرة فنية...

07/02/2020
”يوم الابداع اللبناني“ جمع الرسامين والفنانين في ساحة الشهداء في تظاهرة فنية...

”يوم الابداع اللبناني“ جمع الرسامين والفنانين في ساحة الشهداء في تظاهرة فنية...

بقلم وردية بطرس

 

صاحب الفكرة ومدير المشروع الأستاذ جورج يونس:أردنا ان نعبّر عن وجعنا ومطالبنا من خلال الأعمال الفنية!

 

تظاهرة فنية بامتياز شهدتها ساحة الشهداء، فكان يوماً مميزاً كما اراده المنظمون تحت عنوان <يوم الابداع اللبناني>، تضمن اقامة <قرية الابداع> في الساحة ومحيطها حيث توزع حوالى 150 فناناً وفنانة في مجالات الرسم والنحت والغرافيتي والموزاييك، نفذوا أعمالاً تحاكي الحراك منذ 17 تشرين الأول (اكتوبر) الماضي، وبمواد تراعي اعادة التدوير تم عرضها داخل الخيم. كما تضمنت فعاليات <يوم الابداع اللبناني> حلقات رقص ودبكة ومعزوفات من الفولكلور اللبناني، وقد حضر هذه الفعاليات عدد كبير من المواطنين الذين امضوا يومهم حتى الليل حيث اختتم اليوم باحتفال شارك فيه عدد من المطربين قدموا أغاني وطنية خاصة.

 

مدير مشروع <يوم الابداع اللبناني> جورج يونس وفكرة المشروع!

<الأفكار> قامت بجولة على الرسامين والمشاركين في هذا الحدث الفني وتحدثنا مع صاحب الفكرة ومدير المشروع السيد جورج يونس وهو رجل أعمال ومناضل في الساحات منذ وقت طويل، ولكنه اليوم أراد ان يناضل فنياً، وعن فكرة وهدف اقامة <يوم الابداع اللبناني> يشرح:

- لقد راودتني الفكرة عندما رأيت مدى اهتمام الناس وشغفهم باللوحة الفنية التي صنعها الفنان بيار عبود من النفايات التي يتم اعادة تدويرها بعنوان <الثورة أنثى>، وأيضاً مجسم <طائر الفينيق> الذي صممته ونفذته الفنانة حياة ناظر، وأيضاً بكل عمل فني يُقدم في ساحة الشهداء، فقلت لنفسي ان الشعب اللبناني يحب الفنون ويبحث عنها، وفكرت بأنه اذا كان فنان واحد او اثنان قد جذبا انتباه الناس فكيف لو تجمّع عدد كبير من الرسامين وقدموا أعمالهم في هذه الساحة؟... فطرحت الفكرة ولاقت قبولاً قليلاً لأن ذلك يتطلب جدية في العمل، الا انه عندما قدمّت لمحة عن المشروع، أدرك الفنانون انني جدّي بطرح الفكرة وبأنهم يتعاملون مع شخص لديه خلفية مختلفة من ناحية التنظيم. اذاً أولاً جذبت انتباههم بطريقة عملي، وعندما بدأنا نتحدث بالموضوع شعرت بأن هناك اهتماماً كبيراً، فتعرّفنا على أول مدرسة فنية، من ثم على ثاني مدرسة فنية، وهكذا شعر الرسامون بالحماسة. وقد اردت ان اقيم اليوم في 22 كانون الثاني (ديسمبر) الماضي، ولكن بسبب الأعياد والطقس البارد تم تأجيله، وصادف انني التقيت برجال أعمال خلال اجتماع في انطلياس وأعلمتهم انني سأضع خيمة كبيرة في ساحة الشهداء لكي يتمكن الفنانون من الرسم حتى لو كان الطقس ماطراً، ولكن أحدهم قال لي بأنه سيقدّم لنا الخشب لكي يتمكن كل رسام من وضع لوحاته وأغراضه في مكان مخصص له، وكان هذا الدفع الثاني لمواصلة العمل، وبعدها بدأنا نتحدث عن برنامج فني وليس فقط عن الرسم، فتلقينا اول موافقة من الفنان علاء الزلزلي للغناء في ساحة الشهداء.

ويتابع:

- اتصلنا بالمجموعات في طرابلس والمجموعات في صور وكسروان وجبيل اذ لدي علاقات معهم والجميع تحمّس للمشاركة، فأنشأنا فريق عمل موسّعاً لأنني كنت بحاجة الى دعم، وضمن هذا الفريق كان هناك 15 شخصاً كانوا بالفعل ناشطين جداً وملتزمين ولديهم شغف بالفن، وهكذا كبرت الحلقة اذ حظينا بدعم من حيث مشاركة الرسامين والقيام بالدعاية وتقديم المسرح والماء الى ما هنالك... لقد شارك حوالى 200 شخص ما بين رسام ونحات ومصورين وحرفيين. وكنا قد تحدثنا مع المهندس ديفيد افرام الذي قام بصنع اول سيارة لبنانية ان يكون معنا ولكن لسوء الحظ لم يتمكن بسبب عارض صحي.

وبالسؤال عن الرسالة التي يودون ايصالها للجميع من خلال اقامة <يوم الابداع اللبناني> يقول:

- أولاً أود القول ان العمل الجماعي يولّد نجاحاً جماعياً، واليوم استطعنا ان نبرهن بأننا نقدر ان ننجح من خلال العمل الجماعي، ولكي نقول للسلطة اننا نعرف كيف نعمل واذا وجدنا الشخص الذي يعرف كيف ينسّق بين المجموعات فاننا نقدر ان نقوم بعمل رائع. الجميع يرى كيف يتفاعل اللبنانيون في دول الاغتراب معنا في الساحات لأنهم يريدون دعمنا معنوياً. نود ان نقول للسلطة ان هناك أناساً مبدعين في لبنان وهم مظلومون ولكننا نريد ان نمنحهم الفرصة لتقديم أعمالهم الفنية في ساحة الشهداء وغيرها من الساحات، لكي لا تقول لنا السلطة من أين سنأتي بالمبدعين؟...

وأضاف:

- نحن نطالب بحقوقنا بطرق سلمية وحضارية لاننا لا نريد العنف ولا التخريب، نحن مع التغيير ونتفهم وجع الناس، ولكن برأيي ان العنف أحياناً يفرّغ الساحات، ولكن في الوقت نفسه فالسلطة لا تفهم ان لا أحد يقدر ان يردع الموجوع والمقهور الذي لا يقدر ان يطعم أولاده ويوفر لهم لقمة العيش، فجلّ ما نقوله للسلطة اننا نريد الفرصة وليس هي من تريد الفرصة، ونحن نعرف ان ننجح في بلدنا، فلقد عمرّنا دولاً كبيرة في الخارج ونجحنا هناك وأسسنا شركات، فاذا أتيحت لنا الفرصة وتمت ادارة الأموال بطريقة نظيفة فسيكون هناك الكثير من الابداع، والاعلام العالمي سينقل النجاح اللبناني من هنا الى الخارج فنعطي صورة مغايرة للعالم الحر عن الابداع في الثورات. لقد قدمنا الدماء منذ سنة 1975 لغاية الأمس، ولسنا مضطرين ان نأخذ الثورة الى مكان دموي اذ نتفادى ذلك ولكن كما أرى ان الأمور متجهة الى ذلك، لذا نحن نحاول ان نتفادها لأن الشعب دفع ضريبة الدم وكانت غالية جداً... على أمل ان يرى العالم الحر هذا الوجع، وعلى أمل ان يستيقظ ضمير المسؤولين، اذ

كنت افترض ان يكون المسؤولون معنا اليوم في هذه الساحة وان يقولوا لنا: <بدأنا نفهم وجعكم>.

ونسأل السيدة اليز مطران وهي من منظّمي <يوم الابداع اللبناني> عن مشاركتها في هذا الحدث المميز فتقول:

- لدي <Atelier de peinture> يدعى <Art et creation> اذ تقصده السيدات من عمر 20 لغاية 85 ليرسمن اذ أصبح الرسم في يومنا هذا <Art de Therapy> او <الفن كعلاج> اذ يستمتعن بالرسم ويتعلمن الألوان، ولقد نشأت صداقات بينهن وأصبحن كعائلة. وفي كل سنة نقيم معرضاً لمواكبة كل جديد في مجال الفنون... وقد بدأت فكرة اقامة <يوم الابداع اللبناني> انطلاقاً من ان الثورة ليست فقط بان ننزل الى الشارع بل ان نعبّر من خلال الفن، فالفن مهم جداً لنقدر ان نثور على كل الأمور التي لا تسير بشكل جيد وصحيح، وعندما طلبنا من كل منطقة ان تدعي الفنانين للمشاركة في هذا اليوم تلقينا طلبات كثيرة وكان المستوى عالياً، فشعرنا ان هذه الساحة هي بمثابة منبر لهم ليقدموا أعمالهم، وهم بالفعل فنانون مبدعون.

وتتابع:

- لقد شارك حوالى 250 فنان وفنانة، وأُقيمت حفلة موسيقية حيث شارك الفنانون بأغانيهم على المسرح حتى ساعات الليل الاخيرة لذا أعتبر هذا اليوم اطول يوم فني في ساحة الشهداء، ولقد كان يوم فرح وابداع. وبالنسبة الي فلقد اتبعت هذه التقنية اذ كل سيدة تشارك معنا في قسم <Art de creation> ترسم قطعة اذ لا تعرف ما هي اللوحة النهائية، اذ كل رسامة تكون مزودة برقم وبعدما تنتهي من القطعة تقوم بتلزيقها على الرقم المعلق على الجدار، وبعدما ينجزن هذا العمل سيكن امام لوحة كبيرة وجميلة. وقد فكرنا لاحقاً ان نقيم متحفاً للثورة كما يحدث عادة في العالم اذ يُصار الى انشاء متحف للثورة، ولكن هذا العمل سيتم لاحقاً لأنه يتطلب العمل والمال.

ونسألها عن أهمية اقامة هذا الحدث الفني والمبدع في ساحة الشهداء هذه الساحة التي شهدت أوقاتاً صعبة ومؤلمة منذ انطلاق الحراك فتقول:

- نود ان نقول انه في هذه الساحة لمسنا بأن الشعب اللبناني مترابط جداً ويبدي محبته واهتمامه بكل انسان يحتاج للمساعدة، فما ترينه اليوم في هذا الحدث هو تقدمة من أناس ارادوا ان يدعمونا لانجاح هذا الحدث الفني، فلقد كان هناك عطاء مميز والجميع التقى هنا لكي نقول بأن الشعب هو الضحية ونريد ان نوصل صوتنا بطريقة سلمية وحضارية. طبعاً الابداع يأتي دائماً من القهر والظلم، وهناك بلدان شهدت العنف والقهر فبرز لديها الابداع فتشعرين بوجع الشعب وقهره من خلال لوحاتهم.

رئيسة اللجنة المنظمّة السيدة لينا حمدان والفرصة للمبدعين!

وتقول السيدة لينا حمدان:

- بالنسبة الي أرسم قليلاً وسأشارك اليوم باحدى اللوحات الكبيرة، لقد أحببنا ان نعطي فرصة لكل المبدعين اللبنانيين والشباب الذين لم يعملوا على مدى ثلاثة وأربعة أشهر ومنهم من يعتاش من الفن، لذا أردنا ان نتيح لهم الفرصة ليتعرّف الناس على ابداعهم، وبالحقيقة هناك أشخاص مبدعون جداً... والتعبير عن الثورة يكون بالاقتصاد والسياسة والثقافة والفن والحضارة، وصورة لبنان الحضارية هي فن وثقافة، فصورتنا ليست تدميراً ولا عنفاً، وحتى التغيير نقوم به تحت سقف القانون والدستور، كما أردنا ان نمنح الأمل للمغتربين الذين يشعرون بالحزن والأسى على بلدهم باننا سنناضل ونقدم الابداع وبالفعل حظينا بتشجيع المغتربين، كما ان اللبنانيين أبدوا اهتمامهم بتقديم خدماتهم ودعمهم لنا في هذا اليوم الفني المميز، ونحن نأمل بأن يكون هذا اليوم يوماً لبنانياً بامتياز ويوماً وطنياً لأن هذه الساحة تجمع كل الناس بعيداً عن الطائفية والانتماءات السياسية، بل اليوم هذه الساحة هي ساحة وطنية وثقافية ليتعرّف الناس على الشباب المبدعين في هذا البلد.

وأضافت:

- نتوقع حضور عدد كبير من الناس فنحن نحضر لهذا اليوم منذ شهر، وسيقدم الفنانون ايضاً حفلة غنائية من الساعة الخامسة حتى الساعة 12 ليلاً، اذ سيكون هناك برنامج فني حافل يبدأ بفرقة الفيحاء، ومن ثم ستشارك فرق تراثية، ثم أميمة الخليل وعلاء الزلزلي وغسان صليبا وغيرهم، وستٌقدم عروض جميلة، وعدد المشاركين سيكون حوالى 300 بين المغنين والفرق والرسامين والنحاتين والفنانين مما يعني انها مظاهرة فنية بامتياز وأعتقد انها اكبر مظاهرة فنية في البلد.

 

السيدة ليليان قمير وعشقها للرسم!

السيدة ليليان قمير درست الصيدلة ولكن منذ صغرها لديها شغف بالرسم وتقول:

- لقد سافرت وعشت في الخارج ومن ثم عدت الى لبنان وأيضاً سافرت، وبحكم عمل زوجي كطبيب (زوجها البروفيسور يوسف قمير) كان يقضي وقتاً طويلاً في العمل، وبالتالي كان لا بد ان اهتم بالبيت والأولاد ولهذا لم أزاول مهنة الصيدلة، اذ خضعت للتدريب من ثم عملت لفترة في أميركا، ولكن عندما أنجبت الأولاد كان علي ان أهتم بتربيتهم وكوني موجودة بالبيت رحت أرسم، اذ منذ صغري أحب الرسم، وعندما كنت في أميركا أخذت كورساً بتاريخ الفنون وكان أستاذنا <ديفيد براور> الذي كان قد أسس متحف الفنون في <هيوستن> وهو جعلني احب الفنون كثيراً، فكنت كلما ارى لوحة احاول ان أرسمها بيدي، ولكن الرسم مع التلوين بدأت به مع السيدة اليز مطران منذ خمس سنوات وهكذا بدأت أرسم اللوحات.

وتتابع:

- عندما عُرضت الفكرة تحمسنا جميعنا للمشاركة لأننا كلنا نشعر بما يحصل في البلد، وكلنا نتألم لأن أولادنا في الخارج، وترين اليوم هناك العديد من الأمهات اللبنانيات اللواتي يطلقن الصرخة أمام وسائل الاعلام بأنهن حُرمن من أولادهن لأنهم هاجروا الى الخارج بدافع العمل، وأنا أيضاً اولادي في الخارج، فلماذا نحن الأمهات سنعلّم أولادنا ونصدّرهم الى الخارج؟ نحن كأمهات نعيش هذا الألم ولكننا اردنا ان نرفع الصوت اليوم، وكل شخص منا لديه قضية محقة ووجع... الرسالة التي نود ايصالها هي اننا نشعر بكل الصرخات التي هي محقّة ولها معنى وقلبنا مع كل لبناني مقهور، ونحن نعبّر اليوم في هذا اللقاء كفنانين ورسامين عن وجعنا بالعمل الفني، ونأمل ان يؤثر ذلك ويؤدي الى نتيجة لأن هذا الحدث يُقّدم بكل ايجابية وبطريقة سلمية وجميلة وثقافية، كما ان الفن مهم جداً في حياة الانسان لأنه يمنحه الرضى بالنفس، وكل انسان يشعر بأنه يريد ان يرسم عليه ان يفعل والا يقول انه لا يعرف او لا يقدر، فاليوم هناك طرق عديدة يمكن ان يتعلّم منها.