تفاصيل الخبر

يا شعب لبنان العظيم ... لا أمل عندنا ولا مستقبل لنا ولا حول ولا قوة!

16/11/2018
يا شعب لبنان العظيم ...  لا أمل عندنا ولا مستقبل لنا ولا حول ولا قوة!

يا شعب لبنان العظيم ... لا أمل عندنا ولا مستقبل لنا ولا حول ولا قوة!

 

بقلم هشام جابر

ويا ليتنــــي مـــــا قــــــرأت، وصدمت وفوجئت وصعقت، فأعصابنــــا لم تعـــد تتحمــــل الصدمات والصعقات، ومع أنني لم أفاجئ بالموضوع والمسألة فهي وهو حديث الساعة، انما فوجئت بالأرقام.

الموضوع هو الفساد، والمسألة هي تداعيات هذا <السرطان> الذي أصاب صميم الضمير والأخلاق والحس الوطني لدى الطبقة السياسية التي تحكم هذا البلد... سرطان أصاب ضمائــــــر الرعــــــاة، وسرطــان أصـــاب أجساد الرعية.

الأرقام لا تصدّق مع أنها صدرت ونشرت في صحف عالمية متزنة ومراكز دراسات محترمة. عشرة مليارات دولار سنوية تهدر، كما النفايات في نهر الليطاني وكما المياه الآسنة في البحر الأبيض المتوسط الذي لم يعد أبيض ولا أزرق بل أغبر كوجوههم.

من اين نبدأ؟ صدفة انتشلت من مكتبتي مجلة يعود تاريخها الى ثلاثين عاماً. <الشراع> 12 كانون الأول (ديسمبر) 1988 لأقرأ: إن ١٧ ألف برميل من النفايات الكيمائية التي استوردت من إيطاليا، اعيد منها سبعة آلاف برميل فقط، والباقي تمت صفقة بشأنها وبقيت في لبنان... بقيت لتدخل المياه الجوفية! وتسألون لماذا لبنان مسترطن؟ القصة بدأت، منذ عقود وتابعت وإستمرت وستستمر الأغذية مسرطنة، والمياه مسرطنة، والأخلاق مسرطنة. الحكام فاسدون، والشعب حوّله الخنوع والتعصب والذل الى فاسد.

وإذا أصيب القوم في أخلاقهم، أقم عليهم مأتماً وعويلاً... ليس لنا إلا أن نقيم مأتماً ونبكي على حالنا.

حكـــــام يتقاسمـــــــون الـــــــثروات والمناصب، وشعب يصفق لهم قائلاً: <بالروح وبالدم نفديك يا زعيم>... أصلاً هل هنالك روح ودم بعد لدى شعبنا ليفدي بها الزعيم وعائلته؟

لنستعرض الشعارات والتسميات، بدءاً بشعب لبنان العظيم الذي سماه فخامة الرئيس صادقاً. اين العظمة؟ عفواً ذهبت العظمة، وبقيت العضمة يتلهى بها، ويحاول سد رمقه.

آسف لا أمل (بالإذن من حركة أمل)، ولا مستقبل (عفواً تيار المستقبل)، ولا لبنان القوي، ولا جمهورية قوية (بالإذن من السادة أصحاب هذه الشعارات).

يا شعب لبنان التعيس. لقد آن الأوان لكي نفهم أن لا أمل بقيام الدولة في لبنان، فالسلطة لا يمكن ان تصبح دولة. فالدولة مقومات، أولها احترام الدستور، وتطبيق القانون على الكبير قبل الصغير. الموانع رددناها مراراً، إذا قامت الدولة، ماذا يبقى لأمراء الطوائف؟ إذا انتقل الناس من حضنهم الى حضن الدولة؟

التخويف من الآخرين والتجويع يجعــــــل المواطنـــــــــين يتقوقعـــــــــون تحـــــــت أقـــــدام الزعيـــــــم. الطبابـــــــة يلزمها واسطة ولا تعطى إلاّ بمقدار قياســـــه الـــــــولاء والاستزلام، كذلك الوظائف بواسطة وبناء على لوائح قياسهـــــــا عــــــدم الكفــــــاءة... افهمـــــــوا واسمعوا وعوا.

إذا كــــــان وطننـــــــا لم يسقـــــــط بعـــــد في الهاويـــــــة وما زال على شفيرها، فذلك فقط لأن مصالح الدول الكبرى المعنيـــــة بمــــا يجــري في العــراق، وسوريا، وفلسطين، بحاجة الى منصة سياسية، وإعلامية، ولوجستية، واستخباراتية لا تتوافر إلاّ في هذا البلد. وهنالك مليون ونصف المليون لاجئ ونازح سيركبون البحر في حال الانهيار، وأوروبا لديها فوبيا النازحين.

فبقي لبنان في العناية الفائقة. لن يموت، اطمئنوا. ولن يشفى، لا تأملوا فقيام الدولة سيقلّم أظافرهم ويمنع تدخلهم، أعني الدول التي تسعى إلى مصالحها.

ومن الآن الى حينه تجمعوا يا شباب لبنان على أبواب السفارات وعودوا خائبين، وأقول جازماً انه لو فتحت لما بقي أحد من سكان هذا البلد سوى النازحين، واللاجئين، والمسنين، والمرضى والخائبين.

عفواً نسيت السارقين الذين لا حدّ لغيهم، ولا عقاب على فعلهم.

رحم الله فؤاد شهاب الذي حاول بناء دولة، فعارضوه واحبطوه... يكفيه فخراً أنه حاول ومات فقيراً على <Lit de Camp> (سرير عسكري).

فؤاد شهاب دخل التاريخ وهم أي مستوعب سيدخلون؟