تفاصيل الخبر

يا هيئة التنسيق النقابية رفقاً بمستقبل الأجيال!

18/07/2014
يا هيئة التنسيق النقابية رفقاً بمستقبل الأجيال!

يا هيئة التنسيق النقابية رفقاً بمستقبل الأجيال!

    سنة بلا شهادات لدخول الجامعات، إذن... فالمستقبل مجهول بالنسبة لمئات ألوف الطلبة والطالبات وهم ينهون المرحلة الثانوية لدخول المرحلة الجامعية. ولكن أين هم من المرحلة الجامعية، وليس في أيديهم شهادات القسم الثاني من البكالوريا؟! أين هم من أبواب الجامعات وأساتذة هيئة التنسيق النقابية ممتنعون عن تصحيح المسابقات، إلا بعد إقرار سلسلة الرتب والرواتب في مجلس النواب؟

   ومن حق الأهالي الخائفين على مستقبل أولادهم أن يقيموا الدعوى على الدولة في مجلس الشورى، وفيه قضاة بأعلى درجات النزاهة والتجرد والمناعة الأدبية، ولا بد أن ينصفوا المتقاضين الغيارى على أولادهم. ومنهم من اتصل بالجامعات في فرنسا أو ايطاليا، أو انكلترا أو ألمانيا، لحجز مقعد لولدهم في صفوف التخصص في التكنولوجيا، وعلم الفضاء، وعلم الحواسيب. وإذا لم يحصل الفتى على شهادة التخرج، فالفرصة ستضيع عليه.

   إذا رفع الأهالي الدعوى المطلوبة على الدولة في مجلس الشورى، فسوف يتحجج مجلس الوزراء بأن هيئة التنسيق النقابية بمطالبها المالية التعجيزية في سلسلة الرتب والرواتب تغالي في الطلب وتهدد الخزينة بالإفلاس، لأن المال المطلوب لسلسلة الرتب والرواتب ليس متوافراً في الخزينة، وستؤدي الاستجابة لمطالب هيئة التنسيق النقابية الى ضياع البلد.

   الحل إذن ان تعيد هيئة التنسيق النقابية النظر في مطالبها المسكونية، وتجري حواراً مع الدولة، لا يموت فيه الذئب ولا تفنى الغنم. وهذا يعني أن كرة <المونديال> اللبناني هي في ملعب هيئة التنسيق النقابية، وعلى لاعب الهجوم حنا غريب أن يترفق بحارس المرمى وزير التربية الياس بوصعب ويقدر ظروفه، وهو المتعاطف مع هيئة التنسيق شرط ألا تذهب في مطالبها بعيداً وتقيم حساباً لسلامة المال العام.

   ونحن مع وزير التربية في ضرورة انصاف المعلم الذي يهب نور عينيه لدروس تلاميذه، ويستحق التبجيل كما قال أمير الشعراء أحمد شوقي. فوراء كل معلم مدرسة أو كلية عائلة تحتاج الى تحسين رغيفها، وتصحيح نمط عيشها، ولا يكون الحرمان من الماء والكهرباء طاغياً على حياتها اليومية. فالحصول على الماء والكهرباء حق من الحقوق الوطنية، وانحباسهما عن عائلة المعلم يجعل الضرائب التي يدفعها تذهب الى البحر كما هي حال مياه الليطاني.

   الأستاذ يدفع ما عليه من ضرائب، فعلى الدولة إذن أن تقوم بما عليها من واجبات، وأولها تأمين الماء والكهرباء، والعناية الصحية، والتنشئة الثانوية والجامعية، ولا يأكل المواطن في هذه العائلة بقولاً تجري سقايتها بمياه الصرف الصحي.

   مطالب هيئة التنسيق النقابية فتحت للدولة جروحاً هيهات أن تضمدها بسهولة، وهذا يقتضي الدعوة الى مؤتمر وطني تحضره هيئة التنسيق النقابية ووزراء مختصون وخبراء موازنة ومال..

   فالوضع الذي نحن عليه غير مقبول ولا بد من التضحيات والتضحية من أجل الوطن شرف وفضيلة وسمو..

   ولا نظن أن هناك بعد ذلك ما يقال!