تفاصيل الخبر

Women for Beirut (نساء ل بيروت) مبادرة أطلقتها سيدات ناشطات في العمل الاجتماعي لمساعدة المتضررين من انفجار مرفأ بيروت

25/11/2020
Women for Beirut (نساء ل بيروت) مبادرة أطلقتها سيدات ناشطات في العمل الاجتماعي لمساعدة المتضررين من انفجار مرفأ بيروت

Women for Beirut (نساء ل بيروت) مبادرة أطلقتها سيدات ناشطات في العمل الاجتماعي لمساعدة المتضررين من انفجار مرفأ بيروت

 

بقلم وردية بطرس

[caption id="attachment_83294" align="alignleft" width="250"] باولا مجدلاني مع جويل ابو فرحات لدينا طاقات من الممكن ان تحدث تغييراً وتؤثر بشكل جيد اذ اتحدنا سوياً.[/caption]

 سيدات ناشطات جمعهن حب العمل الاجتماعي وخدمة الوطن. سيدات من مختلف الاختصاصات والخلفيات والمناطق التقين للعمل يداً بيد لمساعدة الناس المتضررين من انفجار مرفأ بيروت. في البداية تواصلت السيدات عبر الواتساب للتعاون فيما بينهن لتقديم المساعدة من ثم أطلقن مبادرة باسم Women for Beirut أو (نساء ل بيروت) لتبادل المعدات والأغراض فيما بينهن لمساعدة المناطق المتضررة من الانفجار، وبعدما انطلقن بالعمل قررن سوياً ان يساعدن على ترميم واعادة الحياة الى مبنى (عروسة الجميزة) ذات التصميم الفرنسي الأنيق والطراز الهندسي المتناسق الذي يضج بالأصالة والسحر والثقافة الذي ألحق به الأضرار جراء انفجار مرفأ بيروت، حيث فقدت واجهات المبنى معالمها التراثية وهويتها المعمارية مما دفع بمجموعة من السيدات الناشطات في العمل الاجتماعي والانمائي الى اعادة احياء عروسة الجميزة والباسها ثوباً يليق بعراقتها.

السيدة رولا المراد والتعاون والتعاضد بين السيدات لمساعدة المتضررين من انفجار مرفأ بيروت

ولنعرف أكثر عن مبادرة (نساء ل بيروت) وكيفية العمل لمساعدة المتضررين في بيروت تحدثنا مع رئيسة جمعية (آفاق) الناشطة الاجتماعية السيدة رولا المراد والسيدة

[caption id="attachment_83296" align="alignleft" width="333"] رولا المراد مع السيدات الناشطات ضمن مبادرة نساء ل بيروت[/caption]

باولا مجدلاني من مؤسسي جمعية Fifty Fifty، وسألنا السيدة رولا المراد بداية:

* كيف التقيتم كنساء؟ وماذا عن مبادرة (نساء ل بيروت)؟

- نحن مجموعة من السيدات نتألف من 24 سيدة من مختلف الاختصاصات والخلفيات، كنا نلتقي دائماً لأننا نعمل ضمن Women in Politics ثم أسست السيدات جمعية أُطلقن عليها اسم Fifty fifty والتي قررت ان تجمعنا مع بقية السيدات لنحضّر للمرحلة المقبلة بما يتعلق بالسياسة. ولكن عندما وقع انفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب (أغسطس) أطلقنا مجموعة صغيرة مؤلفة من السيدات اللواتي يعملن في المجال الاجتماعي لنتواصل فيما بيننا عبر (الواتساب)، لأننا شعرنا بضرورة القيام بأمر ما أمام هول الكارثة التي حلّت بمدينة بيروت. وكنت كل يوم أتوجه من الشمال ومعي الطلاب الى بيروت لنساعد الناس المتضررين في بيروت طبعاً مع الالتزام بالاجراءات الوقائية في ظل انتشار وباء الكورونا. وهكذا بدأنا بتنظيف الطرقات في شوارع بيروت والكرنتينا اذ قمنا بازالة الزجاج المحطم، كما قمنا بدراسات وعلى أساسها نفذنا عملنا.

[caption id="attachment_83298" align="alignleft" width="396"] صورة جامعة للسيدات الناشطات.[/caption]

وطبعاً بقية السيدات ساعدن أيضاً كل ضمن جمعيتها. وكنا نتواصل عبر هذه المجموعة عن احتياجات كل منطقة. فمثلاً اذا كانت احدى السيدات لديها نقص ببعض الأغراض او المعدات كانت تعلم بقية السيدات عن ذلك، فتسارع السيدة التي لديها تلك الأغراض لارسالها لها. لقد عملت هذه المجموعة مثل خلية النحل اذ لم تتوان عن تقديم المساعدة للناس بكل اندفاع ومحبة. تخيلي ان هناك سيدات ضمن المجموعة في بيروت يرسلن لي الأغراض الى جمعية (آفاق) التي أسستها في الشمال لأوزعها على المحتاجين في منطقة عكار او طرابلس، وبدوري كنت أرسل الأغراض لمن تحتاجها لتوزعها على المحتاجين في المناطق الأخرى. وهذا أمر مميز ان نعمل كجمعيات من مختلف المناطق اللبنانية يداً بيد في ظل هذه الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان.

مشروع ترميم مبنى عروسة الجميزة

[caption id="attachment_83301" align="alignleft" width="250"] وصورة اخرى له بعد انجاز الترميم الخارجي.[/caption]

وعن ترميم مبنى عروسة الجميزة الذي تضرر جراء الانفجار قالت:

-عندما بدأنا نعمل سوياً قررنا أن نهتم بمشروع يشبهنا لأننا شعرنا جميعاً أن لدينا طاقات ممكن ان تحدث تغييراً وتؤثر بشكل جيد اذ اتحدنا سوياً. فتوجهنا الى شوارع بيروت لنختار واحدة من الأبنية المتضررة لنقوم بترميمها، فوقع الاختيار على مبنى (عروسة الجميزة) المعروفة والتي لها قصة تاريخية في الجميزة أولاً من حيث البناء الخارجي اذ انه مبنى أثري ورائع. ثانياً في المبنى نفسه كانت قهوة القزاز الشهيرة من ثم تم بيعها وأصبح أسمها قهوة ليلى، وكما تعلمين أن قهوة القزاز كانت ملتقى الصحافين والسياسيين، ان عدد سكان البناية قليل ولكن لكل منهم قصته في عالم الرسم او تصميم الأزياء وغيرها، فجاء انفجار مرفأ بيروت ليلحق الضرر بهم جسدياً ونفسياً، اذ لكل منهم قصة حزينة عاشها يوم الانفجار. مبنى عروسة الجميزة يشبه بيروت ويشبه شوارع الجميزة لأنه أولاً مبنى تراثي، وثانياً يعيش فيه أناس مبدعون، فهل يجوز ان نترك هذا المبنى مهدم بهذا الشكل ولا نفعل شيئاً؟. لا شك ان الألم يعتصر قلوبنا لما حصل للبشر، ولكن للحجر أيضاً أهمية لأن لكل حجر قصة وفترة زمنية لا يمكن ان تُمحى من تاريخ لبنان، لذا اتفقنا ان نطلق مبادرة Women for Beirut.

وتابعت:

- عندما اجتمعنا لنحضر دراسة تحدثنا مع هيئة الطوارىء لربما تساعدنا ولكن لا أحد مد يد المساعدة لنا، صحيح أن هناك أناساً يتبرعون بالدهان وأناساً يتبرعون بالمعدات الى ما هنالك ولكن الأساسيات غير متوافرة وبهذه الحالة ماذا نقدر ان نفعل؟ الأساسيات هي أن نضع أولاً السقّالات الكبيرة لنقدر أن نبدأ بالتنظيف والدهان وغيرهما لاعادة الحياة اليها، وعندها أبدت كل سيدة منا رغبتها بالمساعدة قدّمن 250 دولار لنقدر أن نقوم بالترويج لهذا المشروع، فاذا علم الناس بهذا المشروع واقتنعوا به سيدعموننا لنكمله، وهكذا أطلقنا موقعاً الكترونياً ننشر فيه كل مبلغ مالي يُقدّم للمشروع وأين يُصرف لكي تتم الأمور بشفافية، كما نشرنا فيديوهات عن سير العمل، حتى إننا نفكر لاحقاً بافتتاح المبنى بعدما تنتهي أعمال الترميم والدهان وغيرها. لشارع الجميزة أهمية كبيرة اذ عندما تضرر يوم الانفجار جميعنا أدركنا ماذا خسرنا في ذلك الشارع الذي يروي حكايات وقصصاً تاريخية وتراثية، ففي السابق لم ير الكثير من اللبنانيين جمال تلك البيوت التراثية، ولكن بعد الانفجار اكتشف الناس جمال تلك البيوت وخسارتها هي بمثابة خسارة مراحل مهمة من تاريخ المدينة والبلد. ومن خلال هذا العمل المشترك فيما بيننا كسيدات ناشطات في العمل الاجتماعي نود أن نبعث رسالة سلام وأمل للجميع، وبأننا كسيدات نريد أن نبني بلدنا لهذا جميعنا تحمسّنا للمشاركة في هذا المشروع.   

 

السيدة باولا مجدلاني وجمعية (فيفتي فيفتي)

 

[caption id="attachment_83295" align="alignleft" width="188"] رولا المراد شعرنا بضرورة القيام بأمر ما أمام هول الكارثة التي حلّت بمدينة بيروت.[/caption]

 وبدورها تحدثت السيدة باولا مجدلاني من مؤسسي جمعية Fifty fifty عن دعم الجمعية لمبادرة (نساء ل بيروت) وقالت:

 - لدى جمعية Fifty fifty شبكة اتصالات مع سيدات من مختلف الاختصاصات والطوائف والمناطق اللبنانية اذ كنا نعمل معهن دائماً. وعندما وقع انفجار مرفأ بيروت قصدت السيدات المناطق المتضررة من الانفجار وبدأن بالعمل في الحال. وبالأساس نعرف السيدات وكنا نراقب كيف يعملن في المجال الاجتماعي، ونظراً لهول الكارثة قد يحدث بعض الفوضى، فمثلاً قد تصل المساعدات لبعض الناس والبعض الآخر قد لا تصله، لذا قررنا في جمعية (فيفتي فيفتي) ان نطلق مجموعة يتم التنسيق من خلالها حول كل الأمور، فجمعنا السيدات اللواتي يعملن جاهدات وبكل جدية وشفافية في المجال الاجتماعي، وأطلقنا مجموعة عبر (الواتساب) حيث تواصلت السيدات مع بعضهن البعض، وبدأن بالعمل. على سبيل المثال تعلم السيدة ان الشخص الفلاني طلب مساعدة فاذا

[caption id="attachment_83299" align="alignleft" width="250"] مبنى عروسة الجميزة خلال عمليات الترميم.[/caption]

كان لدى السيدة الأخرى ما يحتاجه من أغراض تقدمها في الحال لها لكي تعطيه ما يحتاجه، أي تسير الأمور بشكل منصف لئلا تحدث أي فوضى، وبهذا الشكل تم التنسيق فيما بينهن مما ساعد كثيراً. مثلاً من خلال الواتساب كانت تعلم السيدة ضمن المجموعة أنها تلقت كمية من الأدوية فاذا كانت احدى السيدات تقول انها بحاجة للدواء الفلاني لتقدمه لشخص مريض كانت الأولى تجيبها في الحال يمكنها اخذ الدواء من عندها، وأيضاً عندما تقول احداهن ان لديها فائضاً من عبوات المياه التي قُدمت لجمعيتها لتساعد الناس فمن يريد ان يقدّم المياه للناس بامكانها ان تأخذ من تلك العبوات، فهذا التعاون والتعاضد بين السيدات أمر مهم اذ شجعنا أن نذهب الى أبعد من ذلك.

وتتابع:

- تخيلي أنه عندما تعلمنا احدى السيدات ضمن هذه المجموعة ان لديها مثلاً 200 صندوق من الاغراض بينما لديها فقط 100 شخص مسجل فتسأل عما اذا كانت لديهن اسماء عائلات لتقدم تلك الصناديق لها، لكي تصل الاحتياجات الأساسية بانصاف للجميع، وعندما تجيب احدى السيدات بأن لديها لائحة بالاسماء تعلمها بأنها سترسل الصناديق أيضاً اي تساعد بايصال الاغراض أيضاً وليس فقط بعرض المساعدات. ومثال آخر احدى السيدات لديها مثلاً مستودع وضعت فيه المفروشات التي تُقدّم لمساعدة الناس المتضررين تعلم بقية السيدات ضمن المجموعة بأنها تسلّمت مثلاً أغراضاً للمطبخ او غرفة نوم وغيرها وعندها تبدأ كل سيدة تعلم الأخرى بأن الشخص الفلاني بحاجة لأواني المطبخ مثلاً او فراش أو براد الى ما هنالك... ان روح التعاون بين السيدات جميل جداً.

[caption id="attachment_83297" align="alignleft" width="448"] شعار مبادرة نساء ل بيروت.[/caption]

وعن دعم جمعية (فيفتي فيفتي ) لمبادرة (نساء ل بيروت) تقول:

- عندما وجدت وزميلتي جويل ابو فرحات كوننا اسسنا جمعية Fifty fifty روحية تلك السيدات اللواتي نعرفهن جيداً كيف يعملن بجهد، قررنا أن نذهب الى أبعد من ذلك، وقلنا إن العمل الذي تقوم به السيدات لا يجب ان يتوقف هنا، فكل هذه الجهود والتعاون فيما بينهن كانت مثالية وتثلج قلوبنا خصوصاً في ظل الظروف الصعبة والكئيبة، عندها أطلقنا مبادرة باسمBeirut for Women وقررنا أن نعمل مع هذه المجموعة من السيدات اللواتي يعملن بطريقة رائعة وشفافة، وأن نقوم بترميم مبنى عروسة الجميزة بأكمله، لأنه كما تعلمين ليس كل المتطوعين يعملون بهذه الروحية والتعاون كما تفعل هؤلاء السيدات ضمن هذه المبادرة. عادة يكون هناك القليل من الأنانية وحب الظهور، بينما هذه المجموعة تعمل بطريقة مختلفة اذ على الرغم ان كل واحدة منهن لديها جمعية وبامكانها ان تعمل لوحدها وتوزع المساعدات التي تُقدم لجمعيتها، بينما هذه المجموعة تعمل بطريقة مختلفة اذ همها الأول هو مساعدة المتضررين من انفجار مرفأ بيروت. ولهذا سنكمل العمل لأن مسؤوليتنا في جمعية (فيفتي فيفتي) أن ندعم هؤلاء السيدات اللواتي يعملن بصمت اذ

[caption id="attachment_83300" align="alignleft" width="333"] من اليمين باولا مجدلاني، خلود الوتار قاسم ، رولا المراد، جوزفين ديب وجويل ابو فرحات.[/caption]

إنهن مثل الجندي المجهول، لذا أرتأينا أن نقوم بترميم مبنى عروسة الجميزة الذي لديه قصة تاريخية معروفة وأطلقنا عليه اسم عروسة بيروت، لأننا اعتبرنا اذا أردنا أن نروّج للمشروع في الخارج ربما لن يعرف الناس اسم الجميزة لذا سميناها عروسة بيروت، وهكذا اجتمعنا كلنا ولكن لم نعلم كيف سنبدأ العمل لأنه ليس هناك مال ولا تمويل، لذا قررنا أن كل سيدة من جمعيتنا تقدم 200 او 250 دولار لهذا المشروع وبالفعل جمعنا المبلغ لكي ننطلق بالمشروع اذ بمبلغ 3000 دولار قمنا بتركيب السقّالات والآن نروّج للمشروع لربما ننجزه، وبصراحة لا نعلم من أين سنحصل على بقية المبلغ لنكمل المشروع. ونأمل ان يلاقي هذا المشروع اهتمام اللبنانيين في دول الاغتراب لتقديم المساعدة لنا لنكمل المشروع. لقد أطلقنا هذا المشروع منذ بضعة أيام حيث نشرنا ذلك على صفحة الفايسبوك اذ كانت أول خطوة نقوم بها بما يتعلق بمشروع عروسة بيروت. واذا توفّر المال فيمكن انجاز هذا المشروع خلال ثلاثة أشهر. واذا نجح هذا المشروع لن نتوقف بل سنستمر خصوصاً مع هذه المجموعة التي بذلت هذه الجهود، اذ اكتشفنا بعضنا البعض وكيف ان الطاقة الايجابية الموجودة لدى مجموعة السيدات. وإن شاء الله نتمكن من انجاز هذا المشروع لأنه بعد ذلك لدينا أفكار عدة سنعمل ضمنها اذ لن نتوقف هنا.