تفاصيل الخبر

تظاهرة ”التيار الوطني الحر“ تدرك مشارف ”بيت الشعب“ ولا تدخله وقوى الأمن تواكب ”سلمياً“... والحرس الجمهوري يحمي القصر!

09/10/2015
تظاهرة ”التيار الوطني الحر“ تدرك مشارف ”بيت الشعب“ ولا تدخله وقوى الأمن تواكب ”سلمياً“... والحرس الجمهوري يحمي القصر!

تظاهرة ”التيار الوطني الحر“ تدرك مشارف ”بيت الشعب“ ولا تدخله وقوى الأمن تواكب ”سلمياً“... والحرس الجمهوري يحمي القصر!

 عون-باسيل-1  بعد غد الأحد 11 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، لن يكون المشهد على الطريق المؤدية الى قصر بعبدا كما هو في كل يوم... فهذه الطريق التي تعبرها سيارات وآليات بنسبة طبيعية يومياً، ستصبح مسرحاً لعبور أجساد بشرية يطغى عليها اللون البرتقالي وتنطلق من حناجرها هتافات <الله، لبنان، عون وبس>، وأخرى <ما منرضى إلا عون رئيس الجمهورية>، وثالثة: <حرية، سيادة، استقلال>. المشاركون في هذه التظاهرة تلبية لنداء وجهه إليهم زعيم <التيار الوطني الحر> العماد ميشال عون، سيستعيدون مشهداً ألفه سكان المنازل المجاورة لقصر بعبدا خلال وجود العماد عون في القصر رئيساً لحكومة العسكريين التي ملأت الفراغ الرئاسي الذي نتج عن انتهاء عهد الرئيس أمين الجميّل في 22 أيلول (سبتمبر) 1988 من دون أن يتمكن مجلس النواب من انتخاب خلف للرئيس الذي خلف شقيقه الرئيس الشهيد بشير الجميّل بعيد استشهاده في 14 أيلول (سبتمبر) 1982. إلا ان هذا المشهد لم يتكرر منذ 13 تشرين الأول (أكتوبر) 1990 يوم أسقط الجيش السوري مدعوماً بقصف جوي من ثلاث طائرات <سوخوي> الروسية الصنع، حكومة العماد عون <البتراء> (3 وزراء من أصل ستة كانوا يشكلون أعضاء المجلس العسكري آنذاك) ما اضطره للجوء الى السفارة الفرنسية في مار تقلا بضيافة السفير  <رينيه ألا>، حيث مكث بضعة أشهر غادر بعدها بواسطة طراد حربي فرنسي مياه مارينا ضبية الى نفي قسري في فرنسا استمر حتى 6 أيار (مايو) 2005 حين عاد لتبدأ بعد ذلك مسيرة سياسية أخرى جعلت من العماد عون رئيس أكبر كتلة مسيحية في مجلس النواب وزعيماً لتيار شعبي تحوّل حزباً سلّم رئاسته قبل أسابيع الى صهره وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل.

   <الزحف> الجماهيري بعد غد الأحد 11 تشرين الأول (أكتوبر) أراده العماد عون إحياء لذكرى <13 تشرين> من جهة، واستعادة لواقع حوّل قصر بعبدا حتى 12 تشرين الأول (أكتوبر) من العام 1990، الى <بيت الشعب> كانت تملأ ساحاته والطرق المؤدية إليه والأحراج المحيطة به الجموع التي كانت <تحج> يومياً لدعم <الجنرال> في <حرب التحرير> التي خاضها ضد القوات السورية التي كانت متمركزة في لبنان، ثم لتأييده في <حربه> ضد <القوات اللبنانية> بقيادة سمير جعجع دائماً، والتي رفضت <توحيد البندقية> والاعتراف بـ<الحكومة الشرعية> التي خاضت ضدها معركة تصفها <القوات> بـ<حرب الإلغاء>. غير ان الجماهير <البرتقالية> لن تتمكن بعد غد الأحد من دخول قصر بعبدا ولا من التجول في الشوارع المؤدية إليه ولا في ساحاته التي توسعت نسبياً عما كانت عليه في الأعوام 1988 و1989 و1990 ذلك ان الترتيبات الأمنية المتخذة ستسمح بوصول التظاهرة <العونية> عند التقاطع الذي يسبق أول حاجز للواء الحرس الجمهوري والمعروف بتقاطع مدرسة الحكمة حيث ستكون بانتظار المتظاهرين مجموعات من فرقة مكافحة الشغب في قوى الأمن الداخلي تشكل <حاجزاً> بشرياً يفصل أنصار <التيار الوطني الحر> عن حاجز لواء الحرس الجمهوري الذي لن يُسمح باختراقه والتقدم صوب القصر مروراً بمقر السفارة الايطالية... مهما كان الثمن.

 

اللقاءات التنسيقية مهدت لمسيرة سلمية

   ولأن جمهور <التيار العوني> ليس معادياً للجيش ولن يقبل بأن ينجر الى صدام معه، كما تقول مصادر اللجنة المنظمة للتظاهرة، فإن <الزحف> البرتقالي سيتوقف عند تقاطع الحكمة حيث ستلقى الكلمات ومن بينها كلمة لزعيم التيار العماد عون ولرئيسه الوزير باسيل يؤكدان فيها على المواقف الثابتة لـ<التيار> مع رسالة من <الجنرال> خلاصتها ان <لا لرئيس يكون صفراً على الشمال، لا لرئيس دمية>، ويفترض أن يتفرق بعد ذلك المتظاهرون عائدين الى منازلهم بعدما <يسجلون> حقهم في الوصول الى قصر بعبدا الذي خيّم فيه كثيرون منهم قبل 25 عاماً، فيما كبر الأطفال الذين كانوا يرافقون الآباء والأمهات للتظاهر اليومي... وصاروا شباباً وشابات يكررون هتافات الوالدين: <ما منقبل إلا عون رئيس الجمهورية>.

   وفيما تؤكد مصادر اللجنة المنظمة ان لا نية مطلقاً للقيام بأي اقتحام للقصر أو تجاوز حواجز الحرس الجمهوري، يشير مصدر أمني رفيع لـ<الأفكار> ان التعاطي مع مسيرة العونيين سيكون مماثلاً لتصرفاتهم، فإذا كانوا سلميين ولم يتجاوزوا ما هو متفق عليه ضمن الترخيص المعطى لهم من محافظ جبل لبنان، ستكون ردة فعل القوى الأمنية <هادئة واستيعابية> وتمر المسيرة على خير وتكون <سليمة وسلمية>. أما إذا تجاوزوا حاجز قوى الأمن واتجهوا صوب حاجز لواء الحرس الجمهوري فإن ذلك يعني ان <النية غير صافية> وستكون ردة الفعل على قدر هذا التصرف لأن الوصول الى قصر بعبدا، وهو مقر رئاسة الجمهورية ورمز وحدة الدولة والمؤسسة الدستورية الأسمى، لن يكون ممكناً مهما كانت النتائج، ذلك ان ما يطبق من تعليمات لحماية المباني الرسمية والمقرات الرئاسية، يطبق حكماً على قصر بعبدا.

   ويضيف المصدر الأمني الرفيع انه في اللقاءات التنسيقية التي سبقت التظاهرة، أظهر الفريق العوني، ومن بين أعضائه ضباط متقاعدون في الجيش، كل تعاون وتجاوب وقدموا الدلائل على أنهم ليسوا <هواة تخريب> وافتعال صدامات، وان التظاهرة الحاشدة التي حصلت في ساحة الشهداء كانت النموذج الذي سيعتمد في التظاهرة الى محيط قصر بعبدا، وبالتالي فإن قوى الأمن الداخلي ستواكب المتظاهرين وتؤمن الحماية لهم على طول تقاطع الحكمة ــ الحدث ــ الطريق باتجاه مستشفى قلب يسوع صعوداً حيث يفترض أن يشيد المسرح الخاص بإلقاء الخطب...

   ولأن <التيار الوطني الحر> حصر الدعوة بأنصاره ومحازبيه، إلا انه لن يرفض مشاركة أحد في التظاهرة التي يؤكد العونيون أنها ستكون <حاشدة ومنظمة... وحضارية> برئاسة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، وستتم سواء تمت <التسوية> بشأن الترقيات العسكرية أم لم تتم، إلا ان <مناخ> التظاهرة سيختلف تبعاً للمسار الذي ستسلكه هذه الترقيات، لاسيما وأن التظاهرة تتم قبل أربعة أيام فقط من موعد إحالة العميد شامل روكز على التقاعد!