تفاصيل الخبر

تـسـمـيـــــــة الأقـويــــــــاء مـشكـلــــــة لأصـحـابـهـــــــــــا!  

10/12/2015
تـسـمـيـــــــة الأقـويــــــــاء  مـشكـلــــــة لأصـحـابـهـــــــــــا!   

تـسـمـيـــــــة الأقـويــــــــاء مـشكـلــــــة لأصـحـابـهـــــــــــا!  

بقلم سعيد غريب

SAM_5208أحقاً نحن في زمن آخر، زمن الثرثرة المفضي الى الخراب، زمن الفراغ من أي نضوج، خالٍ من الحكمة والحكماء.

حقاً نحن في زمن شرق أوسط أسود، دموي دائم الأحزان والخداع.

ماذا سنفعل نحن اللبنانيين، بل ماذا نستطيع أن نفعل على ضفاف بركانٍ تملأ حممه الحياة من حوله؟

ماذا نستطيع أن نفعل مع تصاعد المواجهات بين الكبار القدامى والجدد وبين الصغار القدامى والجدد؟

ماذا سيفعل <حكماؤنا> الغائبون عن الوعي لإنقاذ الجمهورية اللبنانية من النار وجلادي المنطقة وسفاحيها؟

هل يدري <حكماؤنا> ماذا ينتظرهم وينتظرنا؟ وهل يعرفون ما هو دور رئيس الجمهورية المقبل قبل الحديث أو الإقدام على الانتخابات الرئاسية؟

هل جنى الأربعة الأقوياء على أنفسهم عندما أطلقوا على أنفسهم أو أُطلق عليهم تسمية أقوياء، فخلّفوا <نقزة> منهم ولأنفسهم وللآخرين؟

هل فعلاً مطلوب رئيس قوي، بل مجرّد رئيس في لحظة تاريخية ومصيرية في الشرق؟

تقول مصادر واسعة الاطلاع إن دور لبنان في المرحلة المقبلة يقوم على وظائف من شأنها تحديد مواصفات الرئيس العتيد:

1 - مشاركة لبنان في مكافحة الإرهاب من ضمن الحملة الدولية.

2 - الاستمرار في تسليح الجيش وتقويته.

3 - إدارة مشكلة النازحين السوريين واعتبارها ملاذاً آمناً بالحدّ الأدنى بوقف هجرتهم الى أوروبا والتفاهم مع القيادة السورية على إدارة الحل.

4 - حسن إدارة ملف النفط والغاز ومع مَنْ؟ الروس القريبين من حدود لبنان أم الأميركان؟

5 - التفاهم على أسس الجمهورية اللبنانية بعد مرور ستة وعشرين عاماً على صوغ اتفاق الطائف، أما بالتأكيد على المضي به مع إدخال بعض التحسينات عليه وعلى قانون الأنتخابات، وإما بتعديله.

من هنا، تلفت المصادر عينها الى عدم حماس اللاعبين الإقليميين لحسم الاستحقاق الرئاسي وتأمين النصاب <لشبل الأسد>.

إن المسألة أعمق من توزيع حصص وإرضاءات على غرار المسارات التي حكمت وتحكّمت بالحياة السياسية اللبنانية على مدى ربع قرن. إنها على ما يبدو مسألة البحث عن صيغة جديدة تنظم عيش اللبنانيين في العقود المقبلة.

والسؤال الذي يتوقف عنده اللاعبون الكبار هو: هل سيتمّ الأمر قبل انتخاب الرئيس أو بعد الانتخاب؟

في حال رست على إتمام الأمر مع رئيس جديد، فالأكيد أن سليمان فرنجية لن يكون راعي ترويكا جديداً، ولا ميشال عون بالتأكيد.

إذاً، من سيكون الرئيس العتيد؟ التسوية لا تكون مع <أربعة أقوياء> رغم اتفاقهم في بكركي على ان اختيار واحد منهم يوصلهم الى حقهم، بل مع شخصية خامسة... وما هي الصفقة وليس التسوية التي يُعمل عليها؟ وهل يمكن أن يطلق النائب سليمان فرنجية أو غيره من الأقوياء الثلاثة الباقين أية وعود وينفذوها في ظل صلاحيات لم تعد موجودة في موقع الرئاسة الأولى؟

هل يستطيع أي من الأربعة الأقوياء أن يطرح على نفسه أسئلة مبدئية ويجيب عنها ولعلّ أبرزها: لماذا جئت؟ وماذا أريد أن أحقّق؟ وماذا أستطيع أن أحقّق؟ من هم المستشارون؟ من هم المعاونون المباشرون؟ من سيعطيني المشورة الجيدة؟ ومن سيكون لسان حالي؟

ويعود وطننا المعذب لينظر الى نفسه تحت حال من الطوارئ غير المعلنة فتمر أمامه كل الخواطر المؤلمة وجميع الأسئلة الصعبة، بل المستحيلة الإجابة عنها، لماذا؟ وكيف؟ وهل هناك خطة؟ أم هل هناك فخّ كبير؟

الجميع في لبنان يقفون مشدوهين إزاء ما حصل في الأسبوعين الفائتين وينتظرون تفسيراً لشيء ما حدث، هذا الشيء ليس بالأمر العادي، إنه ترشيح الرئيس سعد الحريري للنائب سليمان فرنجية لموقع رئاسة الجمهورية.

تقول السيدة صونيا فرنجية الراسي في كتابهــا <ان الرئيس سليمان فرنجية زار الرياض في العام 1973 مع النائبين صهره الدكتور عبد الله الراسي ونجله طوني وناظم عكاري، واستقبله  الملك فيصل بن عبد العزيز في خيمة تتسع لـ700 فرد، ورقص مع أشقائه العرضة النجدية، ترحيباً برئيس لبنان. وفي اليوم التالي، وقف الأمير سلمان أمير الرياض آنذاك مع طبيبه عبد الله الراسي وطوني سليمان فرنجية فوق أعلى بناية في الرياض، سأل طوني زوج أخته عن موقع منزله القديم، عجز الراسي عن تحديد موقع بيته من علو، فتدخّل الأمير سلمان مشيراً الى موقع المنزل، ثم التفت الى الراسي قائلاً: <كلما مررت من هناك، أفكّر فيك وفي أسرتك>.

وبعد، هل تأتي التسوية بخامس بعدما شكلت تسمية الأقوياء الأربعة مشكلة لأصحابها ويكون من اختيارهم؟

الجواب بعد الأعياد....