صوت مجلس الشيوخ الأميركي في الاسبوع الماضي لصالح مشروع قرار يقضي بإلغاء حالة الطوارئ الوطنية التي فرضها الرئيس <دونالد ترامب> على الحدود مع المكسيك من أجل الحصول على تمويل لبناء جدار فاصل، وذلك بغالبية الأصوات، إذ أيده 59 سيناتوراً في مجلس الشيوخ المكون من 100 نائب، مقابل 41 سيناتوراً صوتوا ضده.

ويحظر مشروع القرار على <ترامب> أخذ الأموال لتشييد الجدار من أرصدة خصصها الكونغرس لتمويل مشاريع أخرى، إلا ان <ترامب> استخدم حق النقض لإبطالها، ما يعني أن المجلس سيصوت في 26 الجاري على تجاوز <الفيتو> بأكثرية الثلثين وهذا أمر متعذر.

كما علق <ترامب> على بيان رئيسة مجلس النواب الأميركي الديموقراطية <نانسي بيلوسي> التي قالت فيه إن <ترامب> لا يستحق عناء الإقالة، وكتب في تغريدة نشرها على <تويتر> في الاسبوع الماضي: إنني أقدّر تقديراً عالياً بيان <نانسي بيلوسي> بشأن الإقالة، لكن يجب على الجميع أن يتذكروا الحقيقة البسيطة وهي أنني لم أفعل أي شيء خطأ، إذ إن الاقتصاد والبطالة هما الآن الأفضل على الإطلاق، والعسكريين والأطباء البيطريين رائعون، والعديد من النجاحات الأخرى، متسائلاً: كيف يمكنك عزل رجل يعتبره الكثيرون أنه الرئيس الأكثر نجاحاً خلال السنتين الأوليين في التاريخ، خاصة إذ لم يرتكب أي خطأ.

وكانت <بيلوسي> قد كشفت إنها تعارض محاولة عزل <ترامب> ما لم يكن هناك شيء مقنع وجذاب من الحزبين الديموقراطي والجمهوري، وقالت إنه لا يستحق عناء المحاولة، مشيرة إلى أن محاولة الإقالة ستثير الانقسام في البلاد إلا إذا كان هناك شيء مقنع وساحق وثنائي الحزبية، مؤكدة ضرورة عدم السير في هذا الطريق لأنه سيقسم البلاد.

وقد أدت القضية إلى تقسيم الديموقراطيين منذ أن استعادوا السيطرة على مجلس النواب في كانون الثاني (يناير) الماضي، وقدم بعض الأعضاء بالفعل مواد المساءلة، وعبروا عن دعمهم لعزل <ترامب <من منصبه، فيما سعى قادة الحزب، بمن فيهم <بيلوسي>، إلى الحد من القضية، بحجة أنه يتعين على المشرعين اتباع نهج الانتظار والترقب حيث تجري تحقيقات مستمرة.

ويأتي طرح فكرة إقالة <ترامب> في إطار التحقيق الذي يقوم به المحقق الخاص <روبرت مولر> ولجان الكونغرس حول التدخل الروسي المزعوم في الحملة الرئاسية الأميركية لعام 2016.