تفاصيل الخبر

 "Toothpick" تطبيق ثوري يبشّر بعصر جديد في طب الأسنان الرقمي

16/12/2020
 "Toothpick" تطبيق ثوري يبشّر بعصر جديد في طب الأسنان الرقمي

 "Toothpick" تطبيق ثوري يبشّر بعصر جديد في طب الأسنان الرقمي

بقلم  وردية بطرس

[caption id="attachment_83964" align="alignleft" width="431"] نموذج عن التطبيق[/caption]

في ظل الظروف القاسية التي يمر بها لبنان من الناحية المعيشية والاقتصادية من جهة ووباء الـ"كورونا" من جهة أخرى، يبقى الأمل بالشباب اللبناني المبدع كبيراً اذ قام أربعة شبان لبنانيين بتصميم تطبيق "Toothpick"على نحو يجعله يحدث ثورة في السوق عبر الجمع بين الجوانب المختلفة لصناعة طب الأسنان تحت مظلة رقمية واحدة تتسم بسهولة الاستخدام. واللافت أن ثلاثة من مبتكري هذا التطبيق هم أطباء أسنان وهم الدكتور وائل بزري، والدكتور محمد حمود والدكتور محمد سعد، فيما الشاب الرابع هو خبير في تكنولوجيا المعلومات الأستاذ مالك حجازي. كما يتمتع جميعهم بخبرة كل في مجاله اكتسبوها سواءً من خلال العمل في المنطقة او في وادي سيليكون.

ولقد تم اطلاق تطبيق رائد خاص بالهواتف المحمولة يرتكز على أحدث التقنيات من أجل توفير نظام عمل مبسط وسهل الاستعمال لكل من ممارسي طب الأسنان ومورّدي منتجات طب الأسنان وأصحاب المصلحة الآخرين ضمن هذه الصناعة، وذلك في دولة الامارات العربية المتحدة، لبنان، مصر وقطر.

وبفضل هذه المنصة التكنولوجية سيُتاح للعاملين في مجال صناعة طب الأسنان الاطلاع على الأسعار ومقارنتها وشراء مستلزماتهم ومعداتهم بشكل مناسب وفعّال، من خلال متجر الكتروني شامل. كما تضمن هذه الاداة الجوهرية للعاملين في هذه الصناعة، امكان الوصول لمجموعة واسعة من المعلومات والاخبار التي تواكب الاحداث والدورات التدريبية وآخر التحديثات في مجال طب الأسنان وفرص الشراكة. فضلاً عن أنه يواكب التوسع السريع للخدمات الالكترونية، يوفّر تطبيق "Toothpick" ميزة اضافية للاعمال التي تقدّم خدمات أساسية وسط بيئة ينتشر فيها وباء "كوفيد – 19"، لأنه يتيح شراء المعدات عن بُعد وبشكل مباشر من المصدر، ما يقلّص الحاجة الى التواصل المباشر بين الأطراف المعنية. كذلك تخضع المعدات للتعقيم جيداً، بما ينسج مع معايير النظافة في كل مرحلة من آلية العمل ابتداءً من التعبئة والتغليف وصولاً الى التسليم.

تجدر الاشارة الى أن فكرة "Toothpick" راودت مبتكري هذا التطبيق في العام 2018 خلال مناقشاتهم التحديات التي تعترض سير أعمالهم بشكل روتيني، من العملية المفككة مع المورّدين وصولاً الى مقارنة الأسعار المربكة.

وكان الرئيس التنفيذي الدكتور وائل بزري قد أوضح أنه وشركاءه المؤسسين الدكتور محمد حمود والدكتور محمد سعد والسيد مالك حجازي، عملوا معاً على ارساء مفهوم "Toothpick" في محاولة للتوصل الى تقنية متطورة، تضمن حلولاً شاملة للمشكلات التي تعترض هذه الصناعة، وتكون مصممة على أيدي اختصاصيين في طب الأسنان لكي تسهل عمل زملائهم في المجال نفسه. وقد استُهلّت الأبحاث لتصميم هذا التطبيق في العام 2019، ومع توفير الحد الأدنى من المنتجات تمكن الفريق من تحديد موعد لاطلاق التطبيق.

وقال الدكتور بزري خلال اطلاق الحملة الترويجية للتطبيق التي تحمل عنوان "مئة يوم، لندخل العالم الرقمي":كوننا أطباء أسنان شعرنا بأننا أفضل من يستوعب التحديات التي تعترض هذه الصناعة، بما أننا كنا شخصياً نعاني منها بشكل يومي، حيث يشكل "توثبيك" ثمرة بحث مكثف أجري بناءً على كل تلك المناقشات المذكورة آنفاً وبالتشاور مع زملاء مهنيين يتوزعون بين كل جوانب هذه الصناعة. ونحن واثقون تماماً بأن هذا التطبيق سيحجز مكانته سريعاً كمنصة لا بد منها على الانترنت بالنسبة الى أصحاب المصلحة بصرف النظر عن دورهم في مجال طب الأسنان. وبصفته أكبر مركز لطب الأسنان على شبكة الانترنت في منطقتي الشرق الأوسط وشمال افريقيا، يوفّر للعاملين في هذا المجال الكثير من المزايا التي تشمل فرصة تعزيز عملياتهم، ورفع مستوى الانتاجية في موازاة خفض التكاليف من خلال الاستفادة على نحو أفضل من البيانات الشاملة المجمّعة، والذكاء المرتبط بهذه الصناعة.

وأضاف:

- كل سنة يُنفق الاختصاصي في طب الأسنان ما يقارب 9 في المئة من ايراداته على شراء المواد، وتشير التقديرات الى أنه في حال تم طلب هذه المواد عبر الانترنت سيتمكن طبيب الأسنان من تقليص كلفة هذه المواد بنحو 20 في المئة. كذلك يسهّل التطبيق عمل المورّدين الذين يسعون لنقل عملياتهم بشكل متزايد عبر الانترنت لتصبح متاحة على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع، والذين يستعينون بمصادر خارجية لتكاليفهم التشغيلية ويعزّزون حضورهم في كل عيادة لطب الأسنان.

تجدر الاشارة الى أنه يتسع انتشار "Toothpick" وسط المستخدمين على امتداد المنطقة في ظل حضور لافت في الامارات العربية المتحدة ولبنان ومصر وقطر، اضافة الى الاستعداد لاطلاق هذه المنصة في دول أخرى وذلك تحت اشراف طاقم من الخبراء. كما عمل التطبيق على عقد شراكات مع الكثير من الجمعيات المتخصصة في طب الأسنان فيما حظي بدعم كبير من نقابات طب الأسنان في الدول التي انطلق فيها. أما حضوره في منطقة 2071 المساحة المخصّصة في دبي لشركات التكنولوجيا وسواها من الشركات الناشئة المبتكرة، ومؤسسة (دبي للمستقبل)، فليس الا دليلاً اضافياً على أن لنفسها مكانة مهمة وسط النظام البيئي الذي سيحكم هذه الصناعة في المستقبل.

الرئيس التنفيذي الدكتور وائل بزري وفكرة إطلاق التطبيق

[caption id="attachment_83965" align="alignleft" width="188"] وائل بزري: التطبيق يسهّل عمل المورّدين الذين يسعون لنقل عملياتهم بشكل متزايد عبر الانترنت.[/caption]

ولنعرف أكثر عن التطبيق من حيث اطلاق الفكرة وتنفيذها تحدثنا مع الرئيس التنفيذي الدكتور وائل بزري وأيضاً مع الخبير في تكنولوجيا المعلومات الأستاذ مالك حجازي.

ونبدأ مع الدكتور وائل بزري:

- ما أهمية اطلاق تطبيق "Toothpick" في هذا الوقت العصيب الذي يمر به لبنان على جميع الصعد؟

- بداية ان الحاجة ام الاختراع، كأطباء أسنان كنا دائماً نردد يا ليت نقدر ان نحصل على كل المواد والمستلزمات التي نحتاجها في عملنا كأطباء أسنان من مكان واحد، وأن ونرى ماذا هناك من مواد وأدوات في مجال طب الأسنان، وعندما دخل معنا مالك حجازي قلنا إنه بفضل العالم الافتراضي سيتمكن طبيب الأسنان من أن يرى كل مورّدي المواد في مكان واحد من خلال هذا التطبيق، اذ المطلوب منه أن يقوم بتنزيل التطبيق على الهاتف المحمول ليرى كل المواد ويشتري كل ما يلزمه من المورّدين أنفسهم الذي يتعامل معهم ولكن هذه المرة من مكان واحد. بالنسبة للهدف من التطبيق، فبالأساس لدينا السوق الذي هي السوق المشتركة وأيضاً التعليم المستمر وكل ما يتعلق بالكورسات والمؤتمرات وأيضاً المقالات المتعلقة بالموضوع لكي يطلّع عليها أطباء الأسنان. هدفنا ان يتواصل طبيب الأسنان مع الأطباء وأيضاً مع المريض.

الظروف الصعبة في البلد تحفزّنا أن نعمل أكثر لرفع اسم لبنان

* هل الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان من كل النواحي تشكل حافزاً لكم لانجاز هذا العمل المميز؟

- طبعاً ونحن كلبنانيين نعمل بهذه الروحية، صحيح أننا منتشرون في أربع دول ولكن قسماً كبيراً من فريق العمل موجود في لبنان، وبالتالي سبل التواصل متاحة، وبالتكنولوجيا نقدر أن نقوم بهذا العمل، ونعزز التواصل بين الطبيب والمورّدين، وبين طبيب آخر. لا شك أن الظروف صعبة في البلد ولكن بالنهاية علينا ان نواصل عملنا في هذه المهنة ونقوم بتطويرها أيضاً.

* وهل من شروط لتنزيل هذا التطبيق؟ وهل هناك تكلفة؟

- أولاً الطالب الذي يدرس طب الأسنان بامكانه تنزيل هذا التطبيق، وأيضاً الأطباء وأساتذة الجامعة وكل طبيب أسنان بدون أي تكلفة. فهذا التطبيق متوافراً على كل أنواع المنصات اذ كل ما يتوجب عليهم أن يدخلوا الى التطبيق ويسجلوا اسماءهم ومجال تخصصهم وعندها يقدرون ان يتعرفوا على سوق طب الأسنان الذي هو متاح 24 ساعة على مدار الاسبوع بدون اي تكلفة. كما أن أسعار المواد أفضل لأنه سوق مشترك ومتنافس.

فريق العمل مؤلف من جنسيات مختلفة

[caption id="attachment_83962" align="alignleft" width="333"] فريق العمل[/caption]

* وماذا عن فريق العمل؟

- لقد بدأنا كفريق مؤلف من أربعة أشخاص، ولكن اليوم يعمل ضمن فريق العمل أكثر من 40 شخصاً من جنسيات مختلفة ولكن القسم الأكبر منهم لبنانيون. وفي الوقت نفسه فريق العمل مقسّم بين أشخاص متخصصين في التكنولوجيا، اذ ان هناك اختصاصيين بكل أنواع التكنولوجيا، ونحن ننشر نظام العمل من ثم نعمل على تحسينه وتطويره وتطبيقه. وهناك قسم يعمل على التسويق، وقسم من الفريق يعمل على الداتا.

* لا شك أنه في ظل جائحة الـ"كورونا" تأثر قطاع طب الأسنان فالى أي مدى يساعد هذا التطبيق أطباء الأسنان في هذا الخصوص؟

- ان قسم من طب الأسنان هو اختياري، وقسم منه أساسي، فالأساسي الذي هو 50 في المئة سيظل موجوداً، و50 في المئة منه يتأثر بحسب الظروف المحيطة التي فرضتها جائحة الـ"كورونا"، فاذا كان الشخص مضطراً ان يزور طبيب الأسنان لا شك أنه سيقصد العيادة، ولكن الجزء الآخر من العمل سيتأثر بالظروف، ولكن هذه التكنولوجيا وهذه الطريقة بالتواصل تساعد طبيب الأسنان أن يحصل على أسعار أفضل وشفافية أعلى حتى إنها تساعد المورّدين.

* الى أي مدى الظروف مؤاتية لاطلاق هذا التطبيق حيث تحوّلت معظم الأعمال أونلاين؟

- هذا صحيح، وكما يُقال الوقت المناسب في المكان المناسب. ونحن نؤمن أنه الوقت الصحيح والمناسب لأن الظروف الصعبة تحتاج لحلول مبتكرة، فليس هناك أفضل من التكنولوجيا لابتكار هذه الحلول خصوصاً اذا كان بالامكان القيام بها. فنحن ننتقل من مرحلة الى مرحلة أخرى فكل العالم متجه الى (أونلاين) وليس فقط بما يتعلق بسوق طب الأسنان بل بكل شيء من حولنا، والهاتف المحمول يوصلنا بالعالم كله، فاذا استفدنا منه بالطريقة الصحيحة نحقق الكثير. ونحن نفتخر بوطننا لبنان وكلنا أمل بأن الشباب سيبنون الوطن.

الخبير في تكنولوجيا المعلومات الأستاذ مالك حجازي والأقسام التي تهتم بالتطبيق

[caption id="attachment_83963" align="alignleft" width="250"] مالك حجازي: الناس سيعتادون على هذه الطريقة وسيستمر العمل "اونلاين" بعد انتهاء "كورونا".[/caption]

ونسأل الخبير في تكنولوجيا المعلومات الأستاذ مالك حجازي عن الأقسام التي تتولى هذا العمل؟

- هناك قسم "operation" الذي يهتم بكل شيء على الأرض، وقسم "Customer support" اذا كان هناك مشاكل أو تأخير معين فيتابع مع الطبيب وأيضاً نتابع مع المورّدين الذين يبيعون من خلال "Toothpick"، وأيضاً هناك قسم يهتم بكل ما يتعلق بالتطبيق، والموقع الالكتروني، والداتا وأيضاً الداتا الذي يساعد بادخال المنتج، وبالتالي يتم العمل بين هذه الأقسام لكي تكون النتيجة بهذا الشكل. المسألة ليست فقط تطبيقاً بل هي مجهود فريق عمل مؤلف من هذه الأقسام بالشركة لكي نصل الى هذه النتيجة. وقد عملنا على مدى سنتين ونصف السنة ، وأول فترة عملنا لستة أشهر اذ من خلال منتج بسيط وخلال السنتين قمنا بتطويره، فنحن لا نبيع فقط منتجاً لطبيب الأسنان بل لدينا "كورسات" ومقالات والكثير من الأمور التي لها علاقة بالمجال الطبي على التطبيق. وبالنسبة الي أعمل في هذا المجال منذ عشر سنوات ، اذ عملت في أميركا لفترة في شركة في وادي سيليكون فاكتسبت الخبرة حول كيفية العمل على التطبيق، وعن تصميم التطبيق. وعندما بدأنا بهذا التطبيق كنت أتشاور مع المصممين لنرى كيف سيكون تصميم التطبيق ولكن طبعاً هناك ادارة لأننا فريق عمل كبير. عادة عندما يطلب طبيب الأسنان المواد التي يحتاجها اما يقصد قسم المبيعات او يتصل عبر الهاتف لطلب تلك المواد، وعادة طبيب الأسنان لا يطلب من مورّد واحد بل مع 3 او 4 او أحياناً 10 مورّدين ليرى اي سعر افضل ومناسب وبالتالي يُستهلك وقته بذلك، بينما تطبيق "Toothpick" متوفر 24 ساعة على مدار الاسبوع ويقدر طبيب الأسنان ان يطلب بأي وقت ما يحتاجه من مواد، وبالتالي أصبح الأمر أسهل على طبيب الأسنان ان يطلب من 10 مورّدين فتصل كلها بفاتورة واحدة، عادة كانت تصل 10 فواتير 10 رزمات ولكن الآن كلها تُجمع برزمة واحدة وطبيب الأسنان يدفع فاتورة واحدة ونحن نهتم بالباقي ونوزّع المال على كل مورّد.

المثابرة والتحديات و"كورونا"

* في ظل الظروف القاسية في لبنان من جهة والـ"كورونا "من جهة فالى أي مدى حرصتم على تحقيق هذا العمل المبدع في الوقت الذي نرى فيه الشباب يهاجرون من لبنان بحثاً عن آفاق واسعة في بلد آخر؟

- طبعاً الوضع في لبنان صعب جداً لذا نتحمس للقيام بهكذا أعمال لرفع اسم لبنان في هذا الوقت العصيب الذي يمر به، وبأن اللبنانيين يقدرون ان يعملوا ويبرزوا بمجال تخصصهم ويرفعوا اسم لبنان. صحيح ان الشباب يهاجر من لبنان ولكننا سنظل نؤمن بهذا الوطن . فـ"Toothpic ليس فقط في لبنان بل دبي ومصر وفي قطر قريباً. والجميل ان الفكرة انطلقت من لبنان ونشعر بالفخر بأن قسماً كبيراً من فريق العمل هم لبنانيون.

* الى اي مدى يساعد الأمر لاستخدام الاونلاين اليوم أكثر من أي وقت مضى بسبب وباء الـ"كورونا" الذي فرض علينا نمط حياة مختلفاً؟

- عندما عدت من أميركا وقبل ان أبدأ العمل مع "Toothpick" كنت أعمل بدوام حر، اذ كنت معتاداً على العمل "اونلاين" اذ أقدر أن أعمل من البيت أو اي مكان ضمن مجال تخصصي، ولكن عندما بدأت أطبق ذلك في البداية لم يكن سهلاً خصوصاً ما قبل الجائحة، لا شك أن جائحة الـ"كورونا" أثرت سلباً على حياتنا ولكن هناك جانباً ايجابياً وهو  أنها سرّعت صناعة "الأونلاين" أكثر، فالذي لم يكن يشتري أونلاين أصبح يقوم بذلك، والذي لم يكن يلجأ الى "Zoom Meeting" بدأ يستخدم هذه الطريقة، والذي لم يكن يعمل من المنزل أصبح يعمل من المنزل. وأعتقد أنه حتى بعد انتهاء الجائحة لن يعود الأمر كما كان قبل الجائحة. وعندما يعتاد الناس على هذه الطريقة من العمل لن يعودوا الى الوراء بل سيستمر العمل "اونلاين".