تفاصيل الخبر

تـنـزيـــــلات للأسعــــار فـي الأعـيـــاد ولا مــن يـشـتــــــرون!

24/12/2015
تـنـزيـــــلات للأسعــــار فـي الأعـيـــاد ولا مــن يـشـتــــــرون!

تـنـزيـــــلات للأسعــــار فـي الأعـيـــاد ولا مــن يـشـتــــــرون!

 

بقلم طوني بشارة

SAM_1256 لم توفر الجمعيات والمؤسسات الاجتماعية والاقتصادية والبلديات جهداً لإضفاء أجواء من الفرح والبهجة في شهر الأعياد باعتبار ان ذلك يساهم في خلق حركة تجارية وسياحية. فزينة الأعياد وإضاءة أشجار الميلاد عمت القرى والبلدات، والأضواء الميلادية لفت الشوارع والطرق والساحات العامة على امتداد الساحل اللبناني ابتداءً من البترون الى جبيل فبيروت والحمرا، بالإضافة إلى إقامة مغارات الميلاد أمام الكنائس وفي الباحات الخارجية وعند مداخل القرى والبلدات.

 هذا عن أجواء الميلاد ومظاهر الأعياد، أما في ما يتعلق بحركة الأسواق فلا تزال خجولة والموسم لم يحرك العجلة الاقتصادية بالشكل المطلوب حتى الآن، فالتنزيلات تستقبل الزبائن على واجهات المحال بنسب متفاوتة لقناعة لدى أصحابها أن هذه الخطوة قد تساعد في تشجيع المواطنين على الشراء، واللافت ان محال الألبسة والأحذية، خصوصاً المخصص منها للأولاد، لجأت الى تخفيض الأسعار لجذب ابناء المنطقة أو أبناء المناطق المجاورة.

وينتظر التجار وأصحاب المحال الاسبوع الأخير الذي يسبق العيد على أمل تسجيل نسبة عالية من المبيعات كما في كل عام، والمشهد ذاته يتكرر سنوياً: ازدحام مروري، أسواق ومجمعات تغص بالناس، ومحلات تتنافس على تقديم أفضل الخدمات والأسعار، فمع بدء العد التنازلي لحلول عيد الميلاد، تشهد جميع الأسواق اللبنانية زحمة بشرية، لكنها تعاني في المقابل من ركود في حركة الشراء، وضعف في الاقبال من قبل حسين-الخليلالمستهلكين، وذلك رغم لجوء معظم المتاجر للإعلان عن تنزيلات قد تصل الى أكثر من 50 بالمئة وأحياناً الى 80 بالمئة.

ونسمع صرخة المواطن والتاجر معا، فالأول يعاني من الغلاء المستشري والمتطلبات المعيشية الصعبة، وبالتالي يشتري ما هو ضروري فقط، ويبتعد عن الكماليات لقلة السيولة، أما الثاني، فيصارع للصمود والبقاء بعد أن تكبد سلسلة من الخسائر على مدى السنوات الماضية، مصراً وفي قلبه غصّة على إبقاء أبوابه مفتوحة لاستقبال المواطنين، سواء لشراء احتياجات العيد، أو أقله للتفرج.

 فكل منطقة من لبنان لبست حلّة العيد، وتزينت بالأضواء اللامعة، لعل هذه الزينة تُشعر البعض بالبهجة التي افتقدوها، في ظل الخسائر المادية والمعنوية، وتفاقم الأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية، لكن للأسف لم تنجح أضواء العيد في تحريك عجلة الأسواق الراكدة حتى الآن.

الأعياد دقت على الأبواب، الميلاد ورأس السنة هما الآن في عزهما، والأيام التي ينتظرها التجار لكسر الركود الاقتصادي وتحريك عجلة الأسواق بدأت، عروضات وتخفيضات، أجواء العيد تملأ الشوارع بأضواء تبهر الجميع وكل ذلك لخلق مناخ يجذب الزبائن لشراء حاجاتهم علّ سلم المبيعات يرتفع.

استطاعت زينة العيد أن تجذب الناس لالتقاط الصور لكن ماذا عن حركة المبيع؟ هل شهدت ارتفاعاً أو انخفاضاً عن السنوات الماضية؟ وماذا تخبئ الأيام الآتية لأصحاب المحلات الذين عانوا على مدى سنوات من الأوضاع السياسية والأمنية في البلاد لتأتي الضربة الموجعة مع ازدياد تبعات الحرب في سوريا والتحذيرات الخليجية للرعايا بعدم زيارة بلاد الأرز؟

رولان-معماري 

البضاعة المتراكمة تقرئكم السلام!

 

 الحركة شبه معدومة وحتى الاقبال على البضاعة التركية الرخيصة متدنٍ جداً وهذا ما أكده رولان معماري صاحب محلات <الفا> لبيع الالبسة التركية، اذ يقول معماري: الحركة في الأسواق مخيّبة وخجولة، و الأمر محزن كوننا في خضم موسم الأعياد، والتعويل كبيراً يكون على موسم الميلاد ورأس السنة لاسيما ان الخسائر تراكمت خلال الاشهر الأربعة الأخيرة، عولنا على المبيعات في الأسابيع الثلاثة الأولى خاصة اننا لم نشهد أحداثاً أمنية، لكن للأسف كان الواقع بعيداً عن التوقعات، ويبقى علينا الانتظار الى يوم 24 وحتى 31 من هذا الشهر لنرى ما اذا كان في الامكان أن نلتقط انفاسنا، لكن العينة حتى الآن ليست جيّدة حتى في القطاعات المعنية أكثر في العيد كالألعاب، الالكترونيات، المجوهرات والالبسة>.

ويتابع معماري : التقاريرالحسابية لدى شركتنا غير مشجعة، على اعتبار اننا نبيع بالجملة لكافة التجار وبكافة المناطق، ولاحظنا ان هناك نوعاً من الاحباط لدى التجار، حتى بالعين المجردة يمكن ملاحظة هذا الأمر. المحلات تطرح عروضات وهذه ليست ظاهرة صحية ونحن على أبواب الأعياد انما ظاهرة مرضية تدلّ على أن هناك نقصاً في المبيعات، واغراءات تُعطى للزبائن للدخول إلى المحلات لكن هذه الاغراءات جاءت مخيّبة حتى تاريخ اليوم مقارنة مع سنة 2014 التي كانت في الاصل ضعيفة. ونسبة التراجع في اول اسبوعين من شهر كانون الاول/ ديسمبر بحدود 15 الى 20 بالمئة، ويكملُ المسار الانحداري ونحن في حاجة الى صدمة كهربائية حقيقية سواء كانت سياسية أو مؤسساتية كون المسكنات لم تعد تكفي، فالوجع كبير في القطاع التجاري والدليل على أن هناك تراجعاً في الحركة هو تراجع مقاصة الشيكات للمرة الأولى منذ عشرين عاماً، والمعروف أن مقاصة الشيكات هي مؤشر استهلاك بامتياز.

ويستطرد معماري :هناك تكامل بين الأسواق والمجمعات التجارية، وهذه الثنائية موجودة في كل دول العالم، ونحن في لبنان نعمل على استمرار التعايش بينهما، فهناك مكان لجميع الناس، لا <المولات> تستطيع أن تلغي الأسواق التي هي جزء من النسيج الاجتماعي اللبناني ولا الأسواق في امكانها الاستغناء عن <المولات>، وستكمل هذه الظاهرة المزدوجة. وعزا معماري اسباب تراجع حركة الاسواق الى ضعف القدرة الشرائية وغياب السياح، ما يجعل كتلة السيولة في الأسواق غير كافية لتنشيط المبيعات، واذا تحركت السياحة نتحرك بشكل تلقائي لكن للأسف سمعنا قبل أيام عن تمني بعض الدول على رعاياها بعدم السفر الى لبنان، وهذا النوع من الأخبار يحبط اي شخص يريد زيارة بلد الأرز.

تمام-افيوني 

فرن الشباك... موضة التخفيضات...

الحركة في أسواق فرن الشباك ضعيفة، عروضات وتخفيضات على واجهات المحلات علّها تشجع الزبائن على الدخول، وإذ ذاك يبذل البائع كل ما في وسعه لترويج بضاعته، ويقول داني رسام: <في عيد الميلاد نتكل على قدوم اللبنانيين من الخارج، ويمكن القول ان الحركة في العام 2013 كانت أقوى من عامي 2014 و2015. وفي العامين 2012 و2013 كانت نسبة المبيعات بحدود الـ 70 بالمئة عما قبل، وفي 2014 و2015 تدنت بحدود الـ 20 بالمئة عن السنوات الماضية>.

وعن التخفيضات في موسم الأعياد، يرى رسام انها <باتت موضة لاستقطاب الزبائن، لكن كما نعلم ان البضائع الجديدة لا تُخفض أسعارها كون أصحاب المحلات ينتظرون هذه الفترة للاستفادة من بيعها>.

 عيد الميلاد مناسبة ينتظرها تجار الدورة وأصحاب المؤسسات التجارية إضافة الى مناسبة رأس السنة مع نهاية كل عام، من أجل تحريك عجلة السوق التجاري في المدينة.

في الماضي كانت أسواق الدورة ملتقى كل القرى المسيحية في جبل لبنان وصولاً الى عجلتون وبلونة، ومقراً للتسوق، وكانت الحياة تدبّ في عروقها التجارية وفي محالها مع هذه المناسبة، اما اليوم فباتت تشتاق الى هذا الجمهور والى روادها الذين يقبلون في هذه المناسبة على شراء الحلوى والهدايا ويتبضعون للعيد..

اليوم تشهد منطقة الدورة منذ اسبوع تقريباً نوعاً من الحركة عشية عيد الميلاد حيث يقصدها الوافدون والزائرون للتسوّق. لكن ليست هي حركة عيد الميلاد بالمعنى الذي يعرفه التجار والذي كان في أيامه الذهبية قبل عقدين من الزمن وربما أكثر.

SAM_9455

سوق الدورة والزلقا الى تراجع

حسين خليل، صاحب مؤسسة <تارغت> لبيع الالبسة الرجالية والنسائية في منطقة الدورة، يؤكد أن ما نشهده اليوم ليس حركة تجارية شبيهة بأيام العز التي كانت تشهدها أسواق المدينة قبل سنوات، فالحركة لم تتحسّن أكثر من 10 الى 15 بالمئة وكأن العيد ليس على الأبواب، ويحذر خليل من عوامل عدة أثرت سلباً في وضع منطقة الدورة التجاري وتنذر بإقفال مؤسسات تجارية، من بينها «الوضع الاقتصادي والمعيشي السيئ للأهالي وللمواطنين، وعدم توفر القدرة الشرائية لدى فئات ومجموعات واسعة من المواطنين الذين باتوا يحجمون عن الشراء إلا للضروريات، اضافة الى الوضع العام السلبي في عموم لبنان وفق المقاييس والمؤشرات الاقتصادية كافة، ومنطقة الدورة جزء من هذا الوضع. ناهيك عن وجود الأسواق البديلة او الرديفة لاسواق الدورة سواء في النبعة وعين الرمانة وغيرها، اضافة الى انتقال عدد كبير من المحال والمؤسسات التجارية الى الأحياء والضواحي بعيداً عن السوق التجاري المتعارف عليه حيث ازدهرت ونمت الحركة التجارية هناك، وخلقت رواداً لها اعتادوا على التبضع والتسوق منها، كل ذلك أدى الى تراجع نسبة الوافدين من خارج منطقة الدورة>.

التاجر خليل يؤكد أن «معظم المحال والمؤسسات التجارية دخلت موسم التنزيلات والحسومات في موسم العيد، وقد تراوحت الحسومات ما بين 50 الى 70 بالمئة وفق ما تشير اليه واجهات المؤسسات التجارية، مع العلم أن التنزيلات هي اليوم على بضاعة السنة>.

من جهته محمد بلوط «ممثل تجار الزلقا وضواحيها» يؤكد أن «الزلقا تنعم بالأمن أكثر من غيرها من المناطق، وكذلك بالأمن السياسي، اما الوضع الاقتصادي فهو في حالة سيئة»، سائلاً: «كيف يمكن للوضع الاقتصادي أن يتحرّك إذا لم يكن هناك من دولة، ومؤسسات دستورية، ومجلس وزراء يتخذ قرارات بهذا الشأن؟>.

وأضاف بلوط : «إن لم يكن هناك من استقرار في كل المناطق، فلا يمكن أن يتحرك الوضع الاقتصادي، ونتمنى انتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقت ممكن، لأن هذا الأمر يساعد على إعادة العجلة الاقتصادية الى محمد-بلوطوضعها الطبيعي، ويسهم في إعطاء الأمان أكثر للمستثمرين وللمغتربين في الخارج حتى يعودوا>.

ويلفت بلوط إلى أن «جمعية التجار تسعى بشكل دائم الى تحريك وتطوير الأسواق في الزلقا لكون الوضع صعباً جداً وليس فقط في الزلقا بل في لبنان ككل، بحيث وصلت نسبة التراجع الاقتصادي إلى ما يفوق الـ50 بالمئة، لذا فإن التجار يلجأون الى الحسومات في مناسبة الأعياد>.

 

حركة خجولة في شارع الحمرا

الحال في شارع الحمرا ليس أفضل، فـالحركة خجولة ومتراجعة عن السنة الماضية حيث العروضات والتخفيضات باتت على مدار السنة، ونسبة المبيعات تراجعت حوالى 25 بالمئة عن العام الماضي، وقال جان الحاج: <بتنا ننتظر مجيء العراقيين الذين يحركون السوق لأسبوع أو أكثر>، وطالب وزارة السياحة بوضع خطة لاستقطاب السياح “كما تركيا التي يزورها بين 40 الى 50 مليون سائح، ومصر التي يقصدها 20 مليون، وقبرص 7 ملايين.

ويتابع الحاج : <مشهد غير مسبوق، اذ تحول موسم الاعياد في نهاية العام الذي من المفترض ان يكون فترة الذروة التجارية، إلى فترة كساد. وإذا كان التجار ينتظرون بفارغ الصبر حلول الاعياد المجيدة لالتقاط انفاسهم، فإن الوقائع المسجلة على الارض جاءت مخيبة للآمال حيث سجلت المبيعات تراجعاً راوح بين 15 بالمئة و20 بالمئة مقارنة بالعام الماضي والذي كان بالاصل سيئا للغاية>.

ويستطرد الحاج: <كما تم تسجيل غياب السياح لاسيما الخليجيين الذين لهم ثقل كبير في الحركة التجارية في اسواق العاصمة والمناطق المجاورة خلال هذه الفترة. ونحن كتجار ندق ناقوس الخطر، محذرين من موجة اقفال مؤسسات تجارية كبيرة في الحمرا. ولقد شهدنا خلال الاشهر الماضية اقفال عدد كبير من المؤسسات التجارية في عدد من شوارع المدينة، وهذا الامر مرشح للاستمرار لأن الحركة التجارية لم تشهد اي تحسن>، ولفت الحاج الى تراجع كبير في حركة اسواق الحمرا قبل الاعيــــاد، وقال «الحركــــة خجــــولة ولا تعكس اجواء الاعياد»، متوقعا ان يصل التراجع في هذه الفترة إلى نسبة 60 بالمئة مقارنة بالعام الماضي.