تفاصيل الخبر

تنسيق أمني لبناني - أوروبي لرصد تحركات إرهابيين هربوا من سوريا والعراق الى دول مجاورة منها لبنان!

05/01/2018
تنسيق أمني لبناني - أوروبي لرصد تحركات إرهابيين  هربوا من سوريا والعراق الى دول مجاورة منها لبنان!

تنسيق أمني لبناني - أوروبي لرصد تحركات إرهابيين هربوا من سوريا والعراق الى دول مجاورة منها لبنان!

اعتقال ارهابيين في باريسأفادت مصادر أمنية مطلعة لـ<الأفكار> أن اتصالات ولقاءات تمت خلال الاسبوعين الماضيين بين مسؤولين أمنيين لبنانيين ونظراء لهم أوروبيين تمحورت حول ضرورة التنسيق لمواجهة مرحلة ما بعد انهيار التنظيمات الإرهابية في سوريا والعراق وفرار أفرادها من المناطق السورية والعراقية التي كانوا ينتشرون فيها، وذلك في ضوء معلومات مؤكدة عن أن عدداً من الإرهابيين قد نجحوا في مغادرة الاراضي السورية والعراقية واتجهوا الى دول اوروبية، ومنهم من يحمل جنسيات هذه الدول.

وأكدت المصادر أن أكثر ما أثار قلق المسؤولين الأمنيين الأوروبيين هو نجاح هذه العناصر بالتسلل من سوريا والعراق والوصول الى عدد من الدول الأوروبية وفقاً للمعلومات التي أدلى بها أحد الفرنسيين الذين قُبض عليهم، وهو كان يحتل موقعاً قيادياً في تنظيم <داعش> الإرهابي، وقد نجح مع ثلاثة من رفاقه في الوصول الى احدى المدن الفرنسية حيث أقرّ بعد اعتقاله بدوره في <داعش> وانه تمكن من اختراق المنطقة التي سيطرت عليها <وحدات حماية الشعب الكردي> في منطقة الحسكة. وقال الإرهابي المعتقل إن هناك خلايا كثيرة من <داعش> استطاعت الافلات من الكماشة التي كانت تشكلها الوحدات الكردية من جهة، والجيش السوري والجماعات التي تؤازره من جهة أخرى، والتسلل عبر الاراضي التركية والعودة الى فرنسا.

 

جنسيات أوروبية مختلفة

وأشارت المصادر نفسها الى ان المسؤولين الامنيين الأوروبيين طلبوا من نظرائهم اللبنانيين المساعدة في جمع المعلومات اللازمة عن هؤلاء المسلحين، لأن عودة الاوروبيين منهم الذين بقوا على قيد الحياة تطرح تهديداً أمنياً بالنسبة الى السلطات الأوروبية وليس فقط السلطات الفرنسية، لأن المعلومات تشير الى أن هؤلاء المسلحين يحملون ايضاً جنسيات بريطانية وألمانية وإيطالية واسبانية، إضافة الى الجنسيتين البلجيكية والهولندية. أما أسباب القلق المتزايد فهي تعود الى كون الاجهزة الأمنية في عدد من الدول الاوروبية قد رصدت <متعاونين> مع هؤلاء الارهابيين تطلق عليهم تسمية <الذئاب المتوحدة> التي لم تترك الاراضي الاوروبية والتي يمكن ان تتواصل مع المجموعات الارهابية العائدة بهدف <تنسيق> أعمال ارهابية تستهدف أمن هذه المدينة الأوروبية أو تلك.

وكشفت المصادر الأمنية اللبنانية المعنية أن الجانب الاوروبي ركز في طلباته على الحصول على معلومات حول تحرك الاشخاص المشبوهين بعدما تم تسليم الجانب اللبناني <داتا> بالمعلومات المطلوبة لتسهيل الحصول على مثل هذه المعلومات، على أساس ان العبور من الاراضي السورية خصوصاً يمكن أن يتم في اتجاه لبنان، إضافة الى حصوله من خلال الاراضي التركية المحاذية للحدود السورية، وذلك من خلال استعمال المعابر غير الشرعية التي لا يزال البعض منها خارج إطار المراقبة الامنية الدقيقة من قبل الجيش اللبناني الذي كان قد تمكن منذ انتهاء معارك <فجر الجرود> من إقفال العديد من هذه المعابر غير الشرعية ويواصل العمل على اقفال ما تبقى منها.

وتستبعد المصادر نفسها ان يكون خروج هؤلاء المسلحين من الاراضي اللبنانية قد تم عن طريق الجو لأن المراقبة المتشددة في مطار رفيق الحريري الدولي تجعل إمكانية السفر منه للمطلوبين شبه مستحيلة. غير ان ذلك لا يمنع التنبه أكثر خصوصاً على الرعايا الاوروبيين - خصوصاً الشباب منهم - لجهة معرفة تاريخ دخولهم لبنان والوسيلة التي أتوا فيها، فإذا ما تبين أنهم لم يدخلوا الاراضي اللبنانية بل هم يغادرونها، يصار الى الاشتباه بأمرهم والتحقيق معهم، وقد تكررت هذه الحالات خلال الشهرين الماضيين للتأكد من هوية المغادرين. وفي هذا الإطار تفيد ارقام الجانب الفرنسي أن نحو 1700 فرنسي انتقلوا الى المناطق التابعة لسيطرة التنظيمات المتطرفة في سوريا والعراق، وان ما لا يقل عن 278 منهم قد قتلوا في الاشتباكات، فيما عاد 302 منهم الى فرنسا بينهم 244 بالغاً و58 قاصراً، أما بالنسبة الى الباقين فإن المعلومات تشير الى أنهم قتلوا في الاشتباكات أو اعتقلوا في إنهاء بؤر جهادية آخر ما تبقى منها هو في ليبيا. إلا أن الوفود الامنية الاوروبية التي تداولت مع الجهات الامنية اللبنانية المعنية اشارت الى أن ثمة ارهابيين <اختفوا> في الطبيعة، وهو ما دفع الجانب الفرنسي الى طلب مساعدة الدول المجاورة لسوريا والعراق، ولاسيما منها لبنان وتركيا والاردن، خصوصاً أن عدداً من الذين ارتبكوا عمليات ارهابية في فرنسا وبلجيكا هم من الذين  غادروا هذين البلدين وعادوا من سوريا لينفذوا العمليات الدامية وأشهرها عملية مسرح <باتاكلان> في باريس في تشرين الثاني/ نوفمبر 2015، وعملية بروكسيل في آذار/ مارس 2016.