بقلم وردية بطرس

 

اختصاصية التغذية ميراي رزق قرباني: تناول الطعام الصحي والنوم بشكل جيد يعززان جهاز المناعة... وللابتعاد عن اتباع حمية قاسية في فترة الحجر المنزلي!

[caption id="attachment_77185" align="alignleft" width="444"] النظام الصحي یبقى الاساس في تقویة جھاز المناعة[/caption]

نظراً للظروف الصعبة التي يعيشها العالم منذ انتشار فيروس "كورونا المستجد" والى حين ايجاد علاج او لقاح له تبقى  الوقاية من الاصابة به ومقاومته في حال الاصابة تتطلب الحرص على تقوية جهاز المناعة لدى جسم الانسان من خلال الحرص على عادات غذائية ونمط حياة معين. وفي هذه الفترة يجب الالتزام بنظام غذائي متوازن غني بالفيتامينات والمعادن اللازمة لتقوية الجسم، وذلك من خلال تناول وجبات محددة لا تقل عن ثلاث وجبات رئيسية يومياً على ان تحتوي على كميات معتدلة من الطعام مع الحرص على التنويع فيها بحيث يتم تناول صنف من كل مجموعة من المجموعات الغذائية كما الاتي:

اللحوم مثل اللحم الأحمر والدجاج والسمك والمأكولات البحرية والبيض والبقوليات والحليب ومشتقاته من ألبان وأجبان، والخضراوت بأصنافها المتنوعة، النشويات من الحبوب مثل الخبز والأرز والمخبوزات بشكل عام، والفاكهة بأصنافها.

أما الأشخاص الذين يودون اتباع حمية قاسية في فترة الحجر المنزلي فعليهم توخي الحذر لأن نقص بعض أنواع الأطعمة والمعادن وغيرها يسبب مشاكل ويضعف جهاز المناعة خصوصاً في ظل انتشار فيروس "كورونا" حيث يحتاج الجسم للكثير من الاهتمام من ناحية الطعام.

اختصاصية التغذية ميراي رزق قرباني وضرورة عدم اتباع حمية قاسية في فترة الوباء

ولنعرف أكثر عن أفضل طريقة للحفاظ على الوزن الطبيعي  وعدم اللجوء الى الحمية القاسية في فترة انتشار فيروس "كورونا المستجد" تحدثت "الأفكار" مع اختصاصية التغذية ميراي رزق قرباني وسألتها بداية:

* لماذا يُنصح بعدم اتباع الحمية خلال فترة الحجر المنزلي؟

- طبعاً اذا كان الانسان يتبع نظاماً غذائياً صحياً خلال فترة الحجر المنزلي فهذا أمر جيد، ولكن اذا كان يتبع حمية قاسية او شديدة فعندئذٍ يؤثر ذلك على صحته لأنه يمتنع عن تناول أنواع من الأطعمة التي هي مفيدة اليوم لتقوية جهاز المناعة خلال وباء "كورونا". وتبين الدراسات ان هناك خطراً على الأشخاص الذين لديهم وزن زائد لأن المضاعفات تكون شديدة عليهم اذا أُصيبوا بالفيروس، كما ان معدل الوفاة عال لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة اذا أصيبوا بهذا الفيروس لأن الدهون حول الخصر تزيد من العوامل التي تؤدي الى اضعاف جهاز المناعة. وعندما نتحدث عن جهاز المناعة لا يعني انه يكفي ان نتناول أطعمة لتقويته ليوم او ليومين لأن جهاز المناعة يتعزز حتى قبل ان يُولد الطفل اي عندما يكون لا يزال جنيناً، فاذا تناولت الأم الأطعمة المفيدة والتي تعزز جهاز المناعة فسيستفيد الطفل، وان السنة الأولى من حياة الطفل تكون مهمة لأن جهاز المناعة يتعزز بنسبة 50 بالمئة منذ ولادة الطفل لحين بلوغه عامه الأول بحسب ما يكون قد تناول خلال هذه الفترة العمرية من أطعمة مفيدة تعزز جهاز المناعة لديه، والـ50 بالمئة الباقية تعود لبقية حياته وعما اذا تناول أطعمة تعزز جهاز المناعة. وهنا دائماً أنصح بالابتعاد عن تناول السكر والعجين لأن السكر يضر بصحة الانسان ويضعف جهاز المناعة لديه. اذاً كي يكون جهاز المناعة قوياً على الانسان ان يتناول أطعمة صحية، وان ينام بشكل جيد، ويزاول الرياضة، وأيضاً ان يحصل على فيتامين "د" الذي يقوّي جهاز المناعة بشكل جيد.

[caption id="attachment_77184" align="alignleft" width="252"] اختصاصیة التغذیة میراي رزق قرباني: تقویة جھاز المناعة تتطلب مزاولة الریاضة وشرب الماء إلى جانب اتباع نظام غذائي صحي[/caption]

نقص فيتامين "ب 12" والزنك يضعف جهاز المناعة

* اذاً في هذه الفترة يُنصح بعدم اتباع حمية شديدة؟

- هذا صحيح فهناك توصيات بعدم اتباع حمية شديدة خلال وباء "كورونا" على سبيل المثال "كيتو دايت" الذي يمتنع فيه الشخص عن تناول النشويات والسكريات اذ انه بهذه الحالة ينقص الجسم هذا النوع من الطعام الذي يحتاج اليه في هذه الفترة، كما ان الأشخاص الذين لا يتناولون اللحوم والأسماك يحدث لديهم نقص بفيتامين "ب 12" وأيضاً الزنك ولهذا ينصحون بتناول المكملات الغذائية لئلا يضعف جهاز المناعة لديهم بسبب نقص هذا الفيتامين. اذاً من المهم ان يعرف الناس ان اتباع نظام غذائي صحي أمر جيد شرط الا يكون عبارة عن حمية قاسية حيث يمتنعون عن تناول أنواع من الأطعمة والفيتامينات.

* وهل يمكن ان يحدث خلل في جهاز المناعة خلال هذه الفترة التي يقضيها الناس في المنازل بسبب الامتناع عن تناول أنواع معينة من الطعام والفيتامينات؟

- كل  شيء زائد او ناقص لا يفيد جسم الانسان، وهناك أمور تحدث خلال فترة قصيرة وأخرى تأخذ مداها، مثلاً اذا لم يشرب الشخص الماء يتعرض لمشاكل على المدى القصير، وهناك أشخاص اذا تناولوا الدهون فعلى المدى الطويل تزداد عوامل الاصابة لديهم بأمراض القلب والسكري، وهناك أشخاص لا يتناولون البروتين على المدى الطويل فيؤثر ذلك على اجسامهم... اي ان هناك تأثيراً مباشراً على جسم الانسان وتأثيراً اخر على المدى الطويل بحسب طبقة الدهون، فمثلاً اذا تناول الشخص الدهون لمدة عشرة أيام فلن تحدث له مشكلة في الكوليسترول ولكن بعد شهر قد يظهر تأثيرها على الجسم.

وتتابع:

- يجب ان يحافظ الانسان على الوزن الصحي بحيث لا تكون هناك دهون خصوصاً على منطقة الخصر لأن هذا يؤثر على جهاز المناعة... وطبعاً مزاولة الرياضة أمر ضروري في هذه الفترة لكي يحافظ الشخص على رشاقته، وكذلك يجب ان يشرب الماء لأن نقص الماء يؤدي لمشاكل صحية كثيرة.

* وهل يختلف الأمر من حيث العمر او اذا كان الشخص يعاني من أمراض مزمنة؟

- طبعاً كلما تقدم الانسان في السن يخسر من العضل وتزيد الدهون لديه، وبالتالي كلما زادت الدهون في الجسم يضعف الـ Metabolism لديه، وطبعاً نوع الطعام الذي يحتاجه الجسم يختلف وفقاً لعمر الانسان، مثلاً الانسان في عمر الستين لا يحتاج لكمية البروتين كما لو كان في سن العشرين او الثلاثين. كما ان الحركة تقل عند الانسان كلما تقدم في السن ولهذا تظهر لديه مشاكل صحية، بالاضافة الى الوزن الزائد، وبالتالي يختلف الأمر حسب العمر والحالة الصحية اذ لا يغيب عن البال ان الأشخاص الذي يعانون من أمراض مزمنة يتأثرون سلباً أكثر من غيرهم.

نصائح بتناول هذه الأطعمة

* ما هو الغذاء او الأطعمة التي ينصح بتناولها في هذه الفترة؟

- اولاً من الضروري التنويع اي يجب ان يتكون النظام الغذائي من كل ألوان قوس قزح اي يجب على الشخص ان يتناول كل أنواع الفواكهه والخضار، فالتنوع مهم خصوصاً ان المطبخ اللبناني غني بالمأكولات الصحية، كما ان المطبخ اللبناني لا يحتوي على المعجنات بل يحتوي على الخضراوات والحبوب وزيت الزيتون ولا يحتوي على السكر لأن السكر اكثر ما يضعف جهاز المناعة. وهنا أود ان أقول ان البعض يظن ان تناول فيتامين "س" يعزز جهاز المناعة ولكن ما يحصل ان الجسم يخرج هذا الفيتامين اذا كان قد تناول كمية كبيرة منه، وبالتالي ذلك لا يقوي جهاز المناعة، ولكن اذا كان الشخص مريضاً او مصاباً بالزكام فانه يحتاج لفيتامين "س" لأنه يقصّر فترة المرض. ونذكر هنا طبعاً انه من الفيتامينات المهمة هو فيتامين "د"، وعندما ينقص هذا الفيتامين لا يحصل عليه الانسان من المكملات فقط بل يحصل عليه من أشعة الشمس، اذ على الشخص ان يتعرض لأشعة الشمس ما بين الساعة 12 ظهراً و3 بعد الظهر لمدة تتراوح ما بين 15 دقيقة و30 دقيقة وذلك لثلاث مرات في الاسبوع. كما يجب الاشارة هنا الى ان البكتيريا الجيدة في الجسم تساعدنا لتقوية جهاز المناعة. كما ان تناول "Probiotic" او المعززات الحيوية وأيضاً الزنك يعدّ مفيداً خصوصاً للأشخاص الذين لا يتناولون اللحوم والأسماك. وأيضاً ننصح بتناول "السيلينيوم" الموجود في بذور دوار الشمس. كما ان البصل والتوم يساعدان على تقوية جهاز المناعة، وأيضاً العقدة الصفراء تعزز المناعة، وكذلك عسل "مانوكا" من نيوزيلاندا يعتبر من العناصر المفيدة لتقوية جهاز المناعة.

النوم الجيد يعزز المناعة

وعن اهمية النوم تشرح:

- طبعاً النوم مهم ويؤثر على جهاز المناعة، فاذا تأخر الشخص بالنوم يلجأ الى المطبخ ويتناول الطعام فيكتسب الوزن بهذه الحالة. ومن الضروري ان ينام الشخص ثماني ساعات وبشكل متواصل وان يبعد عنه التلفون أثناء النوم. ويجب ان يدرك الناس ان كل شخص يختلف عن الآخر وعلى كل فرد ان يعرف ماذا ينقص جسمه من فيتامينات او معادن لأنه أحياناً لا يكون الجسم بحاجة لنوع معين من الطعام وبالتالي لن يفيد الاكثار من تناوله، ولهذا على الشخص استشارة اختصاصي التغذية لينصحه بتناول الأطعمة التي يحتاجها جسمه، اذ للأسف نرى الناس مؤخراً يتهافتون على شراء أنواع من الفتيامينات ويتناولوها بكثرة ظناً منهم انها تقيهم الاصابة بالفيروس وهذا غير صحيح لأن الافراط بتناول فيتامين معين يسبب مشاكل أيضاً... وتبقى النصيحة الأهم هي الابتعاد عن تناول السكر لأنه يضعف جهاز المناعة خصوصاً ان السكر المستخدم هو اصطناعي وليس طبيعياً.

* من خلال تواصلك مع الأشخاص الذين كانوا يتبعون نظاماً غذائياً او "ريجيم" هل يواظبون على ذلك اليوم أم لا؟

- في هذه  الفترة حصل أمر مهم اذ انه على مدى 20 عاماً ونحن ننادي بضرورة تقوية جهاز المناعة من خلال اتباع نظام غذائي صحي، واليوم في ظل وباء "كورونا" بات الجميع حريصاً على اتباع نظام غذائي صحي لتقوية جهاز المناعة في هذه الفترة الصعبة التي يعيشها العالم ككل، كما انه اليوم نظراً لملازمة الناس بيوتهم لوقت أطول أصبح بامكانهم طهي طعام صحي بدل تناول الوجبات السريعة كما كانوا يفعلون قبل  انتشار هذا الوباء... ونحن لدينا مطبخ صحي يحتوي على كل العناصر التي يحتاجها الانسان لتقوية جهاز المناعة لديه، وبالتالي علينا ان نطهو وفقاً لوصفات هذا المطبخ الغني جداً... وآمل ان يستمر الناس بالتنبه لنوعية الطعام الذي يتناولوه اليوم خلال الحجر المنزلي وأيضاً بعد انتهاء الوباء.