تفاصيل الخبر

تمرد «الحوثيين » على قرار مجلس الأمن يفتح الطريق للتدخل العسكري البري!  

17/04/2015
تمرد «الحوثيين » على قرار مجلس الأمن يفتح الطريق للتدخل العسكري البري!   

تمرد «الحوثيين » على قرار مجلس الأمن يفتح الطريق للتدخل العسكري البري!  

dina-jordan الوجه الثاني في الحضور العالمي لحملة <عاصفة الحزم> كان مساء الثلاثاء الماضي وقوع جماعات الحوثيين والرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح في قبضة <الفصل السابع> من ميثاق الأمم المتحدة، بمعنى ان الخيار العسكري يحل مكان الخيار السياسي إذا جرى رفض القرار من الذين استهدفهم، واعتبر تصويت مجلس الأمن بأربعة عشر صوتاً من أصل خمسة عشر صوتاً لصالح القرار وامتناع روسيا عن التصويت، انتصاراً لحملة <عاصفة الحزم>، ووفر لها دعماً دولياً ومنع تزويد الحوثيين بالسلاح. وقدمت القرار الى مجلس الأمن باسم العرب مندوبة الأردن ديما قعوار العضو غير الدائم في مجلس الأمن.

   وفي نطاق تدفق السلاح على الحوثيين أعلن المتحدث باسم قوات تحالف <عاصفة الحزم> المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي العميد أحمد عسيري الذي له مؤتمر صحفي كل مساء عن مجريات النهار، ان كميات السلاح التي خزنتها ميليشيات الحوثي داخل مستودعات ومبان وأنفاق في عدن ومحيطها شيء يفوق الخيال، كما أعلن عودة ثلاثة ألوية من الجيش اليمني بقياداتها وأفرادها الى جانب الشرعية مجدداً دعوته القيادات الباقية باتباع خطى من سبقهم.

   ورداً على سؤال عن الحظر البحري وما إذا كانت اجراءات التفتيش ستطبق على السفن الروسية، أكد العميد العسيري انه عند حصول قوات التحالف على الصلاحية فلن تستثني أحداً.

   وعلى الخط الدولي لحملة <عاصفة الحزم> قال السفير السعودي لدى الولايات المتحدة عادل الجبير في اتصال مع الزميلة <الحياة> الصادرة في لندن ان جميع عمليات التحالف حققت أهدافها المرسومة والمحددة لها، نافياً وجود استهداف لأية منشأة في اليمن، وان جميع الأهداف واضحة، والعمليات تستهدف فقط المواقع العسكرية للمتمردين الحوثيين مؤكداً ان اللجان الشعبية تتقدم على الأرض ضد المتمردين.

   ويحمل القرار الجديد الصادر عن مجلس الأمن الرقم 2216، ويعتبر نصراً ديبلوماسياً عزز الغطاء الدولي للعملية العسكرية ضد الحوثيين في اليمن، ووسع نطاق العقوبات الدولية عليهم وعلى قوات الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح.

   وقد أشاد سفراء مجلس التعاون والأردن بالقرار 2216 وقال السفير السعودي في مجلس الأمن عبد الله المعلمي ان الاستراتيجية السياسية لا تزال قائمة على تلبية دعوة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الأطراف اليمنيين للمشاركة في طاولة الحوار، وان السعودية استجابت لهذه عادل-الجبيرالرغبة وأكدت ترحيبها بكل الأطراف اليمنيين للحوار في الرياض.

   وزاد السفير السعودي عبد الله المعلمي قائلاً ان قرار مجلس الأمن انتصار للشعب اليمني، وهو دليل على وحدة موقف مجلس الأمن ضد التمرد غيرالشرعي من الحوثيين بدعم من علي عبد الله صالح وهو رسالة واضحة الى الجميع بأن مجلس الأمن لن يقف حاجزاً أمام التطورات الجارية في اليمن.

أخطاء الحوثيين

   وفي نظرة الى تحركات الحوثيين قال السفير المعلمي: <لقد رأينا كيف تدرج الحوثيون وداعموهم من قوات صالح الى محاولات السيطرة على الدولة بالقوة وفرض ارادتهم على المجتمع اليمني الى أن وصلوا الى مرحلة لا يمكن القبول بها، وان القرار هو رسالة تأييد واضح وقوي للعملية العسكرية التي يقوم بها أعضاء التحالف بناء على طلب الرئيس عبد ربه منصور هادي، وحذر الحوثيين وعلي عبد الله صالح بأنهم سيواجهون ما يواجهونه اليوم إن هم واصلوا عدم التقيد بقرارات مجلس الأمن.

   وقالت السفيرة الأردنية ديما قعوار التي تترأس دورة مجلس الأمن في نيسان (ابريل) الجاري ان الأزمة اليمنية بلغت ذروتها حين لم يتقيد الحوثيون بقراراالسيسي-سلمانت مجلس الأمن ونداءات المجتمع الدولي وجامعة الدول العربية، الأمر الذي نسف عملية الانتقال السياسي وساهم في تأزيم الحالة الانسانية والأمنية في اليمن، وما تبني مجلس الأمن قراره اليوم تحت الفصل السابع إلا رسالة قوية الى الحوثيين ومواليهم ولكل من يحاول تهديد أمن واستقرار اليمن، ويستدعي من كل الأطراف الاستماع لها بعناية وجدية ملوحة باستعداد المجلس لاتخاذ المزيد من التدابير في حال قيام أي طرف من الأطراف بتحدي قرارات مجلس الأمن.

السفير اليماني والهجمة الإيرانية

 

   ومن جهته أشاد السفير اليمني في هيئة الأمم خالد اليماني بقرار مجلس الأمن رقم 2216 واعتبره رسالة قوية من المجتمع الدولي مفادها ان على الحوثيين وقف انقلابهم وإعادة الدولة الى حضن الحكومة الشرعية في اليمن، وإلا فإن المجتمع الدولي سيواصل الضغط عليهم، وبات على كل الأطراف في المنطقة من داعمي الحوثيين وصالح أن يقتنعوا بأن مستقبل اليمن هو على طاولة الحوار، وليس من طريقة لحل المشكلة إلا بالحوار لا السيطرة على الدولة بالقوة.

   وأكد السفير اليماني رفض الهجمة الإيرانية على المنطقة والتدخل في الشؤون الداخلية للدول، ودعا الحوثيين الى التقيد بالعملية السياسية وإلا فإنهم سيحاكمون بموجب القانون الدولي والقانون اليمني وكل الأعراف الأخرى.

عبدالله-المعلمي   وأوضح السفير اليماني ان دور رئيس الحكومة نائب الرئيس خالد بحاح هو التركيز على مرحلة ما بعد النزاع الى جانب تنسيق الدعم الانساني.

   وتبقى المرحلة ما بعد قرار مجلس الأمن والموقف الروسي.

   لقد برر مندوب روسيا في مجلس الأمن <فيتالي شوركين> لجوء بلاده الى الامتناع عن التصويت بالقول ان القرار لم يأخذ المقترحات الروسية التي تدعو كل أطراف النزاع في اليمن الى وقف اطلاق النار، كما انتقد عدم التشديد على اعلان الهدنات الانسانية بشكل فوري وعدم فرض حظر السلاح على كل الأطراف اليمنيين خصوصاً وأن في اليمن كميات كبيرة من الأسلحة.

   كذلك شدد <شوركين> على ضرورة عدم استخدام القرار لتسعير النزاع بما يعمق زعزعة استقرار اليمن والمنطقة، ودعا الأمم المتحدة الى التحرك سريعاً لاستئناف المفاوضات السياسية بين الأطراف اليمنيين بناء على الاتفاقات السابقة.

الرئيس المصري والأمير محمد بن سلمان

   وتسعير الموقف اليمني تحت مظلة قرار مجلس الأمن، كما يوحي حديث السفير <شوركين>، هو الانتقال من مرحلة القصف الجوي الى فيتالي-شوركينمرحلة التدخل العسكري البري إذا لم ينصع الحوثيون وعلي عبد الله صالح لقرار مجلس الأمن. ويبقى التدخل العسكري البري مثل الطلاق أي أبغض الحلال.

   واستعداداً لمرحلة ما بعد قرار مجلس الأمن استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي داخل قصر الاتحادية في القاهرة صباح الثلاثاء الماضي وزير الدفاع رئيس الديوان الملكي السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، وأجرى معه مباحثات حول مستجدات الأحداث في المنطقة، وأفاد بيان رئاسي مصري بعد الاجتماع بأن مصر والسعودية اتفقتا على تشكيل لجنة لتنفيذ مناورة استراتيجية كبرى على الأراضي السعودية تشارك فيها دول خليجية وعربية.

   وأول ردة فعل عند القيادات الحوثية مبادرتها الى تهريب عائلاتها من صنعاء تحسباً لعملية تتكون معالمها في الأفق، وذلك يعني ان الحوثيين آثروا استخدام السلاح على استخدام الحوار.