تفاصيل الخبر

تمام سلام واليد المسلحة... بالقطن!

04/11/2016
تمام سلام واليد المسلحة... بالقطن!

تمام سلام واليد المسلحة... بالقطن!

 

بقلم وليد عوض

سلام 

رئيس الوزراء المغادر تمام سلام لا يقل في الأهمية عن مجيء رئيس حكومة جديد هو الشيخ سعد الحريري. فقد جرى المقياس اللبناني على أساس ان رئيس الوزراء الجديد يدخل السراي مرفوعاً على الأكف، وحين تحين ساعة رحيله لا يجد من يقول له: <هنيئاً لك بما فعلت>. بل كانت الوشوشات تحيط به من كل حدب وصوب، ونكران جميله يملأ الساحات.

تمام سلام (71 سنة) عكس الآية ويغادر السراي مشيعاً بمظاهر الود والعرفان، لأنه قاد السفينة اللبنانية في أحلك العواصف، وكانت مشاحنات الوزراء تكفي لإثارة قرفه من السلطة وأخذ القرار بالاستقالة ولكنه لم يفعل، مخافة أن تتحول الاستقالة من السلطة الى استقالة من.. الوطن!

تمام سلام رئيس الوزراء التاسع والأربعون لا يريد هذه الأيام أن يفتح له أحد سيرة الحكم، والسلطة، والسراي، فقد شبع من السلطة ويبوس ظهر كفه ويقول: <كفانا المولى>. ولعل أهم مشهد يعتز به وهو رئيس للسلطة التنفيذية، والقائم مقام رئيس الجمهورية الموعود، هو وقوفه في منبر الأمم المتحدة وخطابه عن وطنه وعن مشكلة هذا الوطن مع نهر النازحين السوريين، واستنهاض المجتمع الدولي لكي يأخذ بيد لبنان ولا يجعل اقتصاده عرضة للانهيار.

ليس للرئيس تمام سلام عقدة مع السوريين. فأمه سورية من آل مردم بك، ودارة والده الرئيس صائب سلام، طيب الله ثراه، كانت مقصداً لزعماء سوريين مثل سعد الله الجابري، وشكري القوتلي، وصبري العسلي، ولطفي الحفار. ومشكلة لبنان ليست مع السوريين، بل مع الظروف التي جعلتهم يتدفقون كنازحين من هول الحرب السورية، وهو يدرك بأن حل أزمة النزوح السوري يبدأ من حل مشكلة الحرب السورية، وتحديداً من مشكلة حلب وادلب التي تتهاوى فيها الأطفال كأوراق الكوتشينة بصواريخ النظام والطائرات الروسية!

وليس من حق أحد أن يزايد على لبنانية تمام سلام. ففي جامعة هايكازيان الأرمنية كان منبته الدراسي، بعدما أنهى دراسته الثانوية في مدرسة <هاي سكول برمانا>، ثم تابع دروسه الجامعية في انكلترا حيث نال شهادة ادارة الأعمال، وبهذه الأسلحة الجامعية والثقافية تسلم رئاسة جمعية المقاصد في بيروت عام 1982، وليس المجال الآن للتحدث عن الصواب والخطأ، بعدما فقدت جمعية المقاصد مواردها الخليجية، بل مربط الفرس هو رئاسة الحكومة التي أبلى فيها تمام سلام بنهج الاعتدال والانفتاح على كل أطياف الوطن، أفضل بلاء.

ويدرك تمام سلام ان حزب الله هو الرقم الصعب في المعادلة اللبنانية، وقد سألني وأنا ألبي دعوته الشخصية الى الغداء في السراي: <ما رأيك في العلاقة مع حزب الله؟>، فأجبت بكل صدق وحياد: <ذات يوم أضرب عمال المرفأ في بيروت وانشل هذا المرفق الحيوي في حياة بيروت ولبنان، فأرسل الرئيس شارل حلو وزير الداخلية آنذاك الدكتور محمد كنيعو الى عمال المرفأ وهو يقول: أرجوأن تعالج الموقف بيد من... قطن>!

وفهم الدكتور كنيعو بأن الحل هو الحوار.

وفهم الرئيس سلام ما هو جوابي عن السؤال!