تفاصيل الخبر

تقرير ”المنتدى العربي للبيئة والتنمية“ حول تغيّر المناخ: ضرورة التحول الى اقتصاد أخضر من أجل تحقيق أهداف الأمم المتحدة ”للتنمية المستدامة“ في المنطقة العربية بحلول 2030!

09/12/2016
تقرير ”المنتدى العربي للبيئة والتنمية“ حول تغيّر المناخ: ضرورة التحول الى اقتصاد أخضر من أجل تحقيق أهداف الأمم المتحدة ”للتنمية المستدامة“ في المنطقة العربية بحلول 2030!

تقرير ”المنتدى العربي للبيئة والتنمية“ حول تغيّر المناخ: ضرورة التحول الى اقتصاد أخضر من أجل تحقيق أهداف الأمم المتحدة ”للتنمية المستدامة“ في المنطقة العربية بحلول 2030!

 

بقلم وردية بطرس

2ا----2لدكتور-فضلو-خوري-رئيس-الجامعة-الاميركية-في-بيروت

ان تغير المناخ هو عبارة عن اي تغير مؤثر وطويل المدى في معدل حالة الطقس يحدث لمنطقة معينة. ومعدل حالة الطقس يمكن ان يشمل معدل درجات الحرارة، معدل التساقط، وحالة الرياح. هذه التغيرات يمكن ان تحدث بسبب العمليات الديناميكية للأرض مثل البراكين، او بسبب قوى خارجية مثل التغير في شدة الأشعة الشمسية او سقوط النيازك الكبيرة ومؤخراً بسبب نشاطات الانسان.

ولقد أدى التوجه نحو تطوير الصناعة في سنوات القرن الماضي الى استخراج وحرق مليارات الاطنان من الوقود الاحفوري لتوليد الطاقة، وهذه الأنواع من الموارد الاحفورية أطلقت غازات تحبس الحرارة كثاني أوكسيد الكربون وهي من أهم أسباب تغير المناخ، كما أن هذه الغازات أدّت الى رفع حرارة الكوكب 1.2 درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية.

أسباب التغيّر المناخي

والتغير المناخي يحصل بسبب رفع النشاط البشري لنسب غازات الدفيئة في الغلاف الجوي الذي بات يحبس المزيد من الحرارة، فكلما اتبعت المجتمعات البشرية أنماط حياة أكثر تعقيداً واعتماداً على الآلات احتاجت الى مزيد من الطاقة، وارتفاع الطلب على الطاقة يعني حرق المزيد من الوقود الاحفوري (النفط - الغاز - الفحم) وبالتالي رفع نسب الغازات الحابسة للحرارة في الغلاف الجوي، وبذلك ساهم البشر في تضخيم قدرة مفعول الدفيئة الطبيعي على حبس الحرارة، ومفعول الدفيئة المضخم هذا هو ما يدعو الى القلق، فهو كفيل بأن يرفع حرارة الكوكب بسرعة لا سابقة لها في تاريخ البشرية. وان تغير المناخ لا ينم عن فارق طفيف في الانماط المناخية، فدرجات الحرارة المتفاقمة تؤدي الى تغير في أنواع الطقس كأنماط الرياح وكمية المتساقطات وأنواعها اضافة الى تواتر عدة أحداث مناخية قصوى محتملة. فتغير المناخ بهذه الطريقة يمكن ان يؤدي الى عواقب بيئية واجتماعية واقتصادية واسعة التأثير ولا يمكن التنبؤ بها. وبعض العواقب المحتملة هي التالية: أولاً: خسارة مخزون مياه الشفة في غضون 50 عاماً إذ سيرتفع عدد الأشخاص الذين يعانون من نقص في مياه الشرب من 5 مليارات الى 8 مليارات شخص. ثانياً: تراجع المحصول الزراعي، فمن البديهي ان يؤدي اي تغير شامل في المناخ الى تأثر الزراعات المحلية وبالتالي تقلص المخزون الغذائي. ثالثاً: تراجع خصوبة التربة وتفاقم التعرية اذ ان تغير مواطن النباتات وازدياد الجفاف وتغير أنماط المتساقطات تؤدي الى تفاقم التصحر. رابعاً: انتشار الآفات والأمراض اذ يؤدي ارتفاع درجات الحرارة الى توفير أجواء مؤاتية لانتشار الآفات والحشرات الناقلة للأمراض مثل البعوض الناقل للملاريا. خامساً: ارتفاع مستوى البحار اذ يؤدي ارتفاع حرارة العالم الى تمدد كتلة مياه المحيطات اضافة الى ذوبان الكتل الجليدية الضخمة مثل كتلة <غرينلاند> مما يجعل ارتفاع مستوى البحر متوقعاً من 0.1 الى 0.5 أمتار مع حلول منتصف القرن.

تقرير <المنتدى العربي للبيئة والتنمية> <أفد>

نجيب-صعب-امين-عام-(أفد)-------1

أهداف <التنمية المستدامة> في مناخ متغير كانت موضوع التقرير السنوي لسنة 2016 لـ<المنتدى العربي للبيئة والتنمية> <أفد>. ويأتي هذا التقرير بعد ثمانية تقارير في سلسلة <وضع البيئة في المنطقة العربية> التي أطلقها المنتدى عام 2008. وقد اكتسبت تقارير <أفد> سمعة عالمية كأبرز المصادر الموثوقة والمستقلة بشأن القضايا البيئية في المنطقة العربية والمحرك الأساسي للبدائل في السياسات البيئية. ومن أبرز الاستنتاجات ان تنويع الاقتصادات وتعديل أنماط الانتاج والاستهلاك ضروريان لادارة رشيدة للموارد ورعاية البيئة والانسان.

وقد وافقت الجمعية العمومية للأمم المتحدة بالاجماع في أيلول (سبتمبر) 2015 على أهداف <التنمية المستدامة> الـ17، وستوجه هذه الأهداف خطط التنمية على مدى السنوات الـ15 المقبلة حتى العام 2030 حيث ستتم مراقبة تنفيذها استناداً الى مجموعة مؤشرات خاصة. وقد شاركت الدول العربية في المفاوضات ووقع معظمها على الاتفاق، وسيكون عليها ان تلتزم بالقواعد من أجل الاستفادة الكاملة من الآليات والبرامج، ولقد اتُخذت اجراءات غير مسبوقة في معظم البلدان العربية، انعكست بشكل واضح في ميزانياتها لسنة 2016، وهي أيدت تنويع الاقتصادات وبشرت بعهد جديد يركز على <التنمية المستدامة>. وقد تم اطلاق التقرير في المؤتمر السنوي التاسع للمنتدى الذي عُقد منذ ايام، وتحدث في المؤتمر أبرز الخبراء وصانعي القرار، كما استضاف المنتدى ندوات جانبية لمنظمات اقليمية ودولية عاملة في مجالات <التنمية المستدامة> وتغير المناخ والصحة والانتاج والاستهلاك المستدام والمياه والغذاء والطاقة والبيئة.

وأكد تقرير <<التنمية المستدامة في مناخ عربي متغير> الذي تم اطلاقه في افتتاح المؤتمر السنوي التاسع لـ<المنتدى العربي للبيئة والتنمية> <أفد> المنعقد في الجامعة الأميركية، على ضرورة التحول الى اقتصاد أخضر من أجل تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة في المنطقة العربية بحلول سنة 2030. ويظهر التقرير، وهو التاسع في سلسلة تقارير <البيئة العربية> التي يصدرها <أفد>، ان هناك أكثر من 10 بلدان عربية من أصل 22 هي اما تحت الاحتلال واما تعاني من حروب أو نزاعات، فيما عشرات ملايين الأشخاص هم لاجئون او نازحون داخلياً، ويفتقر كثيرون الى الحاجات والحقوق الأساسية، وحتى لو توقفت جميع النزاعات والحروب فوراً، فلن تستطيع المنطقة العربية الوفاء بموعد تحقيق هذه الأهداف باستخدام الطرق التقليدية، لذلك أوصى التقرير بمقاربة بديلة قائمة على دمج مبادىء <التنمية المستدامة> في مبادرات احلال السلام وفض النزاعات وفي جهود إعادة الاعمار المرتقبة.

نجيب صعب يشرح التقرير:

تحدث أمين عام <أفد> نجيب صعب عن أهمية صدور التقرير مع انعقاد قمة المناخ في مراكش (تجدر الاشارة الى انه انطلقت في مدينة مراكش الدورة الـ22 لقمة الأمم المتحدة لتغير المناخ حيث شارك فيها ثلاثون رئيس دولة وآلاف المندوبين عن منظمات دولية. وقد خصصت السلطات امكانية كبيرة ونشرت الآلاف من قوات الأمن لانجاح القمة التي تعقد مرة في السنة) ويقول:

 - إن <أفد> يسعى الى رسم خريطة طريق لتنفيذ أهداف <التنمية المستدامة> في البلدان العربية في ظل الحروب والنزاعات والأوضاع الاقتصادية الحرجة، والى التأكيد على ضرورة الالتزام باتفاقية باريس المناخية. (تتمثل أبرز نقاط الاتفاق الذي تم اقراره في العاصمة الفرنسية في اختتام قمة المناخ في الحد من ارتفاع الحرارة أدنى بكثير من درجتين مئويتين، ومراجعة التعهدات الالزامية كل خمس سنوات، وزيادة المساعدة المالية لدول الجنوب... وتعهد المجتمع الدولي بحصر ارتفاع درجة حرارة الأرض وابقائه دون درجتين مئويتين، وبمتابعة الجهود لوقف ارتفاع الحرارة عند 1.5 درجة مئوية. وتم تحديد هدف الدرجتين المئويتين قياساً بعصر ما قبل الصناعة في العاصمة الدنماركية <كوبنهاغن> عام 2009، مما يفرض تقليصاً شديداً لانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري باتخاذ اجراءات للحد من استهلاك الطاقة والاستثمار في الطاقات البديلة واعادة تشجير الغابات).

عبد-السلام-ولد-أحمد-ومحمد-الدويري--------3

فضلو خوري ودور الجامعة الأميركية

وعن دور الجامعة الأميركية في بيروت في العمل على تحقيق أهداف <التنمية المستدامة> للأمم المتحدة يقول الدكتور فضلو خوري رئيس الجامعة:

- هذه الجامعة طوال وجودها كانت في طليعة الساعين الى القضاء على الفقر والجوع لضمان صحة أفضل وتعزيز المساواة بين الجنسين وحماية البيئة وحتى تعزيز السلام العالمي عبر تأسيس الأمم المتحدة في العام 1945. ان تعزيز المبادرة هو مجال تركز عليه الجامعة وخصوصاً الشركات الناشئة التي تلبي احتياجات <التنمية المستدامة>، وان قيادة الابتكار في التعليم المستدام في الدول العربية هو التحدي الذي يجب علينا ان نرفعه وسنفعل ذلك. اننا ننظر الى هذا المؤتمر كخطوة كبيرة الى الأمام نحو تحقيق هذا الهدف.

أما عن التحديات التي تواجهها المنطقة العربية فيقول رئيس مجلس أمناء <أفد> الدكتور عدنان بدران:

- ان التحديات التي تواجهها المنطقة من حروب وأزمات سياسية واقتصادية واجتماعية ستكون لها تداعيات كبرى على مدى تحقيق أهداف <التنمية المستدامة>. ويركز تقرير <أفد> على ضرورة دمج تنفيذ هذه الأهداف في الجهود المرتقبة لاعادة الاعمار. وندعو الى اعطاء الأولوية للمثلث العربي الأخضر المتمثل في أمن المياه وأمن الطاقة وأمن الغذاء.

وقد نوّه بدران بانعقاد المؤتمر في الجامعة الأميركية في بيروت العضو الأكاديمي في <أفد> في اطار الاحتفالات بمرور 150 سنة على تأسيسها ويقول:

- هذا الصرح العلمي شكل جزءاً مهماً من ذاكرة بيروت ولبنان والوطن العربي، وخرج أجيالاً وقيادات كتبت تاريخ المنطقة وصنعت حضارة عربية عصرية امتداداً لحضارتها الانسانية. ونذكر هنا ان سبعة من رؤساء الحكومة السابقين في الأردن هم من خريجي الجامعة الأميركية في بيروت (منهم اسحق أحمد فرحان وهو سياسي وتربوي أردني درس الكيمياء في الجامعة الأميركية في بيروت ثم حصل على الدكتوراة من أميركا، وعبد الرؤوف الروابذة السياسي الأردني ورئيس وزراء الحكومة الأردنية لدورتين، والذي حصل على شهادة البكالوريوس في علوم الصيدلة من الجامعة الأميركية في بيروت).

 

تكريم الدكتور عبد الرحمن العوضي

 

ثم قدّم صعب وبدران الى رئيس اللجنة التنفيذية لـ<أفد> الدكتور عبد الرحمن العوضي <جائزة <أفد> لانجازات العمر البيئية>، لتكريسه حياته لخدمة الصحة العامة والبيئة. وكانت الجائزة قد مُنحت مرة واحدة سابقاً للعالم المصري الراحل الدكتور محمد القصاص (أنشأ محمد القصاص مدرسة علمية في مجال بحوث البيئة الصحراوية، وتخرج منها العشرات ممن حصلوا على درجتي الماجستير والدكتوراة في مصر وبلدان عربية أخرى، وهي تعتبر من مدارس الريادة في هذا المجال على مستوى العالم، وقد شارك في وضع خرائط البيئة في حوض البحر الأبيض المتوسط، وهو من ضمن العلماء الذين ساهموا في اثراء معشبة علوم القاهرة بالنباتات، وقام باهداء جميع الكتب في مكتبته التي تضم كتباً ودوريات علمية تشمل كل القضايا المتعلقة بالبيئة والنباتات البرية لمكتبة <كلية العلوم> في جامعة القاهرة).

كما كرمت الجامعة الأميركية في بيروت العوضي الذي تخرج منها عام 1958 لانجازاته المتميزة في الحقل العام، وقدم له رئيس الجامعة كتاباً خاصاً عن الجامعة الأميركية في بيروت بمناسبة مرور 150 سنة على تأسيسها.

والدكتور العوضي عضو مؤسس لـ<أفد> خدم بلاده الكويت لأكثر من 20 عاماً كوزير للصحة ووزير للتخطيط، وكان عضواً في اللجنة التنفيذية لمنظمة الصحة العالمية، وهو حالياً الأمين التنفيذي لـ<المنظمة الاقليمية لحماية البيئة البحرية>.

ثم قدم أمين عام <أفد> نجيب صعب تقرير أعمال <أفد> لسنة 2016 فأكد على الدور الذي يلعبه <المنتدى العربي للبيئة والتنمية> في بناء السياسات والبرامج الضرورية لتحقيق تنمية مستدامة في العالم العربي استناداً الى العلم والتوعية، وتحدث عن اعتماد مبادرات <أفد> المتعلقة بالاقتصاد الأخضر وتنويع مصادر الدخل واصلاح دعم أسعار الطاقة والمياه وبرامج الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة وتخفيف الهدر في الغذاء في خطط التنمية الوطنية في كثير من البلدان العربية.

ولفت صعب الى تزامن مؤتمر <أفد> مع الاجتماعات التحضيرية لقمة المناخ في مراكش التي تبحث في سبل تنفيذ <اتفاقية باريس> التي لعب <أفد> دوراً أساسياً في التمهيد لها على مستوى المنطقة العربية.

وبعد ذلك قدم الدكتور ابراهيم عبد الجليل المؤلف المشارك في التقرير النتائج الرئيسية لتقرير <أفد> حول التحديات التي يواجهها تحقيق أهداف <التنمية المستدامة> في الدول العربية والفرص التي يخلقها، في جلسة أدارها الدكتور عبد الكريم صادق المحرر المشارك في التقرير وكبير المستشارين الاقتصاديين لدى الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية.

كارلو-سكاراملا-والدكتورة--سوزان-روبرتسون----------4توصيات التقرير

وخلص التقرير الى مجموعة من الرسائل المصممة لجهات لها دور أساسي في تنفيذ أهداف <التنمية المستدامة> في المنطقة العربية. أولى هذه الرسائل وجوب وقف التعامل مع البلدان العربية كقطعة واحدة متراصة، اذ لكل بلد حاجات وأولويات وسياقات اقتصادية وسياسية واجتماعية مميزة يجب الاعتراف بها عند تطوير خطط تنفيذية. ثانياً: مواجهة مجموعة من التحديات الرئيسية المشتركة في طليعتها تأمين مشاركة فعالة من القطاعات غير الحكومية، وخلق فرص عمل وبناء قدرات مؤسسية وأخرى تتعلق بالسياسات العامة. ثالثاً: حشد موارد مالية كافية لتحقيق أهداف <التنمية المستدامة> عن طريق الشراكات بين صناديق التمويل الوطنية والاقليمية والدولية وتوفير الظروف الملائمة لاستثمارات القطاع الخاص. رابعاً: تبني مقاربة واقعية <للتنمية المستدامة> تكون عابرة للقطاعات، ما يستلزم دمج اعتبارات تغير المناخ في تنفيذ أهداف <التنمية المستدامة>، خصوصاً على اساس العلاقة التلازمية بين المياه والطاقة والغذاء. خامساً: اشراك المجتمع المدني وخصوصاً مجموعات الشباب والنساء في مناطق النزاع، ليلعب دوراً قيادياً في دمج تنفيذ أهداف <التنمية المستدامة> والعمل من أجل الحد من تغير المناخ في عملية اعادة الاعمار.

وأكد الدكتور محمد العشري الزميل الأول في مؤسسة الأمم المتحدة ان تحقيق أهداف <التنمية المستدامة> سيعتمد على سياسات ملائمة وتمويل واف واستراتيجيات حوكمة مناسبة ومنهج تشاركي وقدرة على الاستجابة، فضلاً عن التعاون الاقليمي، لافتاً ان الدول العربية تحتاج الى 57 بليون دولار اضافية كل سنة <للتنمية المستدامة>، وداعياً الى تشجيع اصدار سندات خضراء لتمويل المشاريع الصديقة للبيئة.

كما شارك في النقاش الدكتور أيمن ابو حديد الوزير السابق ومدير <معهد الدراسات الزراعية> في <جامعة عين شمس> في مصر، الذي أكد على ضرورة انخراط دول المنطقة في منظومة <التنمية المستدامة> للاستفادة من الشراكات الدولية في البرامج والمشاريع.

وتحدث ممثل البنك الدولي الخاص الدكتور <يوس فيربيك> عن أهداف <التنمية المستدامة> ، وكذلك مدير <قسم الزراعة والتنمية الريفية في البنك الاسلامي للتنمية> <أمادو ديالو ثيرنو> عن آليات التمويل التي يعتمدها البنك لمشاريع التنمية، كما شارك في الجلسة مستشار وزير البيئة في مصر حسين أباظة.

وفي الجلسة الثالثة تمت مناقشة موضوع <تحديات الأمن الغذائي وسبل القضاء على الجوع في مناخ متغير> وأدارها المدير العام السابق لـ<المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة> (ايكاردا) الدكتور محمد الصلح، وهو ذكر خمسة تحديات يتوجب تخطيها لتحقيق هذا الهدف، وهي تتمثل بالقيود والضغوط الطبيعية والسكانية والتقنية والاستراتيجية والجيوسياسية.

وأكد الممثل الاقليمي لـ<الفاو> عبد السلام ولد أحمد على أهمية التعاون الاقليمي المستند الى المزايا النسبية في الموارد الزراعية والمالية للبلدان العربية المختلفة. وتطرق وزير الزراعة السابق في الأردن الدكتور محمد الدويري الى الفجوة الغذائية في المنطقة وسبل سدها في المناطق المرورية او التي تتلقى منسوباً عالياً نسبياً من الأمطار. وتناولت كبيرة الاقتصاديين الزراعيين في <المركز الدولي للزراعة المحلية> الدكتورة <سوزان روبرتسون> امكانات هدف <صفر جوع> من خلال ادارة الموارد الطبيعية والنظم الزراعية المدمجة والتكيف مع تغير المناخ. وتحدث نائب المدير الاقليمي لبرنامج الغذاء العالمي <كارلو سكاراملا> مركزاً على الوضع المتأزم في المنطقة وضرورة حماية الطبقات الفقيرة وضمان أمنها الغذائي مما يدعم الاستقرار.

وترأس الأمين العام لـ<المجلس الوطني للبحوث العلمية> في لبنان الدكتور معين حمزة جلسة خاصة تم فيها تقديم تقرير <المركز الدولي للدراسات الزراعية المتوسطية> حول كيفية الوصول الى <صفر نفايات غذائية> في منطقة البحر المتوسط.

وتناولت الجلسة الرابعة تحقيق تلازم المياه والطاقة والغذاء كمدخل لأهداف <التنمية المستدامة>، أدراتها رئيسة <قسم سياسات الأغذية والبيئة> في <الاسكوا> ريم نجداوي، وتضمنت مداخلات للدكتور <كليمنس برايسنغر> من <المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية> في واشنطن، والدكتور ابراهيم عبد الجليل الأستاذ في <جامعة الخليج العربي>، والدكتور وليد الزباري مدير برنامج المياه في <جامعة الخليج العربية>، والدكتور حمو العمراني مستشار <التكيف مع تغير المناخ> لـ<مؤسسة التنمية الألمانية> وجامعة الدول العربية حيث أكدوا جميعهم على الترابط الوثيق بين أمن المياه وأمن الطاقة وأمن الغذاء، وعلى الحاجة الحاسمة الى تبني مقاربة تلازمية متكاملة لدى معالجة ادارة هذه الموارد الحيوية الثلاثة في المنطقة العربية.