تحدثت الفنانة الكبيرة نادية الجندي خلال الندوة التي أقامتها لها إدارة مهرجان الاسكندرية السينمائي في دورته الثلاثين عن مشوارها الفني وأعمالها السينمائية ومدى تأثيرها في تاريخ السينما المصرية، وعبرت عن سعادتها بالتكريم في هذه الدورة من المهرجان مؤكدة على أن سعادة أي فنان تكمن في شعوره بالتقدير والتكريم بالمهرجانات السينمائية المهمة التي تقدر مشواره وتاريخه الفني، وموجهة الشكر لإدارة المهرجان عن اختيارها ضمن المكرمين.
تحدثت الجندي عن بداياتها في عالم التمثيل، حيث قالت: كنت أعشق التمثيل منذ الصغر ومنذ أن كنت طفلة، مارست موهبتي على مسرح مدرسة <الليسيه> في الاسكندرية، حتى حصلت على جائزة بعد تقديمي لأحد العروض، ثم فكرت في احتراف المهنة، فسعيت للسفر الى القاهرة، ولكن والدتي خوفتني كثيراً من دخول المجال الفني وبكت شقيقتي بشدة، وحينما سألتها عن سبب بكائها، قالت لي: <خايفة عليكي من الوسط الفني لأنه صعب ومجال كله حفر في الصخر>.
وأضافت الجندي أن سبب عشقها للتمثيل، هم فنانو زمن الفن الجميل أمثال فاتن حمامة ورشدي أباظة وعماد حمدي وغيرهم، الذين قدموا فناً راقياً هادفاً.
وقالت الجندي: <بعدما أتيت للقاهرة كانت والدتي تلازمني في كل مكان، لقلقها الدائم، حتى التقيت بالمخرج السيد بدير، فقال لي: <لا بد أن تنقصي من وزنك 15 كيلو
على الأقل>، نظراً لأنني كنت <سمينة بشدة>، وأنا في أولى مراحل الشباب>، مؤكدة أنها أخذت هذه النصيحة وصممت على تنفيذها وهو ما حدث بالفعل، واستطاعت أن تقدم بعدها عدة أدوار صغيرة، مشيرة الى أنها كانت لديها تطلعات نحو البطولة أو الحصول على فرصة أكبر، وكان في ذلك الحين المنتج جمال الليثي يبيع رواية بعنوان <بمبة كشر>، معلقة: أخذت هذه الرواية وسعدت بها للغاية كي أقدمها، ولكني لم أجد منتجاً يقدمها حينذاك، وظللت 3 سنوات أبحث عن منتج ينفذها، حتى تم تقديمها، وعند عرض الفيلم حقق نجاحاً جماهيرياً عريضاً، حيث استمر عرضه في السينمات على مدار عام كامل، وهو ما لم يحدث في تاريخ السينما المصرية، ومن بعدها توالت العروض السينمائية.
وأضافت ان شهيتها باتت مفتوحة على السينما بعدما عاد الجمهور الى الصالات مرة أخرى بقوة نتيجة تقديم أعمال جيدة، لافتة الى أنها تنوي العودة للشاشة الكبيرة خلال العام المقبل من خلال فيلم جديد تحضر له خلال الفترة الحالية.
وكشفت الجندي عن ثقتها في أن المشروع السينمائي الذي تحضر له سيكون بمنزلة عودة قوية لها بعد غياب أكثر من 10 سنوات، مشيرة الى أنها كانت دوماً ترفض الظهور بأعمال أقل من أفلامها السينمائية السابقة التي حظيت بإقبال جماهيري كبير.
وأكدت ان لقب <نجمة الجماهير> لم يطلق عليها اعتباطاً ولكنه جاء نتيجة مشوار طويل كافحت خلاله للحفاظ على مكانتها الفنية والنجاحات التي حققتها عبر أعمالها المتلاحقة، لافتة الى أنها وهبت حياتها للسينما ومنحتها كل وقتها من أجل الوصول الى المكانة الحالية التي لا تزال محافظة عليها رغم غيابها الطويل، وأشارت الجندي الى أنها تحترم اسمها وتاريخها لذا تفكر جيداً قبل الموافقة على أي عمل جديد مؤكدة على ان الفنان دوماً هو أكثر من يتعرض للانتقاد عندما يخفق في عمل أو يخرج دون المستوى المطلوب منه. وأكدت الجندي أنها حرصت على مدار مشوارها الفني، أن تقدم أعمالاً هادفة ترسخ القيم والمبادئ في المجتمع المصري، وتقدم النصائح للجمهور.