تفاصيل الخبر

تحية الى فؤاد السنيورة!

16/03/2018
تحية الى فؤاد السنيورة!

تحية الى فؤاد السنيورة!

بقلم وليد عوض

فؤاد السنيورة

قد لا يكون الرئيس فؤاد السنيورة (75 سنة) على خط تماس مع رجال ونساء الصحافة، وقد لا يكون من الزعماء الشعبيين مثل الرئيس رياض الصلح الذي يشاركه مسقط الرأس صيدا، أو مثل الرئيس صائب سلام صاحب الشباك المفتوح على الناس، أو مثل الرئيس سعد الحريري قطعة من آلام الناس وتطلعاتهم، ولكنه بانسحابه من معركة الانتخابات في صيدا، واعتذاره عن طلب المقعد النيابي من جديد، سجل موقفاً لافتاً بين رجال السياسة وأهل السلطة.

فإن فؤاد السنيورة ابن عائلة مكافحة، وما لقب السنيورة إلا اشتقاقاً من الحلوى التي أجادت عائلة السنيورة صنعها، وهو أقرب الى رجل الأعمال منه الى رجال السياسة. وقد كان خلال رئاسته لبنك البحر المتوسط أو <ميدبنك> العصية اعلاناته على بعض الصحافيين، موصوفاً بالقدرة المصرفية والذكاء المالي، كما كان خلال تمرسه بمنصب وزير المال مدقق حسابات مالية لبنان كما يقتضي المقام، وكما تستدعي مسؤوليات لبنان المالية. وخلال امساكه بناصية رئاسة الحكومة بصفته رئيس الوزراء رقم 46، من 19 تموز (يوليو) 2005 الى 9 تشرين الثاني (نوفمبر) 2009، لم يرتكب هفوات بعض رؤساء الحكومات، وإن كان استمر في متابعة مهماته كرئيس حكومة حين خلت الحكومة من التمثيل الشيعي، لا شيء إلا ليثبت بأن الحكومة صورة وطن لا صورة طوائف. ومع ذلك لم يقابله الغفران، وأحيل الى القضاء ثم برئت ساحته.

وفؤاد السنيورة متهم بالتحالف التجاري مع رجل الأعمال محمد زيدان، وهي تهمة قد لا ينكرها، وشرف لا يدعيه، وهذا التحالف التجاري لا يمنع من اتهامه بالشراكة الضمنية مع زيدان في المنطقة التجارية لمطار بيروت، كما لا يسلم من تهمة تملك العمارات ضمنياً في رأس بيروت، والمتهم بريء حتى تثبت ادانته، وهكذا يقول نص القانون.

مع كل هذه الاعتبارات يبقى فؤاد السنيورة من أكفأ رجال السياسة وأقدرهم على تحويل الرقم المخيف الى صفر. ومن هذه الكفاءة دفع الى موازنة الدولة بضريبة القيمة المضافة بنسبة 11 بالمئة، وهو تدبير قد يفيد المشاريع ذات الغنى والجاه، ويحرم الفقراء وأصحاب الدخل المتوسط، من تنوير أشغالهم وإضاءة أعمالهم. وإذا مر فؤاد السنيورة في الشارع دل عليه القوم بأنه الرجل الذي أوجد للبنان ضريبة الـ<تي في آ> ويعاد البحث الآن لزيادتها لتصبح 12 بالمئة.

في كل الأحوال يبقى الرجل في واجهة أهم رؤساء الحكومات، وقد استوحى من صحبته للرئيس الشهيد رفيق الحريري مكتسبات مالية وادارية، وقدرة على التعامل مع الأرقام.

وباعراض فؤاد السنيورة عن دخول معركة الانتخابات يدخل في لائحة النواب عاطف مجدلاني، وروبير غانم، ومحمد الصفدي، ومحمد قباني، وعمار حوري، بمعنى أن الرجل ليس المنصب، والسياسي ليس السيارة الفخمة، ومن تراث معروف سعد يمكن للسنيورة أن يتعلم، وأول ما يتعلمه هو أن صوت البلد من صوت الشارع!

وحسناً فعل فؤاد السنيورة بإبقائه ولده وائل خارج الألق التجاري!