تفاصيل الخبر

تحية الى الملك سلمان!

28/07/2017
تحية الى الملك سلمان!

تحية الى الملك سلمان!

بقلم وليد عوض

سلمان

كل لبنان، كل المنطقة، رهن بكلمة واحدة تصدر من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز. فإن خادم الحرمين الشريفين (82 سنة) يملك الآن مقادير المنطقة ويمثل المرجعية لكل آتٍ أكان حرباً أم سلاماً.

منذ أن كان الملك سلمان بن عبد العزيز على رأس إمارة الرياض، ثم ولياً للعهد، وهو يتعامل مع المنطقة كأمانة من المولى. ملوك بالجملة حكموا وتغيروا، وكانت لهم مبادراتهم، فيما لزم هو موقع الصامت الذي يمسك بالخيوط ويتحكم باللعبة. وحين أتى الأمير سلمان الى بيروت منتصف السبعينات الى جانب الملك عبد الله بن عبد العزيز، طيّب الله ثراه، كان يحيط من بعيد بكل ثغرة في الحياة اللبنانية، دون أن يفرق بين مواطن وآخر، لإيمانه بأن البلد في النهاية هو أيقونة حضارية ينبغي الحفاظ عليها.

ومجلس الملك سلمان منذ أن كان أميراً للرياض، ثم ولياً للعهد، كان العباءة المباركة التي تحتوي كل الناس، وتستمع الى أفكارهم وأمنياتهم، ولا ترد لهم طلباً، وتفسح أمامهم المجال لأن يحققوا ما يبغون.

كان كل فرد يضمه مجلس الملك سلمان، مذ كان أميراً ثم ولياً للعهد، يرى في الرجل معبراً الى الأعالي وتحقيق الأمنيات الغاليات، وقطع الحبال التي تمنع تحقيق الأحلام. لم يكن يشيح بوجهه عن أحد، ولم يكن يسد الباب أمام ما يأتيه من تمنيات، وجرى التعاطي مع هذا الرجل الكبير على أساس أنه القادر على كتم السر وصون العهد.

للذين كانوا يسافرون الى المملكة العربية السعودية، كانوا يقولون هل التقيتم الملك سلمان؟ وللذين يعودون من أرض المقدسات كانوا يسألون: أخبرونا هل التقيتم الملك سلمان؟ على الجواب كانوا يعوّلون، لأن اللقاء بالملك سلمان كان الفرصة الذهبية لكل انسان حتى يحقق ما يريد.

والآن، أصبح دور الملك سلمان، من قصر الحكم في الرياض الى قصر الملك عبد الله بن عبد العزيز، الى قصر اليمامة الذي تعقد فيه جلسات مجلس الوزراء في الرياض، دور صاحب العباءة التي تلف كل محتاج، وتحدب على كل عابر سبيل الى كل طالب خدمة.. ولم يكن الملك سلمان، وهو يتنقل في هذه المراحل، يمسك بسماعة الهاتف بيده، ويطلب الخدمات، بل كان له ولا يزال، فريق من المساعدين كل منهم يعرف جغرافياً بالمهمة الموكولة إليه.

والملك الآن هو  في قمة المهمات، وهل هناك أغلى من اليمن والحزم في مستقبلها؟ وهل هناك أثمن من مملكة البحرين، وتوضيح مستقبلها السياسي؟ هل هناك أغلى من مجلس التعاون الخليجي والمندرجات التي قطعها؟ بل هل هناك أثمن من هذا المجلس في الرؤية العربية والإسلامية؟ الملك سلمان رجل لا ينام عينه مفتوحة على اليمن، وما يكتنفها من مصاعب، وآخرها مرضى الكوليرا وهو نتاج أخطاء الحوثيين، والرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح. وهل هناك أغلى من مهمة رد إمارة قطر الى الحضن الخليجي؟

وعين الملك سلمان حين يفتحها تستقر على دولة قطر، فهو يتعامل معها كالأب السديد الرأي الذي يحفظ للكرامة هيبتها، وللعباءة شرفها وللكوفية حرمتها، دون أن يجبر أحداً على تنويع حياته اليومية ولبسه اليومي. فالصلاة القائمة جزء من الاوقات الخمسة، والعطف على الفقير والمحتاج فرض من الفروض الانسانية، فإذا اكتملت لديه كل هذه المعطيات الانسانية، عاد بسلة متخمة من الاسماك ليأكل ويطعم مما أنعم به الله.

ومع كل من دارت به الأحوال وغدر به الزمان يطيب القول: <أنت تريد وأنا أريد والله يفعل ما يريد>.

وفي طلب الفرج له أن يهتف: لبيك يا سلمان.