تفاصيل الخبر

ثورة ”تاتشرية“ تضيء في السعودية مع الأمير محمد بن سلمان!  

15/01/2016
ثورة ”تاتشرية“ تضيء في السعودية مع الأمير محمد بن سلمان!   

ثورة ”تاتشرية“ تضيء في السعودية مع الأمير محمد بن سلمان!  

بقلم وليد عوض

 

محمد-بن-سلمان   خاطف الضوء في العالمين العربي والغربي هو الآن ولي ولي العهد السعودي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز. شاب في سن الثلاثين ولكن تمرسه بالحكم أعطاه حكمة الشيوخ، مثل <كونراد اديناور> في ألمانيا ما بعد الحرب، و<برونو كرايسكي> المستشار النمساوي زمن السبعينات الذي لم تمنعه ديانته اليهودية من كشف عيوب اسرائيل.

   ولنترك لغيرنا أن يضيء على مواهب الأمير محمد بن سلمان. ففي السادس من كانون الثاني (يناير) الجاري انفردت مجلة <ايكونوميست> بحديث مع ولي ولي العهد السعودي، ورئيس المجلس الأعلى للشؤون الاقتصادية والتنمية، ومن هذا الموقع ــ حسب مجلة <الايكونوميست> ــ كان من دعاة إزالة الدعم تدريجياً عن الكهرباء والمياه والاسكان دون أن يمس ذلك بالطبقات ذات الدخل المحدود، فيما التركيز جاء في رفع هذا الدعم عن أصحاب الثروات وكبار قادة الشركات.

   وحين سألته المجلة عما إذا كانت المملكة السعودية تواجه ثورة من التغييرات كتلك التي أقدمت عليها رئيسة وزراء انكلترا السابقة <مارغريت تاتشر>، أجاب الأمير محمد: هي كذلك بكل تأكيد.

   ولم تر المجلة حرجاً في سؤال ولي ولي العهد السعودي عما يمكن أن تفعله المملكة بعد التصعيد الإيراني في أعقاب إعدام نمر باقر النمر، فكان جوابه واضحاً وحاسماً، وهو أن بلاده لن تسمح باندلاع حرب بينها وبين إيران، لأن مثل هذه الحرب أمر لا يتوقعه على الاطلاق، وكل من يدفع باتجاه هذه الحرب هو شخص ليس في كامل قواه العقلية، لأن الحرب بين المملكة العربية السعودية وإيران هي بداية لكارثة كبرى في المنطقة وهو ما سينعكس على بقية العالم. و<بالتأكيد ــ قال الأمير محمد ــ لن نسمح بأي شيء من هذا القبيل>.

   وفي ما يتصل بحرب اليمن و<عاصفة الحزم> قال الأمير محمد: الهدف الأول لـ<عاصفة الحزم> كان يتمثل في تعطيل قدرات الميليشيات في اليمن وتدمير تسعين بالمئة من ترسانتها الصاروخية، ثم قمنا بعد ذلك ببدء العمل على ايجاد الحل السياسي في اليمن. وهي مرحلة مختلفة تماماً عن مرحلة الهدف الأول. جميع جهودنا الآن منصبة على الدفع نحو إيجاد حل سياسي، ولكن ليس معنى ذلك اننا سنسمح للميليشيات بالتوسع على الأرض، لذلك عليهم أن يدركوا ان كل يوم يمضي دون قيامهم بالسعي نحو الوصول الى حل سياسي سيجعلهم يخسرون على الأرض.

   وقد اكتسب الأمير محمد اعجاب اثنين من قادة العالم هما الرئيس الأميركي <باراك أوباما> الذي التقاه مرتين، والرئيس الروسي <فلاديمير بوتين>، وكان يهيئ زيارة روسيا لوالده الملك سلمان بن عبد العزيز، ولكن الأضرار التي لحقت بالمعارضة المعتدلة في سوريا من جراء قصف الصواريخ الروسية أرجأت هذه الزيارة حتى إشعار آخر.

   والقدوة الحسنة للأمير محمد هو والده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ولاسيما في مشاريع البر والاحسان، وهذا ما جعله ينشئ مؤسسة خيرية باسم <مسك الخيرية> ويترأس مجلس ادارتها، وهدفها دعم تطوير المشاريع الناشئة والتشجيع على الابداع في المجتمع السعودي. ومن مكارم والده الذي كان أميراً للرياض سابقاً نسج الأمير محمد نهج حياته وجعلها وثيقة الصلة بالناس، فأهم صفات الحاكم أن يكون قريباً من الناس، ويجسّد أشواقهم، وتطلعهم الى التغيير.

   شمس ربيعية جديدة تشرق في المملكة السعودية عبر الأمير محمد بن سلمان، والى هذه الشمس يتطلع اللبنانيون الذين لهم في أرض المملكة ثلاثمئة ألف مواطن، وهذا ما تمناه كل مسؤول لبناني زار المملكة والتقى خادم الحرمين الشريفين وولي العهد الأمير محمد بن نايف والأمير محمد بن سلمان..

   والأمير محمد بن سلمان يعرف كم هو لبنان غالٍ على والده منذ أن كان له زمان الستينات جناح في فندق <كارلتون> على هضبة الساحل البيروتي.