تفاصيل الخبر

ذكرى الاستقلال السادسة والسبعون في ساحة الشهداء.. مشهد جميل بنكهة خاصة وفرح شعبي لا يوصف!

29/11/2019
ذكرى الاستقلال السادسة والسبعون في ساحة الشهداء.. مشهد جميل بنكهة خاصة وفرح شعبي لا يوصف!

ذكرى الاستقلال السادسة والسبعون في ساحة الشهداء.. مشهد جميل بنكهة خاصة وفرح شعبي لا يوصف!

شهدت الذكرى السادسة والسبعون للاستقلال هذه السنة مفارقة جوهرية ومهمة، وهي اننا كنا أمام مشهدين مختلفين، الأول تمثل بالعرض الرمزي الرسمي الذي اقيم في وزارة الدفاع في اليرزة بحضور أركان الدولة بدءاً من الرؤساء الثلاثة الذين كانت وجوههم مكفهرة وكان السلام بينهم بارداً جداً، وصاموا عن الكلام وكأنهم في مأتم بعدما انعكس الخلاف السياسي حول الحكومة على علاقتهم المتوترة أصلاً حول معظم الملفات، والمشهد الثاني كان في ساحة الشهداء التي جمعت معظم الطيف اللبناني من اقصى الشمال الى أقصى الجنوب بعدما نظمت مجموعات الحراك الشعبي للمناسبة عرضاً مدنياً رمزياً في هذه الساحة التي تحمل دلالة مهمة وتضم نصب شهداء الاستقلال، وذلك للمرة الأولى منذ استقلال لبنان في 22 تشرين الثاني (نوفمبر) من العام 1943، في رسالة قوية بأن الشعب يحتفل بإستقلاله عن الفساد والطائفية ويجتمع من اجل الحرية والعدالة والسلام بكل عفوية وابتكار وفرح بعيداً عن أي اصطفاف طائفي أو مذهبي أو مناطقي أو حزبي، حيث استهل العرض بلحن الموت تخليداً لأرواح الشهداء وبالنشيد الوطني بعد وصول شعلة الاستقلال التي جالت على معظم المناطق، ليبدأ عرض الافواج وعددها 42 على وقع الأغاني الوطنية والثورية التي عزفتها إحدى الفرق الموسيقية بدءاً من فوج الخيالة الى الدراجات النارية والهوائية، الإرادة، العسكريين المتقاعدين، المعلمين، البيئة، المحامين، الطلاب، الأمهات، الأشبال، الآباء، الأطباء، الإعلام، الخبراء والمكافحة، الزراعة، المهندسين، الإيقاع، العمال، الصناعيين، المواصلات، الاندفاع، حقوق النساء، الحرفيين، التجارة، الفنانين، نساء ورجال أعمال، المبدعين، الطاقة، الرياضة، السياحة، الطناجر، حقوق الانسان، المشاة، المغتربين، الموسيقيين، الناشطين، الجنوب، الشمال، البقاع، جبل لبنان، وبيروت وبالتالي جمع العرض كل التنوع اللبناني المناطقي والمهني والاجتماعي، وكانت الرسالة واضحة لأهل السلطة أن <لكم استقلالكم ولنا استقلالنا> بهدف إعادة تصويب البوصلة والتأكيد على وحدة الصف والمعاناة والهدف وهو بناء وطن على قياس اهله وطموحات ناسه بعيداً من منطق التقسيم والمحاصصة، وكأن لبنان يولد من جديد بعدما كسرت الحواجز والتقى أهل الوطن ليصنعوا معاً مستقبلهم المشرق وسلامهم الدائم تحت راية العلم اللبناني.

وللعلم فالعرض الذي تم التحضير له خلال 3 ايام فقط وضمّ 42 فوجاً بمشاركة 7500 شخص لم يكلف سوى 7700 دولار فقط، وكانت هناك مبادرات فردية بما يتعلق بإكسسوارات القمصان والأعلام وكلفت طباعة شعارات الافواج 3 ملايين و690 الف ليرة، والحواجز الحديدية 750 ألف ليرة، والأعلام الـ 3000 كلفت مليوناً و740 الف ليرة، والفرقة الموسيقية مليوناً و950 ألف ليرة، وأكاليل الزهر 135 الف ليرة، وحمام السلام 400 الف ليرة والمسرح والصوتيات 3 ملايين ليرة.

فهذا اليوم من أجمل ما عرفه لبنان لأنه عرس وطني كبير ومتواضع في آن واستقلال حقيقي سيذكره التاريخ بأحرف من نور.