تفاصيل الخبر

ظـهـــور الـجـولانــــي يـخــرق حـصـــار حـــلب!

05/08/2016
ظـهـــور الـجـولانــــي  يـخــرق حـصـــار حـــلب!

ظـهـــور الـجـولانــــي يـخــرق حـصـــار حـــلب!

 

بقلم علي الحسيني

الجولاني-بين-المصري-والشامي  

هي أرض متأرجحة لا يُعرف مصيرها ولا مصير الجهة التي تتحكم بمفاصل الحياة فيها اليوم. هي أرض تنتفض من تحت الركام لتكشف عن حقيقة أو سر صعب لا يُمكن استيعابه ولا تداركه وهو ان يُرد إخضاعها لسيطرته عليه ان يدفع الغالي والنفيس في سبيل تحقيق هذا الامر. هي حلب الشهباء التي تبدل فيها الوقائع والظروف والأوضاع الميدانية بين الفرق المتناحرة عليها، وهذا ما بدأ يظهر خلال الأيام القليلة الماضية بعد المعلومات التي ترد حول تحقيق النظام السوري وحلفائه تقدماً ملحوظاً على اكثر من موقع وفي اكثر من نقطة.

 

تبدل مُفاجئ على الأرض

 

مرة اخرى تظهر حلب باعتبارها عاملاً حاسماً في تحديد مسار الحرب في سورية إذ ان التطورات الميدانية المتسارعة في المدينة ومحيطها والتي يبدو انها بدأت تتجه الى فرض معادلات عسكرية وسياسية جديدة بدعم مباشر من روسيا التي تستعد بدورها لفتح صفحة جديدة مع الرئيس التركي <رجب طيب اردوغان>، أظهرت أن النظام السوري وحلفاءه بدأوا يتكيفون مع طبيعة المعركة اكثر فأكثر وذلك بعد الاخفاقات والانكسارات المتلاحقة التي كانوا تعرضوا لها طيلة الاشهر الماضية والتي أسفرت عن سقوط آلاف القتلى والجرحى في صفوفهم. ويتقدم هذا الحلف الممتد من روسيا الى ايران الى سوريا فلبنان والذي بدأ يعد جمهوره بانتصار واسع وبارز، وسط ازدياد التوتر في العلاقة بيت تركيا والغرب بسبب محاولة الانقلاب الفاشل وتحديداً واشنطن التي تُطالبها انقرة بتسليم الداعية <فتح الله غولن> المتهم بأنه وراء هذه المحاولة. ويأتي هذا التقدم في حلب في وقت حذرت فيه الولايات المتحدة من ان اي قرار هجومي في حلب لن يتفق وقرار الامم المتحدة.

 

روسيا تتحكم بمفاصل حلب ومعابرها

 

لم تكن مضت سوى بضع ساعات على سيطرة النظام السوري على حي بني زيد في حلب، حتى أعلن وزير الدفاع الروسي الجنرال <سيرغي شويغو> عن بدء عملية انسانية واسعة النطاق وليقول أن هناك ثلاثة ممرات انسانية ستفتح بالتنسيق مع القوات السورية من أجل المدنيين المحتجزين رهائن لدى الارهابيين وكذلك المقاتلين الراغبين في الاستسلام، ثم عاد بعدئذٍ ليُعلن بأن ممراً رابعاً سيفتح في الشمال على طريق <الكاستيلو>، سوف يُسمح من خلاله للمقاتلين المسلحين المرور بشكل آمن، باعتبار ان الممر لا يتعلق إلا بضمان امن سكان حلب. واستناداً الى دراسة اعدتها الامم المتحدة، فإن الاحياء الشرقية لمدينة حلب حيث يعيش نحو 250 ألف شخص، أصبحت محاصرة تماماً منذ أن تمكنت قوات النظام من قطع طريق <الكاستيلو> آخر منفذ اليها في 17 تموز / يوليو الماضي. واللافت وسط هذه التطورات الميدانية، كان المرسوم التشريعي الذي اصدره الرئيس السوري بشار الاسد والذي ينص على ان كل من حمل السلاح او حازه لأي سبب من الاسباب، وكان فاراً من وجه العدالة أو متوارياً عن الأنظار، يُعفى من كامل العقوبة متى بادر الى تسليم نفسه وسلاحه للسلطات القضائية المختصة في مهلة ثلاثة أشهر. ثم بعد البيان ألقت الطائرات السورية أكياساً من بلاستيك تضم مواد غذائية بينها الخبز والمربى والسكر ومستلزمات نظافة منها حفاضات للأطفال ومناديل معطرة كبادرة حسن نية تجاه المواطنين.

خروج-عائلات-من-احياء-في-حلب

تحذيرات من الممرات الآمنة

 

من جهتها شكّكت المعارضة السورية ومنظمات حقوقية واغاثية بسلامة الممرات الآمنة التي اعلنت عنها روسيا والنظام السوري لخروج المدنيين وغير المسلحين من مدينة حلب شمالي البلاد حيث اعتبرت ان هذه الممرات لا تحظى بثقة السوريين وما هي إلا سوى خطوط تماس يشكل اي شيء يتحرك عليها اهدافاً دائمة لعناصر النظام وقناصيه وانه سبق لعدد من الحالات الانسانية التي كانت تعبر هذه الممرات، ان تعرض أصحابها للقنص. كما اظهر العديد من كاميرات المحطات التي كانت تتابع تلك الممرات عن قرب، خلو العديد من المناطق في حلب من حركة خروج للمدنيين وخصوصاً تلك المُعلن عنها. حتى ان الشبكة السورية لحقوق الإنسان وصفت بدورها تلك المعابر بأنها لا تحظى بثقة المجتمع السوري الخارج عن نطاق سيطرة النظام وشبهتها بالمعابر التي لم تكن آمنة في حمص من قبل، وطالبت ايضاً بأن يُترك الاشراف على هذه الممرات الأمم المتحدة وبالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومرافقة طواقم من الإعلاميين المستقلين، مشيرة إلى عدة تجارب مريرة لحالات مشابهة ومنها ما حصل للأهالي الخارجين من مدينة حمص القديمة الذين غدر بهم النظام وتعرضوا لعمليات اعتقال وتحقيق مُذلة. كما وصفها البعض بالخديعة التي تُشبه عملية اصطياد الفئران لحظة خروجها من وكرها.

 

دراسة عسكرية لمجريات حلب

 

كما أن دراسة عسكرية اظهرت خلال اليومين الماضيين كيفية تقدم النظام السوري وحلفائه ضمن المناطق التي كانت تسيطر عليها فصائل المعارضة السورية، وان اجتماعاً مُسبقاً عُقد بين الروس والايرانيين والسوريين وقادة عسكريين كبار في حزب الله، وهؤلاء جميعهم وصلوا الى فكرة واحدة وهي ضرورة السيطرة على حلب مهما كلف الأمر ولكن بأقل الخسائر البشرية، وراح المجتمعون يُقسمون الادوار كل بحسب وظيفته، فكانت الارض مُلكاً للنظام السوري وحزب الله والفصائل الافغانية والعراقية التي تنضوي تحت راية الحرس الثوري الايراني، على ان يتكفل الروس بالسماء. فخلال الأسبوعين الأولين من حزيران/ يونيو الماضي، نفذ الروس اكثر من ثلاثة آلاف غارة في شمال حلب ومن بينها ألف غارة على مناطق حندرات والبريج، ولم تتحرك قوات العقيد سهيل الحسن المعروف بـ<النمر> وهو الضابط الذي يقود معركة النظام السوري حلب، نحو اهدافها الا في العاشر من حزيران/ يونيو وذلك بعد أن تلقت خطوط الامداد مع تركيا ومستودعات الأسلحة، والبنى التحتية للمسلحين ضربات جوية كثيفة ادت إلى شلها بالكامل. وبعدها تحولت مزارع الملاح إلى مصيدة للتعزيزات من آلاف المقاتلين من <جماعة نور الدين الزنكي> و<جبهة النصرة> و<جيش المجاهدين> و<الجبهة الشامية> التي فقدت مجتمعة ما يقارب الخمسة آلاف مقاتل بين جريح وقتيل.

ويُقال ان العقيد سهيل الحسن اعتمد بكثافة على طائرات الاستطلاع لتحديث استخباراته، وتكييف العمليات مع التغييرات الميدانية بسرعة فائقة في مواجهة قوات تعتمد أساليب حرب العصابات بالانسحاب أمام أي هجوم واسع وإعادة التجمع لضرب العدو، بعد انخفاض وتيرة القصف وهي مرونة سمحت له بالتقدم بسرعة والاعتماد على سلاح المشاة للاقتحام في منطقة لم يتوقعها المسلحون، خصوصاً أن عمليات الخريف الماضي ما قبل الهدنة لم تشملها، وانتظرت نهاية أيلول/ سبتمبر لكي تتلقى الضربات الجدية، وبشكل تصاعدي من الجيش السوري وطائرات <السوخوي> الروسية.

 

بعد لبنان.. شرقية وغربية في حلب

خروج-المسلحين-من-حلب  

خلال الايام الماضية سيطرت قوات النظام السوري على حي <الليرمون> في شمال غرب مدينة حلب السورية لتشدد بذلك حصارها على الاحياء الخاضعة لسيطرة الفصائل المقاتلة، الامر الذي دفع اخر الاطباء والممرضين والتقنيين العاملين في مستشفيات المدينة لتوجيه نداء الى المجتمع الدولي لوقف قصف قوات النظام للمدينة، وبالتزامن مع هذا النداء دعت الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لاطراف واسعة من المعارضة السورية، مجلس الامن الدولي الى عقد جلسة طارئة حول الوضع في حلب، مطالبة برفع الحصار عنها وحماية المدنيين والمرافق الطبية من القصف الجوي العشوائي. وقد اكد اهالي حلب سيطرة قوات النظام بالكامل على حي <الليرمون> بعد اشتباكات عنيفة مع الفصائل المقاتلة التي كانت تسيطر عليه، معززة بذلك حصارها الناري على حي بني زيد الخاضع بدوره لسيطرة الفصائل. وكانت الفصائل المسلحة وفق الاهالي تستخدم هذين الحيين لاطلاق القذائف على الاحياء الغربية الخاضعة لسيطرة قوات النظام في المدينة رداً على استهداف الاحياء الشرقية بالغارات والبراميل المتفجرة. وقد حول هذا التبادل في القصف اهالي المنطقتين الى شبه أعداء بحيث صارت هناك اتهامات متبادلة بينهما.

 

فك الحصار عن حلب

 

ظهر يوم الاحد الفائت أعلن الثوار عن بدء معركة فك الحصار عن مدينة حلب، وذلك بالهجوم على مواقع لقوات الأسد في التلال التي تسيطر عليها في الريف الجنوبي، وعلى عدة جبهات في محيط المدينة حيث تمكنت مع بداية المعركة من السيطرة على عدة تلال استراتيجية جنوبي المدينة وعلى كتيبة المدرعات الثقيلة في الريف الجنوبي. وعُلم بأن عملية فك الحصار عن حلب سوف تتم من خلال إشعال كافة الجبهات في المدينة، وأنّ المعركة ستشهد استخدام كافة الإمكانيات المتاحة لدى فصائل الثوار من أسلحة ثقيلة وقذائف صاروخية. وقد كشفت مصادر ميدانية عن وضع فصائل <جيش الفتح> و<فتح حلب> خطة مدروسة لبدء الهجوم، وأن المعارك ستجري من عدة محاور ضمن مراحل متتابعة ومنتظمة عسكرياً.

وقال قائد عسكري في جيش الإسلام بحلب قبل أيام إن فصائل <جيش الفتح> و<فتح حلب> اقتربت من التوصل لاتفاق على <ملحمة حلب الكبرى> ضمن قوة مشتركة بقوة بشرية تزيد عن 20 ألف مقاتل بعد لقاءات واجتماعات على مدار الأيام الماضية.

مفاجأة الجولاني

 

وفي وقت كانت تتخذ فيه حلب اهمية قصوى لدى المجتمع الدولي وترقب مستمر لوضعها وما ستؤول اليه الاوضاع هناك، برز معطى جديد وبارز تمثل في ظهور زعيم <جبهة النصرة> ابو محمد الجولاني في شريط مصور يُعلن فيه فك ارتباط جبهته عن <القاعدة> التي قاتل تحت رايتها منذ عام 2013، وقد كشف الجولاني للمرة الاولى وجهه امام الكاميرا.

فقد بثت قناة الجزيرة القطرية كلمة لأبي محمد الجولاني أن أعلن فيها عن فك الارتباط مع تنظيم <القاعدة> والعمل تحت مسمى <جبهة فتح الشام>. وقال الجولاني إن فك الارتباط جاء تلبية لما سماها رغبات أهل الشام في دفع ذرائع المجتمع الدولي، وإن الجبهة الجديدة غير مرتبطة بأي جهات خارجية. الرجل الثلاثيني ظهر في الصورة وهو يجلس على كرسي مبتسماً وله لحية سوداء ويلف رأسه بعمامة بيضاء مرتدياً سترة عسكرية والى جانبه اثنان من قادة <جبهة النصرة> هما: عن شماله عبد الرحيم عطون المشهور بـأبو عبد الله الشامي، وعن يمينه أحمد مبروك الملقب بـ<أبو الفرج المصري>. الأول عضو مجلس الشورى واللجنة الشرعية في النصرة فرع تنظيم <القاعدة> السوري، فيما الثاني رفيق درب زعيم <القاعدة> أيمن الظواهري وأحد قادة جماعة الجهاد، بحسب ما جرى تداوله وسط مجموعات تدور في هذا الفلك. وخلاصة ما قاله الجولاني: نعلن وقف العمل باسم <جبهة النصرة> وتشكيل جماعة جديدة باسم <جبهة فتح الشام>، متوجهاً بالشكر إلى قادة تنظيم حلب-تشتعل <القاعدة> على تفهمهم لضرورات فك الارتباط.

ويُذكر ان هذا الاعلان قد اتى بعد ايام على تداول محللين وحسابات قريبة من <جبهة النصرة> على مواقع التواصل الاجتماعي انباء عن توجه الجبهة الى فك ارتباطها مع تنظيم <القاعدة>، في خطوة استباقية لتجنب الجبهة تداعيات اتفاق روسي اميركي تم التوصل اليه قبل اسبوع لتنسيق الجهود العسكرية ضد تنظيم الدولة الاسلامية و<جبهة النصرة> في سوريا. وبحسب تغريدة نشرها الخبير في الشؤون السورية في معهد الشرق الاوسط للدراسات <تشارلز ليستر> والمواكب للمجموعات الجهادية، قبل ايام، تهدف <جبهة النصرة> من اعلان فك الارتباط عن <القاعدة> الى ترسيخ حضورها اكثر في الثورة السورية وضمان مستقبلها على المدى الطويل.

وتعتبر <جبهة النصرة> اكبر مجموعة اسلامية جهادية في سوريا بعد تنظيم الدولة الاسلامية، وهي وبرزت في كانون الثاني/ يناير 2012، اي بعد عشرة اشهر على بدء حركة احتجاج سلمية ضد نظام الاسد، ما لبثت ان تحولت الى نزاع دامٍ بعد تصاعد نفوذ التنظيمات الجهادية. وبخلاف <داعش> الذي يقاتل كل من لا يبايعه، لا تعارض <جبهة النصرة> شرعية وجود مجموعات اخرى كما تنضوي في تحالفات مع فصائل اسلامية سورية تقاتل قوات النظام.

 

من هما المصري والشامي؟

 

الشخصان اللذان توسطهما الجولاني هما أبوالفرج المصري على يمينه، وأبوعبدالله الشامي عن يساره. والمصري هو الكنية لأحمد سلامة مبروك وهو من جمهورية مصر العربية، حيث كان معتقلاً وخرج بعد ثورة 25 كانون الثاني/ يناير 2011 لينتقل إلى سوريا وينضم الى صفوف <جبهة النصرة>، ويعتبر من أبرز شرعيي النصرة وظهر للعلن للمرة الأولى في إصدار أطلقته الجبهة باسم ورثة المجد. أما الشامي فهو عبد الرحيم عطون أحد أعضاء مجلس شورى <جبهة النصرة> وابرز الشرعيين فيها وعضو اللجنة الشرعية. ويرى مراقبون أن ظهور الشرعيين مع الجولاني هو للتأكيد على قوة الموقف الشرعي لقرار فك الارتباط والتمسك كذلك بعناصر <النصرة> من غير السوريين بالرغم من فك الارتباط وتغيير الاسم.

من هو الجولاني؟

 

 وفي السياق نفسه، كشفت المعلومات هوية الجولاني الحقيقية وجانب من سيرته الذاتية. وجاء في المعلومات أن اسم أبو محمد جولاني الحقيقي هو أسامة العبسي الواحدي ولد عام 1981 في بلدة الشحيل التابعة لمدينة دير الزور وسط عائلة أصلها من محافظة إدلب، وانتقلت إلى دير الزور حيث كان الوالد موظفاً في القطاع الحكومي يعمل سائقاً في مصلحة الإسكان العسكري.

تلقى الجولاني المراحل الأولى من التعليم النظامي والتحق بكلية الطب في جامعة دمشق، حيث درس الطب البشري سنتين ثم غادر الى العراق وهو في السنة الجامعية الثالثة، لينضم إلى فرع تنظيم <القاعدة> في العراق بعد الغزو الأميركي 2003، حيث عمل تحت قيادة زعيمه الراحل أبو مصعب الزرقاوي ثم خلفائه من بعده، ولا يزال يقول انه مبايع لزعيم <القاعدة> أيمن الظواهري ويعمل وفق توجيهاته وإرشاداته.

هذا-ما-تبقى-من-حلبمن العراق الى لبنان

وكان الجولاني يحضر خطب الجمعة التي كان يلقيها محمود قول آغاسي أبو القعقاع في جامع العلاء بن الحضرمي بالصاخور بحلب، وحين تعرض العراق للغزو الأميركي في آذار/ مارس عام 2003، كان الجولاني ضمن أوائل من غادروا إلى العراق. وفي العراق انضم الجولاني إلى فرع تنظيم <القاعدة> الذي أسسه الأردني أبو مصعب الزرقاوي وأعلن تبعيته لأسامة بن لادن، فترقى بسرعة في صفوف التنظيم حتى أصبح من الدائرة المقربة من الزرقاوي، وبعد اغتيال الأخير في غارة أميركية 2006 خرج الجولاني من العراق إلى لبنان حيث يُعتقد انه اشرف على تدريب <جند الشام> المرتبط بتنظيم <القاعدة>.

من لبنان عاد الجولاني مجدداً الى العراق فاعتقله الأميركيون وأودعوه سجن <بوكا>، ثم اطلقوا سراحه 2008، فاستأنف نشاطه العسكري مع ما كان يسمى الدولة الإسلامية في العراق التي تأسست في تشرين الأول/ أكتوبر 2006 بقيادة أبو بكر البغدادي وسرعان ما اصبح رئيساً لعملياتها في محافظة الموصل. بعدها عاد إلى سوريا في آب/ اغسطس 2011 مع اندلاع الاحتجاجات الشعبية ضد نظام بشار الأسد ، مبتعثاً من تنظيم <القاعدة> لتأسيس فرع له في البلاد يمكنه من المشاركة في القتال ضد الأسد. وفي 24 كانون الثاني/ يناير 2012 أصدر الجولاني بياناً أعلن فيه تشكيل <جبهة النصرة> لأهل الشام، واتخذ من منطقة الشحيل منطلقاً لعمل هذه الجبهة، كما دعا في بيانه السوريين الى الجهاد وحمل السلاح لإسقاط النظام، وصار من ذلك اليوم يدعى في أدبيات الجبهة المسؤول العام لـ<جبهة النصرة>.

ولحزب الله دوره في الجهاد

 

اليوم اكثر من اي وقت مضي، يصر حزب الله على خوض معركة حلب بكامل جهوزيته نظراً لاهمية هذه المدينة بريفيها الغربي والشمالي. وهذا القتال الذي يخوضه الحزب في كامل سوريا، جعله يخسر العديد من القادة البارزين في صفوفه، وهذا يؤكد مجدداً على اهمية الحرب التي يخوضها هناك. فالحزب فقد لغاية اليوم:مصطفى بدر الدين وجهاد مغنية والقائد العسكري محمد احمد عيسى المعروف بـ<أبو عيسى> والقائد العسكري ابراهيم الحاج ابو محمد سلمان وحسن حسين الحاج الملقب بـ<أبو محمد الإقليم> قائد عمليات الحزب في منطقة ريف إدلب - سهل الغاب والقائد الميداني مهدي عبيد بالاضافة الى زهري.

لكن ابرز المعطيات بالنسبة الى قتال الحزب في سوريا كلها، هي المعلومات التي اكدت استدعاءه فرقاً متعددة مثل: الرضوان والنصر وعزيز وبدر من الجنوب، وعمّار من بيروت، وكتيبة حيدر من البقاع. وتُعتبر هذه الفرق من القوات الخاصة في الحزب أي النخبة، ويعقد حزب الله عليها آمالاً كبيرة لتغيير سير المعركة في حلب وغيرها، وقلبها لصالحه.