تفاصيل الخبر

تهديــــــدات «داعــــــش » تفتــــــح الأبـــــــواب فــــــي لبــــنان لمـــــا يســــمى الأمــــــن الذاتـــــي!

05/09/2014
تهديــــــدات «داعــــــش » تفتــــــح الأبـــــــواب فــــــي لبــــنان لمـــــا يســــمى الأمــــــن الذاتـــــي!

تهديــــــدات «داعــــــش » تفتــــــح الأبـــــــواب فــــــي لبــــنان لمـــــا يســــمى الأمــــــن الذاتـــــي!

1 عندما تُعلن الدول الغربية وفي طليعتها اميركا أن تنظيم <داعش> بات يُمثل خطراً حقيقياً على امن جميع البلاد من دون استثناء وانه من الضروري الاستعداد لمواجهته بالطرق كافة، لا يمكن لبلد بحجم لبنان ان يقف مكتوف الايدي ازاء ما يتهدده هو الآخر من مخاطر يُحكى انها اصبحت عند حدوده أو ربما داخله.

هل انتهت ذيول معركة عرسال؟

لم يعد الكلام عن الامن في لبنان مجرد مزحة أو محاولة لسد الفراغ السياسي الحاصل أو داخل عدد من مؤسسات الدولة وعلى رأسها الرئاسة الاولى، فجميع المعلومات والتقارير التي ترد تباعاً الى مؤسسات الدولة الامنية تؤكد بالدليل القاطع ان المعركة مع المد <الداعشي> والتي كان<التنظيم> بدأها منذ شهر تقريباً على مراكز عسكرية والتي أدت الى احتجـــــاز عــــــدد من العسكريين من جيش وقوى امن داخلي لم تجرِ كما كان مخطط لهــــا، وبالتـــــالي من غير المعقول ان تكون انتهت خصوصاً وأن جمرها ما زال تحت الرماد وهذا لم يتبين بشكل واضح من خلال الحشود التي يجري الاعداد لها بالتزامن مع فتح معابر بدأت ترتسم الاســــبوع الماضي معالمهـــا في الجرود الجرداء الفاصلة بين لبنان وسوريا.

على وقع بورصة القلمون

أينما تكونوا ولوا وجوهكم شطر عرسال. عبارة  تختزل الوضع الامني في لبنان، فعلى تلك الجبهة هناك من يتحين الفرص للانقضاض مجدداً على مراكز عسكرية أو حتى ابعد من ذلك ربما تصل الى حدود تغيير معالم وجغرافيا المنطقة المحيطة بعرسال التي تتأرجح بدورها صعوداً وهبوطاً على وقع بورصة جبهة القلمون المشتعلة بين <حزب الله> والنظام السوري من جهة والجماعات المسلحة بما فيها <داعش> و<جبهة النصرة> من جهة أخرى. وما زاد في الوضع تخوّفاً كلام خطر من وزير الداخلية نهاد المشنوق نقله عنه وزير التربية الياس بو صعب بعد انتهاء جلسة مجلس الوزراء جاء فيه ان <داعش أصبحت على الحدود وعددها بالآلاف>. وفي معلومات حصلت عليها <الأفكار> أن المشنوق قد وضع على طاولة المجلس عرضاً مفصلاً للوضع الامني وللخطر الذي تمثله التنظيمات الإرهابية والتكفيرية على لبنان.

هل نعود الى الامن الذاتي؟

من نافل القول إذاً ان لبنان ما عاد بعيداً عن عين <دعش> فالخطر أصبح يلف حدوده البقاعية والشمالية من دون إسقاط الحدود مع دولة اسرائيل من البال وهي الدولة الحالمة ابداً بضم أرضنا ومياهنا ونفطنا. وهنا تبرز بعض الاسئلة المشروعة التي يطرحها المواطن اللبناني منها: ماذا أعددنا لصد الاطماع المحيطة بنا وهل تكفي بعض المساعدات الاميركية التي وصلت الى الجيش اللبناني الاسبوع الماضي عبر مطار رفيق الحريري الدولي  لمواجهة الاخطار المحدقة بنا من كل جانب؟ وهل يمكن ان نصل الى مرحلة يُصبح فيها الدفاع عن النفس مشروعاً من دون العودة الى الدولة وذلك انطلاقاً من البيان الوزاري الذي كفل الحق للمواطنين اللبنانيين في مقاومة الاحتلال ورد اعتداءاته واسترجاع الاراضي؟

وفي مجال الدفاع عن النفس خرجت الاسبوع الماضي بعض المعلومات التي تشير الى ان <استعداداً شعبياً محدوداً> بات يتوسّع ويبلغ بشكل خاص عدد من المناطق المسيحية سواء في الشمال أو جبل لبنان وأن هناك من أبلغ اهالي هذه المناطق بأن من لا يدافع عن نفسه قد لا يجد من يدافع عنه اذ ان الاخطار لم تعد محصورة بمنطقة واحدة ولا ببقعة جغرافية معينة ولا حتى بفترة زمنية فكل المناطق اللبنانيّة معرّضة لهجوم تكفيري لكن بنسب متفاوتة إذ ان مشروع  <داعش> في لبنان قد اتّضحت معالمه وهو يقضي بـاحتلال مناطق في شمال لبنان وصولاً الى العمق.

تحرك سعودي ولبناني

4

 

العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز كان سباقاً في الدعوة لمكافحة الارهاب من خلال دعمه اللامحدود للدول المهددة بأمنها على يد الجهات <التكفيرية> ولبنان هو احدى هذه الدول الذي كان له نصيب وافر من هذا الدعم. وقد حذر الملك عبدالله مطلع الاسبوع الماضي من أن خطر الإرهاب سيمتد قريباً إلى أوروبا والولايات المتحدة إذا لم يجر التعامل معه على الفور. وقد طلب من عدد من السفراء أثناء اعتمادهم في جدة نقل هذه الرسالة إلى زعمائهم وهي أنه <ما يخفى عليكم الإرهاب في هذا الوقت ولا بد من محاربة هذا الشرير بالقوة وبالعقل وبالسرعة. وإذا أهملوا أنا متأكد بعد شهر سيصلون إلى أوروبا وبعد شهر ثان إلى أميركا>.

أما في لبنان فقد استدعى خطر الارهاب رئيس الحزب <التقدمي الاشتراكي> وليد جنبلاط الى فتح قنوات اتصال مع <حزب الله> عندما زار منتصف الشهر الفائت حارة حريك للقاء سيدها الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله وليخرج بعدها بتصريح أكد فيه أن فكر <داعش> خطر على كل لبنان ونحن بحاجة الى التعاون مع رئيس تيار المستقبل الرئيس سعد الحريري ورئيس المجلس النيابي نبيه بري والسيد نصرالله لإبعاد هذا الخطر عن لبنان> ومن ثم اعتبر أن <مقولة ان ذهاب <حزب الله> الى سوريا استحضر <داعش> الى لبنان غير صحيحة>.

وبدوره شدد الحريري على ان كل تنظيم يرمي بالشباب إلى التهلكة والتفجير هو بالنسبة لنا إرهاب وعدوّ للبنان وأن أهل السنة في لبنان معنيون كباقي اللبنانيين بمكافحة هذه الآفة ومنع امتدادها ورفض شعاراتها. وكان سبقه رئيس حزب <القوات اللبنانية> سمير جعجع عندما حض مسيحيي الشرق على التشبث بأرضهم على الرغم مما يجري حولهم لأنهم ليسوا أجانب على الأرض بل من صلبها، معتبراً أن المسيحيين يواجهون ما يواجهه بقية أبناء البلاد التي يعيشون فيها وهم ليسوا  مستهدفين بالتحديد لكنهم أقلية تتأثر أكثر من غيرها رافضاً نظرية <تحالف الأقليات> في المنطقة، معتبراً أن للمسيحيين خصوصية تمنعهم من التحالف مع أنظمة مماثلة للنظام السوري الذي كان أكثر من آذى المسيحيين في لبنان وسوريا وتسبب في هجرة الكثيرين منهم. ولم يقلل جعجع لحظة من وحشية وإجرام تنظيم <داعش> بل على العكس فهو شدد على انه ليس خائفاً من هذا التنظيم بدليل أنه عندما وجدوا من يقاتلهم تراجعوا وأن هذا التنظيم بطبيعته يحمل في طياته بذور فنائه ولذلك يجب مواجهته بشكل كامل ومن دون هوادة لأن جماعات مثل <داعش> لا يمكن أن تتعامل معهم بغير المواجهة الكاملة وحتى النهاية، داعياً الى القضاء عليهم لأنهم بذور فساد في البشرية وإن وصلوا الى لبنان فستكون مقبرتهم هنا، ليس أقل من ذلك>.

اكثر ما يدعو فعلاً الى خشية تسلح بعض الجهات الداخلية في لبنان هو ما كان صدر عن عضو كتلة <الكتائب اللبنانية> النائب فادي الهبر الذي اشار الى ان <حزب الله> يقوم بتسليح حلفائه المسيحيين بدءاً بالعونيين>، ثم قال: <ونحن ضد ظاهرة التسلح الذاتي ولكن للأسف هذا هو وضع البلد>. ومن جملة ما تحمله تداعيات الخوف ايضاً أو التخويف من دخول <داعش> الى لبنان فقد عمد عدد من الشبان الاسبوع الفائت الى إحراق علم <داعش> في ساحة ساسين في الاشرفية وهو ما حدا بوزير العدل اشرف ريفي للطلب من النيابة العامة التحرك بشكل فوري انطلاقاً من الحفاظ على الوحدة الوطنية وحماية العيش المشترك من الفتن الطائفية خصوصاً وان الراية التي تم حرقها يوجد عليها شعار ديني وهو أحد أبرز اركان الاسلام ويُشبه تماماً التعرض لرموز مقدسة مسيحية في الاماكن العامة من قبل مجموعات مشبوهة>.

وفي هذا المجال اكد نائب مسيحي من قوى <الثامن من اذار> رفض الكشف عن اسمه انه قد تكون الأجهزة الامنية المعنية في لبنان تغضّ النظر حالياً عن توسع ظاهرة الأمن الذاتي والتي باتت تبلغ عدداً كبيراً من البلدات والمناطق اللبنانية وذلك بعد إعلان <داعش> دولتها في جزء من الاراضي السورية والعراقية ربما لعلمها بأنّ ما هو مقبلٌ على لبنان قد يتخطى قدراتها وإمكانيات الجيش والقوى الامنية>.

وظاهرة الخوف هنا تمتد ايضاً الى الشارع ولا تقف فقط عند حدود السياسيين وتقول الاستاذة في العلوم السياسية جوزيان فلاح ابنة منطقة الاشرفية <نحن نسمع بين الحين والاخر ان تنسيقا بين القيادات المسيحية بشكل أو بآخر مع القواعد الشعبيّة يجري تحسباً لما هو آتٍ وهناك تجربة مماثلة حصلت مع مسيحيي العراق بحيث أصبحوا لاجئين في دول الجوار منها لبنان ولذلك علينا ان لا نتعاطى بنوع من اللامبالاة مع المرحلة>.

3

وتوضح جوزيان: حتى الآن لا يوجد شيء ملموس يدل على ان الخطر قد اصبح وراء الباب، هذا مع العلم ان الاستعداد واجب على كل لبناني، ولكن تماسك الجيش اللبناني ووحدة اللبنانيين وراءه في الاحداث الأخيرة والمؤشّرات التي توحي باستمرار هذا التضامن الشعبي مع المؤسسة العسكرية جميعها أمور تدل على ان الخطر ما زال بعيداً أو يمكن مواجهته في حال اقترابه منا. ولا بد ايضاً من ضرورة التمييز ما بين مبدأ <الدفاع عن النفس> الذي يُحكى ان شُباناً لبنانيين يتحضرون له اذا اقتضى الأمر لدعم الجيش في مواجهته للإرهابيين وما بين مبدأ <الأمن الذاتي> الذي قد يؤسس لقيام نوع من الفيدرالية تتولّى أمنها مجموعات محددة، وهذا الأمر لا أعتقد انه موجود في أذهان القادة المسيحيين>.

.. وللإعلام دور في صناعة الخوف

ومن جملة الدعوات الى التنبه من الخطر الآتي ركوب عدد من القنوات الاعلامية المتلفزة هذه الموجة وذلك من خلال تسليطها الضوء على مدينة طرابلس وتصويرها وكأنها بؤرة للإرهاب خارجة على القانون. ويؤكد أحد هذه التقارير انه لا يكاد يمر أسبوع على <الفيحاء> من دون إعلان تنظيم <داعش> عن عملية انتحارية في العراق أو سوريا تحمل توقيع أحد أبناء المدينة أو سكانها. ويذكر التقرير مجموعة أسماء من الذين قاموا بهذه العمليات منهم: هشام الحاج أو <أبو طلحة اللبناني>، خالد الحاج الذي يحمل لقب <أبو هاجر> ومصطفى عبد الحي المعروف بـ <أبو حلص>.

علوش: الاكثرية الساحقة في طرابلس مع الاستقرار

2

وفي هذا الموضوع تحديداً يعتبر عضو المكتب السياسي في كتلة <المستقبل> النائب السابق الدكتور مصطفى علوش في حديث مع <الأفكار> ان <هناك دائماً من يحاول ان يزج بطرابلس والطرابلسيين في الصراعات المحلية والاقليمية لاسباب لم تعد خافية على أحد تصب جميعها في خدمة الانظمة الديكتاتورية وحلفائها في لبنان وهؤلاء يعرفون تماماً مدى منعة طرابلس واهلها تجاه الدعوات الى الاقتتال، ولذلك نجدهم يحاولون عبثاً ان ينالوا من مكانة المدينة أو من ولاء أبنائها لمؤسسات الدولة>، مؤكداً ان الاكثرية الساحقة في طرابلس مع الاستقرار والأمن ونحن منذ سنوات طويلة موضوعون في عين العاصفة في مواضيع لا دخل لنا بها. ومن هنا اقول ان مشروع تنظيم <داعش> سقط في لبنان ولا يمكن أن تكون له بيئة حاضنة في أي مكان اذ لا يمكن في العصر الحديث لـ<داعش> ان تقيم دولة وتستمر>.

وتابع علوش: ان المطلوب اليوم إطلاق سراح العسكريين الرهائن، وإبقاء الموضوع لدى المؤسسات الامنية والسياسية، بعيداً عن المزايدات وما يهمني المحافظة على حياة العسكريين الشيعة والمسيحيين قبل السنة والدولة هي المسؤولة عن الموضوع، ونحن كتيار <مستقبل> نعلق على القرار الذي تتخذه السلطة السياسية للتعاطي مع ملف الرهائن>.