تفاصيل الخبر

تجميــــــد البويضـــــات يمنـــح المــــرأة فرصـة الإنجــاب حتى بعـد بلوغهــا ســن اليــأس!

05/05/2017
تجميــــــد البويضـــــات يمنـــح المــــرأة فرصـة الإنجــاب حتى بعـد بلوغهــا ســن اليــأس!

تجميــــــد البويضـــــات يمنـــح المــــرأة فرصـة الإنجــاب حتى بعـد بلوغهــا ســن اليــأس!

 

بقلم وردية بطرس

2----A

تجميد البويضات هي من أحدث تقنيات الخصوبة والمساعدة على الإنجاب حالياً. ويتم حفظ بويضات المرأة في مادة النيتروجن السائل لسنوات عديدة إلى أن تقرر الإنجاب. وعند الرغبة في الحمل يتم تخصيب هذه البويضات بسائل الزوج المنوي للحصول على الأجنة التي يتم إرجاعها إلى الرحم، وبالتالي تبدأ مراحل الحمل عند المرأة بشكل طبيعي. وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى أنه إذا كانت البويضات مجمدة لدى المرأة منذ سن الثلاثين فليس هناك أي ضرر على الجنين حتى إذا أرادت أن تحمل وتنجب في سن الأربعين وما فوق.

فكيف يتم تجميد البويضات؟ وما هو العمر المثالي لتجميد البويضات؟ وما هي نسبة نجاح العملية؟ وغيرها من الأسئلة طرحتها <الأفكار> على الطبيب اللبناني المقيم في لندن الدكتور وائل صعب وهو نائب المدير السريري في <مركز الإنجاب والصحة الجينية> في لندن أو <Center for Reproductive & Genetic Health> والدكتور وائل صعب هو خريج الجامعة الأميركية في بيروت، وقد أكمل دراساته العليا في لندن حيث يقيم منذ عشر سنوات، وهو عضو <الجمعية الملكية البريطانية للطب النسائي>، كما أنه محاضر بالطب النسائي والصحة النسائية في جامعة <University College London> أو <يونيفرستي كوليدج لندن>، كما انه عضو في <الجمعية البريطانية للطب الصيني>، ويعتبر الدكتور صعب ان موضوع تجميد البويضات يستحوذ على اهتمام الإعلام في الغرب إذ كان لمجلة <فوغ> البريطانية حديث مطول معه للتحدث عن هذه التقنية، وبأن موضوع تجميد البويضات يلاقي اهتماماً كبيراً في الغرب، إذ يكاد لا يمر شهر أو فترة قصيرة إلا ويُنشر موضوع عن تجميد البويضات وخصوصاً في المجلات النسائية التي تهتم بالمرأة مثل مجلة <فوغ> ومجلة <كوزموبوليتن>.

ونبدأ حديثنا مع الدكتور وائل صعب عن <مركز الإنجاب والصحة الجينية> أو <Center for Reproductive & Genetic Health > فيقول:

- هذا المركز يعمل في مجال الخصوبة منذ أكثر من 15 أو 20 سنة، ونفتخر أن المركز يسجل أعلى نسبة حمل من الأطفال المولودين بواسطة علاج البويضات المجمدة. وبالنسبة لتجميد البويضات فلطالما فكر الإنسان أو حاول أن يحفظ الأشياء لفترة أطول مثلاً لطالما فكر كيف يحفظ الطعام في البراد، مع العلم أن حفظ الأنسجة وتجميدها ليس بجديد بل هو موجود منذ مئات السنين حتى انه يُرجح أنه كان موجوداً أو كانت هناك محاولات بسيطة لتجميد الأنسجة حتى ما قبل المسيح، ولكن كانت محاولات تجميد الأنسجة والبويضات والخلايا تبوء بالفشل لأنه في حالة تجميد البويضة يحتاج الأمر لإخراج الماء منها قبل التجميد لأنه بمرحلة التجميد يحدث ما يُعرف بـ<Ice Crystal> أو كمية الجليد بداخل البويضة مما يضر بها ولا تعود البويضة تعمل.

تقنية تجميد البويضات

 

ــ متى بدأت تقنية تجميد البويضات؟ ولماذا نتحدث اليوم عن تجميد البويضات؟

- بما يتعلق بتجميد البويضات فإن أول طفل وُلد نتيجة العلاج بالبويضة المجمدة كان في العام 1986، أي أننا اليوم نتحدث تقريباً بعد 31 سنة. ففي السابق أي منذ 5 أو 10 سنوات كان هناك ما يُسمى بـ<Slow Freezing> أو التجميد البطيء، وكانت المشكلة أن البويضات لم تعش بعد أن تتم إذابتها إذ نسبة نجاح البويضة بأن تعيش بعدما تذوب ليست أكثر من 25 بالمئة، أما الآن فهناك طريقة جديدة لتجميد البويضات اسمها <Vitrification> أو التجميد السريع للبويضات، وهي تقنية جديدة تُتبع منذ 5 أو 10 سنوات تقريباً، ولكن طبعاً تم تحسينها في ما بعد إلى أن أصبحت نسبة نجاح تجميد البويضات عالية جداً. لا شك أن الطبيعة ليس لديها رحمة عندما يتعلق الأمر بالخصوبة، فلسوء الحظ تبدأ النساء بخسارة إمكانية الخصوبة حتى ابتداء من العشرينات، كما أنهن يبدأن بخسارة إمكانية الخصوبة بسرعة فائقة من سن الخامسة والثلاثين وبسرعة أكبر بعد سن الأربعين، وغالباً ما تكون نسبة الحمل الطبيعي أو نسبة الحمل من البويضات بعد سن الـ45 ضئيلة جداً، فالحمل بعد هذا السن ينتهي بالإجهاض بنسبة 90 بالمئة، والسبب الأساسي للإجهاض فوق سن الـ45 هو أن البويضات مع تقدم العمر تحتوي على كمية أكبر من <كروموزوم> التشوهات الجينية وهو أمر طبيعي يحدث كلما تقدمت المرأة في السن.

 

أسباب لجوء المرأة في يومنا هذا الى

تجميد البويضات

 

ــ لماذا في يومنا هذا تلجأ النساء إلى تجميد البويضات؟ وإلى أي مدى أصبح لنمط الحياة تأثير مباشر لاتخاذ مثل هذه الخطوة؟

- منذ 5 أو 10 سنوات كنا ننصح النساء بأن يلجأن إلى تجميد البويضات لأسباب طبية، والأسباب الطبية عند النساء كانت تتراوح بين العشرينات أو الثلاثينات في حال أصبن بمرض سرطاني او سرطان الثدي أو اللوكيميا أو الليمفويا، إذ كما تعلمين أن العلاج الكيميائي يؤثر على الخصوبة ولهذا كنا ننصح النساء بأن يلجأن إلى تجميد البويضات قبل أن يخضعن للعلاج الكيميائي، وبعد الشفاء من المرض كن يستعملن البويضات المجمدة من أجل الإنجاب وبذلك لم يحرمن من الإنجاب حتى بعد الخضوع للعلاج الكيميائي لأنهن لجأن إلى تجميد البويضات.

ويتابع الدكتور صعب:

- حالياً نتحدث أكثر فأكثر عن تجميد البويضات وما يُكتب في المجلات هو ما يسمونه في الغرب <Social Egg Freezing> ونقصد النساء اللواتي يقمن بتجميد البويضات لأسباب غير طبية، والأسباب غير الطبية تشمل النساء في المجتمع الغربي اللواتي لا يفكرن بالإنجاب بسبب انشغالهن بالتحصيل العلمي والعمل وما شابه، والمجتمع اللبناني ليس بعيداً عن المجتمع الغربي بالنسبة للنساء اللواتي يحاولن أو يفكرن بإنشاء أسرة بمرحلة متقدمة من العمر والسبب يعود للتحصيل العلمي ومواصلة دراساتهن العليا ولاحقاً على الصعيد المهني يسعين لتحقيق أهدافهن وطموحاتهن، وبالتالي يعطين الأولوية لأمور أخرى في الحياة كالدراسة والمهنة والعمل في مرحلة الشباب، وبالتالي لا يعود هناك سوى تجميد البويضات كوسيلة مؤكدة تساعد المرأة في الحصول على جنين في المستقبل.

ويتوقف الدكتور صعب عند نقطة وهي:

- دائماً بإطار المزاح يقولون إنه ممكن للنساء أن يجرين عملية <بوتكس> للوجه لإعادة السنين إلى الوراء ولكنه للأسف لا تُجرى عملية <بوتكس> للمبيض لأن السيدة التي تبلغ الخامسة والأربعين من عمرها، حتى لو كان شكلها الخارجي يجعلها تبدو وكأنها في سن الثلاثين أو الخامسة والثلاثين، إلا أنه للأسف المبيض يكون عمره 45 سنة، وبالتالي الحل الوحيد لتخطي هذه المشكلة هو تجميد البويضات، فإذا قامت المرأة بتجميد البويضات بعمر 28 سنة أو 29 أو 30 سنة تقدر أن تستعمل البويضات الخاصة بها في سن الـ40 أو 42 أو 45 أو 46 أو ربما أكثر وتظل نسبة نجاح العملية وكأنها صبية تحاول أن تنجب طفلاً بعمر 28 أو 29 سنة، فما أحاول قوله هنا أنه عند تجميد البويضات لا تشيخ البويضة بل يتوقف عندها الزمن.

ــ كم من الوقت أو السنين يمكن حفظ البويضات المجمدة؟

- بالمبدأ نقدر أن نحفظ البويضات لمئات السنين، ولكن بشكل عام ننصح بأن تستعمل البويضات قبل بلوغ سن الخمسين، مع العلم أنه في المجتمع اللبناني قد يجد البعض أن إنجاب المرأة في سن الخمسين أمر غير سهل، ويتساءل البعض كيف تنجب المرأة بسن الخمسين، ولكن طبياً هذا الأمر ممكن إذ حتى لو وصلت المرأة إلى سن اليأس بعمر مبكر وقد لجأت إلى تجميد البويضات بعمر 28 سنة فإنها تقدر أن تستعمل البويضات التي تم تجميدها منذ 10 أو 15 سنة، ونسبة الحمل تكون كبيرة  كما لو أنها تقوم بالعلاج وهي بسن الخامسة والثلاثين.

السن المثالي لتجميد البويضات

 

ــ وما هو السن المثالي لتجميد البويضات؟

- أولاً يجب التذكير هنا أنه عند تجميد البويضات فذلك لا يصغّر من عمر البويضة بل يثبت عمرها عند سن معين، وكلما جمدت المرأة بعمر مبكر كان ذلك أفضل، ونحن نفضل كما أغلبية الأبحاث أن تقوم السيدة بتجميد البويضات في سن الخامسة والثلاثين أو اصغر، ولكن يمكن ان تجمد المرأة بسن الـ36 أو 37 لحين بلوغها سن الـ40 أو 42 ولكن نسبة النجاح تقل كلما كانت السيدة متقدمة في السن... وطبعاً إذا كانت السيدة ترغب بأن تقوم بتجميد البويضات وهي فوق سن الـ43 فلن يكون الأمر سهلاً لأن نسبة النجاح تكون منخفضة، إذ يُفضل أن تجمد البويضات بسن الـ35 أو أصغر ولكن يمكن أن يُجرى تجميد البويضات حتى سن الـ40 أو 42.

 

إجراء عملية تجميد البويضات ونسبة نجاحها

1---A

ــ كيف تُجرى عملية تجميد البويضات؟ وما هي نسبة النجاح؟

- العملية بسيطة، وعادة نتأكد من مخزون البويضات عند السيدة، فمثلاً إذا كنت أعاين سيدة بسن الـ35 أتأكد أولاً من مخزون البويضات لديها الذي يشمل الصورة الصوتية <Ultra Sound> والذي يُجرى للمبيض خلال اليوم الأول أو الثاني أو الثالث أو الرابع من العادة الشهرية، إذ ننظر إلى المبيض لنرى عدد البويضات وبعدها نجري فحصاً للدم لبعض الهرمونات لمعرفة مخزون البويضات وهذا يساعدنا في تحديد نسبة الـ<Dose> من الأدوية الواجب اعتمادها، وبعد أن نتأكد من مخزون البويضات، نعلّم السيدات كيف يستعملن الحقن أو أنهن يستعملن حقن الأنسولين إذ أنها سهلة لأنها تجرى في البطن وذلك على مدى 12 يوماً، وطبعاً خلال تلك الأيام يكون هناك متابعة قريبة لنتأكد عما إذا كان المبيض يستجيب للأدوية، كما ان فحوصات الدم تساعدنا لضبط <Dose> الدواء الذي يحرض المبيض، وعندما نصل إلى مرحلة يصبح فيها المبيض جاهزاً نعطي الإبرة التفجيرية ويتم سحب البويضات بعد حوالى 36 إلى 38 ساعة.

ــ وكيف يتم سحب البويضات؟

- يعتبر سحب البويضات عملية بسيطة وهي تُجرى مع البنج وليس عبر شق البطن بل من خلال صورة صوتية وإبرة من خلال المهبل تمر على المبيض لسحب البويضات، وتستمر العملية بين 20 إلى 30 دقيقة وبعدها ترتاح المريضة لمدة ساعة، وفي أغلب الأحيان يكون الألم مثل آلام العادة الشهرية وهو يخف بعد تناول البنادول أو دواء بسيط للتخلص من الألم، وعندئذٍ تقدر المريضة أن تعود إلى البيت وذلك بعد ساعة من إجراء العملية. والجدير ذكره أنه إذا قامت المرأة بتجميد البويضات فلن يؤثر ذلك على نسبة الحمل الطبيعي إذا أرادت ذلك كما أنه لن يؤثر على سن اليأس.

ــ وماذا عن نسبة النجاح؟ وكم بويضة يمكن تجميدها أو ما هو الرقم المثالي لتجميد البويضات؟

- هذا السؤال يُطرح علينا بما يتعلق بالرقم المثالي لتجميد البويضات، وهناك أمران بالنسبة للرقم المثالي للبويضات المجمدة وهو 15 بويضة، وهناك نساء عندما يخضعن للعلاج يكون لديهن 5 أو 6 بويضات مجمدة، فيما هناك سيدات أخريات يجرين العلاج فيحصلن على 20 بويضة مجمدة، وطبعاً هذا الأمر خطة للمستقبل، مثلاً إذا كان لدى المرأة 15 بويضة تقريباً تصبح فرصة أن يكون لديها ولد من هذه الـ15 بويضة تناهز الـ90 إلى 95 بالمئة.

ويتابع:

- ويبقى السؤال: هل الأجنة أو الأولاد الذين يولدون من البويضات المجمدة يسببون مشاكل أكثر خلال الحمل أو هل تخلق لديهم مشاكل بالنمو أو تشوهات خلقية؟ والجواب موجود بالتحاليل الطبية التي هي مؤكدة ومكتوبة في المنشورات العلمية بأن البويضات المجمدة لا تؤثر سلباً لا على الجنين ولا على الأم ولا على الولد في المستقبل.

ــ ما هي الرسالة التي تود توجيهها بما يتعلق بتجميد البويضات؟

- الرسالة الأولى التي أود أن أوجهها هي أننا نرى نساء أكثر وأكثر يلجأن إلى تجميد البويضات بعمر الـ38 أو 39 أو 40 لأنه عادة تكون السيدات منشغلات إما بدراساتهن أو عملهن، كما أنه قد لا تكون السيدة وزوجها حاضرين لإنشاء أسرة وليس لديهما وقت ولكن الطبيعة لا ترحم وبالتالي يجب الأخذ بعين الاعتبار هذا الموضوع. والرسالة الثانية هو أننا نقدر أن نجمد البويضات لسنوات عديدة وبقدر ما نشاء وهذا لا يؤثر على سن اليأس وتقدر السيدة أن تستعمل هذه البويضات بعد سن اليأس وتبقى نسبة النجاح وكأنها شابة صغيرة تود أن تنجب، ونسبة النجاح عندنا عالية إذ يمكن القول إن نجاح ولادة طفل من كل بويضة هو 7 بالمئة، ولكن النساء عادة يجمدن كمية كبيرة من البويضات فتصل نسبة نجاح العملية للنساء اللواتي جمدن من 10 إلى 15 بويضة إلى حدود الـ80 - 90 بالمئة بحيث نتأكد أن السيدة سيكون لديها طفل من البويضات المجمدة.

وأضاف:

- يستمر العلاج لفترة 12 إلى 14 يوماً والعملية بسيطة وعامل الخطورة بسيط مثل أي عملية، ففي الستينات منحت حبوب منع الحمل حرية العلاقة الجنسية للأهل، أي في الماضي كانت الزوجة تعتمد على الرجل ليقرر عما إذا يريد أن تصبح حاملاً، واليوم التطور العلمي يقدم تقنية تجميد البويضات والتي ستمنح المرأة حرية الخصوبة، فإذا كان الثنائي غير حاضر لإنجاب الأطفال فمن حقهما أن يكون لديهما طفل لاحقاً وهذا الأمر يتم من خلال تجميد البويضات.

وختم قائلاً:

- طبعاً كلبناني كما كل اللبنانيين المقيمين في دول الاغتراب نشتاق لوطننا لبنان وأحب وطني وأزوره دائماً، ونحن في لندن نرى سيدات يقصدننا من كل البلدان وخصوصاً من لبنان، لا شك أن نسبة نجاح تجميد البويضات عالية في أميركا، ولكن لبنان قريب من أوروبا ولا تزال أوروبا نقطة التواصل جغرافياً مع الدول العربية إذ يصل الشخص إلى لندن خلال أربع ساعات ونصف الساعة، وبالتالي نرى أناساً يأتون من لبنان لتجميد البويضات وإتمام العلاج خصوصاً أن للمركز صيتاً رائعاً في مجال الخصوبة والإنجاب.