تفاصيل الخبر

تجديد دعم نصر الله لعون رئيساً ”من دون سقف زمني“ يعطّل مبادرات خارجية لانتخاب ”رئيس توافقي“!  

02/10/2015
تجديد دعم نصر الله لعون رئيساً ”من دون سقف زمني“  يعطّل مبادرات خارجية لانتخاب ”رئيس توافقي“!   

تجديد دعم نصر الله لعون رئيساً ”من دون سقف زمني“ يعطّل مبادرات خارجية لانتخاب ”رئيس توافقي“!  

  عماد-حسن تعتقد مصادر سياسية مطلعة ان اعلان رئيس <تكتل التغيير والاصلاح> النائب العماد ميشال عون عن استمراره في المعركة الرئاسية، واعلان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عن دعم الحزب له من دون سقف زمني طالما هو مستمر في الترشيح، يؤشران الى حقيقة واحدة لا مجال للاجتهاد فيها خلاصتها ان لا انتخابات رئاسية في المدى المنظور طالما استمرت معارضة قوى <14 آذار> ولاسيما تيار <المستقبل> لانتخاب <الجنرال> رئيساً للجمهورية. كذلك فإن اعتبار السيد نصر الله ان المدخل الحقيقي لحل الأزمة السياسية الراهنة هو في إجراء انتخابات نيابية على أساس النسبية والذي يلتقي مع مطلب مماثل للعماد عون طرحه على <هيئة الحوار الوطني>، يعني ان الاستحقاق الرئاسي لن يكون أولوية، وان الانتخابات النيابية هي التي تفتح الباب أمام انتخاب الرئيس العتيد إذا ما استمرت المواقف على حالها ولم يحصل أي اختراق يسقط الشغور في قصر بعبدا.

   وتوقفت المصادر نفسها عند التوقيت الذي أعلن فيه السيد نصر الله هذا الموقف الحاسم من الاستحقاق الرئاسي لاسيما وانه سبق أن اتخذ مواقف مماثلة في مناسبات مختلفة، ما يعني ان ثمة معطيات دفعته الى إعادة التأكيد على ما هو مؤكد بالنسبة إليه والى المسؤولين في حزب الله، خصوصاً ان لا مناسبة حزبية ليلقي <السيد> فيها كلمة، فاختار شاشة <المنار> ليطلق هذه المواقف من خلال حوار مع الزميل عماد مرمل بدا منسقاً سلفاً خصوصاً في ما يتعلق بالمحاور والأسئلة وإن كان الأمر لا ينطبق على الأجوبة التي تركها السيد نصر الله لآخر لحظة...

موقف نصر الله يعطّل تمرير <الرئيس التوافقي>

   تقول المصادر السياسية نفسها ان السيد نصر الله من خلال تجديد التأكيد على دعم العماد عون وجّه رسائل في اتجاهات مختلفة لعل أبرزها <إسقاطه> المحاولات التي نشطت خلال الأسابيع الماضية لجعل الانتخابات الرئاسية <أمراً واقعاً> من خلال تحريك الشارع من جهة، والترويج لامكانية وقوع أحداث أمنية تؤثر على الاستقرار القائم في البلاد، ما يدفع إذ ذاك بقوة نحو انتخاب رئيس للجمهورية <يتناسب> والظروف التي تمر بها البلاد حينذاك. إضافة الى <احباطه> لمساعٍ بذلتها جهات خارجية للاتفاق على رئيس <توافقي> يبعد الأقطاب الأربعة بمن فيهم العماد عون، عن قصر بعبدا على غرار ما حصل في العام 2008، خصوصاً وان الحركة الدولية في اتجاه لبنان كانت تدعو، بعد ضرورة إبقاء النازحين السوريين في لبنان، الى انتخاب رئيس في أقصى سرعة ممكنة لمواجهة ما ينتظر المنطقة من تطورات وأحداث ستترك تداعياتها على الساحة اللبنانية.

   وفي هذا السياق كانت مصادر ديبلوماسية قد أكدت لـ<الأفكار> ان <الضغط الدولي> سيتكثف على القيادات اللبنانية لدفعها الى انتخاب رئيس للجمهورية توافق عليه <الغالبية التي تؤمن انتخابه> وفقاً للمادة 49 من الدستور من دون أن يعني ذلك ضرورة توافر الاجماع عليه، أي بمعنى آخر، كان ثمة من يسعى لإحداث <خرق> في الكتل النيابية بحيث يتأمن حضور ثلثي أعضاء مجلس النواب وانتخاب الرئيس العتيد بأكثرية النصف زائداً واحداً أي 65 صوتاً. وذهبت هذه المصادر الى حد الحديث عن ان شهر تشرين الأول (أكتوبر) الجاري سيشهد انتخاب الرئيس العتيد ليكون في استقبال الرئيس الفرنسي <فرانسوا هولاند> لدى زيارته للبنان!

   وفي رأي المصادر السياسية ان إحدى رسائل السيد نصر الله وجهت الى الجهات التي كانت تعمل على تحقيق هذا <الفيلم الرئاسي> لاسيما وان <السيد> كان واضحاً في التأكيد على أن إيران لن تتدخل في الانتخابات الرئاسية، ولن يكون لها أي اسم تزكية، بل هي سبق أن أبلغت الفرنسيين والفاتيكان على حد سواء بأن هذا الأمر يعود للبنانيين فقط، وعلى المهتمين مراجعة حلفاء إيران في لبنان وفي مقدمهم حزب الله، وهذا يعني استطراداً أن <النظرية> التي تم الترويج لها عن تفاهم إيراني ــ سعودي غير مباشر بدعم أميركي وفرنسي على شخصية الرئيس العتيد، لا أساس لها من الصحة، بل هي مجرد تسريبات هدفها توجيه الأنظار نحو مرشح رئاسي معين تسعى إحدى الجهات الدولية الفاعلة الى تأمين وصوله الى قصر بعبدا في أسرع وقت ممكن، وتمهّد له الطريق من خلال تواصل مع جهات حليفة وأخرى صديقة لـ<إقناع> من لم يقتنع به بضرورة انتخاب هذا المرشح قبل فوات الأوان.

ميشال-عون-1

مواصفات وليست أسماء

   وتضيف المصادر نفسها ان السيد نصر الله لم يتخذ موقفاً سلبياً من المرشحين المطروحين للرئاسة، ومنهم المرشح الذي يبقى في مقدمة الأسماء الرئاسية، لكنه اشترط للبحث في مرشح بديل عن العماد عون، إعلان <الجنرال> نفسه عن عزوفه عن الترشيح، فيصار بعد ذلك الى معرفة على من تنطبق المواصفات التي يضعها الحزب لشخص الرئيس العتيد من المرشحين المطروحين، ما يعني استطراداً ان للحزب كلمته الأولى والأخيرة ولا يمكن اعتبار خياره من باب <تحصيل الحاصل>... ذلك ان لدى الحزب مواصفات وقناعات لن يحيد عنها في معرض دعم أي مرشح رئاسي خصوصاً في المرحلة الراهنة حيث تتزاحم الاستحقاقات وتكثر التحديات الأمنية والسياسية على حد سواء. وفي رأي المصادر السياسية ان الرسالة الأخرى <المهمة> التي أفرزتها مواقف السيد نصر الله من الاستحقاق الرئاسي، هي تلك التي وجهها عملياً الى المشاركين في <هيئة الحوار الوطني> الذين يصرون على حصر البحث في الملف الرئاسي، لأنه من خلال دعمه للعماد عون <حتى يقرر هو غير ذلك> أوقف مفاعيل النقاش في هذا الاستحقاق على طاولة الحوار رافضاً السير بصيغة <الرئيس التوافقي> وما يتفرع عنها لأن <التجربة السابقة لم تكن مشجعة>، مقترحاً الانتقال الى بند آخر من بنود الحوار ولاسيما القانون الانتخابي الذي تمسك بأن يكون على أساس النسبية واصفاً كل من يرفض هذه الصيغة بأنه <ديكتاتور>! وعليه فإن أولويات <هيئة الحوار الوطني> باتت بحاجة الى إعادة نظر لأن الشق الرئاسي منها محسوم، اما العماد عون رئيساً أو رئيس بالتفاهم مع العماد عون وبموافقته، لأن <رئيس كيف ما كان> غير مقبول، لأن في ذلك <إهانة> لشخص الرئيس ولموقع الرئاسة. كذلك فإن رفض السيد نصر الله لـ<الرئيس التوافقي> يجعل طرح هذا الخيار على هيئة الحوار ساقطاً عملياً لأن <السيد> حسم هذه المسألة بالقول ان <الرئيس التوافقي> يعني اعترافاً واقراراً باستمرار المشكلة.

   في ضوء المواقف الأخيرة للأمين العام لحزب الله، يتضح ان حديث بعض المراجع السياسية وغير السياسية عن <اقتراب> موعد انتخاب الرئيس العتيد، لا يقع في موقعه الصحيح والواقعي، وقد تكون هذه المواقف، في المضمون والتوقيت، رسالة أيضاً تسبق الزيارة التي يعتزم الرئيس الفرنسي <فرانسوا هولاند> القيام بها لبيروت والتي لم يتحدد موعدها بعد، لاسيما وأن ثمة جهات سياسية وديبلوماسية روجت ان <هولاند> سيحمل معه أفكاراً يطرحها على القادة اللبنانيين لإنهاء الأزمة الرئاسية، وهو تشاور بها مع الرئيس السابق ميشال سليمان الأسبوع الماضي، كما عرض لبعض منها وزير الخارجية الفرنسية <لوران فابيوس> مع الرئيس نجيب ميقاتي، إضافة الى المشاورات التي أجراها السفير الفرنسي في بيروت <ايمانويل بون> مع من زارهم من السياسيين وحيداً، أو مع الوفد البرلماني الفرنسي برئاسة <اكسل يونيوتوسكي> الذي التقى رسميين وسياسيين والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي. وفي المعلومات التي توافرت عن <نية> الرئيس <هولاند> ما جعل السيد نصر الله يوجه <رسالة مبكرة> إليه غير مباشرة لـ<يتبصر> في الموقف قبل طرح أي اقتراح.