تفاصيل الخبر

تفجير بيروت: بداية حرب طاحنة بين إيران وإسرائيل أو حجر الأساس لإعادة إعمار المنطقة؟

13/08/2020
تفجير بيروت: بداية حرب طاحنة بين إيران وإسرائيل أو حجر الأساس لإعادة إعمار المنطقة؟

تفجير بيروت: بداية حرب طاحنة بين إيران وإسرائيل أو حجر الأساس لإعادة إعمار المنطقة؟

بقلم خالد عوض

[caption id="attachment_80337" align="alignleft" width="444"] أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله: من يستدرج الآخر أولاً إلى الحرب، إسرائيل أو حزب الله؟[/caption]

 الذي يتابع عن كثب كلام أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله على مر السنوات، يعرف تماماً أن الرجل بنى زعامته كلها على مبدأ مصادقة الناس، جمهوره وخصومه على حد سواء. صحيح أنه أحياناً كان ولا يزال يختار، وبدقة متناهية، الكلمات التي يمكن أن توحي بالشيء ونقيضه ولكنه، كأي قيادي ناجح، يعي تماماً أن الصدق مع الناس مفتاح رئيس للثقة المطلقة به ولقدرته على توجيه مناصريه إلى أي إتجاه يريدهم أن يكونوا فيه.

ولكنه عندما قال مؤخراً إن "حزب الله" ليس له أي علاقة بمرفأ بيروت وبأنه يعلم ما في مرفأ "حيفا" أكثر من معرفته ماذا يوجد في مرفأ بيروت، أخطأ في نواح عديدة. فهو يرأس حزباً لبنانياً لديه وزراء في الحكومة ونواب في البرلمان من وظيفتهم بل من حق اللبنانيين عليهم الإشراف والرقابة والتشريع والمحاسبة. ولذلك لا يمكن لحزب الله أن ينفي علاقته بما حصل وأن يتنصل من مسؤوليته الوطنية قبل كل شيء، ناهيك عن حمايته المستمرة للمنظومة نفسها المتهمة اليوم بالتقصير والإهمال والفساد والتي تفشت ظلاميتها بما حدث في مرفأ بيروت. أما الناحية الثانية فهي أن السيد حسن عندما "يخطئ" بهذه الطريقة الفاقعة فهو يكون يخبئ لأمر كبير ويستخدم التمويه التكتيكي ليحمي الإستراتيجية الكبيرة.

كارثة بيروت: حادث أو تفجير متعمد؟

 بغض النظر عن التحقيقات الجارية وعن نتائجها لا بد أن يتبين كيف حصل ما حصل في مرفأ بيروت..ولو بعد حين. قصة الباخرة ومجيئها عام ٢٠١٣ محملة بالمواد الخطرة والمتفجرة ثم إبقاء هذه المواد لأكثر من ست سنوات من دون أي إجراء، ومؤخراً استفاقة الجميع وعلى رأسهم جهاز أمن الدولة على هول المشكلة وإخطار رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة في ٢٠ تموز (يوليو) أي قبل الإنفجار بخمسة عشر يوماً بضرورة التخلص من هذه المواد يطرح أسئلة كثيرة لن يجيب عنها التحقيق. وإذا كان هذا التحقيق ونتاجه جدياً يجب نشر كل المحاضر أمام اللبنانيين ليتسنى لهم معرفة أسباب التقصير وماذا قال المتهمون بالإهمال بالتفصيل الممل. هناك أمران يوحيان بأن ما حصل في مرفأ بيروت هو حدث دولي وليس فقط حادثاً عرضياً. فالإهتمام الأممي الكبير بلبنان هو إحترازي قبل أن يكون إنسانياً. فلو كان ما حصل مجرد حادث ناتج عن إهمال وجهل لما أصبح الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" حلقة إتصال بين روسيا والولايات المتحدة وإيران وإسرائيل. ما شأن كل هؤلاء إذا كان سبب الإنفجار ليس إلا عفن مترسخ في الإدارة اللبنانية وفي إنعدام المسؤولية عند القابضين على مفاصل السلطة في البلد؟ من الأكيد أن "إيمانويل ماكرون" يسعى جاهداً إلى تجنب إنزلاق لبنان إلى ساحة حرب إسرائيلية إيرانية بعد إنفجار المرفأ، وكأن الأخير هو الشرارة.. المفتعلة.

إسرائيل وإيران وما بينهما من.. أسلحة 

[caption id="attachment_80336" align="alignleft" width="375"] رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو": أي يد لإسرائيل في تفجير مرفأ بيروت؟[/caption]

 لا شك أن السكوت الإيراني عن الهجمات التي تتعرض لها المواقع الإيرانية والصمت المشابه على هجمات إسرائيل على المواقع السورية ثم عدم إتهام إسرائيل من قبل حزب الله أو إيران بمسؤوليتها عن تفجير مرفأ بيروت لا من قريب ولا بعيد هو استدراج إيراني تكتيكي لمعرفة كل ما في جعبة إسرائيل، ومن خلفها، من أسلحة. "إستفزينا أكثر وهاتي ما عندك، كل ما عندك": القنابل الذكية والصواريخ الجو-أرض البعيدة المدى وأم القنابل (B61-12) بقوة ألفي طن والتي حصلت عليها إسرائيل العام الماضي بعد أن أصبحت طائرات الفانتوم F15 و F16 و F35 قادرة على حملها وقذفها من بعيد منذ عام ٢٠١٨. إيران، وخلفها روسيا، تخبئ ما عندها من صواريخ ولا ترد حتى الآن على إسرائيل. فقط ردت إيران على الولايات المتحدة بعد إغتيال قاسم سليماني بالصواريخ الباليستية على القواعد الأميركية في العراق. أما إسرائيل وإعتداءاتها فحزب الله سيتكفل بها عاجلاً أو أجلاً! هل يصبح لبنان والجولان ساحتي حرب لتجربة أحدث أنواع الأسلحة ولرسم صورة التفوق العسكري الإستراتيجي للخمس سنوات المقبلة؟

النفط... أخيراً وليس أولاً!

 الكلام عن قبول لبنان بترسيم الحدود البحرية ومجيء "ديفيد هيل" مساعد وزير الخارجية الأميركي أعقبه شروط إسرائيلية وأميركية جديدة. المطلوب اليوم لم يعد فقط قبول لبنان بالحدود البحرية في البلوك ٩ التي تنوي إسرائيل بداية التنقيب فيه في الخريف المقبل. فهذا لا يكفي لضمان سلامة الشركات المنقبة ومعداتها. المطلوب دور جديد لقوات "اليونيفيل" يتضمن قدرة ردعية كما تطالب الولايات المتحدة بتطبيق كامل لقراري الأمم المتحدة رقم ١٥٥٩ و ١٧٠١ أي في النهاية بنزع سلاح حزب الله وهذا اليوم مستحيل. وعلى هامش الكلام السياسي بدأ الحديث عن إستثمار مرفأ بيروت لأنه المرفأ الذي سيكون مفتاح إعمار المنطقة. وفيما بادرت عدة دول في الإعلان عن استعدادها لإعادة الإعمار والاستثمار لعقدين أو أكثر، لاحت منذ أيام بوادر إهتمام أميركي جدي في إعادة تأهيل المرفأ لقطع الطريق على الصينيين.

يبدو أن الكباش الأميركي الصيني على مرفأ العاصمة اللبنانية بدأ أبكر من اللازم. ونتيجة هذا الكباش مرتبطة هي أيضاً بتطور الأحداث العسكرية المقبلة في سماء لبنان وأنفاقه تحت.. الأرض.