تفاصيل الخبر

طبقاً للقناة الإسرائيلية العاشرة: الحرب واقعة لا محالة بين اسرائيل وحزب الله!

12/09/2014
طبقاً للقناة الإسرائيلية العاشرة: الحرب واقعة لا محالة بين اسرائيل وحزب الله!

طبقاً للقناة الإسرائيلية العاشرة: الحرب واقعة لا محالة بين اسرائيل وحزب الله!

1   المواجهة بين حزب الله واسرائيل لم تنتهِ فصولها لغاية اليوم وربما لم تبدأ بعد. هي حكاية يعود تاريخها لأكثر من ثلاثين عاماً ولا يبدو لها في الافق اي خاتمة من شأنها ان تُنهي صراعاً تطور على مر السنين من مسألة احتلال أرض إلى مسألة مصير ووجود. فعند الطرف الأول الأمر محسوم من الجهتين العقائدية والسياسية، ولدى الطرف الثاني أصبح الصراع أشبه بصراع وجود يُشبه النيران تحت الرماد والتي تستعر بحسب الرياح الدولية والاقليمية.

الاستعدادات القائمة

القارئ بين سطور أحداث المنطقة يلحظ أن ثمّة عناوين عدّة بدأت إسرائيل مؤخراً بطرحها على طاولات البحث لتبرير أيّ حرب محتملة ضد لبنان في طليعتها انغماس حزب الله في الحرب السورية بشكل كُلّي لدرجة بات يُهدد معها أمنها القومي بالإضافة الى ازدياد عملية التسليح التي يقوم بها وحصوله على صواريخ ايرانية وسورية بعيدة يمكن له ان يطال من خلالها اي بقعة جغرافية تبعاً لمقولة <ما بعد بعد حيفا>. وهو ما تراه اسرائيل اليوم خطراً داهماً يتهدد كيانها في اي لحظة.

ومن المؤكد اليوم أن طرفَي النزاع التقليدي يستعدّان دراماتيكيّاً لحرب قد تكون فاصلة إلى حدّ ما إذا ما قيست بسابقاتها ان لجهة التجهيز في العديد والعتاد أو لجهة تحضير العنصر البشري نفسيّاً عبر رفع معنويات العسكر ووضعهم في صورة انتصار مُسبق لا يُشبه حرب تموز لا في الشكل ولا في المضمون. ومن هنا تدل كل المؤشرات على أنّ إسرائيل من جهتها قد أكملت جهوزيّتها لأيّ مواجهة محتملة في المرحلة المقبلة لكن ضمن إستراتيجية جديدة عمادها <سياسة الأرض المحروقة>. إذ ان المعلومات الواردة من الداخل والتي يُضاف اليها تصريحات الخبراء الاستراتيجيين والمحللين العسكريين جميعها تؤشر الى ان اسرائيل لن تترك هذه المرة متراً واحداً في الخطوط الأمامية إلاّ وستحرقه بغرض إيجاد مساحات واسعة تتيح لآلياتها العسكرية والطبّية، إضافة إلى

4

جنودها، التحرّك بحرية مطلقة من دون تعرّضها لنيران المقاومة.

القناة العاشرة: الحرب واردة في اي وقت

ومن ضمن التقارير التي تعلنها القناة العاشرة الاسرائيلية انّ وحدات من <الكوموندوس> الاسرائيلي تستطيع في اي وقت توجيه ضربات استباقية يمكنها ان تستهدف أماكن تخزين أسلحة بالغة الأهمية تابعة لـحزب الله كانت رصدتها خلال الفترة الأخيرة، وإنّ مبادرة اسرائيل للدخول في حرب محتملة مع الحزب هو احتمال وارد في كل لحظة لأنّه ودائماً وفقاً للتحليلات العسكرية فإن الحزب تخطّى حدود المقبول عسكريّاً وسياسيّاً وإعلاميّاً، ولذلك فهي ترى أنّه لم يعُد من الجائز تركه <يسرح ويمرح> في المنطقة على هواه في ظلّ الانشغال الدولي بالأزمة السورية.

2  

<مارول>: اسرائيل والأرض المحروقة

المحلل الاستراتيجي والخبير العسكري البريطاني <جون مارول> يرى في حوار مع <الافكار> انه من الممكن ان تلجأ اسرائيل الى اشعال الجبهة الشمالية مع لبنان بلا سابق إنذار أو حتى استدراج حزب الله إلى القتال بهدف تدمير قدراته من خلال ضربات أولية نوعية ضد قوّاته أو حتى قياداته، كاشفاً أنّ التدريبات التي تجريها القوّات الخاصّة الإسرائيلية في منشأة جديدة تحت الأرض تحاكي في المرتبة الأولى احتلال ما عُرف بمثلّث الصمود في جنوب لبنان: عيترون، مارون الراس، عيتا الشعب في أقلّ من 24 ساعة، وذلك من خلال تكثيف الغارات الجوّية وعمليات الكومندوس غير المسبوقة، لتكون المرحلة التالية إفراغ معظم مناطق الشريط الحدودي من سكانه عبر سياسة الأرض المحروقة التي من ضمنها تدمير منازل يشتبه بانتماء أصحابها إلى حزب الله ما يعني تدميراً كاملاً للمناطق الحدودية لأن معظم الجنوبيين هم مؤيدون للحزب بطبيعة الحال.

ويجزم الخبير الغربي انّ ما يستحوذ التحليل لدى القيادة العسكرية الإسرائيليّة هذه الأيام، هو الدعوة التي كان وجهها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لرجاله منذ سنوات قليلة للجهوز للحظة الطلب منهم احتلال الجليل لأنّ الإسرائيلي يُدرك تماماً أنّ كلام نصرالله لا يمكن إلا أن يؤخذ على محمل الجدّ>. ويكشف انّ إسرائيل تعتمد في حروبها الكبيرة على ثلاثة ألوية هم: لواء <غولاني> ومهمّته ضمان السيطرة على المناطق التي تسقط في أيدي القوات الإسرائيلية، واسمه مشتقّ من كلمة <الجليل>، ويتضمّن الكتيبة المؤلّلة <إيغوز> ( ثمرة الجوز) وسمّيت بذلك نظراً لصعوبة كسرها، ومهمّتها احتلال المدن إذا عجزت بقيّة الفرق عنه. ويتوزع انتشار لواء <غولاني> على الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية وفي الضفة الغربية مع العلم أنّ الوحدة <ج> من الفرقة 51 التابعة لهذا اللواء كانت أبيدت بكاملها تقريباً خلال معركة بنت جبيل في تموز/ يوليو 2006 على يد رجال حزب الله.

3

ويتابع: كذلك هناك لواء <جفعاتي> الذي يعتبره الإسرائيليّون اللواء الأكثر تهذيباً واحتراماً ومن مهمّاته تنظيف المناطق من العدو وتحديد القطع اللازمة لأيّ حرب تنوي إسرائيل القيام بها.لكنّ المهمّة الأصعب تُسند عادة إلى لواء <ناحال>، ومهمّته تنفيذ عمليّات قتل وأسر واختطاف سريعة وراء خطوط العدو، والفرقة 931 من هذا اللواء هي الأخطر على الإطلاق ومهمّتها تنظيف المناطق المُتاخمة للحدود مع إسرائيل تمهيداً لاحتلالها، ويتضمّن أهمّ كتيبة مظلّيين في إسرائيل.

استعدادات حزب الله

لكن في المقابل، كيف يستعدّ حزب الله لمعركة كهذه؟ وهل سيتّكل على السلاح عينه الذي استعمله في حرب تموز/ يوليو 2006؟ أم سيستخدم أسلحة أكثر تطوّراً يمكن أن يكون قد حصل عليها مؤخراً؟

يجيب المحلل: لا شك في أنّ الحزب بات يمتلك مجموعة متنوّعة من الأسلحة المتطورة، ولكن ليس إلى حدود تمكّنه من الصمود لفترة طويلة من دون حصوله على مزيد من الترسانة المتطورة، وهو يتكل في معاركه على نوعية المقاتلين وخبراتهم الميدانية بالتوازي مع اتكاله على نوعية السلاح الذي يمتلكه. والحزب كما هو معروف يتّخذ من الجبال والوديان أماكن لتخزين سلاحه ولهذا قد يجد في بعض الأحيان صعوبة كبيرة في الوصول إليها في حال تمكن الاسرائيلي من قطع اوصال الطرق المؤدية اليها وهو لا يزال يعتمد بمقدار كبير على نوعية الصواريخ التي كان يطلقها على إسرائيل أثناء الحرب الأخيرة، أضف إلى ذلك ما يحكى عن سلاح <كيماوي> في حوزته يمكن تركيبه داخل صواعق متفجرة لصواريخ بعيدة المدى تطاول العمق الإسرائيلي بسهولة، إضافة إلى المنشآت النووية في <ديمونا> وحيفا.

لا نية اميركية لإسقاط الأسد

5

ويضيف: إنّ حزب الله قنّاص فرص، وهذا أمر تعترف به قيادة الحزب نفسها، ويُعتقد أنّه حصل على سلاح متطوّر جداً من ليبيا عقب سقوط نظامها من خلال طرق عدّة وبعدها من سوريا وايران اضافة الى عدد من الدول الداعمة له مثل كوريا والصين. ومن هنا، يجب أن نلاحظ أنّ النيّة الأميركية الإسرائيلية في إسقاط النظام في سوريا غير موجودة حتى الساعة، لأنّ من المؤكّد أنّ سقوط الرئيس بشار الأسد يعني أنّ أسلحة نظامه المتطورة ستنتقل بالتأكيد إلى الحزب بموجب اتّفاق معقود بين الجانبين السوري والإيراني بتغطية روسية، وهذا ما تخشاه إسرائيل وتعمل له ألف حساب قبل الإقدام على خطوة كهذه.

 ويؤكّد الخبير العسكري <مارك> أنّ حزب الله بدأ إعادة ترتيب أوراقه وأوضاعه إزاء التعاطي مع المرحلة التاريخية الجديدة في المنطقة بكل مستوياتها وميادينها بعد أن فرض الحدث السوري عليه تحدّيات سياسية جديدة على الصعيدين اللبناني والعربي ولذلك قد يعتمد في أيّ حرب مقبلة مع إسرائيل الطرق الآمنة بهدف تأمين التواصل بين قياداته في المناطق المتاخمة للحرب عبر طرق جديدة أحدثها في الفترة الأخيرة يصعب اكتشافها.

حزب الله والاسلحة الجديدة

6

ويرى أنّ مشكلة إسرائيل مع حزب الله تكمن بالدرجة الأولى في مواجهتها لشعب بكامله وليس فرقة أو حزب أو مجموعة، إذ إنّ هناك طائفة أكثر من 90 في المئة منها تؤيّد العمل المقاوم ضد إسرائيل، وكلّ ما عدا ذلك هو كلام لا أساس له من الصحة. ويمكن ان يُفاجئ الحزب القيادة الإسرائيلية إلى حدّ بعيد باستعماله صواريخ مضادة للدروع للمرّة الأولى في تاريخ الحروب بين الجانبين. وعلى سبيل المثال، إنّ صاروخ <كورنيت> الذي استعمله الحزب في حرب تموز/ يوليو العام 2006 تمّ عرضه أخيراً في معلم <مليت> السياحي، ما يعني أنّ كشفه عن هذا السلاح يدلّ على أنّه بات يمتلك أهمّ منه من الناحية التدميرية.

ويلفت الخبير نفسه إلى أنّ الحزب يعتبر أنّ حربه مع إسرائيل هي مسألة عقائدية ودينية لا يمكن التراجع عنها تحت أيّ سبب، كما أنّ لا معنى لسلاحه إذا لم يستعمل في حروب مع عدوّ كهذا، ومن هنا علينا أن ندرك جيداً أنّ إسرائيل لا يمكن أن تجرّد الحزب من سلاحه إلاّ من خلال إغلاق النافذتين الإيرانية والسورية، وهذا لا يمكن أن يحصل إلا عبر تسويات دولية. أما اسرائيل فهي تعتبر انه مجرّد وجود منظمة كـحزب الله عند حدودها من شأنه أن يهدّد استقرارها الداخلي وسلامة مواطنيها في كل لحظة، وبالتالي لا يمكنها أن تأمن لـ<عدو> يتربّص بها تحت مجموعة ذرائع أو مسمّيات دينية أوعقائدية وما إلى ذلك من عناوين عريضة وشعارات يرفعها الحزب في حربه ضدّها.

معركة كسر العظام

ويختم قائلاً: إنّ المعركة إذا وقعت فلن تكون كسابقاتها بين الطرفين، وقد يذهب ضحيتها أكثر من سبعة آلاف شخص نظراً إلى ضراوتها المتوقعة، إذ قد تأخذ منحى دينياً ومن هنا قد يجد معظم المنتمين والمتحمّسين للديانة الإسلامية بمختلف مذاهبهم أنفسهم معنيين بهذه المعركة مباشرة في مواجهة العقيدة اليهودية والصهيونية.ومن هنا، نستطيع القول إنّ صوت كسر العظام سيكون الصوت الذي لن يعلو غيره في المعركة المقبلة.

من جهته رأى المدير السابق لوكالة الاستخبارات في وزارة الدفاع الاميركية <جيفري وايت> ضمن دراسة أعدها بعنوان <الحرب ان اتت> انه اذا اندلعت الحرب مجدداً على حدود الاسرائيلية اللبنانية، فإنها لن تشبه ما حدث في حرب تموز/ يونيو 2006 لانها ستكون مصيرية وستؤدي الى تحول في المنطقة بأكملها لأن مسرح الاعمال الحربية سيشمل أربعين ألف ميل مربع وهو ما يعادل اربعة وستين ألف كيلومتر مربع، ويتضمن لبنان واسرائيل واجزاء من سورية>، معتبراً ان نهاية الاعمال الحربية في 2006 شكلت نقطة بداية التحضيرات للحرب المقبلة من قبل الطرفين، وان الطرفين يستخدمان اسلوباً هجومياً بالنظر الى المواجهات السابقة.

555555

وتوقع <وايت> ان يتركز القتال على الحدود الشمالية لاسرائيل وفي جنوب لبنان، مع عدد من <المسارح الثانوية> للمواجهات، فـحزب الله سيحاول صد الهجوم الاسرائيلي البري في جنوب لبنان بشراسة فيما ستحاول اسرائيل الوصول الى الليطاني والى ما بعد الليطاني، حيث تتركز صواريخ الحزب. واسرائيل ستعمد الى حرق العشب في لبنان بدلاً من تشذيبه لأن الحسم سيكون عن طريق  الاجتياح البري، لكن هذا لا يعني ان اسرائيل لن تتكبد خسائر فادحة رغم استعداداتها للقتال في المدن والمناطق الآهلة بالسكان عوضاً من القتال في الطبيعة.

 

كما اعتبر ان حزب الله سيحاول امتصاص الهجوم الاسرائيلي البري لكنه لن يتراجع. وستكون معركة الجنوب حاسمة، فالتوقعات الاسرائيلية تشير الى ان الحزب سيعمد الى اطلاق 500 او 600 صاروخ يومياً في اتجاه اسرائيل، وهذا كثير من النار الذي سيأتي في اتجاه اسرائيل، مشيراً الى ان تقنية معظم الصواريخ التي بحوزة الحزب أصبحت أفضل مما كانت عليه في العام 2006،  كما ان اسرائيل ستعمل على تدمير البنية التحتية المدنية اللبنانية لتحميل الحكومة اللبنانية مسؤولية أعمال الحزب.