تفاصيل الخبر

تباينات واعتراضات أتعبت ”الثنائية الشيعية“ وبري ونصر الله توافقا على ”لملمة“ آثار الانتخابات!    

03/06/2016
تباينات واعتراضات أتعبت ”الثنائية الشيعية“ وبري ونصر الله توافقا على ”لملمة“ آثار الانتخابات!    

تباينات واعتراضات أتعبت ”الثنائية الشيعية“ وبري ونصر الله توافقا على ”لملمة“ آثار الانتخابات!    

 

Nasrallah - Berri 2-8-2010إذا كانت الانتخابات البلدية والاختيارية التي تمت في بيروت وجبل لبنان والجنوب والبقاع، هزّت في أماكن عدة <الثنائية المسيحية> التي أفرزها <تفاهم معراب> بين <تكتل التغيير والاصلاح> العماد ميشال عون ورئيس <القوات اللبنانية> الدكتور سمير جعجع ما سوف يحتم اجراء قراءة متأنية بين الزعيمين بعد انتهاء الاستحقاق البلدي، فإن ما شهدته بعض قرى الجنوب، وقبله بعض قرى البقاع، من تباينات بين أنصار حزب الله وحركة <أمل>، سوف يفرض على الرئيس نبيه بري والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله إجراء تقييم لما حصل واستخلاص العبر والتنبه الى <ثغرات> يمكن أن تتسع إذا لم تعالج. صحيح ان السيد نصر الله طمأن في خطابه في <عيد المقاومة والتحرير> الأسبوع الماضي أنصار <الثنائية الشيعية> الى متانة العلاقة بين طرفي <الثنائية> التي حققت نتائج جيدة في معظم البلدات والقرى الجنوبية، لكن الصحيح أيضاً ان السيد نصر الله أكد سعيه أيضاً الى <لملمة آثار الانتخابات> على كل المستويات مقراً بذلك بحصول <خروقات> من جهة، وردود فعل سلبية من جهة اخرى، واصفاً ما حصل في سياق <صعوبة الاستحقاق البلدي>، ملقياً المسؤولية على المجالس البلدية المنتخبة لكي تطوي الصفحة والانتقال الى مرحلة الانجاز والأفعال.

من جهته اعتبر الرئيس بري ان نتائج الانتخابات البلدية أفرزت مشاركة شعبية في الجنوب <أكبر مما كان متوقعاً>، والإقبال على لوائح <أمل> وحزب الله انطوى ــ في رأيه ــ على رسالة بالغة الأهمية من أبناء الجنوب فحواها تجديد الثقة في التحالف الثنائي كما يسميه الرئيس بري وليس <الثنائية الشيعية> كما هو متداول، وفيما رأى بري في ان معدلات التصويت كانت مرتفعة في البلدات التي حصلت فيها منافسة جدية، توقف عند الاقتراع <للعيش المشترك> في صور، وللائحة العائلات في مغدوشة التي قال عنها انها تستحق ان تكون العاصمة الثانية للكاثوليك بعد زحلة، و<للنتيجة النوعية> التي حققها المرشح ابراهيم عازار في جزين والذي حصل من دون دعم بري له الذي قال انه اتخذ قراراً بعدم التدخل في جزين.

 

ممارسات وإشارات أخرى بـ<الثنائية>

إلا ان ثمة من يرى ان ما صدر عن السيد نصر الله وما عبر عنه لاحقاً الرئيس بري، لا يعطيان صورة دقيقة عن المشهد الانتخابي في الجنوب على الرغم ان تغييراً جوهرياً لم يسجل على مستوى الحصص والنتائج المعهودة (تقريباً كما حصل عام 2010)، وان العملية الانتخابية مرت بهدوء <من دون ضربة كف>، كما قال وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق. فعلى رغم المناصفة والتعادل النسبي بين الطرفين في كل بلديات الجنوب ذات الأكثرية الشيعية مع أرجحية واضحة للحزب في بلديات كبرى ووازنة مثل بنت جبيل والنبطية والخيام وجويا وجباع وكفرملكي وعيتون وعيناتا والتي تجعل حزب الله يتبوأ المقام السياسي الأول في خريطة التوازنات الشيعية، فإن مصادر متابعة ترى بأن ثمة مظاهر وممارسات سجلت قبيل الانتخابات وفي اثناء اجرائها حملت اشارات ودلالات الى وجود سعي واضح لتسجيل نقاط تقدم من كل من الفريقين على الآخر، ومحاولة اظهار تطور الأحجام والحضور منذ انتخابات العام 2010، وهذا ما أدى الى حصول تنافس سقط فيه رهان قيادة <الثنائية الشيعية> على امكان الوصول الى لوائح تزكية سلفاً بما لا يقل عن ثلث بلديات الجنوب (الشيعي)، كما أدى <تشرذم> لوائح ائتلافية بذلت جهود كثيرة لتوحيدها، وبعض هذه اللوائح <فرطت> قبل ساعات قليلة من بدء عمليات الاقتراع، وكانت العبارة المستعملة لـ<حفظ ماء الوجه>: ان <الثنائية> أو فريق منها، <ترك الحرية للعائلات>. ما يعني انه لم تكن هناك قدرة ــ أو رغبة ــ على ضبط الخلافات التي نشبت في آخر لحظة في لوائح لم تكن متماسكة أصلاً. ودلت هذه الحصيلة على وجود خلافات داخل القرى والبلدات أدت الى ارتفاع منسوب التناقضات والعصبيات على اختلافها.

 

تشطيب وتمرد!

 

وفي رأي المصادر المتابعة ان ظاهرة <التشطيب> التي لعبت دوراً كبيراً في العملية الانتخابية الجنوبية غدت <نقطة ضعف> أخرى لم تتمكن <الثنائية الشيعية> من مواجهتها على رغم انها حصلت قبلاً في الانتخابات في محافظة بعلبك والهرمل ولم تكن مفاجئة لقيادة <الثنائية>. وفي هذا السياق تحدثت المصادر عن بروز حالات <تمرد> على <الأوامر> الحركية حيناً والحزبية حيناً آخر خصوصاً في بلدات مثل كفررمان وحارة صيدا وعين بعال وحاريص وعربصاليم وجرجوع وسواها حيث لوحظ ان رموزاً من <أمل> لم تلتزم الأوامر والتعليمات المعطاة من قيادة الحركة ما أدى الى <تململ> في صفوف الحركيين الملتزمين وبين العائلات. من هنا، تضيف المصادر، فإن قيادة حزب الله، كما قيادة <أمل> وعلى رغم تحقيقهما نتائج لافتة في غالبية القرى والبلدات الجنوبية، إلا انهما بحاجة الى حماية <الثنائية> وتحصينها عبر إزالة نقاط الضعف التي برزت خلال الانتخابات على مستوى القاعدة إذ لا يكفي التوافق على مستوى القيادة من دون الاهتمام بالقاعدة لاسيما مع وجود رغبات غير معلنة لدى الحركة والحزب بالتأكيد على حضور كل منهما في الشارع الجنوبي وان بنسب يختلف الطرفان على تحديدها، ذلك ان قياديين في حركة <أمل> يؤكدون ان قوة الحركة لا تزال كما هي ولم يحصل أي تراجع في <شعبيتها>، فيما يتحدث قياديون في حزب الله عن <اطراء> في حضور الحزب في كل البلدات بما فيها تلك التي كانت معقودة اللواء لـ<أمل>. ولفتت المصادر المتابعة الى أهمية تنبّه <الثنائية> الى ان الأحزاب اليسارية، ولاسيما الحزب الشيوعي، <جاهزة> للاستفادة من أي خلل يبرز، علماً ان الحزب الشيوعي حقق خروقات في عدد من البلدات.

في أي حال، الانتخابات البلدية في الجنوب أكدت ان <الثنائية الشيعية> حاضرة وبقوة، لكن هذا الحضور كان يمكن أن يكون أقوى وأكثر فعالية بدليل ان تراجعاً حصل في التعاون بين طرفي <الثنائية> بين دورة 2010 ودورة 2016 والدليل ان 43 بلدية في كل الجنوب فازت بالتزكية في الدورة الحالية، في حين كان عدد البلديات الفائزة بالتزكية في الدورة السابقة 59 بلدية (35 في محافظة النبطية و24 بلدية في قضاء صور)، وهذا يدل على ان التباينات التي كانت مخفية ظهرت على وجه السطح... باستثناء الاتفاق على... خيار المقاومة!