تفاصيل الخبر

طائرات عودة اللبنانيين هرباً من "كورونا": شكاوى من التمييز...وقلة الرحلات!

30/04/2020
طائرات عودة اللبنانيين هرباً من "كورونا": شكاوى من التمييز...وقلة الرحلات!

طائرات عودة اللبنانيين هرباً من "كورونا": شكاوى من التمييز...وقلة الرحلات!

[caption id="attachment_77546" align="alignleft" width="382"] وزير الخارجية ناصيف حتي[/caption]

 تواصلت هذا الأسبوع عمليات إعادة اللبنانيين الموجودين في الخارج الى وطنهم الأم من خلال رحلات خاصة نظمها طيران الشرق الأوسط بإشراف اللجنة المكلفة متابعة تطور وباء "كورونا" بالتنسيق مع وزارة الخارجية والمغتربين والسفارات اللبنانية في الخارج. وأتى استئناف رحلات العودة بعد توقف امتد على عشرة أيام تم خلالها تقييم المرحلة الأولى من هذه الرحلات والتي ظهرت في بعضها اصابات "كورونا" في عدد من الركاب الذين طُلب إليهم الحجر المنزلي للتأكد من شفائهم ولضمان عدم انتقال المرض الى آخرين.

 وعلى رغم أن خطوة إعادة اللبنانيين من الخارج تركت ارتياحاً لدى عائلات لبنانية كثيرة كانت تنتظر عودة أبنائها من بلدان عدة، إلا أن ثمة أصواتاً ارتفعت تعترض على الطريقة التي يتم فيها اختيار المستفيدين من العودة على أجنحة "الميدل ايست" سواء حصل هذا الخيار ميدانياً أي في البلد التي يوجد فيه اللبنانيون، أو من خلال "توصيات" ترسل الى السفارات في الخارج لإعطاء أفضلية لهذا الشخص أو ذاك. وقد اتضح أن المعايير التي وضعت للاستفادة من العودة لم تكن محترمة في عدد من السفارات على رغم أن وزير الخارجية والمغتربين ناصيف حتي أكد أن التعليمات التي أعطاها الى البعثات اللبنانية في الخارج تشدد على اعتماد معايير واحدة في اختيار الراغبين في العودة الذين تسجلوا في السفارات أو القنصليات اللبنانية في الخارج. ومع ذلك فإن الشكاوى كانت تصل الى بيروت من حين الى آخر وإن قُدّر لها أن تُعالج فكانت تعالج، وإذا لا تبقى الحال على ما هي عليه!

تمييز وقلة رحلات!

 إلا أن مشكلة أخرى ظهرت وهي الاعتراضات التي وردت من لبنانيي أفريقيا الذين شكوا من قلة عدد الرحلات المخصصة لنقلهم الى بيروت ذلك أن من أصل 36 رحلة، خصصت القارة الافريقية بتسع رحلات فقط على رغم وجود أعداد كبيرة من اللبنانيين ترغب بالعودة خصوصاً أن الامكانات الصحية في هذه الدول متراجعة مع خوف من انتشار "كورونا" الذي لا يزال محدوداً في الدول الافريقية، أو على الأقل لم يعلن عن اصابات كثيرة بعد. وبين الرحلات التسع الى افريقيا ثمة ثلاث رحلات الى نيجيريا وحدها، في وقت يطالب اللبنانيون في ساحل العاج وغانا والكاميرون وبوركينا فاسو وغيرها من الدول الافريقية، بأن تنظم رحلات الى هذه البلدان لنقل أعداد كبيرة من اللبنانيين يرغبون بالعودة، علماً ان فحوصات الـ"PCR" للعائدين من افريقيا في المرحلة الأولى من برنامج العودة أظهرت أن لا اصابات في صفوف العائدين.

 وفيما يخشى لبنانيو افريقيا من حصول حوادث وفاة من جراء "كورونا" كتلك التي حصلت قبل أيام وأحدثت توتراً في صفوف الجاليات اللبنانية بعدما سجلت اصابات مثلاً في ابيدجان وغيرها، تعمل وزارة الخارجية الى رفع عدد الرحلات في المرحلة الثالثة التي ينتظر أن تبدأ بعد 7 أيار (مايو) الجاري بعد انتهاء المرحلة الثانية، علماً أن ثمة معطيات تتحدث عن امكان اعادة فتح مطار رفيق الحريري الدولي في منتصف أيار (مايو) الجاري مع التشدد في الاجراءات المتخذة على الطائرات وفي المطار. إلا أن مصادر الخارجية أكدت لـ"الأفكار" أن جدول الرحلات تحكمه موافقة مجلس الوزراء من جهة، وعدد المسجلين للعودة من جهة أخرى الأمر الذي يفسر تكرار بعض الرحلات الى دول معينة حيث كثافة المسجلين وتؤكد المصادر أن التوجه هو لرفع عدد الرحلات الى افريقيا لكن الأمر يتوقف على الواقع الصحي في الدول الافريقية ووضع "كورونا" فيها لجهة الانتشار أو الانحسار. وأشارت المصادر الى أن لبنان يستقبل طائرات معينة في رحلات خاصة غير تجارية، اذا ما طُلب ذلك شرط اخضاع ركابها للفحص قبل الاقلاع في اتجاه بيروت، وإعادة الفحص بعد وصوله الى العاصمة اللبنانية. أما في شأن الدول الافريقية، فإن ثمة دولاً لا تتسع مدرجات مطاراتها لاستقبال الطائرات الكبيرة التي ترسلها "الميدل ايست" الى افريقيا والتي يمكنها أن تطير سبع ساعات متواصلة وأكثر من دون حاجة التزود بالوقود. وقد حصل أن الرحلة الى "كوتونو" عاصمة بنين ألغيت في آخر لحظة بعدما تبين ان مدرج مطارها غير قادر على استقبال الطائرة اللبنانية، فطُلب الى لبنانيي كوتونو الانتقال الى دولة أخرى يمكن هبوط الطائرة اللبنانية فيها لتأمين اعادتهم الى لبنان.

 في أي حال، المرحلة الثانية من طائرات العودة تتم وفق البرنامج الموضوع للرحلات ويقتضي التنبه الى شكاوى اللبنانيين من حصول تمييز أو عدم مساواة بين الراغبين بالعودة، علماً أن الوزير حتي وعد بالتحقيق في الشكاوى التي وردت في هذا القبيل واتخاذ الاجراءات المناسبة لعدم تكرارها في حال ثبت حصولها. أما بالنسبة الى المرحلة الثالثة من طائرات العودة، فإن حصولها سيكون بعد تقييم المرحلة الثانية وما إذا كانت ظهرت إصابات بين العائدين!