تفاصيل الخبر

طـاولــــة الـحـــوار فـي مـهــب الـريــــح حـتــى إشـعــــار آخــــر!

22/09/2016
طـاولــــة الـحـــوار فـي مـهــب الـريــــح حـتــى إشـعــــار آخــــر!

طـاولــــة الـحـــوار فـي مـهــب الـريــــح حـتــى إشـعــــار آخــــر!

 

بقلم علي الحسيني

من-هنا-يبدأ-التقسيم-------4 

أريدَ لطاولة الحوار أن تكون هي المنقذ للمؤسسات الرسمية وإذا بها بحاجة إلى من ينقذها. فقد طار الحوار وطارت معه أمنيات كثيرة في الهواء بعدما فُرط عقده على يد التيار الوطني الحر الذي اتهم رئيسه الوزير جبران باسيل الجميع، بالعمل على تهميش المسيحيين ومنعهم من حقوق منحهم اياها الدستور وكفلتها لهم الاعراف وذلك بعد رفض المُجتمعين كافة، بحث قضية الميثاقية. والتيار البرتقالي كان قد رفع قبل اسبوع من موعد الجلسة التي انفرط خلالها الحوار، شعار <مرحبا حوار>، ما يؤكد ان نية الانسحاب كانت مبيتة نتيجة التعقيدات الكثيرة والمُعقدة.

 

على أطلال الحوار

  

طار الحوار وطارت معه جلسات اسبوعية كانت تنفس نوعاً ما، الاحتقان السياسي والمذهبي في الشارع، تماماً كما طارت من قبله حوارات طاولات جماعات شخصيات بعضها اراد فعلاً الوصول الى حلول تُفضي بالوصول الى انتخاب رئيس يملأ الفراغ الرئاسي، والى استقرار أمني وسياسي يرفع عن البلد حالة التأهب والاستنفار على أرضه والتي تتفاعل في ضوء الاحداث في سوريا. وفي الفراغ الرئاسي وترهل المؤسسات وتطيير الحوارات، اصبح المواطن اللبناني يشعر انه بات يتأقلم شيئاً فشيئاً مع واقع جديد عنوانه: لبنان دولة بلا رأس وبلا حوار، إنما محطة التقاء يومية للوافدين السياسيين من عرب واجانب يكثرون التنظير والوعود والنصائح، ويُقللون من الافعال تجاه بلد ما زالت فيه سفارات الدول تحتل الحيّز الاكبر من حركته السياسية والامنية. وامام هذا الحال لا يجد هذا المواطن الباحث على الدوام عن موطئ قدم جديد له ولعائلته في دنيا الاغتراب، نفسه إلا وهو مُنغمس في لعبة الكبار التي عادة ما تنعكس سلباً عليه فقط، فيما يبقى للكبار لعبة الفراغ التي يتقاذفونها من موعد إلى آخر حتى اصبحنا على ابواب الشهر الثاني والعشرين. وها هو اليوم يقف عند اطلال الحوار الرقم 9 خلال 10 اعوام.

من هنا طار الحوار

انضمّت طاولة الحوار الى مؤسسات البلد المشلولة بعد ان كان يعوّل عليها لإيجاد مخرج حل للوضع القائم حالياً، لا سيما بعد الحديث عن استكمال تطبيق اتفاق الطائف وتشكيل مجلس شيوخ واقرار لامركزية ادارية وغيرها من الامور، الا أن جلسته الاخيرة، طغت على كل الاحداث لا سيما بعد المواجهة التي حصلت بين رئيس تيار <المردة> النائب سليمان فرنجية ورئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل، وتحول الجدل الداخلي في الجلسة الى جدل وطني عام بعد تعليق رئيس مجلس النواب نبيه بري الجلسة وانسحاب التيّار الوطني منها.

الرجلان تناوبا على تغني كل منهما بماضيه وقدح وذم الفريق الآخر، في وقت وصف الاعلاميون الحوار، بحفلة التكاذب وكالوا اليها شتائم متنوعة ومتعددة ومن <فج عميقالصحافي-شارل-جبور-----5>. وفي جلسة الحوار كان من المفترض أن يتقدم كل مكون مشارك في جلسة الحوار باسم من يمثله في ورشة عمل نيابية تعمل على صياغة مشروع متكامل لتحديد كل النقاط المتعلقة بمجلس الشيوخ. وقبل أن ينتهي رئيس مجلس النواب نبيه برّي من الاستماع إلى مختلف المكونات، تدخّل الوزير باسيل، قائلاً: أنا لا أريد الحديث بهذه النقطة. أنا هنا اليوم لمناقشة أمور أكثر أساسية. لقد شاركنا في الجلسة كي نحصل على جواب من المجتمعين بشأن الميثاقية، مذكراً بتجربة انسحاب المكون الشيعي من حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، واعتبر أن الرئيس برّي يقف عند خاطر الجميع، ويصل إلينا ويخالف الميثاقية. وبعد استفاضة مطولة تخللها شرح مطول يتعلق بحقوق المسيحيين وتجربة النائب ميشال عون في السياسة ومحاولات افشال مشاريعه وتوجهاته بحسب باسيل، انتفض الوزير فرنجية في وجهه حيث قال له: <مع احترامي إلكن، بس إنتو مش أوائل على الساحة المسيحية، إنتو آحاديين. إذا الأمور كانت بتناسبكن بتتجاهلوا الميثاقية وإذا لا بتتمسكوا فيها>.

 

كاد أن يستقيل

وأضاف فرنجية: <هذا الأسلوب في التعاطي هوي اللي خسركن كل معارككم في السياسة... أصلاً إنتو شو بتمثلو، ومن أين تأتون بأرقام الـ 60 والـ 80 في المئة. ًالظروف تغيرت. أصلاً إنت مين عينك رئيس تيار وطني حر غير عمك وإنت ساقط بالإنتخابات النيابية، وما استرجيت تخوض انتخابات بالتيار. إنت خسران بـ6 انتخابات، ولو أن المعركة هي فعلاً معركة تمثيل مسيحي في مجلس الوزراء، لكنا قاطعنا الجلسات، لكن أنتم تتلطون خلف المسيحيين، والقول إنهم مهددون لأننا لم نستطع تعيين قائد جديد للجيش. الا ان باسيل لم يرد على كلام فرنجية حتى انه تجاهله وراح يتحدث مع وزراء كانوا يجلسون الى جانبه. والرئيس بري الذي رفع السقف في وجه باسيل، معلناً تعليق جلسات الحوار الوطني، كان كل همه ان يحول دون وصول الكلام إلى رئيس الحكومة تمام سلام، الذي كان من الممكن أن يعلن استقالة الحكومة بحسب أحد المشاركين في الحوار وتحولها إلى حكومة تصريف أعمال حقيقي لا مقنع>.

 

شكر: ابحثوا عن السياسيين

 

تعليقاً على الصخب الذي خلفه تعليق الحوار، اكد الوزير السابق فايز شكر أن ما جرى على طاولة الحوار حيث ادت التشنجات الى تعليق هذه الاجتماعات الى اجل غير مسمى، ادى الى اغراق البلاد في شلل قاتل ورسم خطوط حمراء تزيد من تفاقم الاوضاع في ظل الازمات الحاصلة، وهذا يدل على مخاطر مخيفة تفرض على القوى السياسية والقيادات التحلي بالمسؤولية وتجاوز الخلافات لمنع الانهيار الذي لم يرحم احداً من ويلاته ومآسيه، معتبراً ان الكل يعرف ان وعود الدولة كلها شهد وعسل والذرائع البعيدة عن الحقيقة جاهزة لديه، وان كان الجوع الحالي يتماشى مع آخر ايام الرخاء.

وقال:الحقيقة هي العدو الحقيقي للسياسة في لبنان خصوصاً اذا كانت الاوهام دفاعاً عن النفس، وعلينا ان نقدر المواهب الفذة في هذا المجال، ومهما حاول من تبقى من عقلاء تجنيب بلاد التعايش الاسلامي - المسيحي التاريخي الانقسامات، الا ان محاولات البعض تقسيم السلطة مذهبياً وطائفياً لن يؤدي الى غير التباعد والاقتتال الداخلي لا سمح الله الذي تسعى اليه المؤامرات بكل اتجاهاتها. فمن بيدهم الامر، حرموا المواطن من المدارس والمستشفيات والطبابة والتعليم حتى وصل الامر الى العمل فصار على الشعب ان يشتغل مجاناً ليتساوى العامل والعاطل عن العمل. وختم: ليس بسر ان الحد الادنى اصبح هو اجرة مواصلات وربطة خبز، بعدما اصبحت العمالة الوطنية في غرفة العناية الفائقة. ولذلك في كل مشاكلنا، ابحثوا عن السياسيين.

اول-الشامتين------3وهاب والسيد اول الشامتين

مدير عام الامن العام السابق اللواء جميل السيد كان من أول الشامتين بتعليق طاولة الحوار او ذهابها الى حال سبيلها، حيث غرد على موقع <تويتر> بالقول: سقطت طاولة الحوار، لا تخافوا ولا تحزنوا، هي لم تكن من أجلكم ولا لحل مشاكلكم، هي كانت ورقة التين لتعويم بقائهم في السلطة والضحك على الناس. بدوره رئيس حزب التوحيد الوزير السابق وئام وهاب اعتبر ان لا أحد سيأسف على وقف الحوار طالما أنه حفلةتكاذب مشترك ولم يأت بتكاليف القهوة والحلويات التي أكلها وشربها المتحاورون.

فرنجية: لن أُلغي نفسي

 

لم ينم على الاشتباك السياسي نهاراً، فعاد ليوضح مساء حقيقة ما جرى وحقيقة موقفه كزعيم مسيحي حيث قال: <عندما يكون لدينا شيء نقوله بوجه الشخص ولا نختبئ فلدينا الجرأة بالمواجهة، وعن المشادة الكلامية مع باسيل، أوضح أن لدى باسيل الكثير من الأشياء المحقة لكن خلافنا هو حول الاسلوب، فأي غبن للمسيحيين او اي مكون طائفي او سياسي نحن ضده وسنقف دائماً مع المطالب المحقة والكل يشهد على وطنيتنا ومسيحيتنا، متسائلاً: اذا لم يتم انتخابي رئيساً للجمهورية، هل اعتبر ان المسيحيين ليسوا بخير؟>.

ولفت الى <أن طائفتنا غنية جداً بالشخصيات واي مـــــاروني لديـــــه الكفـــــاءة سيكون رئيســــاً للجمهوريــــة يومـــاً مـا، والمطلــــوب منــــي أن ألــــغي نفــسي لكنني لن أفعـــــل، فربــــط الرئـــــاسة بالشخص أو أي طائفة بشخص هو شيء غير مقبول>.

عن قول باسيل أن التمثيل الحالي في الحكومة هو ستة في المئة للمسيحيين، قال: ساعة يقولون ان لا تمثيل لنا وساعة يقولون أن تمثيلنا ستة في المئة. نحن موجودون ولسنا مقطوعين من شجرة فالآلة الحاسبة للتيار الوطني الحر غريبة ولهم حساباتهم الخاصة.

 

مــن حـــــزب الله الى الخــــلاف

الايــراني السعــــــودي

 

عقب انسحاب <التيار البرتقالي> من جلسات الحوار، ثمة احاديث خرجت الى العلن ابدت خشيتها من انسحاب آخر للتيار من الحكومة، وإذ بحزب الله يعلن عدم نيته حضور جلسة الحكومة التي كانت مقررة في اليوم التالي فقرر مقاطعتها خصوصاً انه سبق وأعلن خلال النهار نيته الحضور. لكن مصادر سياسية جزمت أن الحزب حاول بذلك احتواء المشكل وثني التيار العوني عن الإقدام على مثل هذه الخطوة اي الانسحاب من الحكومة، خصوصاً أنّه يؤيد تفعيل العمل الحكومي في هذه المرحلة ويؤكد على الدوام ان لا تفجير للحكومة.

أما ما بين السعودي والايراني وانعكاسه اليوم على الرئاسة الأولى والحوار، فيعود الى العام الماضي وتحديداً الى حادثة منى التي أودت بحياة 767 حاجاً من بينهم السفير الايراني السابق في لبنان غضنفر ركن ابادي. والمرشد الإيراني علي خامنئي شنّ في الذكرى الاولى على المأساة، حملة موسعة على المملكة العربية السعودية منها رسالة قوية اللهجة اتهم فيها الحكام السعوديين بأنهم ورطوا العالم الإسلامي بحروب داخلية عبر تأسيسهم للجماعات التكفيرية، كما أشار إلى مشاركة السعودية في صراعات في مناطق، منها العراق واليمن وسوريا. بعدها اطلقت السعودية رداً صاعقاً عبر مفتيها العام رئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبد العزيز آل الشيخ الذي قال إن الإيرانيين ليسوا مسلمين، فهم أبناء المجوس وعداؤهم للمسلمين أمر قديم وتحديداً مع أهل السنّة والجماعة>.

ومما لا شك فيه، ان الإتهامات المتبادلة بين الطرفين اللذين يشكلان المحور السني- الشيعي الأساسي لباقي البلدان وتحديداً لبنان سيؤثران بشكل سلبي عليه خاصة بعد التسييس الذي لحق بقضية الحج لتتحول بحسب اتهاماتهما إلى صراع طويل الامد، وإن كان موسم الحاج هذا العام نزل برداً وسلاماً على المسلمين.

ولبنان القابع دائماً في فقاعة التبعية والذي يتمثل بفريقين أحدهما شيعي تابع لإيران وآخر مناصر للسعودية، سيشتعل لتتجاوز حرارة نيرانه حدود الوطنية وتنتصر الطائفية في حال طارت طاولة الحوار الى غير رجعة. واذا كان الخلاف اليوم حول الميثاقية وحقوق المسيحيين، فمن يدري ان لا يتحول في وقت لاحق الى كباش سياسي واكثر بين فئة مؤيدة لطهران واخرى للسعودية، وعندها يُصبح البلد كله في مهب الرياح وليس طاولة الحوار وحدها.

من-يُعيد-شملهم؟-----1 

جبور: تعليق الحوار لا يعني الانفجار

المحلل السياسي ورئيس تحرير <موقع القوات اللبنانية الالكتروني> شارل جبور، يعتبر ان تعليق الحوار لا يعني ان الوضع في لبنان يتجه للانفجار. فهذا الحوار أساساً لا يقدم ولا يؤخر، ووجوده كعدم وجوده. فهو حوار للصورة وحوار للحوار، وغير صحيح انه يشكل مظلة أمان بمجرد توفيره المساحة التي تجمع مروحة واسعة من القوى السياسية، إذ ان هذا الجمع لم يتمكن يوماً من الاتفاق على عنوان سياسي واحد، وفي حال نجح يفشل في تطبيقه، وبالتالي لا أسف على هيئة حوار صورية، فيما كل الأمل ان يشكل التعليق فرصة للمراجعة تفسح في المجال أمام استئناف الحوار وفقاً لقواعد جديدة.

ورأى جبور ان الانفجار ليس مرتبطاً باجتماع هيئة حوار او عدمه، إنما له ظروفه وسياقاته وأسبابه وعوامله، ولا مؤشرات إلى ان الوضع في لبنان يتجه للانفجار لسبب أساسي وهو ان مصلحة حزب الله تكمن باستمرار <الستاتيكو> الحالي كون أولويته ما زالت في سوريا، ويتجنب فتح جبهة داخلية في الوقت الذي كل عقله وعسكره في سوريا، وليس أدل على ذلك موقفه من استمرار الحكومة والحوار ومحاولة تهدئة اللعبة السياسية. ولذلك فإن الاستقرار اللبناني يشكل اليوم مصلحة لـحزب الله، وفي اللحظة التي تتبدل فيها أولوية الحزب يسقط الاستقرار على رغم انه يشكل تقاطعاً دولياً - إقليمياً، ولكن للحزب مفهومه الخاص للاستقرار الذي يريده خدمة لأجندته والورقة التي يستخدمها متى يريد لتخيير الرأي العام اللبناني والعربي والدولي بين أمرين: هز الاستقرار اللبناني او الاستجابة لشروطه، وذلك على نسق الأسلوب السوري زمن احتلاله للبنان.

اضاف: هذا ما يفسر العجز المستمر للدولة في لبنان، وإذا كان الخلاف حول سلاح حزب الله ودوره بديهياً، فإن الخلاف حيال كل المسائل الحياتية ليس طبيعياً، كما ان التعطيل المتواصل لكل مؤسسات الدولة ومرافقها ليس طبيعياً بدوره، وإن دل على شيء فعلى إرادة واضحة للقول ان الأزمة في لبنان تتجاوز سلاح الحزب ودوره إلى أزمة نظام سياسي تستدعي إعادة النظر بـ<اتفاق الطائف>. كما وان إعادة النظر لا تتم غالباً على البارد، إنما تتطلب بيئة غير مستقرة تترافق مع تصعيد سياسي يصل إلى حد الفوضى في الشارع او ميني حرب أهلية على غرار ٧ أيار/ مايو تستنفر الداخل والخارج للبحث عن تسوية يحقق فيها حزب الله أهدافه.

وسأل: هل تعليق الحوار يؤشر إلى دخول لبنان في تصعيد متدحرج وصولاً إلى الفوضى والمؤتمر التأسيسي؟ وفي الإجابة يمكن القول ان مؤشرات هذا التصعيد غير موجودة لسببين أساسيين على الأقل: السبب الأول، لأن أولوية حزب الله ما زالت في سوريا ولا مؤشرات إلى قرب انتهاء الأزمة السورية ليبدأ الحزب تنظيم عودته إلى لبنان. اما السبب الثاني، فإن تصعيد التيار الوطني الحر غير مرتبط بأجندة حزب الله، والدليل ان الحزب مع التمديد للعماد جان قهوجي واستمرار الحكومة والحوار بمعزل عن موقف <التيار الحر> من هذه الملفات وغيرها ومطالبه.

وزائد قائلاً: بمعزل عن مشروعية ما يطرحه التيار الحر أو عدمه، فإن كل المؤشرات تؤكد استمرار <الستاتيكو> الحالي، ولكن هذا لا ينفي ان المرحلة الفاصلة عن الانتخابات النيابية شديدة الدقة والخطورة وقد تشهد تطورات غير محسوبة.

 

بين فرط الحكومة والحوار.. ماذا يختار الساسة؟

الوزير-السابق-فايز-شكر-------2 

في ظل المخاوف المتكررة من فرط عقد الحكومة وعدم فعالية مجلس النواب، ماذا ينتظر لبنان واللبنانيون بشكل عام؟ بداية لا بد من القول إن بقاء الحكومة بشكل فاعل او غير فاعل، اضافة الى بقاء مجلس النواب بالصفة نفسها أمر حتمي. ولكن في حال حصل امر ما غير في المعادلات الدولية التي تفرض بقاء لبنان كما هو عليه، فما هي الخيارات المتاحة؟. اليوم يتأكد أكثر فأكثر ان الأفرقاء المعطلين للاستحقاق ليست لديهم القدرة على انتخاب رئيس من دون التفاهم مع الفريق الآخر حتى لو تحالف اي فريق مع ما يُعرف بالوسطيين، فالدستور ينص على ضرورة ان ينال الرئيس المنتخب ثلثي اصوات النواب في الدورة الاولى والاكثرية العادية في الدورات التي تلي، وتتفق القوى السياسية على تفسير للدستور يقول بضرورة حضور ثلثي اعضاء البرلمان لجلسة الانتخاب في اي وقت مما يعطي اي فريق يمتلك اكثر من ثلث المقاعد قدرة التعطيل وحق <الفيتو> على اسم الرئيس وهو ما يحدث الآن، حيث لا يمتلك أي من الطرفين الأكثرية اللازمة لإنتخاب الرئيس وبالتالي تبقى الأمور معطلة تقنياً تحت مسمى الديمقراطية والحق الذي يمنحه الدستور للنواب.

الى متى سيستمرّ الفراغ؟

لا إجابة شافية عن هذا السؤال، لكن ثمة من يرى ان الفراغ حصل في ظروف محلية واقليمية ودولية ملتبسة، وانه عندما تزول هذه الظروف يزول الفراغ. ولكن استمرار الفراغ يبدو الاحتمال الأكثر رجحاناً أقله في المدى المنظور وذلك الى حين عبور المنطقة المرحلة الانتقالية نحو التسويات الكبرى والتي ستسبقها تطورات ومواجهات في الميدان لتحسين المواقع التفاوضية الا اذا استجد أمر فوق العادة وانفراجات في الملفين السوري واليمني قد تنتج انفراجاً رئاسياً، لكن هذه الاجواء الايجابية غير واردة في المدى المنظور خصوصاً في ظل التعنت الواضح لبعض الافرقاء الذين يصرون على الخوض في امور جانبية لا تصح وسط الحروب المُشتعلة في المنطقة والتي تُحيط بلبنان. وهنا يسأل سياسي <خبيث>، بماذا ستنفع الميثاقية والحقوق التي يُطالب بها البعض لغاية في نفس يعقوب، في حال توسع الارهاب الى لبنان وتحوّل المسيحيون فيه الى هدف؟