تفاصيل الخبر

طالبا هندسة معمارية من الجامعة الأميركية يفوزان بجائزة «فوزي عازار » للأحداث الجانحين

22/05/2015
طالبا هندسة معمارية من الجامعة الأميركية  يفوزان بجائزة «فوزي عازار » للأحداث الجانحين

طالبا هندسة معمارية من الجامعة الأميركية يفوزان بجائزة «فوزي عازار » للأحداث الجانحين

 

 

NabilAzar_ChristinaAttiyeh_PresidentPeterDorman-(1)-----رئيسفي كل مرة ينجز فيها الشباب اللبناني نجاحاً أو انجازاً، نشعر بفخر كبير لأنه بالرغم من عدم تقدير الكفاءات والقدرات في بلد لا يتحمل فيه الحكام والزعماء مسؤولية تأمين حياة كريمة للناس بشكل عام والشباب الجامعي بشكل خاص، ولا يحرك المسؤولون ساكناً إزاء تزايد نسبة البطالة في لبنان، فإن الشباب الجامعي يجد نفسه أمام حل واحد الا وهو الهجرة. فالهجرة الشبابية العلمية استفحلت في السنوات العشر الأخيرة، وبدأت تستنزف من قدراته وطاقاته الشبابية وتوظيفها في غير مكانها... صحيح ان الهجرة الشبابية في لبنان ليست جديدة ولكنها ازدادت اكثر في السنوات الأخيرة نظراً لتردي الأوضاع الأمنية والسياسية والاقتصادية والمعيشية في البلد، وما زاد الوضع سوءاً هو انعكاس الحرب في سوريا على لبنان من الناحية الاقتصادية والاجتماعية مع تزايد النزوح السوري وما يسببه من عبء على البلد والمواطنين. لذا ما ان يتخرج الشاب الجامعي حتى يوضب حقيبته ويهاجر الى الخارج بحثاً عن العمل ومستقبل أفضل حيث يحقق أهدافه وأحلامه بدل ان يحققها في وطنه. وطبعاً لا يمكن القاء اللوم عليه، فكيف سيواجه متطلبات الحياة اذا لم يجد الوظيفة أو يعمل ضمن اختصاصه بعد سنوات من الدراسة وتحمل تكاليف الدراسة الجامعية؟ ولكن بالرغم من كل الصعاب والتحديات التي يمر بها لبنان منذ سنوات طويلة وخصوصاً في الفترة الأخيرة، فلا يزال هناك شباب جامعي مفعم بالأمل ويعمل جاهداً لتحقيق احلامه وطموحاته في بلده، وكم يسعدنا عندما نرى طلاباً جامعيين يحققون إنجازاً يفتخر بهم الجميع... لقد أثبت طلاب في الهندسة المعمارية في الجامعة الأميركية في بيروت ان تصميم مركز احتجاز للأحداث الجانحين بشكل مناسب يمكن ان يساعد في إعادة تأهيلهم واستيعابهم في المجتمع بدل ان يشعروا بأنهم منبوذون وفي صدام دائم مع بيئتهم، اذ كان عشرة طلاب، سنة رابعة هندسة عمارة في الجامعة الأميركية في بيروت قد تقدموا بمشاريع لجائزة فوزي عازار السنوية للهندسة المعمارية في كلية الهندسة والعمارة في الجامعة، وكان موضوع مسابقة الجائزة هذه السنة تصميم مركز احتجاز للأحداث الجانحين. والجدير بالذكر ان جائزة فوزي عازار للهندسة المعمارية هي جائزة سنوية أسستها عائلة عازار وشركة <بيلدرز ديزاين كونستراكشن> في العام 1996 وتُمنح بعد مسابقة تخضع للتحكيم. وحتى اليوم فاز 29 طالباً وطالبة بهذه الجائزة بمن فيهم الفائزون هذه السنة. ولقد تقدم الطلاب بمشاريع تهدف لمساعدة الأحداث الجانحين على إعادة الاندماج في المجتمع وعيش حياة عادية ومنتجة بعد ان يقضوا مدة محكوميتهم.

 

سن الرشد والمسؤولية الجزائية

ان تعبير <الأحداث الجانحين> هو مصطلح يهتم به القانون الجزائي وبصفة خاصة قانون الأحداث الجانحين، ويُطلق على الذين يرتكبون جرائم قبل بلوغهم سن الرشد القانوني ويُلاحق جزائياً منهم أولئك الذين يرتكبون الجرائم وهم في سن التمييز. ويُقصد بالحدث كل ذكر أو أنثى لم يبلغ سن تحمل المسؤولية الجزائية، اي لم يصل بعد الى سن الرشد الجزائي الذي يعد بداية مرحلة المسؤولية الجزائية الكاملة، وعلى ذلك تفرق التشريعات الجزائية في مختلف الدول بين الحدث والراشد من حيث المعاملة الجزائية ومن حيث القواعد التي تحكم المسؤولية الجزائية. ثم ان التشريعات في مختلف الدول تفرق بين طورين أساسيين من أطوار الحداثة: طور عدم التمييز وطور التمييز، وتخصص لكل منهما أحكاماً خاصة. ولقد كانت التشريعات القديمة تعترف بالبلوغ الجسدي الطبيعي حداً بين الطورين المذكورين. أما التشريعات الجزائية الحديثة، فلا تقرن التمييز بالبلوغ الجسدي، بل تهبط بسن التمييز الى ما دون ذلك، ولكنها لا تتفق جميعها على سن واحدة. وقد حددت غالبية التشريعات ومنها تشريعات الدول العربية سن السابعة فيصلاً مجرداً بين طور عدم التمييز. ويُطلق على الطور الأول اصطلاحاً <مرحلة الطفولة> أو <مرحلة عدم التمييز> اذ يكون فيها الحدث غير مميز قانوناً، وعلى الطور الثاني <مرحلة التمييز>. لا شك ان التجارب العالمية بخصوص تأهيل ودمج الأحداث الجانحين متنوعة بتنوع المدارس والخلفيات النظرية التي تؤطرها، لكنها تتفق في مجموعها على هدف واحد يتمثل في العمل على تغيير سلوك الأحداث نحو الأفضل، ونهج السبل الرامية الى إعادة تكيفهم الاجتماعي، حيث ان المنتوج النهائي لعمل المؤسسات الاصلاحية على اختلاف أساليبها وطرقها يبقى تغيير سلوك الحدث وتيسير عملية ادماجه اجتماعياً.

وهذا العام فاز طالبا الهندسة المعمارية في الجامعة الأميركية وهما كريستينا عطية وعلي خضر بجائزة فوزي عازار لتصميمهما مركز احتجاز للأحداث الجانحين بعد دمجهم في المجتمع، وتقاسما قيمتها وهي 15 ألف دولار ستغطي جزئياً نفقات دراستهما في السنة الخامسة. ولقد أجمع أعضاء لجنة الحكم للجائزة نبيل عازار و<جاك ليجيه بيلير> وجان بيار مغربانة وسنان حسن على ان التصميمين مرهفان ومتقنان بالدرجة ذاتها. وقد منح الطلاب المشاركون مهلة ثلاثة أشهر من أجل التوصل الى تصاميم للمركز الذي جعل موقعه على قطعة أرض مثلثة متاخمة لحرش بيروت. تجدر الإشارة الى ان المركز صُمم بحيث يأوي مئتي سجين مع حراسهم ويضم مساكن ومنشآت تربوية وترفيهية. ولم تُفرض اية قيود على الميزانية المفترضة للمشاريع.

وعن الجائزة يشرح الاستاذ نبيل عازار ممثلاً العائلة وشركة <بيلدرز ديزاين كونستراكشن>:

- كانت التصاميم المقدمة للمسابقة هذا العام رائعة مما يجعلنا نتوقع مشاريع أكثر روعة في مسابقة العام المقبل. وقد مُنح الطلاب المشاركون مهلة ثلاثة أشهر من اجل التوصل الى تصاميم للمركز الذي جعل موقعه على قطعة أرض مثلثة متاخمة لحرش بيروت. وقد صمم المركز بحيث يأوي مئتي سجين مع حراسهم ويضم مساكن ومنشآت تربوية وترفيهية. ولم تُفرض اية قيود على الميزانية المفترضة للمشاريع المقدمة. لقد اختارت اللجنة مشروع الطالب علي خضر لتصميمه غير التقليدي للحجم وعلاقته بالحديقة، ولأنه يشكل رمزاً سيطبع المدينة، وفي الوقت نفسه اعتبر مشروع الطالبة كريستنا عطية فائزاً لمقاربتها الحساسة للأحداث الجانحين، اذ يلبي احتياجاتهم ويمنحهم الشعور بأنهم في بيوتهم وفي أمكانهم الحلم بمستقبل أفضل. وهذه الجائزة هي جائزة سنوية تخضع للتحكيم ومنذ انطلاق الجائزة حتى اليوم، فاز 29 طالباً وطالبة بهذه الجائزة بمن فيهم الفائزون هذه السنة.

أما الطالبان كريستينا عطية وعلي خضر، فلقد حققا هذا النجاح بجدارة، وتقاسما قيمة المبلغ 15 ألف دولار الذي سيغطي جزئياً نفقات دراستهما في السنة الخامسة.

الاستاذ-نبيل-عازار-والطالب-علي-خضرمشروع كريستينا عطية

وعلي خضر

وعن المشروع تقول الطالبة كريستينا عطية:

- مشروع المركز كان <رحلة تقدّم، وتقدم رحلة>، وهو العنوان الذي وضعته لمشروعي الذي أثار اهتمام لجنة التحكيم على الفور. كنت أرغب في إنشاء وإقامة صلة بين الجمهور والأحداث الجانحين من أجل تحسين نظرة كل منهما الى الآخر.

وأضافت قائلة:

- إن استخدام النوافذ يسمح للجمهور بأخذ لمحة عن عالم الأحداث الجانحين ويزيل حاجز الخوف ويسمح بإعادة اندماجهم وقبولهم في المجتمع. لقد اخترت للمركز مواد البناء المتوافرة محلياً مثل الخرسانة، وسيّجته مع كل ما يضمه من منشآت. ومن أجل الحفاظ على تفاؤل الأحداث الجانحين بالحياة، صممت حُجر المركز بحيث تندرج إنارتها مع نوافذ وباحات. وهذا يجعل الجانح يشعر ان هناك أملاً وضوء في نهاية النفق، وبذلك أشعر انني حققت شيئاً للأحداث الجانحين.

وبالنسبة للطالب علي خضر، فلقد اتخذ مقاربة مختلفة لتصميم مركز احتجاز الأحداث الجانحين مع حديقة تخترق البناء، ويوضح أكثر قائلاً:

- سيشكل المركز صورة مشرقة جداً وواعدة للمدينة وسيتمكن المارة من عبور الحديقة تحت الركائز المعدنية للمبنى. كونهم في الأعلى، سيتمكن المحتجزون من رؤية المدينة من حولهم ويستمتعون أكثر بدل ان يشعروا بأنهم منبوذون وغير مرغوب بهم في مجتمعهم وبلدهم، وانني أرغب في إقامة هذا الاتصال البصري بحيث لا يشعر من في الداخل بأنهم معزولون عن بقية المجتمع، اذ سيشعرون بأنهم على تواصل مع بيئتهم ومجتمعهم أكثر.