تفاصيل الخبر

تعيين محافظ لكسروان ــ جبيل خطوة أولى على طريق تحقيق اللامركزية الادارية!

04/06/2020
تعيين محافظ لكسروان ــ جبيل خطوة أولى  على طريق تحقيق اللامركزية الادارية!

تعيين محافظ لكسروان ــ جبيل خطوة أولى على طريق تحقيق اللامركزية الادارية!

[caption id="attachment_78593" align="alignleft" width="348"] الرئيس ميشال عون حوّل إنشاء محافظة كسروان جبيل الى حقيقة عام 2017[/caption]

 في 14 أيلول (سبتمبر) 2017، صدر في الجريدة الرسمية القانون الرقم 50 القاضي باستحداث محافظة كسروان جبيل، وذلك بعد 14 عاماً من تقديم النائب السابق عن كسروان نعمة الله أبي نصر (الرئيس الحالي للرابطة المارونية) اقتراح قانون بذلك، لكنه نام في أدراج المجلس النيابي الى أن تسلم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون صلاحياته الدستورية في 31 تشرين الأول (أكتوبر) 2016، وهو كان نائباً عن منطقة كسروان، وحوّل حلم استحداث المحافظة الى حقيقة.

 إلا أن صدور القانون قبل ثلاثة أعوام تقريباً لا يعني أن المحافظة أصبحت أمراً واقعاً على الأرض، وإن كانت باتت بحكم قانون استحداثها حقيقة على الورق في انتظار أن يصار الى تعيين محافظ وإنشاء مصالح ودوائر لادارات الدولة في المحافظة الجديدة، خصوصاً أن هذه المسألة ليست صعبة إذ توجد حالياً في كل من قائمقاميتي كسروان وجبيل، فروع لادارات الدولة الأساسية ما يسهل إما جمعها في دائرة واحدة، أو الابقاء على التوزيع الحالي واستحداث دوائر في المحافظة تتفرع عنها دوائر في القائمقاميتين، ما يسهل على المواطنين الوصول الى هذه الدوائر لتوقيع مستندات وأوراق ثبوتية بدلاً من التوجه الى بعبدا، حيث مقر محافظة جبل لبنان مع ما يعني ذلك من إضاعة وقت على الطرق وتكلفة مالية لأكثر من 400 ألف نسمة موزعة على قضاءي جبيل وكسروان على نحو 175 قرية وبلدة، وهم من المسيحيين والمسلمين السنة والشيعة وإن اختلفت الأعداد. ويقول مصدر إداري في "المحافظة" المنشأة على الورق حتى الآن، إن هناك ما يقارب 6 آلاف معاملة ادارية ومالية تقدم كل يوم من القضاءين، ما يعني أن حجم العمل الاداري كبير ووجود المحافظة يسهل على المواطنين حياتهم اليومية.

 ولا يخفي أهالي كسروان وجبيل ونواب القضاءين قلقهم من أن يستمر تجاهل تعيين محافظ للمنطقة وذلك نتيجة التمييز الذي حصل قبل أعوام لدى استحداث محافظتين في عكار وبعلبك الهرمل من دون الموافقة في حينه على محافظة كسروان ــ جبيل، وقد تم تنفيذ الاجراءات الادارية لمحافظتي عكار وبعلبك الهرمل بسرعة قياسية، إذ تم تعيين محافظين ثم فتح دوائر ومصالح وأقسام للادارات الأساسية التي يحتاجها المواطن. وهذا الواقع دفع نواب المنطقتين قبل أشهر الى مراجعة رئيس الجمهورية الذي وعد بأن تصبح محافظة كسروان جبيل "نافذة" قبل حلول فصل الصيف الذي اقترب ولا يزال أهالي القضاءين في انتظار وفاء الرئيس عون بوعده لاسيما وأنه كان نائباً عن كسروان لمدى ثلاث دورات انتخابية.

نحو اللامركزية الادارية!

[caption id="attachment_78594" align="alignleft" width="190"] النائب السابق نعمة الله أبي نصر صاحب اقتراح قانون إنشاء المحافظة الجديدة[/caption]

ويركز أهالي المنطقتين ونوابهما على ضرورة تعيين المحافظ الجديد ومن ثم المصالح والدوائر والأقسام كي لا يرسخ في أذهان الأهالي أن ثمة من يميز بين المناطق اللبنانية، مع ما تعني محافظة كسروان جبيل بالنسبة الى المكون المسيحي في التركيبة الوطنية اللبنانية. وفيما يرى البعض أن تعيين المحافظ سوف يعزز "استقلالية" كسروان وجبيل، يرى آخرون أن إنشاء هذه المحافظة هي خطوة جدية في اتجاه اللامركزية الادارية التي أقرت في "وثيقة الوفاق الوطني" في الطائف وظلت حبراً على ورق، على رغم أنها ترد في كل البيانات السياسية والبرامج الانتخابية للسياسيين اللبنانيين، ناهيك بخطب القسم على مرّ العهود. ولعل اللامركزية الادارية، في رأي كثيرين، المدخل الطبيعي للإنماء المتوازن من جهة، وللتجاوب مع حاجات المواطنين وتطلعاتهم، من دون أن يعني ذلك تكريس تباعد بين اللبنانيين من خلال محافظاتهم، علماً أن اللامركزية الادارية تسهل على البلديات عملها في تحقيق خطوات انمائية ضرورية، وهي تختلف عن اللامركزية السياسية التي يروّج لها البعض من خلال عنوان آخر هو "الفيديرالية" أو "الكونفيديرالية"!

 وفي المعلومات المتوافرة لـ"الأفكار" أن فكرة تعيين محافظ لكسروان ــ جبيل اختمرت في رؤوس المسؤولين المعنيين، وقد تأتي ضمن سلة واحدة تشمل تعيين محافظ جديد للنبطية خلفاً للمحافظ الحالي محمود المولى الذي سوف يتقاعد قريباً، وتعيين محافظ بيروت بعد الاتفاق على اسمه مع المعنيين لاسيما متروبوليت بيروت للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، والاتجاه الغالب هو تعيين القاضي مروان عبود محافظاً للعاصمة. أما هوية محافظ كسروان ــ جبيل فلا تزال مجهولة لأن ثمة رغبة بأن تعطى الطائفة الأرمنية منصب محافظ من ضمن "الكوتا" المعتمدة في التعيينات حيث درج العُرف ألا يكون محافظ من منطقة ما من أبناء هذه المنطقة منعاً لاستغلال موقعه لأسباب شخصية أو مصلحية. وبرز في الأسبوع الفائت أن ثمة من يسعى الى أن يبعد الأرمن عن هذه المحافظة بحجة وجود أبناء من الطائفة الأرمنية في منطقتي كسروان وجبيل، إلا أن التدقيق أظهر أن عدد هؤلاء قليل جداً ولا يمكن التحجج بوجودهم في إحدى القرى أو البلدات لحجب الموقع الجديد عن أحد أبناء الطائفة الأرمنية.

 في أي حال، يعوّل أهالي جبيل وكسروان على الرئيس عون كي يفي بوعده وتولد المحافظة ــ فعلياً وليس ورقياً ــ في عهده، والأرجح ألا يخيب رئيس الجمهورية أمل الكسروانيين والجبيليين فيتم تعيين محافظ لكسروان ــ جبيل علماً أن منطقة جونية ستكون مقر المحافظة والبديهي أن يكون المركز في سرايا جونية من خلال تشييد طابق إضافي في المبنى الحالي للسرايا يشغله المحافظ والدوائر التابعة له.