منذ ثلاث سنوات، قدم نفسه للجمهور المصري عبر مسلسل <فيرتيغو> بصحبة مواطنته هند صبري، ثم في مسلسلي <نيران صديقة> و<فرق توقيت> حتى بات ظهوره في الدراما المصرية أمراً مألوفاً للجمهور. ولكن التونسي ظافر العابدين يعود ليؤكد على نجوميته في مصر هذا العام بظهوره المميز في مسلسل <تحت السيطرة> مع نيللي كريم والذي يقدم من خلاله شخصية <حاتم> التي أحدثت صدى كبيراً لدى متابعي الدراما خاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
سألناه بداية:
ــ ما سبب قبولك المشاركة في <تحت السيطرة> منذ البداية؟
- هناك أكثر من سبب لمشاركتي، وذلك بعدما عرض علي الأمر المخرج تامر محسن، كما أرى أن الفكرة التي كتبتها مريم نعوم مميزة للغاية، وفريق العمل كان جيداً، وهو ما جعل عناصر العمل متكاملة.
ــ كيف تلقيت الأصداء حول العمل؟
- مع بدء عرض العمل، نالت شخصية <حاتم> اهتماماً كبيراً من الجمهور عبر مواقع التواصل، وقدمت العديد من رسوم <الكوميكس> حول الشخصية، وجميع الأبطال أخذوا الكثير من تركيز الجمهور، وهو ما يعود إلى نجاح المسلسل. كما أرى ان الجمهور اهتم بالمسلسل لأنه يريد التعرف الى موضوعه وتعلم كيفية التعامل مع المدمنين وكيف نحمي أولادنا من خطر الإدمان وطريقة التصوير وطريقة التعاطي مع الموضوع كانتا من الدقة بمكان.. التركيز ليس على تعاطي المخدرات في حد ذاته بل كيف يؤثر هذا على المدمنين ومن حولهم.
ــ كيف ترى خبر اعتزام نقابة المرشدين السياحيين في مصر اتخاذ إجراءات قانونية ضد المسلسل بسبب ظهور شخصية أحد المرشدين على صلة بالمخدرات؟
- الدعاوى القضائية ضد المسلسلات والأعمال الفنية أمر يحدث طول الوقت.. الدراما تتطرق لمختلف المهن، لكن هل يمكن أن نقدم كل المهن في أبهى صورة؟ وكل مجال فيه الجيد وغير الجيد وهذا أمر طبيعي.. الدراما لا تعمم لكنها تتحدث عن نماذج فردية.
ــ استغرب متابعو المسلسل التحول الكبير في شخصيتك من الطيبة إلى القسوة؟
- هو أمر منطقي لأن <حاتم> في علاقة حب مع زوجته، ولكنه علم عنها أشياء كانت قد أخفتها عنه، حتى جاء أمر خيانتها له، وهو ما تسبب في تحول الشخصية.
ــ هل أزعجتك قلة مشاهديك في العمل ككل؟
- الأمر لا يزعجني أبداً لأن التمثيل ليس بعدد المشاهد، وإنما بالقصة ومجرياتها، كما ان لي ولنيللي كريم مشاهد كثيرة في الحلقات الأولى. والقصة مبنية على الشخصيات، وكل شخصية في العمل لها الوقت الخاص بها، وهذا هو الأهم لأن الأمر مرتبط بطريقة السرد. وفي النهاية، العمل جماعي، والكل يكمل بعضه.
ــ كيف أتقنت اللهجة المصرية لهذه الدرجة؟
- تغلبت على أزمة اللهجة المصرية لأنني أدرس اللهجة دائماً، كما انني في تونس أستمع إلى الأغاني والأفلام المصرية وهو ما جعلني اعتاد على الأمر.
ــ لماذا لا تفكر في الإقامة في مصر؟
- أعيش حالياً في لندن، وإمكانية استقراري في مصر ليست مستبعدة، حيث ان العمل هو من ينقلني في كل مرة إلى بلد مختلف.
ــ في توقيت تصوير مسلسل <تحت السيطرة> نفسه كنت تصور مسلسل <أريد رجلاً>، فكيف استطعت أن توفق بين العملين؟
- بالفعل، بدأت تصوير مسلسل <أريد رجلاً> منذ شهر كانون الأول (ديسمبر) الماضي ولأنه 60 حلقة استغرق تصويره وقتاً طويلاً وصورت معه مسلسل <تحت السيطرة>، وكان الأمر صعباً جداً أن أوفق بين العملين، لكنني والحمد لله استطعت أن أقدم العملين دون تقصير تجاه أي منهما.
ــ ألم تخشَ من المقارنة بين الشخصيتين خاصة وأن الشخصيات تدور في الزمن نفسه تقريباً؟
- الشخصيتان مختلفتان تماماً ولا أعتقد أن الجمهور من الممكن أن يقارن بينهما لأن كل شخصية منفصلة عن الشخصية الأخرى، فشخصيتي في مسلسل <أريد رجلاً> هي شخصية محامٍ صديق للفنان إياد نصار وتجمعهما علاقات إنسانية كثيرة وعندما يخرجان من العمل يتحولان في المنزل إلى طفلين ويعودان مرة أخرى إلى ما كانا يمارسانه في طفولتهما، والدور يرصد العلاقات الإنسانية بين البشر وقصته قريبة من الناس. أما شخصية <حاتم> في مسلسل <تحت السيطرة> فهي لرجل يعود من إمارة دبي مع زوجته نيللي كريم ويكتشف أنها كانت مدمنة ولها تاريخ مع الإدمان وتنقلب حياتهما، وبالتالي لا توجد خطوط تماس أبداً بين الشخصيتين.
شخصيات وجوانب إنسانية
ــ لكن ألا تتفق معي أن الشخصيتين فيهما الكثير من الجوانب الإنسانية؟
- بالفعل، أنا أميل إلى الأدوار التي تحمل العديد من الجوانب الإنسانية لأن الحياة ليست أبيض وأسود وإنما بين الأبيض والألوان هناك ألوان كثيرة، كما ان الأدوار التي تحمل كماً كبيراً من المشاعر الإنسانية تكون مساحة كافية لإبراز إمكانياتك ومهاراتك كممثل.
ــ وما هي الشخصية التي تعتبرها تحدياً بالنسبة لك من المسلسلين؟
- كل شخصية أقدمها هي تحدٍ في حد ذاته، فأنا لا أقبل بالدور إلا إذا شعرت أنني سأضيف للعمل وسيضيف العمل لي بصرف النظر عن كونه عملاً سينمائياً أو عملاً تلفزيونياً.
ــ على ذكر السينما لماذا تكثف جهودك حالياً في الدراما التلفزيونية فقط؟
- أنا حالياً أركز بشكل كبير على الدراما في ظل مرور السينما بأزمات كبيرة، ولكن الدراما 2015 شهدت نقلة نوعية كبيرة، خاصة عندما خاض صناع السينما مجال الدراما التلفزيونية وهو ما أعطى للدراما ثراء كبيراً وتنوعاً، وأصبحت الأعمال الدرامية يصرف عليها بشكل كبير، كما نرى في مسلسل <ألف ليلة وليلة> وغيره من الأعمال التي تصور بين دبي ومصر وبيروت.
ــ ما رأيك في الأعمال الدرامية المطولة التي تصل إلى 60 و90 حلقة؟
- بالنسبة لمسلسل <أريد رجلاً> كنت متخوفاً في البداية من فكرة الروتين والتكرار لملء الوقت والحلقات، ولكن المسلسل يتحدث عن مشاكل بين المحبين، وهو ما يجعله جذاباً وفيه أحداث كثيرة تجعل المشاهدين يلتفون حول الشاشة ولا تشعرهم بالملل، خاصة وأن المسلسل يدور في إطار اجتماعي من صلب واقعنا العربي وحول مكانة الرجل في العائلة.
ــ هل ترى أن الأعمال التي تبنى على روايات أفضل من السيناريوهات العادية؟
- الرواية لها بداية ونهاية واضحة وهو ما يطلق العنان للخيال وعادة ما يكون فيها الكثير من التفاصيل وتحويلها لسيناريو أمر صعب وهو ما يجعل المؤلف أحياناً يبتعد عن المسار الأساسي للرواية. لكن بالنسبة لمسلسل <أريد رجلاً> والرواية التي تحمل الاسم نفسه والتي بني عليها المسلسل فهي رواية ناجحة ولها جمهور عريض، وبالتالي يصب ذلك في مصلحة العمل.
لاعب كرة قدم
ــ وهل كنت تفضل أن يعرض المسلسل بالكامل في رمضان؟
- من المهم أن نخرج من زحمة رمضان والمسلسلات الكثيرة التي تعرض في الشهر الكريم خاصة وأن بعضها يظلم، وهو الأمر الذي تنبه له صناع مسلسل <أريد رجلاً> حيث تم عرضه قبل بداية شهر رمضان ويستكمل مع رمضان وبعده أيضاً، وهو ما جعل الجمهور يرتبط بالعمل قبل بداية رمضان ويحجز لنفسه مكاناً خاصاً.
ــ وهل تفضل الأعمال التي تعتمد على البطولات الجماعية؟
- أنا لاعب كرة قدم في الأساس وهو ما جعلني أدرك مهارات العمل الجماعي وأتعود عليه وأعرف جيداً أهميته، فهو أمر صحي ومفيد جداً للمسلسل خاصة عندما تكون كل عناصر العمل جيدة.
ــ ماذا تشاهد من مسلسلات رمضان؟
- مسلسلات <العهد>، و<طريقي>، و<بعد البداية> ولكنني لا أجد الوقت الكافي في ظل كثافة العروض.