تفاصيل الخبر

تعديلات تطيح بـ”مراكز القوة“ وتحدث ”تغييراً حقيقياً“ والحريري يستعيد ”تياره“ تحت سقف ”خط الرئيس الشهيد“!    

21/10/2016
تعديلات تطيح بـ”مراكز القوة“ وتحدث ”تغييراً حقيقياً“  والحريري يستعيد ”تياره“ تحت سقف ”خط الرئيس الشهيد“!      

تعديلات تطيح بـ”مراكز القوة“ وتحدث ”تغييراً حقيقياً“ والحريري يستعيد ”تياره“ تحت سقف ”خط الرئيس الشهيد“!    

احمد-الحريري-في-عكار إذا كان مسار الاستحقاق الرئاسي يأخذ حيزاً كبيراً من اهتمامات رئيس تيار <المستقبل> الرئيس سعد الحريري لاسيما بعد التحرك الذي يقوم به داخل لبنان وخارجه، فإن ثمة استحقاقاً آخر يتصدر أيضاً <أجندة> الرئيس الحريري، وهو المؤتمر العام للـ<تيار> الذي أرجئ موعده مرتين على الأقل، وبات في حكم الانعقاد يومي 26 و27 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، على أمل أن يحمل انطلاقة جديدة لتيار <المستقبل> وزخماً إضافياً تزداد فعاليته مع قرار الرئيس الحريري العودة الى لبنان وعدم مغادرته الا في زيارات قصيرة لهذه الدولة أو تلك، وليس سراً انه طوال الاعوام الاربعة الماضية، تعرض تيار <المستقبل> لكثير من <التجارب> التي لم يخرج منها كلها سليماً معافى، بل تركت هذه <التجارب> ندوباً في الجسم <المستقبلي> وفرضت حالة ترميم لا بد منها، ولعل المؤتمر العام هو الميدان الأرحب لمثل هذا الترميم، لاسيما وأن الدعوات وجهت الى كل منسقيات وقطاعات <التيار> للمشاركة في المؤتمر العام.

ولا ينكر المطلعون على مسار تيار <المستقبل> ان الأعوام الماضية كانت <قاسية> على <التيار> وجمهوره في غياب الرئيس الحريري طوعاً عن لبنان، ما أدى الى ظهور حالات داخل <التيار> حاولت أن تحدث واقعاً جديداً في موقع القرار <المستقبلي>، ناهيك عن حالات خروج من تحت عباءة الرئيس الحريري، ولو شكلت الإشادة بـ<الحريرية> ومؤسسها الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه <حجة> غير مباشرة لإقامة مقاربات بين المرحلة التي كان فيها الرئيس الشهيد رفيق الحريري حياً يرزق، ومرحلة ما بعد استشهاده. إلا أن هؤلاء المطلعين، يقولون في المقابل، ان التأثيرات مهما كانت كبيرة ومتشعبة، لا بد أن تتراجع حدتها ويضمحل تأثيرها مع وجود الرئيس الحريري في لبنان وممارسته مسؤولياته الحزبية كرئيس لـ<التيار>، خصوصاً أنه لا يزال الزعيم السني الأقوى المعروف باعتداله، مع التأكيد بأن الرئيس الأسبق للحكومة <استخلص العبر وقرر إجراء المراجعة الشاملة التي يشكل انعقاد المؤتمر العام لـ<المستقبل> أحد أبرز وجوهها>، إضافة الى عزمه على اتخاذ قرارات تنظيمية يتم وضعها، حتى قبل انعقاد المؤتمر، يُعتقد بأنها ستكون <مصيرية> و<غير مسبوقة> في تاريخ <المستقبل> منذ ان أسسه الرئيس الشهيد رفيق الحريري. ويقرّ المطلعون بـ<أخطاء> حصلت في إدارة <التيار> وفي قاعدته على حد سواء، إلا أن وجود رغبة لدى الرئيس سعد الحريري في الاستفادة منها وتصحيحها، سيعيد العلاقة بينه وبين القاعدة <المستقبلية> كما كانت في السابق، لا بل أكثر متانة ووضوحاً في ظل متابعة دقيقة لعمل المسؤولين في <المستقبل> الذين يتوقع أن يتم تبديل نسبة تصل الى 80 بالمئة منهم.

وفيما ينشط الأمين العام لـ<المستقبل> أحمد الحريري لتأمين انعقاد المؤتمر في أفضل الظروف، ومنعاً لأي مزايدات، يقول المطلعون ان الانتخابات الداخلية التي ستجري في المنسقيات والمناطق قبيل التئام المؤتمر العام، من شأنها أن تأتي بـ<نفس> جديد يعمل على تطور <المستقبل> وإعادة اللحمة الى صفوفه. وقد أتى تأجيل المؤتمر العام من نهاية تشرين الأول/ اكتوبر، والذي قيل يومئذٍ إن أسبابه <لوجستية>، ليفسح في المجال أمام توسيع رقعة المرشحين الى الانتخابات الداخلية التي يفترض أن تجري يوم الأحد 30 من الشهر الجاري، أي قبل يوم واحد من موعد الجلسة التي دعا اليها الرئيس نبيه بري لانتخاب الرئيس العتيد. ويتضح من الآلية التي ستعتمد في الانتخابات الداخلية لتيار <المستقبل> أن <غربلة> واضحة سوف تُطبق وستكون بمنزلة <مصفاة> يبقى من بعدها مَن هو جدير بالعمل الحزبي داخل <التيار الأزرق> الذي يتوقع أن يضم في هيئته العامة نحو 2000 عضو بين مَن هو عضو حكمي ومَن هو مندوب، وسيشارك هؤلاء في انتخابات رئيس <التيار> وأعضاء المكتب السياسي ورئيس هيئة الاشراف والرقابة.

 

احمد-حرييركسر <البلوكات>

 

وفي وقت تظهر دراسة متأنية لآلية الترشيح والانتخاب، وجود إرادة واضحة بكسر ما يُعرف بـ<البلوكات> داخل التيار، فإن ثمة توجهات أعطاها الرئيس الحريري بألا تكون نتائج الانتخابات الداخلية <معلّبة> أو معروفة مسبقاً، علماً أنه ستقع على عاتق المسؤولين الحزبيين المشاركة في درس <الورقة السياسية> للتيار وإقرارها بحيث تتضمن رؤية <المستقبل> للمراحل الماضية والراهنة والمستقبلية.

كذلك سيدرس المؤتمر ورقة اقتصادية في ضوء التراجع الحاصل في الحركة الاقتصادية في البلاد نتيجة الاوضاع السياسية المأزومة.

ويلخص المطلعون على التحضيرات الجارية للمؤتمر العام ما يتوقع منه، بأنه <تغيير حقيقي> في الأسلوب وذهنية التعاطي مع الأعضاء والأنصار وغيرهم - خلافاً لما كان يحصل سابقاً - فإن تيار <المستقبل> سوف يرتدي <حلة جديدة> في رأي المتابعين، تشمل الشكل والمضمون، وتعيد الى الرئيس الحريري حضوره القوي داخل تياره سواء كلف رئاسة الحكومة أو لم يُكلف، حتى يكاد ينطبق عليه القول المأثور <الأمر لي> داخل تيار <المستقبل> من خلال إدارة متجددة للملفات السياسية ولكيفية اتخاذ القرار السياسي وتسويقه والتأثير في مجريات الأحداث. ولعل النتيجة الفورية لمدى قدرة الرئيس الحريري على استعادة زمام الأمور، ستظهر من خلال التعيينات التي ستعتمد داخل <التيار>، وأبرزها في منصب الأمين العام الذي يشغله منذ 6 سنوات ابن عمة الرئيس الحريري أحمد الحريري الذي قام بجولات لصالح التيار على مساحة لبنان ، ولكن البعض حمله وزر ما حصل داخل <التيار> من تراخٍ أدى الى بروز <مراكز قوة> جديدة أطلق الأعضاء فيها مواقف لا تنسجم مع مواقف <التيار الأزرق> وتوجهات رئيسه، وان كان هؤلاء قد استلهموا مواقف الرئيس الشهيد رفيق الحريري لاستهداف نجله وتهديده سياسياً في عقر داره!