تفاصيل الخبر

سيرين عبد النور في "دانتيل"... وجرعات من الرومانسية

16/09/2020
سيرين عبد النور في "دانتيل"... وجرعات من الرومانسية

سيرين عبد النور في "دانتيل"... وجرعات من الرومانسية

بقلم عبير أنطون

  [caption id="attachment_81146" align="alignleft" width="333"] سيرين.. دانتيل مميز.[/caption]

"رغم الظروف الصعبة والمأساوية في الحبيبة بيروت، ينطلق عرض مسلسل "دانتيل". بهذه الكلمات أعلن منتج المسلسل جمال سنان انطلاق عروضه على قناة "شاهد" التابعة لمجموعة "أم بي سي" متمنّياً أن يشكّل عرض العمل مع الأزمات المتلاحقة ومع أثر جائحة كورونا متنفساً للمشاهدين. وفيما يحتل الحب الحيز الأبرز فيه إعتبر سنان أن لـ"دانتيل" خصوصيّة معينة وهو يعتبره من أبرز المشاريع الاجتماعية التي قدمها مختصراً قوته في ثلاث نقاط وهي: قوة القصة، تألّق الممثلين، وجرأة الطرح. فماذا عن المسلسل وكواليسه؟ لماذا اختارته النجمة سيرين عبد النور وهو التعاون الثاني لها مع النجم محمود نصر بعد "قناديل العاشق" في العام 2017 ؟ كيف حضّر الممثل شربل زيادة للشخصية التي يتقمصها باتقان وبدور جريء لشخص مثليّ، والى أي مدى يتقبّله الجمهور؟ عند "الأفكار" مختلف الأجوبة.. إستئذان المنتج سنان من بيروت الجريحة لاقى صداه أيضاً في قلب سيرين عبد النور التي عرفت بدورها الحزن الكبير جراء ما حصل، ما جعلها تعلن عن انضمامها لحملة زهير مراد لدعم متضرري انفجار 4 آب، بحيث تعود أرباح الإصدار المحدود للمصمم العالمي الى جمعية "فرح العطاء" ودعمها لجهود الإغاثة التي تقوم بها. وإذا ما كان دعم سيرين قوياً لحملة المصمم الذي اشتهر بأجمل القصات واستخدام أفضل الأقمشة وبينها الـ"دانتيل"، فإن دعمها لـ"دانتيل" الشاشة، من خلال المسلسل الجديد، يتوقع أن يُلبس ليالي العرض حلقات مطرّزة على نسيج قصة حب جميلة من خلال دراما اجتماعية رومانسية أخرجها المثنى صبح وكتبها كل من انجي قاسم وسما عبد الخالق، فيما يشارك في العمل تمثيلاً كل من سلوم حداد، نهلة داوود، نقولا دانييل، ساره أبي كنعان، زينة مكي، وسام فارس، إيلي متري، تاتيانا مرعب، ناتاشا شوفاني، أنس طيار، سليم صبري، ساندي فرح، هند خضرة، شربل زيادة وريموندا عازار. كان مبرمجاً للعمل أن يكون على مائدة رمضان المبارك الفائت الا أن رياح الـ" كوفيد 19" لم تأت كما اشتهى منتجو "دانتيل"، فأُعلن حينها بأنه سيكون خارج السباق الرمضاني، الا أنه ومع بدء عرضه تصدّر "الترند" السعودي على محرك البحث في "غوغل" السعودية، وبحث الجمهور العربي بنسبة عالية عن مشاهد تتعلق به .

الابن الوحيد..

[caption id="attachment_81147" align="alignleft" width="141"] شربل زيادة أردت باسل مميزاً وأنيقاً.[/caption]

القصة مستوحاة من مسلسل "فيلفيت" الإسباني، وتدور في دار أزياء شهيرة أسسها "منير التلة" (سليم صبري)، بعدما فضّ شراكته مع شقيقه "سامي" (سلوم حداد)، وبنى إمبراطورية لها ثقلها في عالم الأزياء والموضة، وتحتوي على أكثر من مئتي موظف. تقع الدار في أزمة مالية بسبب مطالبة المصارف بإيفاء الديون المترتبة عليها، وتضيق السُّبل بالمؤسس الذي لا يجد مهرباً من الانتحار برمي نفسه من شرفة مكتبه. يُشكل خبر انتحار"منير بيك" صدمة لعائلته ولابنه الوحيد "يوسف" (محمود نصر) القادم للتو من الولايات المتحدة الأميركية. يحدث انقلاب في الحلقة الثانية يؤجج الصراع داخل العائلة. هذا الانقلاب يضع العاملين في الدار، ومنهم "ميرنا" (سيرين عبد النور) التي ترتبط بقصة حب سرية منذ الطفولة مع "يوسف"، في محنة اقتصادية، بسبب الخوف على المصير الشخصي وفقدان الأمن الوظيفي. تتشابك قصة حب "ميرنا" و"يوسف" في عزّ المأساة التي ضربت المؤسسة الشهيرة، وتصل إلى حد الانفصال بعد عرض يتلقاه "يوسف" من عمه "سامي" (سلوم حداد) لإنقاذ العائلة ودار الأزياء من الإفلاس، شرط أن يتزوج بابنة عمه "ميرا" (ساندي فرح حكيم). يحاول "يوسف" بدايةً الرفض، وخصوصاً أنه عاد ليفوز بقلب حبيبته "ميرنا"، لكنه يرضخ في النهاية، ظناً منه أنها محاولة إنقاذ أخيرة، لكن الواضح أنها غير ذلك..

عطش الجمهور العربي..

تعلّق سيرين آمالاً حلوة على دور "ميرنا" الذي تلعبه وتعود به الى الشاشة بعد تقديمها لبرنامج رمضاني على شاشة "ام بي سي"، وبعد مسلسليها الأخيرين "الهيبة – الحصاد" والـ"ديفا"، معتبرة أن أجمل ما في المسلسل هو عودتها الى شركة "إيغل فيلمز" وأسوأ شيء هو "كورونا"، أما أصعب المشاهد فهي مشاهد السطح. لا تخفي سيرين أنها تهّيبت دخول المسلسل لمّا عُرض عليها فتساءلت الى اي مدى، ونحن في الـ2020، سيتقبل الجمهور قصة حب شاهد مثلها عشرات القصص، إلا أن طرح كليب "ليلة" الرومانسي لاقى تفاعلاً كبيراً، فعرفت حينها أن الجمهور العربي متعطّش دائماً لجرعات حب واتخذت القرار. وأثناء قراءتها للنص، أُخذت بالواقعية التي كتب فيها ولتطور الشخصيات". أما لناحية الشبه بينها وبين ميرنا فتؤكد سيرين أن ميرنا تشبهها كثيراً، بشكل خاص في حبّها للحياة وتمسكها بحلمها وشغفها بالأزياء، خاصة وأنها هي أيضاً مصممة أزياء وحاصلة على دبلوم في ذلك". قصص حب أخرى تلفتنا في المسلسل، بينها قصة حب"عليا" (سارة أبي كنعان) الفتاة المقدامة الطيبة والعاشقة بصمت لزميلها في العمل والمغروم في الوقت نفسه بشقيقتها "نادين" (زينة مكي)، لكن "عليا" تحاول استمالته لتأكدها من إهمال شقيقتها له.

شربل و"لاغرفيلد"..

[caption id="attachment_81148" align="alignleft" width="404"] ميرنا ويوسف..والحب ثالثهما.[/caption]

أما مفاجاة العمل، وهو تعليق سمعناه حول المشاركة المميزة للممثل شربل زيادة في "دانتيل" بدور باسل حرب المثليّ الجنس، فإنّنا نؤكّد عليه خاصة وأن خيطاً رفيعاً يفصل ما بين جعل الشخصية محطّ انتباه كما جعلها شربل، او محط سخرية الأمر الذي تجنّبه تماماً. بكثير من الأناقة في الإجابة وحرص على التعبير الدقيق يجيب شربل على سؤال لـ"الأفكار" حول اعتباره "مفاجأة العمل" علماً أنه سبق ولعب قبلاً ادواراً أكثر أهمية ويردف:

القول إن البعض اعتبرني مفاجأة "دانتيل" علماً أنني قدمت أدواراً أكثر أهمية سابقاً صحيح، لكن الظروف أحياناً التي يعرض فيها المسلسل، أو القناة أو حتى الدور بحد ذاته وتفاعل الجمهور معه يشعره بأن جديداً ما يقدم فيه، ويجعل الناس تتقبله بشكل اكبر، او احياناً يكمن عنصر المفاجأة في أن الجمهور لا يتوقع من هذا الممثل أن يقوم بهذا الدور، لذلك يشعر بأنه مفاجئ او غريب ويسترعي انتباهه. الأمر يسعدني ويجعلني على يقين بأن خياري كان في مكانه وانني اصبت بالدور وهو يشكل إضافة لي . وعن عدم احتلال اسمه المكانة التي يستحقها في عالم التمثيل وإذا ما كان الكسل هو السبب في عدم الترويج لاسمه او أنه "غض طرف" من المنتجين، يجيب زيادة بصراحة: لقد ابتعدت عن مجال التمثيل لحوالي 16 عاماً بسبب انشغالي بالانتاج وإدارة شركتي، بعدها قررت العودة إذ شعرت بأنّ هذه المهنة تنده لي مرة أخرى، وأنتم تعرفون أن من يعملون في مجال التمثيل يتملّكهم الشغف ويلحق بهم هذا "الفيروس" بحيث إنهم مهما ابتعدوا يشعرون بأنهم لا يعيشون ولا ينتجون إلا لما يمثلوا . الا أنني لا اوافقك الرأي بأن اسمي لم يأخذ المكانة التي يستحقها، إنما ربما لم أحظ بالأدوار او الفرص التي استحقها، انما اسم شربل زيادة بكل تواضع، معروف في الوسط الفني، واهل المهنة يعرفون قدرتي وحرفيتي، والطريقة التي أختار بها أدواري حتى تكون متنوعة لا تتشابه. أما بالنسبة لموضوع الكسل، فلا اعتبره كذلك من جانبي، خاصة وأن الظروف أبعدتني عن التمثيل، إلا أنني ربما لم أحارب كفاية لأثبت نفسي أكثر وفي أدوار تتمتّع بحضور أكبر. أما في ما خصّ اختيار المنتجين فالموضوع يعنيهم ولا علاقة لي به. ويضيف شربل: ابتعادي كان عاملاً ضدي، لكن "كلو ملحوق" والفرص التي تقدم لي حالياً جيدة وباستطاعتي أن أترك بصمةً فيها مهما كانت مساحة الدور وحضوره في العمل . وعن ترشيحه لدور باسل حرب وكيفية تحضيره للشخصية، يقول زيادة: لقد سبق وتعاونت مع شركة "إيغل فيلمز" واتصلت بي مديرة شركة "سيفين هاندز" جويل بيطار لتطلعني على تحضيرهم لمسلسل "دانتيل" واخبرتني عن دور قالت لي إنه يتطلب ممثلاً متمكناً من أدواته حتى يأخذه الى مطرح جديد، بعيداً عن الجوّ الذي تُقدَم فيه شخصيات مماثلة بالعادة. كما أطلعتني أن المخرج مثنى صبح طلبني شخصياً للدور، وأنا على معرفة سابقة به، وسبق أن عملت معه في مسلسل "الدوامة" وبقينا على تواصل وهو يعرف طريقة عملي . في الواقع، شكّل الأمر تحدياً كبيراً لي بدور من الممكن أن "يطلع كتير كليشيه" او "أوفر" بمكان ما، على غرار ما يجري عادة في تجسيد أدوار المثليين، خاصة وأن هذا النوع من الشخصيات لا يزال يلاقي للأسف بعض النفور من قبل المشاهدين في لبنان والعالم العربي ويعتبرونهم اشخاصاً نافرين في المجتمع ولا يتم تقبلهم بسهولة، إلا أنني كممثل محترف عليّ أن أقبل بكل دور يظهر قدراتي، فقررت أخذ الشخصية الى مكان لم يسبق أن أخذت إليه إن لناحية الشكل او الثياب او طريقة الكلام، وأن أجعل الناس تحب باسل حرب على جنونه وحركاته وما يقوم به، وأن يتعاملوا معه كإنسان موجود في المجتمع وممكن أن يكون في أي بيت أو عمل، أكان قريباً او صديقاً او معرفة الخ .. ويشرح زيادة: قمت بأبحاثي وفتشت عن مصممي الأزياء العالميين الذين اشتهروا وتركوا بصمتهم في عالم الموضة كمثل "كارل لاغرفيلد" ومصممي "دي أن جي"، وايضاً المصممين اللبنانيين كزهير مراد وايلي صعب وغيرهم واطلعت على طريقة تصرفهم ولباسهم، وشعرت بأن اسلوب "كارل لاغرفيلد" يلبق بالشخصية من حيث طريقة لباسه التي تحمل هوية معينة، وهو دائم الأناقة وعالي الذوق في ما يختاره، فضلاً عن أنه من أهم مصممي الأزياء من حول العالم، فقررت أن ألبس بهذه الطريقة وتواصلت مع المسؤولة عن الأزياء في المسلسل كارول ابو خالد واطلعتها على رؤيتي لأزياء الشخصية واكسسواراتها، على أن أطلّ باللون الاسود فقط، او مع بعض الابيض دون غيرهما، مع الاكسسوارات والكف والبروشات والسلاسل والخواتم ..وحتى طريقة تسريحتي كنت مصراً أن تكون هذا النحو. وكانت كارول متجاوبة جداً فرحبت بالفكرة. لم أود جعل الشخصية مادةً للسخرية من قبل المشاهد، وهذا طبعاً ما كان أكّد عليه كل من المخرج مثنى صبح وشركة الانتاج . بعد وضع هذا الاطار، انزاح هم كبير عن اكتافي لأنه بالعادة لما يقدم نوع مماثل من الشخصيات يلبسونهم ألواناً واكسسوارات فاقعة وهذا ما لم أكن أريده، بل على العكس أردت باسل "سوبر" ومرتباً وأنيقاً و"مذوق". أما طريقة كلام باسل حرب وسلوكه وتعامله فقد استوحيتها من شخص أعرفه ويتكلم بهذه الطريقة فيرفع صوته ثم يخفضه، مع تناقضات كبيرة فيه، إذ إنه يتمتع بشفافية كبيرة وطيبة قلب لكنه في الوقت عينه "جفص"، يقول ما يريده، ولا يوارب.. الى ذلك فإن الجزء الأكبر من الحوار الذي تسمعونني أقوله كان ارتجالياً، فقد خرجت جداً عن النص وطلبت من المخرج أن يترك لي حرية القول والتصرف، فتسمعون باسل يتكلم بالفرنسية والانكليزية. لقد غيرت في الدور المكتوب والتعابيرالمستخدمة وكأنني في ارتجال طوال الوقت علماً أن مشاهدي لم يُعد تصويرها إلا لتغيير في الكادر او الزاوية. أما عن اصعب ما في الدور، فيقول شربل إنه كان الحرص على "أن أبقى من ضمن حدود المعقول ولا أشطح الى الكوميدي المبتذل، فيضحك المشاهد للشخصية ولا يضحك عليها". وعما إذا تردد في قبول شخصية المثلي يجيب زيادة بصراحة: لن اخفي بأنني تردّدت نوعاً ما خاصة وأن كتابة الشخصية لم تكن انتهت لما عرضت علي ولم اكن أعرف اين تتجه في المسلسل، وكنت شديد الحرص كما سبق وذكرت أن اوصل الشخصية بأمانة دون إساءة اليها. هنا كان مكمن ترددي وتناقشت في ذلك مع مجموعة من الممثلين في المسلسل بينهم وسام فارس وسارة ابي كنعان وحتى جويل بيطار خشية أن لا تصل الشخصية بالطريقة الأفضل وإنما تعليقاتهم وتشجيعهم كانت ايجابية، والأمر عينه انطبق لاحقاً على تعليقات المشاهدين الذين اثنوا على الدور وحتى أكثر مما توقعت، حتى إن أحد الصحافيين سأل المتابعين عن شخصية يختارونها ليعد تقريراً عنها فأجابوه: شخصية باسل حرب . وحول حقوق المثليين بشكل عام وإن كان مع إعلان حقوقهم في لبنان، يجيب زيادة بأنّ هذا السؤال لم يعد في مكانه اليوم: "أتصور أننا تخطيناه"، ثم أنا لست ربّ العالمين حتى أحكم على هذا أو ذاك، ومن يأخذ حقوقه ومن لا يأخذها. هناك شرعة حقوق الانسان، وهي سواسية للجميع: ذكوراً وإناثاً، أطفالاً وعجزة، وهي تعطي لكل انسان الحق بما يريده والحرية الكاملة حتى يختار ويتعلم و"يحب وينحب" وبالطريقة التي يريدها، والحياة الجنسية خيار حر لكل فرد مهما كانت ميوله، وهذا الأمر في لبنان كما في غيره من بلدان العالم بغض النظر عن هوية البلد وموقعه.

وبعيداً عن المهنة وأدوارها، سألنا زيادة اذا ما كان يشعر بأي ندم على عودته الى لبنان في ظل هذه الظروف وهو الذي عاش لأعوام في الولايات المتحدة الأميركية فيجيب: لم أندم على عودتي، علماً أنه مع كل أيام صعبة يعيشها لبنان أقوم بإعادة نظر وتساؤل إن كان قرار عودتي صائباً. لقد عدت لأن عندي أملاً بالبلد وبالشعب اللبناني الخلوق والذي يحب بلده "ربما يحبه زيادة عن اللزوم" او أن طريقة حبه مؤذية لكن عندي أمل ولا خيار آخر لنا. نحن شعب يعشق الحياة ويحب بعضه، لكن المشكلة هي في أن من يحكموننا، ليسوا على مستوى الشعب. اللبنانيون يسبقون مسؤوليهم، والدليل ما حصل في أعقاب انفجار المرفأ وكيف هبّ الناس للمساعدة من مختلف المناطق والطوائف ومن كل أنحاء الوطن. عندي أمل بلبنان وشايف بكرا أحسن!