تفاصيل الخبر

”سيدر لبنان“ يحييكم من باريس!  

05/04/2018
”سيدر لبنان“ يحييكم من باريس!   

”سيدر لبنان“ يحييكم من باريس!  

بقلم وليد عوض

Aoun-Macron

مؤتمر <سيدر لبنان> الذي أقيم جنوب باريس اليوم الجمعة هو عند الرئيس الفرنسي <ايمانويل ماكرون> قضية والتزام. وإذا كان لبنان موفور الشطارة، وقادراً على اقناع خمسين دولة تحضر المؤتمر بأنه بلد اصلاحات، وحركة تغيير وليس بلداً نازفاً كاليونان، يستحق أن تمتد إليه الأيدي ليحصد عشرة مليارات دولار تكفي من حيث المبدأ لدخول الوطن اللبناني في تاريخ البلدان الراقية.

والكلام عن الفساد في لبنان دوار ولا يتوقف، والحديث عن نهضة المصالح الخاصة أهم من أي حديث. لكن سمعة الرئيس الفرنسي المتفق على نهضة لبنان مع الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري صار جزءاً من العمل الوطني وإرثه التاريخي. وقدر سيد قصر <الإليزيه> الآن أن يقدم الدليل الحسي على انه رئيس تغييري، وان الشعب الفرنسي لم يؤشر عليه كزعيم تاريخي لولا ثقة هذا الشعب بالرجل الذي أصبح قدراً لأوروبا، وشريكاً ملزماً للرئيس الأميركي <دونالد ترامب> في تقرير مستقبل لبنان. وأمام خمسين دولة في مجلس الأمن سيقف الرئيس الفرنسي <ايمانويل ماكرون> ليدق على صدره ويقول: اتركوا الشأن اللبناني لي. فأنا أدرى ببلد الأرز.

و<ايمانويل ماكرون> ابن الثلاثة وثلاثين عاماً قارئ للوثائق القديمة ويدرك الأبعاد التي ولد فيها لبنان من داخل قصر الصنوبر في بيروت عام 1920، ويدري تماماً كيف ان القادة المسيحيين هم الذين تصدوا لفرنسة لبنان، وجعله ضاحية جغرافية لفرنسا، وحامياً للغة الفرنسية من الأنواء والعاديات. ويذكر تماماً كيف جلس الشاعر الفرنسي الكبير <الفونس دو لا مارتين> داخل قصر مزهر في حمانا وأطلق قصيدته الشهيرة <أهكذا نمضي ليالينا/ نطوي الحياة وموج الموت يطوينا>!

كذلك كان لبنان جزءاً من اهتمام الأديبة الفرنسية الكبيرة <كوليت> زوجة المفوض السامي <هنري دو جوفينيل>، حيث عاشت أيامها في هذا البلد روحاً وكتابة.

ويدرك <ايمانويل ماكرون> ان قادة لبنان المسيحيين هم الذين حافظوا على اللون المسيحي للبنان عام 1932 عندما رفضوا بشخص المفوض السامي <هنري بونصو> أن تنتقل رئاسة الجمهورية الى الشيخ المسلم محمد الجسر، بطلب من القادة المسيحيين وعلى رأسهم بشارة الخوري، وحبيب باشا السعد، ولولا <بونصو> لكان رئيس الجمهورية يستهل خطابه بعبارة <بسم الله الرحمن الرحيم>.

كل هذه الصور التاريخية لا تفارق ذاكرة <ايمانويل ماكرون>، ويتعامل معها سيد قصر <الإليزيه> على أساس ان لبنان ابن فرنسا ولو بعباءة عربية!