لافتة في مقدمة عرض الفيلم كتبت بالعربية وتقول <هذا الفيلم يتبع السيرة التاريخية ولا علاقة له بالعقيدة الاسلامية> وكانت كافية لعرض فيلم <نوح Noah> بعد منعه في دبي والقاهرة وعمان وبيروت، على أساس أنه يظهر سيدنا نوح بمظهر القاطع لنسل البنات، كما كانت عادة وأد البنات قبل الاسلام!
وسيدنا نوح في الفيلم هو الممثل الهوليوودي الكبير <راسل كرو>، وفي دور زوجته <نعمت> الممثلة <جنيفر كونيلي>، وفي دور ابنه <سام> الممثل <دوغلاس بوس>، وفي دور الابن الثاني <حام> الممثل <لوغان ليرمان>، وفي دور الزعيم الروحي <مشلاح> الممثل الكبير <أنطوني هوبكنز>، وفي دور <ايلا> الفتاة التي عثر عليها في الغابة جريحة الممثلة <ايما واتسون>.
كتب القصة مخرج الفيلم <دارن ارونوفسكي> و<آري هاندل>، ومدارها يتركز حول بناء السفينة العملاقة، سفينة نوح، التي تحمي البشرية من الفيضان والانقراض بضمها من كل نوع اثنين، بما في ذلك الأفاعي والجياد، والكلاب والدواجن. وبناء السفينة استغرق شهوراً، وكان يقوم على وحي نزل على سيدنا نوح بالحذر من الفيضان الكبير الذي سيأكل الأخضر واليابس، ويأكل معه أولئك الكافرين بنعمة المولى، الناكرين لوجوده، وأولهم <ساميازا> (الممثل <نك نولت>) الذي ينجو لوحده دون أتباعه من الفيضان، ولكنه يخسر المعركة داخل السفينة في مبارزة مع سيدنا نوح عليه السلام.
وعقدة الفيلم تكمن في ولادة <آيلا> زوجة <سام> طفلتين كان على سيدنا نوح أن يتخلص منهما، وسط هياج الأب، وحرقة الأم، وفي آخر لحظة يرجع سيفه الى غمده، ويقول للرب: <آسف لأنني لم أنفذ مشيئتك>. وأهم ما تقوله <آيلا> هنا لسيدنا نوح أن الرب خلق للانسان عقلاً حتى يستشيره في الأمور الصعبة، وقد أحسن نوح صنعاً عندما استشار عقله وجنّب الطفلتين ضربة سيفه!
الفيلم الذي يستغرق عرضه ساعتين وربع الساعة ويظهر قوة تمثيل <راسل كرو> و<أنطوني هوبكنز>، جدير بالمشاهدة، لأنه، بفضل روعة القصة، وشطارة المخرج لا يترك مكاناً للملل في نفوس المشاهدين، ويقول إن الله أنعم على الانسان بالعقل، ذهاباً من الحديث الشريف <اعقلوا وتوكلوا>.