بقلم وليد عوض

طوال عهد الرئيس الياس الهراوي كنت أتتبع خطى السيدة ستريدا جعجع ابنة أخ النائب السابق جبران طوق، وقد أخذت من زوجها سجين وزارة الدفاع قوة الصمود والمواجهة واختصار الحلول.

وقد التقيتها أكثر من مرة، وأخبرتها أن قصتها مع سمير جعجع تشبه قصة مسز <ماكبث> لـ<وليم شكسبير> التي ضربت المثل الأعلى في الانتقام للزوج الذي لم يسلم من الظلم.

كان المطلوب صدور عفو عام من الرئيس الياس الهراوي يعيد الزوج الى زوجته، والخلية العائلية في معراب الكسروانية بلياليها العاصفة وشمسها الدافئة. وذلك النفس الطويل الذي اعتمدته ستريدا جعجع في التعامل مع زوجها السجين بلور شخصيتها.

وستريدا جعجع (50 سنة) مثال يحتذى للزوجات المكافحات، فلم يهدأ لها جفن، ولم تسكن لها أواصر، قبل ان تشاهد زوجها يحتل ركنه في دارته عند منطقة <معراب> ويتوجه من فوق منصة الى ضيوفه من ديبلوماسيين وسياسيين محليين وسفراء.

ولم تحقق سيدة نائبة في مهرجان الأرز الوطني ما حققته بنت بشري ستريدا جعجع.

لقد طورت مهرجان الأرز بواسطة التكنولوجيا والإضاءة والتصوير الرجراج المتتابع، واختلطت اشجار الصنوبر مع أشجار الأرز في زواج رائع ضمن استراتيجية غنائية شارك فيها عدد من نجوم العرب بينهم وليد توفيق وملحم زين وطوني كيوان وهبة طوجي ونجوى كرم، حتى يمكن القول ان عائلة الأرز بكل طوائفها ومذاهبها قد فرضت حضورها وأقامت ركائزها.

وتكتمل صورة ستريدا جعجع في مجلس النواب عبر مشاهد خطابية بلغة عربية متميزة وبلوغ للأدب من خلال المفردات.

وستريدا جعجع في برلمان لبنان واحدة من أربع سيدات نائبات هن نائبة صيدا ورئيسة لجنة التربية في البرلمان السيدة بهية الحريري، ونائبة بيروت نايلة تويني، ونائبة كسروان جيلبرت زوين، وما يميزها عنهن انها أكثر صبا، وأكثر جرأة وأشد فروسية أمام الكاميرا، وأمتن عزماً، وكانت النائبات الأربع تعويضاً عن <الكوتا> النسائية التي ترتفع راياتها وسط التظاهرات في ساحة رياض الصلح، وشارع المصارف، حتى جرى حسبان ستريدا جعجع أرزة بشري وسط أشجار الأزر.

وكان دخول ستريدا جعجع مجلس النواب مع رحيل الجيش السوري وانطفاء حكم وصايته، وأصبحت عبر القوات اللبنانية من بناة لبنان الجديد.