بقلم وردية بطرس
ان سرطان الكبد هو نمو وانتشار خلايا غير سليمة داخل الكبد. ومرض السرطان الذي ينشأ داخل الكبد اسمه سرطان الكبد الأولي. اما السرطان الذي ينتقل الى الكبد من عضو آخر فاسمه سرطان الكبد الثانوي (النقيلي). ويتم سنوياً تشخيص إصابة 21,000 أميركي بسرطان الكبد الأولي. ويعتبر سرطان الكبد الأولي واحداً من السرطانات القليلة الآخذة بالانتشار أكثر من غيرها في الولايات المتحدة الأميركية. والسرطان الأولي أكثر شيوعاً بمرتين لدى الرجال منه لدى النساء. كما تزيد نسبة حدوثه في الدول النامية عن باقي الدول بشكل واضح (أكثر من 80 بالمئة من مرضى هذا النوع من السرطان هم من الدول النامية).
والكبد أكبر عضو غدي في الجسم وهو من ملحقات الأنبوب الهضمي يزن حوالي كيلو ونصف الكيلو، ولونه بني أحمر، ومقسم لأربعة فصوص غير متساوية الحجم. ويقع في الجانب الأيمن من التجويف البطني تحت الحجاب الحاجز. وينقل اليه الدم عبر الشريان الكبدي الذي يحمل الدم والأوكسجين من الوريد الأبهر. والوريد البابي ينقل اليه الدم حاملاً الغذاء المهضوم من الأمعاء الدقيقة. ويلعب الكبد دوراً أساسياً في الأيض وعدد من وظائف الجسم مثل نزع السمية كما يعمل كمركز تخزين ل <الغليكوجين> ومركز تصنيع البروتينات المصورة (البلازما) الدموية.
وينتشر سرطان الكبد في أغلب الأحيان في الرئتين والعظام والعقد اللمفية المجاورة للكبد. وتحديد المرحلة التي بلغها سرطان الكبد هو محاولة لمعرفة هل انتشر السرطان ام لا، واذا كان قد انتشر، فالى أية أجزاء من الجسم انتشر. وتُحدد المراحل عادة بالأرقام من 1 الى 4، فكلما قلّ الرقم كان معنى ذلك ان السرطان لا يزال في مرحلة مبكرة أكثر. ويساعد تحديد مرحلة السرطان على تقرير أفضل طريقة للمعالجة. اذا كان السرطان قد انتشر فإن الخلايا الشاذة في الجزء الذي انتشر فيه المرض تكون مشابهة للخلايا السرطانية في العضو الذي بدأ فيه المرض، فمثلاً اذا وصل سرطان الكبد الى العظام فإن الخلايا السرطانية في العظام هي في الواقع خلايا سرطان الكبد. ويمكن للطبيب ان يطلب اجراء بعض الاختبارات لمعرفة ما اذا كان سرطان الكبد قد انتشر ام لا. كما يمكن ان يطلب الطبيب اجراء تصوير طبقي محوري للصدر. وهذا يمكن ان يظهر انتشار سرطان الكبد في الرئتين، ويمكن ان يُبين تصوير العظام انتقال سرطان الكبد الى العظام. وفي هذا الاختبار يُحقن المريض بمقدار صغير من مادة مشعة تجري مع الدم وتتجمع في العظام. وتقوم آلة التصوير بمسح العظام واعطاء صور عنها. ويمكن للتصوير المقطعي أن يظهر انتشار سرطان الكبد في أي جزء من الجسم. ويحتاج هذا التصوير الى حقن المريض بمقدار ضئيل من سكر مشع. يعطي التصوير المقطعي صورة عن الأماكن التي يجري فيها تجميع السكر. وتبدو الخلايا السرطانية أكثر لمعاناً، لأنها تستخدم السكر أسرع من الخلايا السليمة. بعد هذه الاختبارات يمكن للطبيب ان يحدد ما اذا كان سرطان الكبد قد انتشر ام لا. وتتوقف طريقة المعالجة على المرحلة التي بلغها سرطان الكبد.
فروسية <كارتر>
وقد أعلن الرئيس الأميركي الأسبق <جيمي كارتر> (90 عاماً) مهندس اتفاقات <كامب ديفيد> (1979) والحائز على جائزة نوبل للسلام، (وهو متخصص بالهندسة النووية بين أربعة رؤساء اميركيين سابقين لا يزالون على قيد الحياة مثل <جورج بوش> الأب والابن، و<بيل كلنتون>)، وبكل فروسية، انه مصاب بسرطان الكبد وان المرض الخبيث انتشر في أماكن أخرى من جسمه. وكان <كارتر> قد قال في بيان أن عملية جراحية أجريت له مؤخراً لاستئصال ورم من كبده <أظهرت انني مصاب بسرطان تفشى في أنحاء أخرى من جسمي. سأعيد ترتيب جدول أعمالي لتلقي العلاجات اللازمة>. وأضاف أنه سيصدر لاحقاً بياناً آخر تفصيلياً.
و<كارتر> الرئيس الـ39 للولايات المتحدة المنتمي للحزب الديمقراطي حكم الولايات المتحدة من 1977 ولغاية 1981 بعد فوزه على الرئيس الجمهوري آنذاك <جيرالد فورد>. لكنه أخفق في الاحتفاظ بمنصبه عندما خسر أمام الجمهوري <رونالد ريغان>. وكان <كارتر> قد حصل على جائزة <نوبل> للسلام عام 2002، وخطف المرض الخبيث شقيقتي <كارتر> وشقيقه الأصغر <بيلي> ووالده، وجميعهم توفوا بسرطان البنكرياس. وتلقى <كارتر> علاجه في مستشفى <ايموري> الجامعي في <اتلانتا>. ولقد اعلن في مؤتمره الصحفي الذي بدا فيه هادئاً وهو يشرح بدقة تفاصيل طبية، ان السرطان الذي كُشف خلال خضوعه لعملية لاستئصال ورم في الكبد انتقل الى الدماغ قائلاً <ان أولى جلسات الأشعة تبدأ الاسبوع المقبل>.
البروفيسور الحاج بطرس يرسم خارطة الطريق
فما هي الأسباب التي تؤدي الى حدوث سرطان الكبد؟ وما هي عوارضه؟ ومن هم الأكثر عرضة للإصابة به؟ وكيف يُعالج؟
<الأفكار> التقت البروفيسور جورج الحاج بطرس اختصاصي في أمراض الكبد والجهاز الهضمي، والأمراض الاستوائية وعلم تصوير الأشعة، وهو حائز على لقب استاذ في أمراض الكبد والجهاز الهضمي من باريس ــ فرنسا 1972. وله أبحاث عديدة في أمراض الجهاز الهضمي والفيزيولوجيا، ونال ديبلوماً في البيولوجيا البشرية. ونسأل البروفيسور الحاج بطرس كيف يحدث سرطان الكبد فيقول:
- ان سرطان الكبد هو سرطان يحدث في خلايا الكبد ويسمونه (carcinome de l’hepatite) وفي بعض الحالات النادرة يحدث على مجاري الكبد ويسمونه <Cholangio carcinoma> أو على الشرايين. ويُعتبر سرطان الكبد من أخطر السرطانات وأصعبه، ولكن في يومنا هذا وبفضل تقدم وسائل كشف الأمراض العامة وسرطان الكبد خاصة، لم تعد هناك صعوبة في كشف المرض. ونأمل ان نصل بحالات كثيرة ان نكتشفه بطور مبكر وان نتمكن من التدخل بالشكل المناسب اي ان نقدم للمريض الشفاء الكلي ببعض الحالات او اطالة حياته بشكل ملائم.
ثم أضاف:
- وبما يتعلق بتحديد سرطان الكبد فهناك نوعان: النوع الأول <Cancer primitive> بمعنى انه يُولد مباشرة في الكبد. والنوع الثاني <Metastases osseuse> اي ينتقل فيه المرض من عضو الى آخر مثلاً من المصران او بيت الرحم الى الكبد.
ــ ما مسببات حدوث سرطان الكبد؟
- هناك مسببات عديدة وأول مسبب خصوصاً في الدول الأوروبية هو الكحول على أنواعه. ثاني مسبب هو التهابات الكبد الفيروسية المزمنة وهو مسبب كبير. وثالث مسبب هو بعض الأدوية مثل الأدوية التي تخفف المناعة والمواد السامة. رابع مسبب زيادة الوزن. وهناك سبب وراثي، فهناك عائلات تُصاب بسرطان الكبد كما هناك عائلات تُصاب بأنواع أخرى من السرطانات. انما اكثر مسبب ومباشر لحدوث سرطان الكبد هو تشمع الكبد.
ــ وما هي الأسباب التي تؤدي للإصابة بتشمع الكبد؟
- يحدث تشمع الكبد للأسباب نفسها التي تحدث سرطان الكبد ألا وهي: الكحول، والالتهابات الفيروسية المزمنة، والأدوية، وزيادة الشحم في الكبد.
ويتابع البروفيسور جورج بطرس:
- بالنسبة لزيادة الشحم في الكبد او <Steatos> فأولاً تحصل زيادة الشحم في خلايا الكبد، وقد تكون وراثية ولكن في أكثر الحالات تحدث زيادة الشحم في خلايا الكبد بسبب زيادة الوزن، وارتفاع الكوليسترول، وثلاثي <الغليسريد> او <تريجليسريد> في الدم، وشرب الكحول، وقلة الحركة، والتوتر، الى ما هنالك... وزيادة الشحم في الكبد تحدث تدريجياً على المراحل التالية: أولاً التهاب في خلايا الكبد اي التهاب في خلايا الكبد وينتقل تدريجياً الى نشاف وتليّف في الكبد، ومن ثم يصل الى مرحلة التشمع في الكبد. وهذا التشمع هو من أكثر الأسباب المباشرة لسرطان الكبد. بمعنى آخر الأسباب نفسها اي الكحول، والالتهابات الفيروسية المزمنة، والاستعداد الخُلقي، الى ما هنالك يقدر ان يؤدي الى تشمع في الكبد ومن ثم الى سرطان الكبد او قد يحدث سرطان الكبد مباشرة.
ــ ومن هم الأكثر عرضة للإصابة بسرطان الكبد؟
- ان الأشخاص الذين لديهم استعداداً وراثياً هم الأكثر عرضة للإصابة بسرطان الكبد، ولهذا نرى حالات مبكرة احياناً عند أشخاص أصغر سناً، وهؤلاء الأشخاص هم عرضة للإصابة بأمراض سرطانية أخرى وليس سرطان الكبد فقط.
ــ وما هي عوارض سرطان الكبد؟
- العوارض قليلة. ففي بدء المرض يشعر المصاب بالتعب، وتظهر عوارض مثل خسارة الوزن، وفقدان الشهية، وعسر الهضم، والغثيان الى ما هنالك... وتظهر هذه العوارض تدريجياً. ونأمل ان نكتشف المرض قبل ان تصبح العوارض واضحة لكي نتمكن من التدخل في علاج المريض عند الوقت المناسب.
ــ وما هي نسبة الإصابة بسرطان الكبد في العالم؟ وماذا عن لبنان والدول العربية؟
- من الواضح ان سرطان الكبد يزداد أكثر في السنوات الأخيرة، وذلك لأن المسببات تزداد أكثر في يومنا هذا، وأهمها نمط العيش الذي يجمع الأخطار التي تؤدي الى سرطان الكبد وأهمها: البدانة، وشرب الكحول، وتناول الأدوية بشكل مفرط، وقلة الحركة. ونسبة الإصابة بسرطان الكبد في الغرب هي اعلى، فمثلاً في فرنسا تصل نسبة الإصابة من 8 الى 10 آلاف إصابة في السنة، وطبعاً نسبة الإصابة عند الرجال أعلى من النساء بكل العالم.
ويتابع:
- أما في العالم العربي فإن نسبة الإصابة بسرطان الكبد تتزايد أيضاً، ولكن ليس بقدر ما تتزايد في أوروبا والعالم ككل، ربما لأنه في العالم العربي لا تُستهلك الكحول كما هو الوضع في الغرب، مع العلم انه في السنوات الأخيرة يستهلك الشباب الكحول بشكل اكبر مما كان عليه الوضع في الماضي. اذاً استهلاك الكحول يزيد حالات الإصابة بمشاكل وأمراض في الكبد وليس فقط السرطان، ناهيك عن التهاب المصران الذي يزداد في الآونة الأخيرة بسبب تغير نمط الحياة.
الصورة أولاً
ــ وكيف يتم التشخيص؟
- يتم التشخيص بطريقتين: أولاً فحص الدم لنتأكد من تأثيره من ناحية السرطان على وظائف الكبد، اذ ان وظائف الكبد عديدة ومن أهم أعضاء الجسم مثل أهمية القلب لا بل أصبحت عملية زرع القلب أسهل من عملية زرع الكبد،. اذاً نخضع المريض لفحص الدم للكشف عن مدى تأثير المرض على وظائف الكبد من ناحية ، ومن ناحية أخرى ندرس مؤشرات السرطان بالدم. هذا بالنسبة لفحوصات الدم. وثانياً نقوم بفحص الصورة وهي الأنسب وأحرزت تقدماً بما يتعلق بالكشف المبكر عن سرطان الكبد. فالصورة هي المصدر الأساسي الذي يساعد بالكشف المبكر فيحدد لنا المرض ابتداء من <ايكوغرافي> وفحص <Ultra sound> او فحص ما فوق الصوتية الى <سكانر> الى الرنين المغناطيسي الى تصوير مجاري الدم لتحديد طريقة تغذية الكتلة السرطانية في الدم. وهذا يؤثر على طريقة العلاج لاحقاً. ثالثاً تحديد نوعية السرطان وتأكيد وجوده بواسطة الخزعة التي نقدر ان نقوم بها اما بطريقة مباشرة عبر الجلد او بتوجيه من الصورة <ايكوغرافي> او <سكانر>. وعندما يتم كشف المرض يُصار الى تحديد انتشاره الى الأعضاء الباقية وتأثيره على وظائف الكبد والصحة العامة.
ــ وكيف ينتقل سرطان الكبد الى بقية أعضاء الجسم؟ والى اي مدى ينتشر في الجسم؟
- ينتشر سرطان الكبد في كل أعضاء الجسم خصوصاً الرئتين والعظم، وبالنسبة لطريقة ومدة انتقاله فتتعلق بطبيعة ونوعية المرض، وطبعاً يتعلق الأمر بوضع المريض الصحي العام. وكلما انتقل المرض الى أعضاء الجسم تزداد خطورته. وطبعاً ان سرطان الدم ينتشر في الجسم بشكل كبير اذ ينتقل الى كل الخلايا ويلحق الضرر بالمكان الذي يصل اليه بالطبع. وكما هو معروف ان سرطان الدم ينتقل بسرعة وطبعاً كل سرطان له نوعية انتشار وحياة مختلفة ولهذا نقوم بخزعة او دراسة لنحدد نوعية المرض.
ــ وماذا عن العلاج؟
- العلاج مرتبط بطور اكتشافنا للمرض اي عما اذا كان اكتُشف في طور مبكر اي لا يزال المرض محصوراً وحجمه صغيراً، وإذ ذاك نقدر ان نلجأ لوسائل غير مؤذية، او حقن الكتلة السرطانية بمواد سامة لقتل السرطان او حقن الشرايين بمواد سامة لقتل السرطان او حقن الشرايين بمواد ضد مرض السرطان، ومن ثم في الأطوار المتقدمة نلجأ الى الجراحة وليس بالضرورة ان نلجأ الى الجراحة في المرحلة الأخيرة، علماً ان سدس الكبد المتبقي جيد أيضاً، فاذا كان ثلاثة أرباع الكبد سليمة فهي كافية للقيام بوظائف الكبد جميعها، وبالتالي اذا كان هذا السدس بحالة جيدة وخالياً من الأمراض السرطانية، فيمكن ان يعيش بشكل عادي. كما انه في حالات عديدة نلجأ الى الجراحة مع العلاجات الكيميائية. وأخيراً ليس آخراً استعمال علاجات تؤدي الى خنق الخلايا السرطانية بواسطة ايقاف وصول الدم اليها وهذه العلاجات وان كانت مكلفة فهي فعالة وليس لها مضاعفات كثيرة.
ــ ومتى يستوجب إجراء عملية زرع الكبد؟ وماذا عن نسبة نجاح العملية؟
- نلجأ الى عملية زرع الكبد عندما يكون السرطان في الكبد لا يزال محصوراً بالكبد وحجمه معقولاً، فبهذه الحالة نقوم باجراء عملية زرع الكبد، اذ يُصار الى زراعة كبد جديد خصوصاً اذا لم يتجاوب السرطان مع كافة العلاجات السابقة الذكر. أما اذا لم يتجاوب مع الكيميائي واذا امتد المرض فحينئذٍ لا تنفع عملية زراعة الكبد. ونسبة نجاح العملية جيدة. ويجب ان يتم زرع الكبد من واهب حي لأن ذلك أفضل، ويكفي ان يمنح الواهب سدس او ربع كبده وهذا لا يؤثر على الواهب ايضاً وفي الوقت نفسه يساعد المتلقي ليكمل حياته بشكل عادي. بالاجمال يُشفى المريض بعد زراعة الكبد.
ــ وهل يختلف الأمر بما يتعلق بزراعة الكبد من ناحية العمر؟
- لا يمكن اجراء عملية زرع الكبد لمريض تجاوز سن الخامسة والخمسين من عمره. كما يجب ان يكون المصاب الذي سيخضع لعملية زرع الكبد بحالة صحية جيدة بشكل عام، لأن بعض الزراعات تتطلب تناول أدوية مضادة للمناعة وبالتالي سيحتاج لمراقبة طبية دائمة، ولكن نسبة نجاح العملية لدى الأشخاص الذين يتمتعون بصحة جيدة تتعدى 80 بالمئة. وتبقى عملية زرع الكبد عملية كبيرة ومكلفة خصوصاً في لبنان حيث ان مسألة وهب الأعضاء ليست سهلة.
ــ هل من نصائح لحماية الكبد قدر الامكان؟
- أولاً على الانسان ان يتبع نمط حياة سليمة، وان يلجأ الى الطبيعة والغذاء الصحي والسليم، وان يزاول الرياضة، وان يبتعد عن العادات السيئة وأولها التدخين وشرب الكحول بشكل مفرط، والابتعاد عن التوتر، والتنبه الى مشكلة البدانة، وعدم تجاهل اي عارض يشكل له ازعاجاً ولو كان بسيطاً. فيجب ان يأخذ هذه الأمور على محمل الجد، وان يستشير الطبيب المختص عند ظهور العوارض التي ذكرناها في سياق الحديث لتفادي الكثير من المشاكل الصحية المتعلقة بالكبد. وطبعاً ان تغير نمط حياة الانسان أدى الى تزايد الأمراض من جهة أخرى.