تفاصيل الخبر

سرطان الجلد يدق الأبواب...

09/05/2014
سرطان الجلد يدق الأبواب...

سرطان الجلد يدق الأبواب...

 

كيف نحمي الجلد من اشعة الشمس والسولاريوم؟

 الدكتورة-ريتا-سمور-WA0019

مع اقتراب فصل الصيف، يتوجه هواة البشرة السمراء الى البحر لاكتساب السمرة وأيضاً يلجأون الى استخدام التسمير الصناعي (السولاريوم)، ولكن هل يعلمون مضار أشعة الشمس وخصوصاً الأشعة ما فوق البنفسجية والسولاريوم على البشرة والجلد اذا لم يأخذوا بالنصائح والإرشادات الطبية وما قد يسببه ذلك من مشاكل وأمراض الجلد وظهور علامات الشيخوخة المبكرة وغيرها من الأمور؟!

 إن الشمس سلاح ذو حدين اذ ان أشعتها تكسب الناس شعوراً بالراحة والسعادة ولكن قد تكون شديدة الأذى إن لم يعرفوا كيف يتعرضون لها بحذر لذا يجب ان يعرفوا كيف يستمتعون بأشعة الشمس من دون أن يلحقوا الضرر بأنفسهم. ويُعتبر التعرض لأشعة الشمس اليوم أكثر خطورة مما كان عليه منذ بضع سنوات، اذ اكتشف العلماء انخفاضاً ملحوظاً في كثافة طبقة الأوزون التي تلف الغلاف الجوي للأرض وهي تؤدي دور مصفاة واقية تحمي الإنسان من ضرر الأشعة ما فوق البنفسجية. ومهما كانت التفسيرات التي يقدمها العلماء حول انكماش طبقة الأوزون مجرد تخمينات أو حقيقة واقعة، فبما لا شك فيه أن عواقبه ستكون وخيمة على بشرة الإنسان. ومن آثاره المأساوية التزايد الملحوظ لحالات سرطان البشرة، فقد كان عدد الإصابات بسرطان الجلد يتضاعف كل عقد خلال السنوات الخمسين الماضية...

 ولكن أشعة الشمس طبعاً مفيدة أيضاً إنما خلال فترات محددة في اليوم وهذه الفترات هي ما قبل الساعة 11 صباحاً وبعد الساعة الرابعة بعد الظهر، اذ ان أشعة الشمس في هذا التوقيت تساعد على قتل الفطريات وتخفيض البكتيريا، وتوسيع الأوعية الدموية، ومنح البشرة اللون البرونزي. أما الفترة الخطرة لأشعة الشمس فتتركز ما بين الساعة 11 صباحاً و 4 بعد الظهر، الفترة ما بين الساعة 11 و 12 ظهراً تحديداً تعتبر أسوأ فترة لتعرض البشرة لأشعة الشمس، فالأشعة تكون مكثفة جداً أي تصل الى ذروة الحرارة، فإذا تعرض لها الإنسان بصفة يومية مستمرة على مدى أعوام عديدة، يمكن أن يصاب بالتجاعيد والبقع، بل يمكن أن تتسبب الأشعة هذه الفترة في تكون أورام حميدة أو سرطانية... ومع اقتراب فصل الصيف واهتمام هواة التسمير باكتساب السمرة سواء بالتعرض لأشعة الشمس أو استخدام التسمير الصناعي (السولاريوم)، تزداد المخاطر أكثر خصوصاً مع استخدام السولاريوم... فالسولاريوم هو موضة العصر حيث يتم اللجوء إليه من أجل الحصول على السمرة الاصطناعية إلا أن شريحة مهمة من الناس لا تدرك مساوئها واحتمال الإصابة بسرطان الجلد خصوصاً أن الأشعة الآتية منها غير صحية وهي لا تزود الجلد بالفيتامين «د» كما التعرض للسمرة من أشعة الشمس. ومؤخراً ينبه الخبراء البريطانيون من أن خطر الإصابة بسرطان الجلد بواسطة السولاريوم يكون أكثر مرتين من المكوث المدة نفسها تحت الشمس.

حذار الشيخوخة المبكرة

فكيف نحمي البشرة والجلد من مضار الشمس؟ وهل من طرق تسمير بطريقة صحيحة؟ وما علاقة التعرض لأشعة الشمس بالشيخوخة المبكرة؟ وغيرها من الأسئلة طرحتها «الأفكار» على الدكتورة ريتا سمور، اختصاصية الأمراض الجلدية وهي أستاذ مساعد في جامعة البلمند (درست الأمراض الجلدية في جامعة «مونتريال» في كندا، ثم تخصصت في الحساسية الجلدية لدى جامعة University of Texas South Western – Dallas  في الولايات المتحدة، وهي حائزة على «البورد» الأميركي، لقد عادت الى لبنان منذ ثلاث سنوات وهي اختصاصية أمراض جلدية في مركز كليمنصو الطبي) ونسألها أولاً عن الدراسات حول مضار أشعة الشمس والسولاريوم، فتقول:

ــ عادةً مع حلول فصلي الربيع والصيف، يتوجه هواة تسمير البشرة وخصوصاً الشباب الى التسمير الصناعي أو «السولاريوم» أو التعرض لأشعة الشمس بطريقة غير صحيحة، وطبعاً مع اقتراب فصل الصيف يزداد التعرض لمضار الشمس أكثر نظراً لإقبال الناس على التسمير سواء في المسابح أو باستخدام السولاريوم. أما الدراسات العلمية فتفيد بأن التعرض لأشعة الشمس يؤدي الى مخاطر عدة. أما مخاطر الشمس فهي تسمير البشرة إذ ان التعرض للأشعة ما فوق البنفسجية UV light (الأشعة فوق البنفسجية هي موجة كهرومغناطيسية ذات طول موجي أقصر من الضوء المرئي لكنها أطول من الأشعة السينية سميت بما فوق البنفسجية لأن طول موجة اللون البنفسجي هو الأقصر بين ألوان الطيف) عبر التسمير الصناعي (السولاريوم) أو عبر التعرض لأشعة الشمس مما يؤدي الى مخاطر معروفة أهمها: خطر الاصابة بسرطان الجلد ، ومن المخاطر ايضاً ظهور علامات الشيخوخة المبكرة ، والمشاكل الجلدية مثل التصبغات والبقع البنية وأمراض العيون.

سرطان الجلد

ــ لقد بينت دراسة حديثة أن استخدام السولاريوم يؤدي الى الإصابة بسرطان الجلد، فما صحة ذلك؟

- إن التعرض للأشعة ما فوق البنفسجية وليس فقط السولاريوم يؤدي الى الإصابة بسرطان الجلد، ففي السنوات العشر الأخيرة يشهد العالم ازدياداً في عدد الإصابات بسرطان الجلد عامة وخصوصاً عند الشباب، فعدد الوفيات بهذه الإصابة عند الشباب عالية أيضاً... إن الدراسات الحديثة تفيد أن كل ساعة يموت شخص في العالم بسبب سرطان الجلد «الميلانوما» وهو المرض السرطاني الأكثر شيوعاً عند الشباب خصوصاً ما بين سن الخامسة والعشرين والتاسعة والعشرين. لقد أثبتت الدراسات العلمية أن هناك علاقة مباشرة بين التعرض لأشعة الشمس والتسمير الصناعي وبين الإصابة بسرطان الجلد... لذا أعادت منظمة الصحة العالمية تصنيف السولاريوم في العام 2009 من المسرطنات المحتملة الى المسرطنات المؤكدة. وتضع المنظمة «السولاريوم» على لائحة المواد الأكثر خطورة من حيث خطر الإصابة، والآن أصبح «السولاريوم» له علاقة بالسرطان علماً أن الخطر يكون أكبر عند التعرّض له بعمر مبكر أي ما قبل سن الخامسة والعشرين.

وتتابع الدكتورة ريتا سمور:

هناك أمر يجب التنبه له فكلما تعرض الشخص لأشعة الشمس مسبّبة الحروق في الجلد تكون هناك مخاطرة بأن يُصاب الإنسان بسرطان الجلد. هناك خطورة أكثر اذا تعرض الشخص في سن العشرينات وتحديداً في سن الخامسة والعشرين للحروق أن يشكل ذلك خطراً عليه، لذا العديد من دول العالم قد أقدمت على خطوة مهمة ومنها البرازيل وأستراليا وبعض دول أوروبا وأميركا وكندا وهي منع استخدام السولاريوم عند القاصرين فالبعض منهم منع استخدامه لمن هم دون السادسة عشرة والبعض الآخر لمن هم دون الثامنة عشرة ولكن البعض منهم قد منع القاصرين من استخدام السولاريوم بشكل نهائي.

ــ كم يزيد خطر الاصابة بسرطان الجلد عندما يقوم الشخص بتسمير بشرته بواسطة السولاريوم؟

- ان جلسة واحدة من التسمير الصناعي (السولاريوم) كافية لتزيد من نسبة إصابة الشخص بسرطان الجلد وذلك من 20 الى 67 في المئة، وتزداد هذه النسبة أكثر مع عدد الجلسات التي يخضع لها الشخص.

ــ وهل من طريقة صحية لتسمير البشرة؟

large

- بالنسبة لأطباء الجلد ما من تسمير صحي للبشرة لأن البشرة التي اكتسبت السمرة هي بشرة متأذية، فاسمرار البشرة هو ردة فعل الجلد على التعرض للأشعة ما فوق البنفسجية المضرة، فتفرز الخلايا مادة «الميلانين» محاولة تخفيف الأذى، ولهذا عندما تفرز الخلايا مادة «الميلانين» تسمر البشرة وهي تكون بذلك تحمي نفسها من الأذى. ولكن مع تجاهل الشخص للأمر يلحق به الضرر، ومع الوقت لا تعد هذه المادة تحمي الجلد لأنها في البداية تعطي إنذاراً بأن البشرة قد تضررت بسبب السمرة التي اكتسبتها، ولكن كما ذكرت أنه مع مرور الوقت لا يعد الأمر ينفع. ان تسمير البشرة عن طريق التسمير الصناعي مضر أكثر من التعرض لأشعة الشمس الطبيعية اذ إنه يحتوي على حوالى خمسة أضعاف كمية UV A مقارنة بالشمس.

ــ طبعاً للشمس فوائد أيضاً، فما هي فوائد التعرض للشمس؟

- ان التعرض لأشعة الشمس باعتدال يحمي الإنسان من بعض أمراض الجلد مثل الأكزيما والصدفية وغيرها، وطبعاً UV B يفيد لإنتاج فيتامين «د» اذ انه ضروري لقوة العظام، فتعريض اليدين أو الساقين لمدة عشر دقائق وذلك من 3 الى 5 مرات في الأسبوع مفيد وذلك من أجل انتاج فيتامين «د»، طبعاً مع متابعة حمية غذائية صحية غنية بالكالسيوم (الحليب، الأجبان والألبان وغيرها...) ولكن مخاطر التعرض غير السليم للشمس أو التعرض لفترات طويلة والحروق أكثر من فوائده، لذلك يجب اتباع الإرشادات الخاصة بالتعرض للشمس باعتدال.

ــ لا شك أن علامات الشيخوخة تظهر أولاً على البشرة، فما سبب ذلك؟

- أولاً هناك متغيرات في الجلد فمع مرور الزمن تظهر علامات الشيخوخة، وهناك عوامل وراثية وهذا ينطبق على الرجال والنساء معاً ولكن تظهر علامات الشيخوخة عند المرأة أكثر وتحديداً في سن اليأس وذلك بعد انقطاع العادة الشهرية اذ تخف الهرمونات ولهذا تظهر علامات الشيخوخة عند النساء أكثر من الرجال. وهناك عوامل وراثية أو عوامل خارجية وأهمها التعرض للشمس والتدخين إذ أكبر عدد من الأشخاص الذين تظهر لديهم علامات الشيخوخة هم الذين يدخنون، أما الذي لا يدخن فيحمي نفسه من الشيخوخة مقارنة بالشخص المدخن. وطبعاً الأشخاص الذين يوجدون في غرفة أو مكان ما للمدخنين يلحقهم الضرر أيضاً. فمع التقدم في السن، تصبح البشرة جافة وتُصاب بالترهل وتظهر التجاعيد ولكن أيضاً هناك علامات نسميها Photo aging أو شيخوخة البشرة المبكرة اذ تصبح البشرة سميكة كلما تعرض الشخص لأشعة الشمس لا سيما هواة السباحة والتزلج حيث يقضون ساعات طويلة تحت أشعة الشمس وبالتالي تظهر الشيخوخة المبكرة لديهم أيضاً... طبعاً يمكن تقليل المخاطر مع استعمال الكريم الواقي من أشعة الشمس، كما يفقد الجلد مرونته ويظهر زيوان أسود اللون، وتصبغات جلدية، وبقع بنية، والكلف، وبقع بيضاء، وتصبح الشرايين ظاهرة أكثر، كما تصبح البشرة شفافة ورقيقة وتظهر الكدمات عند تعرض الشخص لأي حادث مثل الوقوع وما شابه.

ــ من خلال معاينتك للحالات، هل تلاحظين ظهور الشيخوخة المبكرة بسبب التعرض لأشعة الشمس والتسمير الصناعي؟

ــ ما هي الإرشادات والنصائح التي يوصي بها اختصاصيو الجلد؟- في لبنان وأيضاً في الدول العربية وبسبب التعرض لأشعة الشمس بطريقة غير صحيحة واستخدام السولاريوم، تظهر علامات الشيخوخة المبكرة أكثر من المجتمعات الغربية: فمثلاً إذا قارنا ما بين سيدة لبنانية في سنّ الأربعين وسيدة أوروبية أو أميركية في سن الخمسين من حيث ظهور علامات الشيخوخة نرى أنه وبالرغم من أن هناك فرق عشر سنوات إلا أنهما تبدوان في العمر نفسه، معنى ذلك أن بشرة السيدة اللبنانية في سن الأربعين تبدو كبشرة السيدة الأوروبية والأميركية وهي في سن الخمسين.. ولكن تجدر الإشارة الى أن هناك فرق من حيث التصبغات الجلدية اذ ان لون بشرة السيدة في دول حوض المتوسط ليست بيضاء كما السيدة في دول الغرب وبالتالي قد يكون الضرر أقل لأنه كما تعلمين البشرة البيضاء تتأثر بأشعة الشمس أكثر بكثير من البشرة البنية اللون أو الداكنة.

- عدم اللجوء الى جلسات التسمير الصناعي (السولاريوم)، بل التعرض لأشعة الشمس باعتدال وتجنب التعرض لأشعة الشمس ما بين 11 صباحاً و4 بعد الظهر، وأن يستخدم كل شخص القبعة الواقية، والنظارات الشمسية الواقية، وأن يستخدم الكريم الواقي، وأيضاً أن يلبسوا ثياباً ألوانها فاتحة وغير داكنة عند التعرض لأشعة الشمس، وأن تغطي الثياب جزءاً كبيراً من الجسم لحمايته من مضار الشمس. كما ننصح بأن يلعب الأولاد في أمكنة غير مشكوفة لأشعة الشمس على مدار اليوم خصوصاً على شواطئ البحر والمسابح. والأهم عدم تعريض الأطفال ما دون الستة أشهر لأشعة الشمس على الإطلاق. كما ننصح دائماً باستخدام الكريم الواقي خلال موسم السباحة كل ساعتين وليس لمرة واحدة، ولا ننصح باستخدامه على البشرة فحسب بل على اليدين والساقين والأذن والشفاه. والأهم من كل ذلك، نذكر بضرورة إجراء الفحص الدوري للبشرة في حال ظهور أي بقع جديدة في الوجه أو الجسم وأيضاً ظهور الشامات، اذ لا يجب تجاهل هذه البقع. من الضروري تجنّب جلسات السولاريوم المتكررة علماً أنه قد تكون الجلسة الواحدة مضرة وتؤثر على البشرة والجلد والامتناع عن التدخين نظراً لمضاره اذ يؤدي الى ظهور علامات الشيخوخة واستخدام الكريم الواقي الذي يحتوي على مواد تساعد على منح البشرة السمرة وفي الوقت نفسه لا تضرّها.

تجربتي في طريق الإصلاح

أنا الموقع أدناه مواطن وطبيب ثم عضو في نقابة الأطباء ثم نائب سابق للنقيب ثم أمين السر العام لنقابة أطباء لبنان... وأنا قبل كل هذا من البسطاء الحالمين بالإصلاح المتكامل في هذا الوطن المعذّب...

لكنني بألم شديد أقول إن طريق الإصلاح هي أيضاً خاضعة للمصادرات وللتجزئة ولكل ما يحول دون أن توصل هذه الطريق إلى نتيجة فاعلة، هكذا نبقى في الحلقة المفرغة. وحول هذه الحلقة أسياد كبار وأسياد صغار يتحكمون بالحقائق ويجزئونها ويمسخونها ويشوهونها بحسب ظروف المصالح المكشوفة وغير المكشوفة.

اخترت طريق النقد البناء في نقابة الأطباء، لا بدافع التهجم الشخصي على أحد، بل بدافع الإصلاح وفي خاطري حلم أن تبقى نقابة الأطباء بعيدة عن غبار التقصير والانحراف...

لكن هذا الحلم قادني إلى الحقيقة المرة، وهي أن المصالح الخاصة أقوى من الإصلاح، وأن الوساطات والتسويات والترقيع أقوى من سلامة التصحيح، وأن المصلحين السذج أمثالي فرسان يطحنون الهواء.

أقول كل هذا بمرارة وأذكر في هذا المجال برنامج «الفساد» التلفزيوني الذي كنت أتابعه كلما تسنى لي ذلك... لكن تجربتي مع السيدة غادة عيد تجربة أحبطت رغبتي في تبيان الحقيقة بعيداً عن كل تجريح شخصي.

1  

رأيان متعارضان حول نقابة الأطباء، تمنح السيدة غادة عيد المنبر للأول مدة توازي الخمس والثلاثين دقيقة، أما أنا العبد الفقير والطبيب العصامي فتمنحني حق الرد مدة أقل من عشر دقائق قاطعتني خلالها مرات عدة وبين يديّ وثائق وأوراق لم يتسنَ لي أن أقرأها أو أختصرها أو أتلو عناوينها... فالوقت التلفزيوني يضيق أمام الذين لا صوت لهم أمثالي.

أيها الإصلاحيون، أيها الإخوان الطيبون، استمروا في أحلامكم، فالأحلام تريح لكن وطننا ما زال بعيداً وبعيداً جداً عن أحلام الطيبين.

الدكتور سامي الريشوني

أمين السر العام ــ نقابة أطباء